أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ














المزيد.....

المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نريد أن يصبح زمننا السياسي قطعة من الظلام، تطارد نومنا، وتعكر مزاجنا، وتحولنا إلى كائنات سياسية بدون جسد ولا روح. كما لا نريد أن نحول بعض انتصارات زمننا إلى كومة دخان أسود، خوفا من التدجين والاحتواء.
طبعا، هناك قضايا ومستجدات تخترق، بسرعة البرق، كل ساعات ليلنا ونهارنا، من دون توقف ولا تردد، وتعد بما لا يستطيع أن يفي به إلا الزمن الذي يجيء، وهو حتما يجيء. ورغم ذلك، لا بد من أن نستحضر نوعين من مهامنا المستعجلة: مهام المقاومة السياسية ومهام المقاومة الثقافية، من أجل المساهمة في بناء المشروع السياسي والثقافي الوطني، استجابة لتطلعات شعبنا وحقه في العيش الكريم، وفي الولوج إلى كل الخدمات الاجتماعية.
وإذا كان لا بد من مقاربة الحقل السياسي والثقافي في المغرب من وجهة تاريخية للوقوف على مواقف الفاعلين الرئيسيين في هذان الحقلان، فربما آن الأوان للكشف عن الظلم الذي لحق بهؤلاء من طرف السلطة السياسية المساهمة في الحكم، وتهميشها للعلماء وللمثقفين اليساريين على صعيد أشكال معينة من السلطة، وهذا عكس ما كان في مراحل سابقة عن الاستقلال وحتى قبل الحماية.
إن ما نعيشه اليوم من مقاومة سياسية وديبلوماسية من أجل استرجاع مكانة المغرب ودوره في وطنه الإفريقي، يذكرنا بما حصل في منتصف السبعينات مع نفس القضية/قضية الصحراء المغربية.
أزيد من 40 سنة من المقاومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الوحدة الوطنية، ومن أجل الحفاظ على المؤسسات، وبناء علاقات سياسية وعلاقات ايديولوجية جديدة بين الفاعلين في المشهد الوطني. وهذا، رغم الاختلالات التي عصفت بالعديد من الحقوق والحريات باسم الإجماع الوطني والسلم الاجتماعي.
واليوم، نعود من جديد لنفس النقاش باحثين عن آليات الربط بين المثقف والحقل السياسي، ومحاولة فهم طبيعة التعارض بين المثقف والسلطة في واقعنا، رغم أن كلاهما يشكل سلطة.
وربما، وعلى ضوء المستجدات السياسية والدبلوماسية الجديدة، وعودة المغرب للإتحاد الإفريقي، وما ينتظره من ارتباط عضوي بقضايا وتطلعات شعوب إفريقيا، يبدو ضرورة إدراك جديد للسلطة ولأهمية الثقافة، من أولى الأولويات من أجل تحرير الطاقات من كل الآليات والأدوات الإكراهية، وجعل الأجهزة الإيديولوجية، وعلى رأسها الجهاز الثقافي، في خدمة الإجماع الوطني الجديد، الذي نريده أن يتأسس على دفع المثقف إلى تحمل المسؤولية وإدماجه في الفعل الثقافي، بنكهة المعارضة الايجابية وبرؤية نقدية، من أجل المساهمة أكثر فعالية في السلطة.
بلادنا تزخر بالنخب، وبالمثقفين في كل التخصصات وفي كل ميادين الثقافة والفن والإبداع، وهؤلاء يجب إدماجهم، مادامت المقدسات التي تقوم عليها الدولة المغربية لم تعد تفرق بين الفاعل السياسي والفاعل الثقافي، ومادامت المقاومة السياسية والثقافية كل لا يتجزأ، والرابط بينهما هو المجتمع الحداثي الديمقراطي، على قاعدة حقوق الإنسان والحق في التعبير والرأي والحرية والمساواة.
إن استرجاع المغرب لدوره التاريخي في القارة الإفريقية، يأتي اليوم في وضع دولي تخترقه العديد من التناقضات باسم النظام الدولي الجديد، في ظرفية خاصة تميزها خريطة عالم جديد لم ترسم حدوده بعد، مع ما تبقى من الشرق وما تم توريثه عن الغرب.
فإذن، علينا أن نختار ما ذا نريد؟
إن استكمال مهام المقاومة السياسية وتحرير الوطن من كل جيوب الاستعمار، والحفاظ على وحدة الوطن وكيانه، يعتبر اليوم معركة شعب بكامله وليس، معركة طرف ما دون الآخر. فالضرورة اليوم تستدعي تقوية جبهتنا الداخلية، من دون مغامرة سياسوية ترضي جهة ما.
وإذا كان الخطر الأحمر قد تراجع نسبيا، فلا يجب أن نستبعد أخطارا جديدة قد تحمل معها ألوان أخرى من الشعارات ومن الآليات المدمرة للاستقرار المغربي.
عندما ننظر إلى بؤس الثقافة في وطننا من حيث الإنتاجية والمردودية، وتهميش دور الأندية الثقافية، ومراكز البحث الثقافي، ودور الإبداع والفنون والمحافظة على التراث، نبكي ما وصلنا إليه منذ أن حصلت الثقافة على استقلال مؤسساتي، ابتداء من سنة 1979، تاريخ أول وزارة خاصة بالثقافة، بعدما ظلت ملحقة لسنوات طويلة إما بوزارة التعليم أو بوزارة الشؤون الإسلامية.
لقد استخدم التكنوقراط والنخب الاسلاموية شعارات مناهضة للإجماع الوطني الجديد لمغالطة الشعب، في إطار التقاء المصلحة مع مناهضي البناء الديمقراطي الحداثي، لتبقى المقاومة السياسية معزولة عن المقاومة الثقافية، ولكي يتسنى لهؤلاء ممارسة النهب المستور، من أجل عودة الاستبداد والنكوصية التي تساعد على تكديس الثروات وعدم استثمارها في المجالات الاجتماعية الحيوية. لهذا، إن معركة الوحدة الوطنية اليوم لن تستكمل مشروعها إلا بعودة المقاومة الثقافية إلى جانب المقاومة السياسية، و عودة مجموعة من المثقفين المغاربة للمكانة التي يستحقونها.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ