أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - واقع الصراع بين البرلمان والعبادي














المزيد.....

واقع الصراع بين البرلمان والعبادي


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5471 - 2017 / 3 / 25 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واقع الصراع بين البرلمان والعبادي
ربما تكون الديمقراطية الفوضوية التي يعيشها العراق في الوقت الحاضر ، وعدم وجود قواعد واضحة لضبط حركة ادارة الدولة وتسيير دفتها ، هي ما تحكم الوضع الحالي في العراق ، واذا ما تركنا كل التشوهات في العملية السياسية التي تجتاح ارض العراق والتي من جرائها راحت تتحرك باقي العمليات الاخرى على ارض ذات مطبات زلقة . وركزنا على علاقة السلطة التنفيذية ممثلة بالسيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بالسلطة التشريعية ممثلة بجميع الكتل السياسية الاّ من رحم ربي ، تجد انه يبدو صراعا رومانيا حتى الموت ، واذا كانت كتلة القوى العراقية معنية بهذا الصراع بحكم الاختلاف الفكري مع العبادي والبحث عن الزلات بكل حجومها ، بغية اسقاط تجربته السياسية لأثبات فشله ، يساعدهم في ذلك بعض من يدعي الحرص على مصلحة الوطن من رؤساء اللجان في البرلمان ، فإن هناك الكثير من الادوات القانونية والدستورية الجاهزة لإشهارها في وجه حكومة العبادي ، دون الالتفات الى الظروف الموضوعية المعروفة التي يمر بها الوطن ، حتى ان الاصرار عليها بات مؤشرا واضحا على النوايا الغامضة التي تقف ورائها ، وهنا اصبحت كل المبادرات التي تقوم بها الحكومة ، هي موضع شك قابل لرفع البطاقة الصفراء او الحمراء بوجهها من قبل اي نائب .
ان حملة دعوات المساءلة التي يوجهها البرلمان وتوافق عليها رئاسة المجلس الى الوزراء والمسؤولين وبشكل خاص للوزارات الامنية ، ليست اكثر من تعطيل للمهمات والواجبات التي تشغل بال هذه الجهات ، فضلا عن تشتيت افكارهم بل وزرع حالة الاحباط التي يشعر بها المهتمون بالشأن الامني وسط جو من الانتصارات والاندفاع لتعزيزها . حتى ان البعض راح يعمل بالمثل المحبط ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) . فوسط هذا الاعصار السياسي الدولي ، وما تمر به المنطقة من صراعات شرسة مع قوى الشر المتخلفة ، تمارس ضغوطا غير محتملة على صانعي القرار في العراق من اجل التأثير عليهم وتشتيت افكارهم ، دون ان يتقدموا بملاحظات هادئة لما يروه بأنه خروج عن الشرعية والدستور وضمن حوارات هادئة بعيدة عن ضياع الوقت والجهد والمساجلات الخرقاء .
لقد ثبت ان العراق لوحده رغم كل امكانياته البشرية والمادية غير قادر على مواجهة الهجمة الشرسة وان ما تقوم به الدول الصديقة والمنظمات الدولية والاقليمية تحكمه المصلحة المتبادلة ولكنها تبقى بحاجة الى دعم وتعزيز الدول الفاعلة وان الغاء دور هذه الدول لشتى الاسباب الفكرية والايديولوجية ما هو الاّ سوء تقدير وقصر نظر سياسي في العلاقات الدولية ، وان المسار الصحيح في هذه العلاقات هو تصحيح الخلل الذي تحدثه التشنجات السياسية في تلك العلاقات .
ان انقسام البرلمان الى كتل مختلفة الاهواء ، جعل منها تترصد وتتسقط الزلات المرتقبة للحكومة بل وحتى لرئاسة البرلمان ، بل ان مواقفها راحت تلاحق علاقات العراق الدولية واتجاهها ففي الوقت الذي ترفض فيه جانب من الكتل البرلمانية التعامل مع معسكر ما ، ترفض الاخرى التعامل مع المعسكر الاخر ، بل ان الامر وصل الى درجة التربص لرئيس الوزراء اثناء زيارته الى الولايات المتحدة ولقائه رئيسها الجديد . والتهديد بتوجيه الاسئلة له عن ما يعنيه بكلمته الفلانية او تصريحه الفلاني . وهذا ما أعلنوه صراحة ، وراحوا يستعدون لمواجهته عند عودته ، والحقيقة اننا لم نقرأ كدارسي سياسة او كمتابعيها مثل هذا الصراع السمج البعيد عن مصلحة الوطن ضمن هذه الظروف اللعينة ، وما يدعو الى الدهشة ان كل القوى البرلمانية لها من يمثلها في الحكومة بما يوازي مقاعدها في البرلمان . في الوقت الذي يدعي كل نائب انه يعمل من اجل ( الشعب ) والوطن ، وحين تراقب سلوكه لا تجد غير مخلوق يتصرف وفقا لما تمليه عليه كتلته او مصلحته الشخصية ، بإ ستثناء النادر ممن ضاعت اصواتهم البيضاء وسط هذا الكم التالف .
المراقب للوضع السياسي العراقي لا يستبعد عنصر الكراهية وربما الحسد من النجاحات التي يحققها العبادي ، ويزداد الخوف منه كلما اقترب موعد الحسم العسكري ضد الارهاب من نهايته .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالات التخرج في الجامعات
- الجبير في بغداد .. يَجبر ام يُجبر
- غلق ملف الدولة
- شباط ليس اسودا
- الفساد يلد
- ترامب ليس لغزا
- عواصف كاذبة بوجه ترامب
- الربح والخسارة في لعبة الارهاب
- الفاشلون
- ترامب المرعب
- امر السيد الوزير
- قضيتنا وبينالي
- جيشنا اصبح محترفا
- الشرف لا يقبل التجزئة
- موسم تفقيس الاحزاب
- الاعتدال بين النفاق والتطرف
- صراعات .. لاعلاقة لها بمصلحة الوطن
- احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي
- المجلس ومشاريعه المضحكة
- البرلمان وقوانينه الاستفزازية


المزيد.....




- انطلاق مهرجان سان فيرمين: آلاف العدائين يواجهون التحدي الممي ...
- لجنة أممية: 1.8 مليون نازح أو عديم الجنسية في تشاد خلال 2024 ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن مخطط لتهجير فلسطينيي غزة
- نتنياهو يعلن ترشيحه ترامب لجائزة نوبل للسلام
- ترامب يستبعد ضرب إيران مجددا ويؤكد عقد اجتماع وشيك معها
- ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل ...
- -شهر واحد لتدمير كل شيء-.. ما العملية الأوكرانية السرية لإبا ...
- ليبيا - بنغازي: ماذا وراء استقبال المشير الليبي خليفة حفتر و ...
- هل التقى الرئيس السوري فعلاً بنتنياهو؟
- موريتانيا: خطوة مفاجئة من حزب تواصل قبل الحوار الوطني المرتق ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - واقع الصراع بين البرلمان والعبادي