أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - التفكير














المزيد.....

التفكير


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 12:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التفكير
عقد في المنتدى التنويري الفلسطيني جلسة حول جذور التكفير في الثقافة العربية الإسلامية، وقد تحدث المحاضران "جمال جودة وناصر الشاعر" حول الموضوع بإسهاب، لكن ما ميز المحاضر "جمال جودة" تناوله لجذور التكفير الذي نشأ مع بداية نشوء الدولة العربية الإسلامية، موضحا أن التكفير كان نهج ملازم لنشأت الدولة الخلافة، بينما تحدث "ناصر الشاعر" عن حيوية هذه الأمر وتناسبه مع واقع الدول، فليس هناك دولة قامت دون أن تكون قادرة على ضرب الخصوم إن كانوا في الداخل أو الخارج.
على العموم، لست ممن يفضلون جلسات (الأستاذ والطالب) بالمطلق، وأفضل دائما أن يكون هناك حلقة نقاش، وهذا أفضل من تلك التي ما أن ينتهي المحاضر من محاضرته حتى يفتح باب الأسئلة ليجيب ـ كأستاذ ـ على أسئلة الحضور، فرغم حالة الخراب والدمار والتشرد والموت قال أحد المحاضران أنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة، وأن الدين قائم لأنه جاء من الله، وحاول التملص من الحدث بصراحة من خلال هروبه إلى احداث ووقائع تلامس الموضوع ولا تتناوله بشكل وعميق، وهذا النهج هو المتبع عند الاتجاه الديني السياسي، الذي يحاول المراوغة هنا وهناك والإفلات من الحقيقة.
... لأننا بحاجة إلى التخلص من فكرة الأب/الأستاذ/الفقيه، ارتأيت أن أقدم فعض الأفكار حول واقعنا وكيفية البحث عن الخروج من هذا الجحيم الذي وضعنا فيه الفكر الديني السياسي.
أولا: اعتقد أن فشل الإسلام والمسلمين في انهاء حرب وقعت بين علي ومعاوية منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والتي ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم، يوجب علينا كأتباع الدين الإسلامي أن نعيد النظر في كافة أمور الدين بشكل كلي ودون خوف، فليس بعد حياة الإنسان وخراب الأوطان حائل يحول دون بحثتا عن حياة والخلاص من عقم من استنكفوا/امتنعوا/تجاهلوا/رفضوا عن حل جذور الخلاف بين ابناء الدين الواحد.
ثانيا: لقد اثبت الواقع أن تيار الديني السياسي المعاصر لعب دورا حيوي وأساسي في ضرب وتخريب ودمار الأوطان وأي حركة/فكر يحاول أن يخدم عملية التغير الايجابي والخلاص من هيمنة رجال الدين والهيمنة الغربية علينا وعلى أوطاننا، والشواهد كثيرة، منذ أن وقفت جماعة الاخوان المسلمون ضد عبد الناصر، مرورا بعدائها المطلق للثورة الفلسطينية والأحزاب القومية واليسارية العربية، إلى مشاركتها في (الخراب العربي) في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن ومصر.
ثالثا: هناك نهج يتمثل عند الجماعات الدينية السياسية أنها تأخذ نماذج وردية تحاول من خلالها أن تجمل الحال والواقع الإسلامي وتطرحه/تقدمه بشكل مثالي لنا، وهذا النهج هو أحدى الوسائل الخطيرة والمدمرة للمجتمع وللفكر الطليعي، الذي بدونه لن يستطيع المجتمع أن يتحرر من الخرافات والفكر الجبري والرؤية الوهمية الخيالية التي يتلاعب بها التيار الديني السياسي بعقول العامة، فسينعكس هذا النهج على العامة من خلال الواقع المعاش سلبيا، مما يجعل الفرد والجماعات ترتد أو تصاب باليأس والقنوط لعدم قدرتها على تحقيق/الوصول إلى الفكرة الوردية التي رسمها هؤلاء بعقولهم، وهنا تكتمل عملية انهاء طموح الفرد/المجموعات في الفعل الايجابي بشكل مطلق، وتتجه نحو، أما إلى القوقعة على الذات وانتهاء التفكير بالخلاص نهائيا، وإما التوجه نحو التكفير والعنف والإرهاب الذي وجدناه في دولنا.
ثالثا: العمل على توضيح أن الفكر الديني الإسلامي الذي نشأ في بيئة صحراوية متعلق في غالبيته بالمجتمعات الرمال الصحراوية، لا يمكنه أن يكون مناسبا للمجتمعات المدنية التي كانت في الهلال الخصيب ومصر، فهناك بيئة ومجتمع وحياة تختلف تماما عن بعضهما البعض، لأن هذا الجمع والخلط بين واقع مجتمع الرمال/الصحراء وواقع المجتمعات المدنية والحضارية يخدم فكرة الصحراء والرمال على حساب المجتمعات المدنية الحضارية، فعلى سبيل المثال، عندما يأتي أحد رجال الدين ويقول: "بأننا كنا قبل الإسلام نؤيد بناتنا خوفا من العار والفقر" فهذا الأمر كان صحيحا في المجتمع الرمال/الصحراء، لكنه لم يكن بتاتا في المجتمعات المدنية والحضارية في الهلال الخصيب ومصر، لهذا يكون هذا الحدث صحيحا في مجتمع الرمال الصحراوي وغير صحيح في المجتمع المدني الحضاري.
ومن الأهمية بمكان أن نؤكد بأن المجتمعات المدنية والحضارية تتميز عن تلك الصحراوية بأنها مشكلة من مجموع متنوع ومتعدد، إن كان على مستوى المهن والحرف أو على مستوى العقائد والأفكار، فنجد في المدينة الحداد والفلاح والطبيب والصانع والمفكر والمدرس، ونجد فيها الكنيسة والمسجد والمعبد، بينما في مجتمع الرمال/الصحراء لا نجد إلا الرعي والغزو، والذي يسعى لجمع الناس حول فكرة القبيلة وليس الحياة المدنية المشتركية والمتنوعة والمتعددة، لهذا عندما يستخدم رجال الدين المهيمنين على (الخلط) الديني من خلال المساجد والمحطات الفضائية على الجمع والخلط بين المجتمعات والبيئات الإنسانية فأنهم لا يكون أبرياء من زجنا/دفعنا إلى مجتمع الرمال/الصحراء، ويريدوننا أن نكون أتباعهم.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع كتاب شهرزاد ما زالت تروي- فراس حج محمد
- الخطاب عند -عروبة الباشا-
- القصيدة التاريخية -ركام الأزمان .. من سالف القدس حتى الآن- ع ...
- القصيدة النبيلة -قلق وباب- يحيى الحمادي
- المخاطبة الشعرية بين عبد القادر دياب وعبد الهادي الملوحي
- الشاعر الحكيم محمد داود
- الهم الوطني وطريقة طرحه في قصيدة -دعوة- محمود الجاغوب
- الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا
- التماهي مع الأم عند طالب السكيني
- الوطن والمرأة في قصيدة -جنون- بركات عبوة
- دوافع التطرف في رواية -دروب النار- عباس دويكات
- المرأة والشاعر في قصيدة -عيد سعيد عمر مديد- نايل ضميدي
- الفلسطيني العراقي في قصيدة -عراق وعراك- محمود ضميدي
- الشاعر والمجتمع في قصيدة -رياء- أنس حجار
- هيمنة الحرف على القصيدة -زمن الجياع- محمد داود
- الشعر متنفس الشاعر في قصيدة -لعل الشعر يختتم- عبد القادر ديا ...
- البيئة وأثرها على الكاتب مالك البطلي
- قسوة الصور في قصيدة -الزنديق- عمر الكيلاني
- الحكاية الهندية في كتاب -أحلى الأساطير الهندية-
- المتحالفان -الصحراء والبحر- في ديوان -بين غيمتين- سليمان دغش


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد الحواري - التفكير