أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الأقباط ليسوا بحاجة إلى بيوتنا بل إلى بلادهم














المزيد.....

الأقباط ليسوا بحاجة إلى بيوتنا بل إلى بلادهم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 02:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرسل لي الأستاذ: "محمد خليل"، رسالةً طيبة تقول:
"ممكن تساعديني في استضافة أسرة مسيحية في بيتي بالبحر الأحمر؟ ومستعد للإنفاق عليها مدى الحياة. وأُشهد الله أنني جاد في تغيير الصورة الممقوتة التي يطل بها علينا كل يوم شياطين الإنس ممن لا دين لهم وإن ادّعو غير ذلك. إن لم يصح أن يعيشوا معنا في بيوتنا فليعلم أعداء الوطن أننا على أتم الاستعداد أن نذهب لنعيش معهم حتى يعلم القاصي والداني أننا كيان واحد فنبدأ نحن بتلقي الطعنات بدلا من أشقائنا المسيحيين.”
هو يتكلّم عن أقباط العريش الذين يلاقون الويل الآن على يد مسوخ داعش الذين يُروّعون محافظة سيناء، بعدما أسموها "إمارة سيناء"، كأنما وقعت تحت "إمرتهم"، ولكن هيهات، لن تكون، وسيردّهم اللهُ على أعقابهم أذلاّءَ خاسئين، على أيادي بواسل جيشنا المصري العظيم، بإذن الله. اضطرّ أقباطُ العريش المسيحيون إلى ترك دورهم الآمنة، بعدما لم تعد آمنةً، والنزوح الاضطراري إلى كنائس محافظتي الإسماعيلية وبور سعيد، حتى تنتهي قوّاتُ الأمن المصرية من ملاحقة مسوخ الإرهابيين الذين يتخفّون داخل شقوق جبال سيناء وأحراشها، وللأسف يحميهم بعضُ سكّان العريش المُضلّلين. وهذا الظهير البشري التي يحمي الإرهابيين ويُخفيهم عن عيون قوّاتنا المسلحة تكوّن من أهالينا في سيناء لأن الدواعش مازالوا في عرفهم "مسلمين مؤمنين"، وإن بغوا، مادام الأزهر الشريف يرفض تكفيرهم حتى هذه اللحظة، طالما نطقوا الشهادتين!
رسالة الأخ الكريم لا تحتاج إلى تعقيب لتوضِّح طبيعة العلاقة الطيبة الوثيقة بين مسلمي مصر ومسيحييها. فجميعُنا "أقباطٌ" أشقاءُ من أبٍ واحد، وأمٍّ واحدة من سالف الدهر، ولأبد الدهر. نحمل الچين المصري الطيب، وننتمي للعِرق القبطيّ الشريف. جذورُنا واحدة، مهما تشعّبت الأغصانُ وتفرّعت.
لكنّ ردي على رسالة السيد الفاضل جاء كالتالي: “ ما أجمل مشاعرك يا أستاذ محمد! أشكرك طبعًا لكن نحن، وهُم، بحاجة إلى ما هو أكثر من بيوتنا نفتحها لهم. نحن جميعًا بحاجة إلى العدل والتحضّر معهم. فهم ليسوا في حاجة لأن نستضيفهم في بيوتنا. بل هم بحاجة إلى العيش الكريم والآمن في وطنهم مصر.”
إنّ فتحَ بيوتنا، وقلوبنا أيضًا، ربّما يكون للوافدين الذين تركوا أوطانهم المُحتلّة وفرّوا إلى أوطان أخرى أكثر أمنًا وسلامًا. لكن هذا الحال لا ينطبق على أقباط مصر، لأن مصرَ وطنهم الأول والأخير، ولن يكون لهم وطنٌ غيره، مهما سافروا وهاجروا وارتحلوا. بل إن المصريين المسيحيين يحملون الچين المصري على نحو أكثر صفاءً، مما نحمله نحن المصريين المسلمين. لأنهم لم يتزاوجوا، تقريبًا، مع أعراق أخرى غير مصرية كما فعل أجدادُنا المصريون الذين تركوا المسيحية ودخلوا في الإسلام واختلطت دماءُ نسلهم بدماء أعراق مختلفة عن طريق التزاوج بغير مصريين. فمصرُ، تاريخيًّا، ظلّت لا تعرف إلا العقيدة المسيحية التي كان جميعُ المصريين يدينون بها، حتى دخول الإسلام مع الفتح العربي لمصر عام 642 م. آمن بالإسلام نفرٌ، هم أجدادُنا، نحن المصريين المسلمين الراهنين، وظلّ على المسيحية نفرٌ، هم أجداد أشقائنا المصريين المسيحيين الراهنين. لهذا حين نقول "أقباط" فنحن نتكلم عن المصريين المسيحيين الذين احتفظ أجدادهم بدينهم مثلما احتفظوا بالهُوية المصرية (القبطية). ومن هنا يخلط بعضُ الناس بين "العرق" وبين "العقيدة" فيظنون أن "القبطية" عقيدة، بينما هي سلالة بشرية (عِرق) هي "المصرية القديمة".
أولئك المصريون الأصلاء يواجهون اليوم الموتَ في وطنهم مصر، على يد لصوص داعش المرتزقة أعداء الحق أعداء الحياة. يُهدَّدون ويُقتَلون ويُحرَقون أحياء، ثم يختبئ السفاحون الدواعش في بيوت سكّان العريش وتحت حماية رؤساء القبائل. نجح مسوخ داعش في أن يقنعوا بسطاء المسلمين هناك بأنهم يرفعون لواء الإسلام ففتح لهم الطيبون بيوتهم يخفون فيها أسلحتهم وغدّارتهم التي تحصد كل نهار ما تيسّر لها من الأرواح البريئة المسالمة من أقباط المسيحيين ومن جند جيشنا المصري العظيم. لماذا، وكيف نجح الدواعش في صنع هذا الظهير البشري من أبناء سيناء؟ لأن الأزهر الشريف يضِنّ علينا ببيان رسمي يُخرج أولئك السفاحين القتلة من مظلّة الإسلام، ماداموا ينطقون الشهادتين! ولو أصدر الأزهر ذلك البيان، لانفضَّ عن الدواعش مَن يحمونهم بدعوى حماية الإسلام! ولأنقذ صورتنا نحن المسلمين من تلك الصورة الشوهاء التي دثرتنا أمام العالم.
الأزهر مازال ينعت الدواعش بالـ: "مؤمنين من الفئة الباغية"!!!! فأيُّ إيمان يُظلّل مَن ينحر الرقاب ويحرق الأحياء ويغتصب النساء وهو يهتف باسم: الله الأكبر؟! أيُّ تشويه لاسم الله ولعقيدة الإسلام أكثر مما يفعله مَن تسمونهم بالفئة المؤمنة الباغية؟!! وكيف تندهشون أن يحميهم أهلُ العريش ويصنعون لهم ظهيرًا بشريًّا يُخفيهم عن عيون قوّات أمننا المصريّ؛ وأنتم تضنّون عليهم، وعلينا، ببيان رسمي من الأزهر يقضي بخروجهم عن مظلة الإسلام بعدما خرجوا من مظلة الإنسانية؟! كيف يظلون مسلمين وهم لم يعودوا بشرًا؟! هل العقائد إلا لبشر؟! أليس كافرًا من يُشوه صورة "الله"؟! أليس إصراركم على عدم تكفيره بمثابة تصريح رسمي للإرهاب ممهور بخاتم الأزهر، أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، ومُزيّل بختم الدولة المصرية؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيس بوك من دون زجاج
- امنعوا بناتكم من التعلّم!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (6/6)
- إنهم يصنعون المستقبل
- تكفير داعش مسألة أمن قومي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (4)
- طارق شوقي … نراهن عليك في رحلة -النكوص-
- ابسطوا قلوبكم مرمى للسهام
- احنا فقرا قوي!
- كاميرا خفية لضبط المعلّم الطائفي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (3)
- زغاريدُ وحزامٌ ناسف
- دميانة … الزهرة رقم 29
- اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (2)
- سيد حجاب ... مُت ما شاء لك الموت
- بالأمس تعلمت شيئًا: مبروك عليكم السما
- وإن أصابتك ركلةٌ في أسنانك
- فرسان الإمارات … شهداء الإنسانية
- أُقبِّلُ قلبَك … رسالة شريهان


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الأقباط ليسوا بحاجة إلى بيوتنا بل إلى بلادهم