أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها















المزيد.....

اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 16:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تقوم العقيدة العسكرية الروسية الجديدة التي تم تبنيها في 2015 على عدة مبادئ اهمها:
السلاح النووي
أ ـ ان السلاح النووي هو المحور الاساسي للستراتيجية الروسية بمجملها. وتخضع لهذا المبدأ كل سياسة الدولة والدبلوماسية الخارجية، والسياسة الداخلية، والاقتصاد الوطني، وبالاخص المجمّع الصناعي الحربي، وجميع القوات المسلحة البحرية والبرية والجوية والفضائية، الدفاعية والهجومية، والعلوم الاختبارية، والتنظيم الاهلي والمُدُني، والثقافة البسيكولوجية المجتمعية.
الضربة الاولى... روسية!
ب ـ ان روسيا، شعبا ودولة وجيشا، لن ترتكب مرة اخرى الخطيئة التي ارتكبت في الحرب الوطنية العظمى خلال الحرب العالمية الثانية، وهي انتظار تلقي الضربة الاولى من قبل المعتدي الخارجي كائنا من يكون.
ج ـ ان روسيا لن تكون معتدية على اي دولة او شعب آخرين. ولكنها ستكون جاهزة جهوزية تامة لتوجيه الضربة الاولى للعدو ـ المعتدي الشمولي، المؤكد، بعد التأكد علميا وعمليا من فعل العدوان الموجه اليها، ولسحق المعتدي الشمولي قبل تنفيذ عدوانه.
د ـ ان الضربة الروسية الاولى للعدو ـ المعتدي الشمولي ستكون حتما ضربة نووية، تمحو هذا العدو من الوجود. ولذلك فهي ستكون الضربة الاولى والاخيرة.
التحرش الداعشي ـ التركي ــ الاميركي في سوريا
وفي كانون الثاني 2014 دخل تطور جديد وخطير على "الثورة الملونة" الموالية لاميركا والمسماة "الربيع العربي". إذ أعلن عن تجاوز شرعية دول سايكس ـ بيكو وقيام "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، وبويع احد رجال العصابات التكفيرية الملطخة يداه بالدماء والمسمى "ابو بكر البغدادي" بأنه "خليفة المسلمين" في القرن الواحد والعشرين. وسيطر هذا التنظيم فورا على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، واتخذ مدينة الرقة عاصمة له، وسيطر على منابع النفط في تلك المنطقة وشرع في نهبها وبيع النفط بثمن بخس الى تركيا. وهو ما أمّن تمويلا ذاتيا ضخما للتنظيم، وارباحا اضخم للدولة المافياوية والعثممانية الجديدة، التركية. ونتيجة ذلك انخفض سعر برميل النفط الخام الى ما دون الـ40 دولارا مما كان له اثر سلبي كبير على مجمل الاقتصاد والميزانية الروسيتيين.
مشروع دولة نازية جديدة
وفي حزيران 2014 سيطرت داعش بشكل خاطف على مدينة ومنطقة الموصل العراقية، وفتحت الحدود التركية مع سوريا والعراق (بطول اكثر من 1150كلم) على مصاريعها، واتصلت (اراضي داعش) في سوريا والعراق ببعضها، ودخل (اراضي داعش) جيش لجب يتألف من عشرات آلاف المقاتلين الداعشيين من مختلف بلدان العالم ولا سيما من الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة وبالاخص من مسلمي روسيا الاتحادية، كما دخل الجيش التركي ذاته، بدون اي اتفاق مع الحكومتين العراقية والسورية، بل رغما عنهما. وظهر ان الدواعش يملكون عشرات آلاف السيارات المسلحة والمصفحة رباعية الدفع لاختراق الصحارى الواسعة، والدبابات والمدفعية والصواريخ متوسطة المدى وغيرها من الاسلحة الميدانية التي تمكنها من التغلب على اي قوة تقف بوجهها (باستثناء الطائرات، التي "لم يكن قد حان وقتها بعد!"). وبدأ الدواعش وحلفاؤهم من التنظيمات الارهابية الاخرى حملة واسعة من الهجمات والتفجيرات الارهابية في كافة الاراضي السورية والعراقية، وفي بيروت ولبنان ايضا. وظهر وكأن سقوط بغداد ودمشق وطرابلس مسألة وقت قصير فقط. وكل ذلك تحت ستار المعارضة "الدمقراطية" للدكتاتورية السورية ولتدخل حزب الله الطائفي في سوريا. وبدأ الارهابيون يطالبون علنا بطرد القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
وفي هذه الاثناء بدأ توزيع الادوار بين اميركا وحلفائها في المنطقة. وابرز ما جرى في هذا النطاق هو:
التحالف الدولي لحماية ودعم داعش
أ ـ الاعلان عن تشكيل التحالف الدولي بزعامة اميركا لـ"مكافحة الارهاب". وبدون الحصول على اي قرار شرعي دولي، ولا على موافقة الدولتين السورية والعراقية، اصبحت الطائرات الاميركية و"التحالفية"" تغطي الاجواء السورية والعراقية، لعرقلة وشل حركة الطيران لهاتين الدولتين، ولتحذير الارهابيين الدواعش وغيرهم من اي خطر يتهددهم من الجو او على الارض. وتحت الشعارات "الانسانوية ــ السلموية" و"الدمقراطية"" و"ضد الدكتاتورية" و"ضد التدخل الايراني" ووضد "تدخل حزب الله"، كانت الطائرات الحربية الاميركية والناتوية تلقي المفرقعات التضليلية وقنابل الدخان الكثيف، ولا سيما في الليل، وتحت هذا الغطاء تهبط طائرات النقل الاميركية وغيرها الهليكوبترية العملاقة وتفرغ شحناتها من الدبابات والمدفعية الثقيلة وناقلات الجند والذخائر والمؤن والاسلحة الكيماوية وآلاف جديدة من المرتزقة الارهابيين من كل الجنسيات والمستشارين والاختصاصيين العسكريين والجواسيس الاميركيين، وتنقل الجرحى والمرضى الدواعش الى تركيا واسرائيل. ولتبرير الاستمار في العدوان وهذا الحشد العسكري واللوجستي له، كان القادة السياسيون والعسكريون الاميركيون يعلنون ان القضاء على "داعش" يحتاج الى سنوات (!!!).
اضعاف الجيش اللبناني
ب ـ وبالرغم من الزيارة الناجحة الى ايران التي قام بها وزير الدفاع اللبناني في وزارة تمام سلام السابقة، قبل انتخاب ميشال عون رئيسا جديدا للجمهورية، تم الى الان الامتناع عن قبول تنفيذ تسليح ايران للجيش اللبناني لمواجهة خطر العدوان الاسرائيلي والعمليات الارهابية. وفي الوقت ذاته تم ايضا ايقاف الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني. والسبب كما اصبح واضحا هو ان الجيش االلبناني ينسق مع المقاومة بقيادة حزب الله ضد خطر العدوان الاسرائيلي وضد المنظمات الارهابية. في حين ان المطلوب من الجيش اللبناني ان يفعل العكس، اي ان ينسق مع اميركا واسرائيل وتركيا والسعودية وقطر لضرب المقاومة واعطاء منفذ بحري على الساحل اللبناني لدولة داعش، وان يرضى بقيام داعش بحل مشكلة العسكريين اللبنانيين المأسورين لديها بذبحهم شرعا وتسليم جثامينهم الى الشيخ سعد الحريري لتسليمها الى ذويهم ودفنها حسب الاصول الدينية المرعية، بالاضافة الى مراسم التكريم العسكرية التقليدية.
غيروا التاكتيك
والان، بعد ان فشل تماما سيناريو "الخلافة الداعشية"، بفضل التدخل العسكري والدبلوماسي الروسي، والمواقف الشعبية المعارضة في سوريا والعراق والمعارك البطولية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسلحة في كل من العراق وسوريا ولبنان، تستغل الدوائر الاميركية المختصة التغيير الذي جرى في اميركا بانتخاب الرئيس الجديد دونالد ترامب وبهلوانياته، من اجل نفض اليد من اسم داعش، وتحت غطاء محاربة داعش اجراء تغيير في الاسماء وتعديل بعض فصول المسرحية. ويتم الان فصل العناصر الارهابية الداعشية المحلية عن العناصر الاجنبية. وضم العناصر الداعشية المحلية الى تنظيمات ارهابية "معتدلة" باسماء اخرى. اما الاجانب فيتم نقلهم الى تركيا واسرائيل واميركا، لاعادة تأهيلهم لادوار اخرى.
وبانتظار ما سترسو عليه الاتجاهات الستراتيجية الرئيسية للادارة الاميركية الجديدة، اعطت المملكة السعودية نفسها فسحة من الوقت لاعادة النظر في سياستها الاقليمية والدولية هي ايضا، وذلك بقيام الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز بجولة خارجية طويلة، قد تشمل ايضا موسكو، وتسليم مهماته خلال ذلك الى ولي العهد الامير محمد بن نايف وزير الداخلية الحالي. وفي الوقت ذاته قام السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الذي هو اميركي اكثر من الاميركيين بزيارة رسمية الى العراق واجتمع مع رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي الذي يعتبر مقربا من القيادة الايرانية، مما يدل على التوجه السعودي نحو ترطيب الاجواء مع ايران والعراق وسوريا وحزب الله، والشروع في تغيير قواعد اللعبة الاقليمية، للتوصل للاهداف ذاتها، ولكن بأساليب اخرى.

التدخل الروسي الحاسم
ان كل التغييرات في سوريا (والمنطقة) هي نتيجة للتدخل العسكري الروسي الذي بدأ في 30 ايلول 2015، على قاعدة العقيدة العسكرية الروسية، وهو ما سنتناوله بشكل منفصل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا عدوة جميع شعوب العالم وروسيا فزّاعة اميركا
- فشل مشروع الدولة الداعشية العثمانية الاميركية
- شبح الفوضى وحرب المافيات يتحفز في دهاليز اميركا
- الحرب الباردة مستمرة واكثر استعارا
- السعودية تغامر بمصيرها في اليمن
- الفشل التام لنظام القطب العالمي الاوحد لاميركا
- العلاقات الاميركية - الروسية ستنقلب عاليها سافلها
- روسيا تواجه بحزم -الحرب الباردة- الجديدة ضدها
- روسيا مستعدة لكل الاحتمالات في الحرب على الارهاب
- روسيا تعمل لاحتواء تركيا بسياسة العصا والجزرة
- طبعة روسية جديدة لسباق التسلح الكلاسيكي
- مناقشة حول ثورة اكتوبر والستالينية
- توجه جديد في الجيوستراتيجيا الروسية
- المتوسط يتحول الى -بحيرة روسية-
- انتصار نهج بوتين في الانتخابات البرلمانية الروسية
- الدبلوماسية الاميركية تتدهور امام الدبلوماسية الروسية
- مفهومان لاهوتي واجتماعي للمسيحية
- سباق التسلح مع اميركا قضية وطنية عامة لروسيا
- التحالف الستراتيجي الروسي الإيراني... في العمل!
- تركيا لن تعرف الاستقرار بعد اليوم


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها