أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حداد - مفهومان لاهوتي واجتماعي للمسيحية















المزيد.....



مفهومان لاهوتي واجتماعي للمسيحية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 17:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة: المجتمع المسيحي يقود العالم
تمثل المسيحية احد اكبر الأديان تعدادا على الكرة الأرضية، وهي الأكثر انتشارا في مختلف البلدان في اسيا وأوروبا وافريقيا والاميركتين واوقيانوسيا. وهي تشمل البلدان الاستعمارية الرئيسية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، والبلدان المستعمَرة وشبه المستعمرة في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وتشمل 4 من اصل 5 دول كبرى تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي. وأخيرا لا آخرا تشمل القطبين او الدولتين الاعظمين في العالم وهما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. وهذا كله يضعنا امام الاستنتاج التالي: ان المسيحية، او بالاصح القول: ان المجتمع المسيحي هو الذي يقود العالم، ثقافيا وعلميا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا، خيرا وشرا. ومصير العالم، او الكرة الأرضية، يتوقف على الصراع داخل المجتمع المسيحي.
ومنذ الحملة التي قادها الاسكندر المقدوني، ثم قيام دولة قرطاجة والامبراطورية الرومانية والحرب فيما بينهما، حتى أيامنا الراهنة، فإن الاحداث الكبرى في التاريخ ترتبط بالشعوب التي انتسبت سابقا او لا تزال تنتسب الى اليوم الى المسيحية.
وفي اطار الشعوب التي تبنت المسيحية سابقا او لاحقا ولدت الطفرات او الثورات الثقافية والفكرية والحضارية التي رسمت الخطوط العريضة لتطور المجتمع البشري بكل نجاحاته وتناقضاته، من اجتراح وتطوير واشتقاق الابجدية وامهات الادب والموسيقى والفلسفة والدين، في الاطار الفينيقي ـ الارامي ـ القبطي ـ الاغريقي ـ السلافي ـ اللاتيني ـ الانجلوساكسوني ـ الجرماني، الى ظهور وتطوير الفكر المعرفي والعلمي، الى ظهور وتطوير الفكر الإصلاحي والتجديدي والثوري، الذي تتوج بالفكر الاشتراكي العلمي الذي وضع اسسه ماركس وانجلز ولينين في اوروبا الغربية وروسيا.
وفي هذا الاطار قامت الحركات الإصلاحية والثورات الاجتماعية، ومنها الثورة الفرنسية التي وضعت أسس المجتمع الليبيرالي، ثم الثورة الاشتراكية العظمى في روسيا وتجربة بناء النظام الاشتراكي لأول مرة في التاريخ المعاصر.
وفي هذا الاطار قامت الحروب ذات الطابع العالمي، بدءا بحرب الاسكندر المقدوني والحروب البونية بين روما وقرطاجة، وليس انتهاءا بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وهي الحروب التي غيرت وجه العالم.
وفي هذا الاطار (المجتمعي المسيحي) بدأت الثورة الصناعية التي وضعت أسس الثورة العلمية ـ التكنولوجية المستدامة، واخترق الانسان الجو الأرضي، ووضع قدميه على القمر، وبدأ عصر ريادة الفضاء الكوني.
وفي ظروف تاريخية معينة ارتبطت أسماء بعض الاقوام القديمة، كالسريان والاشوريين والكلدانيين والاقباط والروميين ((Greek واللاتينيين (الايطاليين) بالمسيحية ومذاهبها، على غرار ما ارتبطت كلمة عبري باليهودية بالنسبة لليهود. فصارت كلمة "عبري" (Hebrew) ذات المدلول الاقوامي مرادفا لكلمة "يهودي" (Jewish) ذات المدلول الديني، وبالعكس. وبالمثل صارت كلمات مثل "سرياني" او "قبطي" او "لاتيني" ذات مدلول ديني ـ مذهبي، بينما هي في الأساس ذات مدلول اقوامي.
ومن الواضح اليوم ان العالم المعاصر يقوده قطبان "مسيحيان" هما: اميركا وروسيا. وكل تناقضات العالم تمد او تمتد خيوطها بين واشنطن وموسكو.
فهم المسيحية شرط لفهم العالم
كل ذلك يجعل من الضروري الفهم الصحيح للظاهرة المسيحية كشرط ضروري لا يمكن بدونه فهم التاريخ العالمي القديم والمتوسط والحديث ولا فهم العالم القديم والمعاصر.
وبالنظر الى ما تقدم يصبح من الضروري ان نفهم "ما هي المسيحية!"، كشرط حتمي لا بد منه لفهم التاريخ القديم والمعاصر، والاهم: فهم المستقبل الذي يسير نحوه المجتمع البشري برمته.
شخصيا لا ادعي الالمام بعلم تاريخ المسيحية، كمكون أساسي لعلم التاريخ (historiology) من زاوية علم دراسة وتثبيت الوقائع (factology)؛ كما لا ادعي الالمام بعلم اللاهوت المسيحي كمكون أساسي من "علم اللاهوت" العام (Theology). ولكنني كانسان مسيحي عادي، وكقارئ عادي، انظر الى الوقائع والمفاهيم التي يقول بها الباحثون ويعرفها الكثير من المسيحيين العاديين. واحاول فيما يلي ان استعرض بعض هذه المفاهيم والوقائع.
المفهوم الكنسي للمسيحية
هناك فكرة واسعة الانتشار، كرستها وعممتها الكنيسة، وتؤيدها المؤسسات الاكليروسية للاديان الأخرى، بأن المسيحية ولدت مع المسيح وطرحه لرسالته في الثلاثين من عمره وصلبه وقيامته من بين الأموات. وبمقدار ما ان هذه الفكرة هي صحيحة دينيا، فهي تكرس مفهوما دينيا ـ لاهوتيا ـ غيبيا لظهور المسيحية، وتنفي عنها الصفة التاريخية، الاجتماعية والقومية، التي هي الصفة الأساسية لظهور المسيحية.
والنقاش بين الدين وما يسمى "العلمانية" انما هو نقاش خاطئ من اساسه يدور حول نقطتين:
الاولى ـ وهي نقطة محورية: صحة او عدم صحة الوجود الالهي. ومن ثم صحة او عدم صحة اللاهوت والوجود الديني.
والثانية ـ وهي نقطة استطرادية: صحة او عدم صحة الحكم الديني خاصة، والتدخل الديني بالسياسة والحياة الاجتماعية عامة.
في حين ان المطلوب مجتمعيا وتاريخيا هو الفهم الاجتماعي ـ التاريخي للظاهرة الدينية ودورها في الحياة الاجتماعية والقومية، بمعزل عن المفاهيم اللاهوتية التي لا تخرج عن كونها تفسيرات وحوافز ذاتية وتجريدية للواقع الانساني المعاش، الموجود بدونها، والمسستمر بالوجود بها وبدونها.
وبحسب وجهة النظر الاجتماعية ـ التاريخية فإن ولادة السيد المسيح وطرحه رسالته قد جاءت كمكمّل ديني نوعي للظهور التاريخي للمسيحية، ولكن ليس كمنطلق وكحجر أساس للمسيحية. ومن ثم فإن القول بأن المسيحية ولدت مع طرح رسالة المسيح هو اقتصار تعسفي لاعلمي ولاتاريخي لفهم المسيحية، مما لا يساعد لا على فهم سيرورة التاريخ العالمي، ولا على فهم دينامية الاحداث وتطورات المجتمع الدولي المعاصر، ولا على الفهم الحقيقي للمسيحية، لا سوسيولوجيا ولا ثيولوجيا.
"المسيحية" قبل المسيح
والواقع التاريخي يقول انه حتى زمانيا فإن "المسيحية" ولدت قبل ولادة السيد المسيح، ومع بداية ظهور "المسيحية" ماقبل المسيح بدأت ولادة "الفكر الديني المسيحي" من ضمن عملية التباس مأساوي مع ولادة "الفكر الديني اليهودي" المعادي على خط مستقيم للفكر الديني المسيحي.
وفي هذا المكثف المتواضع اكتفي بذكر ما يلي:
"المسيحيون" القدماء كانوا ينتظرون مجيء المسيح
ـ1ـ استنادا الى "لفائف قمران"، التي وجدت في بعض الكهوف شمال البحر الميت في الأردن في الفترة 1947 ـ 1956، والتي يعود تاريخها لما بين القرن الثاني والقرن الأول قبل الميلاد، كما تقول الدراسات المختصة، يتأكد انه – قبل ولادة السيد المسيح بعدة قرون ـ كان يوجد جماعات او مجموعات منظمة تؤمن بمجيء "المسيح". ولم تكن هذه الجماعات تقتصر على اليهود فقط، بل كانت جماعات "اممية" تضم أعضاء وانصارا من مختلف الاقوام القديمة في فلسطين والأردن وسوريا والعراق ومصر وغيرها. وكانت كل من تلك الجماعات تطلق على نفسها تسمية "أخوية" وكانت على صلة بعضها بالبعض الاخر. وينادي افرادها بعضهم بعضا بعبارة "اخ" و"اخوة" وذلك قبل ظهور حركة "الاخوان المسلمين" بآلاف السنين. وكانت لهذه "الاخويات" "أنظمتها الداخلية" وشروط الانتساب اليها والحياة فيها. وكانت تشترط على المنتسبين اليها من الميسورين التخلي عن ممتلكاتهم لصالح الفقراء او لصالح الأخوية التي ينتسب اليها العضو الميسور. وكانت كل اخوية تعيش على طريقة "المشاعية" او "الشيوعية البدائية": (ملكية مشتركة، عمل مشترك، مائدة مشتركة). ويطلق بعض الباحثين على "جماعة قمران" او "اخوية قمران" (واضعة اللفائف) تسمية: الاسينيون، او الجماعة او "الأخوية الاسينية". ومن المرجح ان البشير يوحنا المعمدان كان ينتسب الى هذه الأخوية الاسينية. ويستفاد من "لفائف قمران" انه كان يوجد أيضا "اخوية دمشق" وغيرها. كما يستفاد من وثائق تعود للكنيسة القبطية في مصر انه كان يوجد اخويات مشابهة في مصر أيضا.
المسيح ذاته انتسب الى هذه "المسيحية"
ـ2ـ ومع ان يوحنا المعمدان يقول انه لا يستأهل ان يربط سير حذاء السيد المسيح، فإن السيد المسيح ذاته ذهب الى نهر الأردن وبارك عمل يوحنا المعمدان، وتعمد هو نفسه على يديه مثله مثل أي منتسب جديد الى "المسيحية" التي كان يبشر بها يوحنا المعمدان والاسينيون. ورمزية معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان لها مدلول تاريخي واحد هو ان السيد المسيح اكد بنفسه اعترافه بـ"المسيحية" بالصيغة التي وجدت فيها قبله، وانتماءه هو الى هذه "المسيحية"، قبل ان تنتمي المسيحية اليه بعد ان بدأ رسالته وصلب وقام من بين الأموات.
"المشاعية البدائية" البدوية
ـ3ـ من اين اخذت تلك الاخويات "المسيحية" ما قبل المسيح فكرة الحياة "المشاعية البدائية" او "الشيوعية المسيحية البدائية"؟
طبعا انها لم تأخذها من "الثقافة" الرومانية، لان الرومان كانوا عرابدة، سكيرين، نهابين وقتلة، تقوم "ثقافتهم" على النظام العبودي، أي غزو واستعباد الشعوب الأخرى، واعتبار كل من هو غير روماني (حتى ولو كان حرا) بأنه عبد او "مشروع عبد" للرومان واقل قيمة من الحيوان.
كما لم تأخذها من اليهود، لان اليهود كانوا مرابين وتجارا ونخاسين (تجار عبيد واماء) ولصوصا وقتلة انبياء وخونة وجواسيس وعملاء للمستعمرين الرومان.
فما هو اذن مصدر هذه الفكرة؟
ان المنطق التاريخي يقول ان إقامة تلك الاخويات "المسيحية" على ضفاف نهر الأردن وشواطئ البحر الميت، بالقرب من الصحراء، يدل على ان غالبية جمهورها ـ بالإضافة الى "اليهود المنشقين" كيوحنا المعمدان ـ كانت تتألف من العشائر البدوية، أبناء الصحراء، وان نمط الحياة "المشاعي البدائي" لتلك الاخويات، كان مأخوذا في خطوطه العريضة من نمط الحياة "المشاعي البدائي" لتلك العشائر. والاخويات لم تفعل سوى إضفاء الطابع "النظامي" و"الايديولوجي" و"الديني" على نمط المعيشة العشائري ذي الطابع التلقائي ـ العفوي والفوضوي (الانارخي) للعشيرة. وقد تمت "أدلجة" فكرة "المشاعية البدائية" العشائرية العفوية، من قبل "مثقفين" من انصار "الفلسفة الرواقية" الأخلاقية من أمثال يوحنا المعمدان.
الحالة الصراعية مع المستعمرين وعملائهم
ـ4ـ ان قيام الحاكم الروماني باعتقال يوحنا المعمدان، ثم قطع رأسه بناء لطلب اليهود، يدل بأن تلك الاخويات "المشاعية البدائية"، "المسيحية" قبل المسيح، كانت في حالة صراعية شديدة حتى الموت مع المستعمرين الرومان وعملائهم اليهود على السواء. وقد اختارت تلك الاخويات العيش على ضفاف الأردن وشواطئ البحر الميت، أي على تخوم الصحراء، لانها كانت كلما تعرضت للخطر، تقوم بالرحيل الى داخل الصحراء و"الذوبان" في القبائل العربية التي تنتسب اليها غالبية أعضاء الاخويات، وبهذه الطريقة كانت تحتمي من الجيش الروماني، لان الجنود الرومان كانوا مدمنين على شرب الخمر بكثرة، مما كان يجعلهم دائما شديدي العطش الى شرب الماء، لذلك كانوا يستصعبون الدخول في الصحراء ومعاناة العطش الشديد لاجل المطاردة المستحيلة لحفنة من "المارقين البدو" الذين كانت روما تنظر اليهم باحتقار، ولا يزال كل ورثة روما ينظرون الى جميع شعوب الشرق نظرة "الاحتقار الروماني" الى البدو. وهكذا كانت الصحراء وسكانها البدو خير "صديق" وحام للمسيحيين الأوائل.
الاختلاط الثقافي الملتبس
ـ5ـ يتألف الكتاب المقدس الذي تعترف به الكنيسة رسميا من "العهد القديم" و"العهد الجديد". وقد كتب "العهد القديم" من قبل عشرات المؤلفين المختلفين، باللغات اليونانية والارامية والعبرية، حسب اللغة التي يتقنها كل مؤلف. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، شكل بطليموس الثاني فيلادلفوس هيئة مؤلفة من 72 عالما قاموا بترجمة اقسام التوراة المكتوبة بالعبرية والارامية الى اليونانية. وأصبحت هذه الترجمة هي المعتمدة الى اليوم من قبل الكنيسة. وسميت "الترجمة السبعينية" او باختصار "السبعينية". وتتدامج في "السبعينية" الثقافتان اليونانية والشرقية (القبطية والارامية والاشورية) و"الثقافة!" العبرية ـ اليهودية.
مثلا: تدخل في "السبعينية" (العهد القديم) شريعة حمورابي (التي ينتحلها موسى التوراتي باسم الوصايا العشر وينسبها الى الهه اليهودي المسمى "يهوه") الداعية الى تحريم وتجريم الزنى والسرقة والقتل. كما تدخل في "السبعينية" الفلسفة الرواقية التي أسسها ونشرها وعلمها الفيلسوف زينون الفينيقي، وهي الفلسفة التي كانت تدعو الى المساواة بين البشر، ومعارضة العبودية، وإحلال المحبة والتسامح والأخلاق كقانون للمجتمع البشري ولكل الشعوب. وفي الوقت ذاته الذي تتضمن فيه السبعينية الدعوة الحمورابية "لا تقتل" نجد في "السبعينية" ذاتها "يهوه" (اله اليهود القتلة) يدعو اتباعه من العبرانيين ـ اليهود الى الإبادة الكاملة لجميع الفلسطينيين والاستيلاء على ارضهم وإعلان هؤلاء القتلة ـ السفاحين الذين سبقوا هتلر بآلاف السنين بأنهم فوق كل البشر وانهم "شعب الله المختار".
ومثل آخر: ان شريعة حمورابي (وتحت عنوان "الوصايا العشر" لموسى التوراتي في السبعينية) تحرم الزنى. وفي الوقت ذاته فإن "السبعينية" تبرر الزنى وتضفي عليه طابعا نبويا ـ مقدسا، إذ تفيدنا (السبعينية) انه حينما اوشك "ابرام" التوراتي على دخول مصر مع زوجته الجميلة ساراي التوراتية، طلب منها ان لا تقول انها زوجته حتى لا يقتلونه بسببها، بل ان تقول انها اخته حتى "يستفيد منها". وهكذا اخذت ساراي التوراتية تتنقل من فراش الى فراش لدى اغنياء مصر الى ان وصلت الى حظيرة حريم فرعون ذاته. وبنتيجة هذه المجهودات خرجت ساراي وأبرام التوراتيان من مصر بثروة طائلة.
وفيما بعد، فإن هيروديا اليهودية عشيقة هيرودوس حاكم فلسطين الروماني، حينما تقدم بها السن، واصبح هيرودوس يمل منها، دفعت الى فراشه ابنتها الفتية سالومي، التي طلبت منه رأس يوحنا المعمدان كمكافأة لها. فمن اين لهذه الفتاة اليهودية الصغيرة الجاهلة ان تعرف عن يوحنا المعمدان وان تكن له الحقد المميت وتطلب قطع رأسه، لو لم يكن هناك من اوحى لها بهذه الفكرة، او فرضها فرضا عليها؟!
وفي أيامنا الراهنة فإن السيدة تسيبي ليفني، وزيرة خارجية إسرائيل سابقا واحدى ابرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية والتي تتمتع بقسط من الجمال، صرحت خلال احدى زياراتها للصداقة مع قطر، انها "مستعدة ان تفعل أي شيء لاجل خدمة إسرائيل".
وهذا كله يقودنا الى "ثقافة" يهودية خالصة هي اصل ثقافة "جهاد النكاح" لداعش والنصرة ومن لف لفهما، الذين يختزلون المرأة في عضوها الانثوي، وكانوا يتناوبون على المرأة المسكينة التي تقع ضحيتهم بعشرة دولارات للدخلة ويستمرون في "جهادهم النكاحي" معها حتى تموت المرأة المسكينة بين ارجلهم.
تداخل "المسيحيين" واليهود
ـ6ـ ان هذا التداخل الثقافي في الترجمة السبعينية للتوراة المعترف بها من قبل الكنيسة، يكشف لنا ما هو اخطر من ذلك، وهو انه كان يوجد "تداخل" بشري وتنظيمي أيضا. أي تداخل بين الجماعتين اللتين كانتا تؤمنان بمجيء المسيح وهما:
أولا ـ الجماعة الاوسع التي كانت تؤمن بمجيء المسيح ـ المخلص لكل البشر، الذي يدعو الى تحرير العبيد ورفع الظلم عن المعذبين في الأرض ونشر المحبة والتسامح والسلام بين البشر وإزالة النزاعات الاتنية والقومية والدينية على قاعدة "احبوا اعداءكم". وكانت هذه الجماعة تضم أناسا من كل الاتنيات القديمة في سوريا الطبيعية والعراق وايران ومصر وافريقيا الشمالية والقوقاز والبلقان وحتى نخبة من المثقفين من روما ذاتها. كما كانت تضم جزءا من العبرانيين ـ اليهود (ومنهم يوحنا المعمدان وانصاره والسيد المسيح وتلامذته والمؤمنين به).
وثانيا ـ جماعة ضيقة ومنغلقة على نفسها، من اليهود العبرانيين، الذين كانوا يؤمنون بمجيء مسيح ـ ملك عظيم وجبار، يزيح الامبراطور الروماني عن عرشه ويجلس مكانه، ويزيح الرومان عن السيادة على العالم ويضع مكانهم اليهود ـ العبرانيين بوصفهم "شعب الله المختار". وأول عمل على "شعب الله المختار" هذا ان يقوم به هو إبادة الفلسطينيين إبادة تامة، لانهم منبع فكرة المسيح ـ مخلص شعوب العالم، وينبغي لابادتهم ان تكون عبرة وانذارا لجميع شعوب العالم بأن كل شعب يحذو حذو الفلسطينيين سيكون مصيره كمصيرهم.
ان الامر الذي فسح المجال للتداخل بين هاتين الجماعتين هو الايمان بمجيء المسيح، حيث كانت الفكرة في بدايات ظهورها ضبابية، وكان بالإمكان لليهود ـ العبرانيين تضليل "المسيحيين" بأنهم هم أيضا "مسيحيون".
ولكن لدى ولادة السيد المسيح ادرك زعماء اليهود ان المولود ليس هو المسيح ـ الملك الذي ينتظرونه، بل هو المسيح "الآخر" او المسيح "المسيحي". فوقع فورا الفرز الحاد بين الجماعتين، وانحاز اليهود ـ العبرانيون فورا الى الرومان، (والأرجح ان يهوذا الاسخريوطي كان واحدا منهم ومدسوسا على تلامذة المسيح) وقاموا بتحريض هيرودوس لقتل أطفال بيت لحم من سنتين فما دون لكي يتوصلوا الى قتل المسيح المولود. ثم قاموا بتحريض سالومي ابنة هيروديا لطلب قطع رأس يوحنا المعمدان الذي خرج عليهم وعمّد المسيح. ثم ألقوا القبض على المسيح وحكموا عليه بالموت وسلموه الى الرومان كي يصلبوه.
الانتشار "المسيحي" القديم
ـ7ـ وفيما كان اليهود والرومان منشغلين بمداهمة بيوت سكان بيت لحم وقتل جميع الأطفال من سنتين فما دون، مفترضين ان كل هؤلاء الناس هم "مسيحيون" وكل مولود يمكن ان يكون هو المسيح، في هذا الوقت فإن العائلة المقدسة (يوسف ومريم ويسوع الطفل، ومعهم امرأة عجوز صديقة للعائلة اسمها سالومي) كانت تفر من بيت لحم الى مصر. وكانت العذراء مريم راكبة على حمار ويسوع بين يديها ويوسف يقود الحمار وسالومي العجوز تجرجر قدميها معهم. وتقول بعض المصادر القبطية ان العائلة المقدسة "سارت من بيت لحم الى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ37 كلم ، ودخلت مصرعن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدينتي العريش وبور سعيد ودخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا (بسطة) بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى 100 كلم من الشمال الشرقى". وفي مصر كانت العائلة المقدسة تتنقل بين مختلف المدن ولا تقيم في مكان واحد لمدة طويلة حتى لا ينكشف امرها للرومان واليهود. وفي كل مكان قيل ان العائلة المقدسة اقامت فيه في مصر تم بناء كنيسة للتبرك والتكريم.
ان السكان في المناطق التي مرت بها ثم اختبأت فيها العائلة المقدسة من بيت لحم حتى غزة وسيناء ومصر لم يكونوا اغنياء يقطنون المساكن الكبيرة والقصور التي يمكن بسهولة ان تؤوي 4 اشخاص (احدهم طفل) وحمارهم. بل كانت بيوتا متواضعة جدا (في الاغلب اكواخ وخيم) لمزارعين وصيادي سمك وبدو وحرفيين فقراء جدا، ولا يمكن لاي منهم ان يعرض حياته وحياة عائلته للخطر وان يؤوي ويطعم ويخفي ثلاثة اشخاص وطفل وحمارهم، فارين من وجه الرومان واليهود. وهذا يعني ان جميع هؤلاء السكان او غالبيتهم الساحقة كانوا متعاطفين مع العائلة المقدسة ومعادين للرومان واليهود، الى درجة الاستعداد للتضحية بالنفس، وكانوا بالتالي يتعاونون لايواء واخفاء واطعام العائلة المقدسة. وهذا يقودنا الى استنتاج عام منطقي وتاريخي، (ربما لا يعجب البعض ـ وهذه مشكلتهم)، وهو ان جميع او على الأقل غالبية سكان المناطق التي مرت بها واقامت فيها العائلة المقدسة كانوا "مسيحيين"، اي منتمين الى التنظيمات (الاخويات) المسيحية او متعاطفين جذريا معها، لدى ولادة السيد المسيح وقبل ثلاثة عقود من بدئه التبشير برسالته.
وفيما بعد بارك السيد المسيح هؤلاء الناس قائلا، حسبما تذكر الاناجيل: " جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي".
طبيعة المسيح
ـ8ـ ان التأريخ الكنسي يعترف صراحة بأنه في القرون الأولى بعد ولادة المسيح ونشر رسالته وحمل المسيحية اسمه تحديدا، كان هناك نقاش واسع حول طبيعة السيد المسيح. وهناك الكثير من اسفار العهد القديم والعديد من الاناجيل التي كتبت في القرون الأولى بعد ميلاد السيد المسيح تعتبر: ابوكريفا، أي "محرفة" او "مشكوك بها" او "سرية مشفّرة" وغير معترف بها رسميا.
وكانت احدى اهم نقاط الاختلاف هي طبيعة السيد المسيح:
ـ هل هو ذو طبيعة واحدة إلهية؟
ـ ام هو ذو طبيعة واحدة انسانية؟
ـ هل هو "إله" او "الإله" وقد تأنسن، او تجسد في انسان؟
ـ ام هو انسان تأله، او تسامى الى "إله" او "الإله"؟
وبعد ميلاد السيد المسيح كان هناك نقاش بل وصراع بين المسيحيين حول طبيعة السيد المسيح، الى ان انعقد مجمع خلقيدونية الذي أقر مبدأ "الطبيعتين" (الإلهية والإنسانية) للمسيح، وهو ما وافقت عليه الكنيستان الرومانية والبيزنطية وعارضته الكنائس الشرقية (القبطية والارمنية والسريانية).
واذا عدنا الى الاناجيل المعتمدة من قبل الكنيسة نجد انها تقر بالتعريفين: الإلهي والإنساني، للسيد المسيح. ومن الدلائل على ذلك انه حينما كان السيد المسيح يصلي صلاته الأخيرة في بستان الزيتون قبل اعتقاله وتسليمه للموت، عبّر عن خوفه (الانساني) مما سيحصل له على ايدي اليهود والرومان وقال في نهاية صلاته: "إلهي، إلهي، أبعد عني هذه الكأس". اي ان المسيح خاطب "الإله" بصفة كونه هو نفسه (السيد المسيح) "انسانا". كما انه وهو في النزع الأخير للسيد المسيح على الصليب، شعر الجندي الروماني بالنعاس ولكنه كان ممنوعا عليه ان يغادر قبل ان يتأكد من موت المصلوب، فقام بطعن السيد المسيح بحربته ليرى اذا كان لا يزال ينزف (أي لا يزال حيا) ام لا. حينئذ "طفح الكيل" لدى المسيح ـ الانسان فهتف قائلا بالآرامية :إيلي، إيلي، لِـمَ شبقتني؟" (أي: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟"). وهنا ايضا يتكلم المسيح ـ الانسان (الارامي، او ذو الثقافة الارامية ـ الهيلينية) شاكيا من "سلبية" "إلهه". ولا يزال غالبية المؤمنين حتى يومنا هذا، حينما يقف احدنا مذهولا وعاجزا امام المظالم التي لا تطاق يهتف "وينك يا الله؟" (اين انت يا الله!؟).
الوجه اللاهوتي ـ الإنساني للسيد المسيح
ان الكنيسة الرسمية ورجال اللاهوت الاجلاء، حتى وهم يقولون بالطبيعتين (الإلهية والإنسانية) للسيد المسيح، يغلـّبون طبيعته الإلهية على طبيعته الإنسانية، بحيث تبدو قصة عذاباته وصلبه وموته كقصة "شبحية" او "خيالية" (اشبه شيء بالسينما التي تعرض لنا "خيالات" الواقع، وليس الواقع الحي بذاته)، وان هذه "القصة الشبحية" انما أرادها "الله" (المسيح ـ الاله) لنفسه، من اجل انقاذ البشر من "الخطيئة". لأن هؤلاء البشر، جميع البشر، هم خطاة وموصومون منذ ولادتهم بـ"الخطيئة الاصلية". ومن ثم فإن عذابات المسيح هي عذابات "شبحية" و"خيالية". وهذا ما يجعلنا نرى المسيحيين، في عيد الفصح (العيد الكبير) لا يتوقفون كثيرا عند مدلولات اعتقال المسيح ومحاكمته واهانته وتعذيبه وصلبه، وينصب جل اهتمامهم على الجانب الاحتفالي في "قيامة المسيح من بين الأموات".
ومع ان صيحة السيد المسيح الأخيرة على الصليب تضع علامة استفهام على هذا التفسير "الشبحي" و"الظلي" او "الخيالي" لحياة وعذابات وموت السيد المسيح وقيامته، فإنه لا يسعنا الا ان نأخذ بالاعتبار وجهة النظر الكنسية ـ اللاهوتية. وبهذه المناسبة نشكر الله انه ـ في هذا الزمن الرديء الذي تسير فيه الرأسمالية بالمجتمع البشري من الانحطاط الى المزيد من الانحطاط ـ لا يزال يوجد لاهوتيون (رجالا ونساء) يهتمون باللاهوتيات والأخلاق والعلاقات الإنسانية بين البشر.
الوجه التاريخي الاجتماعي للمسيحية
ولكن أيا كانت طبيعة السيد المسيح فإن الفكرة السائدة بأن المسيحية ولدت مع ظهور رسالة المسيح هي فكرة خاطئة لاتاريخية كما اسلفنا.
وفي رأينا المتواضع، ومن خلال الوقائع التي ذكرناها آنفا، فإن المسيحية هي:
أولا ـ ان ظاهرة "المسيحية" هي في الأصل حركة اجتماعية ـ قومية ظهرت بداية في الشرق قبل ميلاد السيد المسيح بمئات السنين، واتخذت فيما بعد طابعا دينيا. وقد انتسب السيد المسيح نفسه الى هذه الحركة بمعموديته على يد يوحنا المعمدان.
وثانيا ـ ان الديانة المسيحية المرتبطة باسم السيد المسيح (يسوع الناصري، او عيسى بن مريم) ولدت في رحم "المسيحية" التاريخية وشكلت حالة تصعيد او تسام ديني فيها (sublimation) في مواجهة اليهودية (المسيحية الكاذبة) والديانة الرومانية (القائمة على تأليه القيصر).
واذا كنا نحن ننظر باحترام الى وجهة النظر اللاهوتية لظهور المسيحية، وهي وجهة النظر اللاتاريخية ـ اللااجتماعية (الخارجة عن الزمان والمكان)، التي تقول بها الكنيسة، فإن من حقنا ان نطلب من الكنيسة ان تنظر أيضا باحترام لوجهة النظر الناسوتية ـ السوسيولوجية ـ التاريخية لظهور المسيحية، لا سيما وان الكنيسة ذاتها تعترف بالطبيعة الناسوتية للسيد المسيح، جنبا الى جنب طبيعته الإلهية.
اننا نفهم تماما تأكيد الكنيسة، ولا سيما الكنيسة الغربية، الرومانية أولا ثم تابعتها البيزنطية، على ألوهية السيد المسيح، من اجل تعظيمه امام جميع الأديان والسلطات الأخرى، وأخيرا من اجل التوصل الى تبرير "أعلوية" و"معصومية" بطريرك روما او البابا، الذي اكتسب صفة "ملك ملوك" أوروبا.
ولكن ناسوتية السيد المسيح تقتضي دراسة نشوء ومسيرة المسيحية في سياقها التاريخي ـ السوسيولوجي، لاجل فهم التاريخ عامة، وفهم المسيحية خاصة، بشكل افضل وغير مشوه. وهذا ما يتطلب وقفة خاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق التسلح مع اميركا قضية وطنية عامة لروسيا
- التحالف الستراتيجي الروسي الإيراني... في العمل!
- تركيا لن تعرف الاستقرار بعد اليوم
- الفاشية التركية الى مزبلة التاريخ
- اميركا ستخسر في كازاخستان أيضا
- روسيا تحاصر اميركا نوويا وتحقق التفوق العسكري في الحروب الاق ...
- ناغورني كارباخ: مشروع حرب داعشية جديدة لالهاء روسيا
- روسيا السلافية الاورثوذوكسية تقلب الجيوستراتيجيا العالمية
- ازمة مالية جديدة تدق أبواب اميركا
- الداعشية العثمانية ستسحق كما سحقت النازية
- العلاقات الروسية التركية على خلفية الصراع في سوريا
- روسيا ضمانة لعدم تدمير العالم العربي والاسلامي
- السعودية تغرق في الازمات ولن ينقذها الا روسيا
- الحرب العالمية الاسلاموية الأميركية ضد روسيا ...ستنقلب على ...
- صعود الدولة الروسية وأفول الدولة الاوكرانية
- القيادة البوتينية تتجه نحو العسكرة الكاملة للدولة الروسية
- روسيا تقلب المواجهة تماما ضد داعش واسيادها
- كيسينجر ينعى النظام العالمي لاميركا
- حذار من الغضب الروسي الآتي
- تحطيم الداعشية وكسر نظام الآحادية القطبية العالمية لاميركا


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حداد - مفهومان لاهوتي واجتماعي للمسيحية