أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - العلاقات الروسية التركية على خلفية الصراع في سوريا















المزيد.....

العلاقات الروسية التركية على خلفية الصراع في سوريا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على خلفية الحرب الدائرة في سوريا والتي أصبحت روسيا تضطلع بالدور المحوري فيها، وبعد قيام الجانب التركي بالمساهمة في جريمة اسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء، ثم الاسقاط غير المبرر للطائرة القاذفة الروسية على الحدود السورية ـ التركية، تعمل انقرة المستحيل لاعادة تطبيع العلاقات مع موسكو، وعينها على المستقبل المتمثل في المرحلة القادمة بعد الشروع في استخراج الغاز والنفط من شرقي المتوسط.
روسيا تدير ظهرها نهائيا لتركيا
ويرد دميتريي بسكوف الناطق باسم الكرملين على ذلك بأن أي جهود من هذا النوع هي غير ضرورية. وتركيا لم تقدم حتى اليوم الاعتذار عن عملها العدواني الغادر. وتصريح رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان بأن روسيا تحتل جزءا من الأراضي السورية هو تصريح عبثي.
ويقول بسكوف "ان العلاقات بين البلدين هي في أسوأ حال منذ عشرات السنين". "نحن نأسف لهذا الوضع، ولكننا نؤكد من جانبنا ان روسيا ليست هي المسؤولة عن هذا الوضع".
"لقد قامت تركيا بعمل عدائي وغادر ضد روسيا" "ولا تزال تتهرب من تقديم توضيحات كافية حول هذه الاعمال، ولم تقدم الاعتذارات المناسبة". "لهذا من نافل القول ان نتحدث عن أي امكانية لتطبيع العلاقات بين البلدين" كما يؤكد بسكوف.
إغماضة عين أميركية
ومن الملاحظ بوضوح تام ان الطرف الأميركي "يقف على الحياد" ولا ينبس ببنت شفة دفاعا عن الموقف التركي، مع ان اميركا تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، لان الطائرة "التركية" التي استخدمت لاسقاط القاذفة الروسية هي طائرة أميركية الصنع. ومعلوم ان اميركا تضع عادة ضوابط لاستخدام الأسلحة المتطورة التي تسلمها لحلفائها. ويشير هذا الموقف "المحايد" الاميركي الى امرين مهمين:
الأول ـ استخدام أسلحة اميركية، بدون اذن منها، في منازلة الأسلحة الروسية، وهي منازلة لا تريدها اميركا وتخشى عواقبها.
والثاني ـ من خلال المفاوضات المتشعبة حول الازمة المعقدة للشرق الأوسط، توجد محادثات سرية رديفة، ثنائية أميركية ـ روسية، حول مستقبل المنطقة ككل، وخصوصا حول إيجاد الخطوط العريضة لاطار عام حول مستقبل استخراج الغاز والنفط من شرقي المتوسط، والادوار والحصص التي ستعطى لمختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، بما فيها الاتحاد الأوروبي ومجموعة البريكس. ويبدو ان حظوظ تركيا والسعودية ودول الخليج تتضاءل على هذا الصعيد. وأميركا لم تعد تتمسك بهذه الأطراف كما في السابق.بل وربما التضحية بها ككبش محرقة، بحجة انها هي المحركة والداعمة الأساسية للارهاب.
كوابيس عثمانية
اما تصريح الرئيس اردوغان ان روسيا تحتل جزءا من الأرض الروسية، فهو تصريح عبثي من الجانب الحقوقي كما من جانب القانون الدولي، لسبب بسيط هو ان القوات الجوية الروسية موجودة على الاراضي السورية بطلب من القيادة الشرعية" التي تعترف بها الأمم المتحدة والدول الغربية ذاتها.
واخذا بالاعتبار انه لا مجال للمقارنة بين القوة العسكرية لتركيا والقوة العسكرية لروسيا، التي تنطلق في ستراتيجيتها العسكرية من الأسلحة النووية، والتي ـ بهذه الاسلحة او غيرها ـ تستطيع سحق تركيا وأميركا وكل حلف الناتو عشرات المرات، يرى بعض المراقبين ان هذا الضبط النفس وطول الاناة الروسيين يدلان ان روسيا تريد "احتواء" تركيا وكسرها على طريقة "كسارة الجوز"، من اجل اخضاعها واستخدام أراضيها لاحقا كمعبر ترانزيت للغاز الروسي الى اوروبا. وهذا يعني، فيما يعني، تضييق الخناق اقتصاديا وسياسيا على تركيا، وزرع الشقاق بينها وبين الدول العربية الموالية للغرب، وحتى بينها وبين أوروبا وأميركا، وستتم مساعدة الحكومة الشرعية العراقية لطرد القوات التركية من العراق، ومساعدة القيادة الشرعية في سوريا والجيش الوطني السوري لتكبيد تركيا خسائر لا تخطر على بالها اذا أصرت على تطبيق برنامجها لدخول الأراضي السورية بدون موافقة القيادة الشرعية والحلول محل داعش والنصرة بحجة مكافحة الإرهاب.
ويقول بعض الخبراء انه اذا سمحت تركيا لنفسها بارسال قوات احتلالية الى سوريا، فإنه لن يرجع الى تركيا ولا جندي حي واحد. وانه حتى الاسرى الاتراك (انصار داعش) سيتم تسليمهم الى الفرقة النسائية الكردية لتقرير مصيرهم.
الحرب الاقتصادية
وفي سياق الحرب الاقتصادية الروسية على تركيا، صرح سفير الفيديرالية الروسية في انقرة اندريه كارلوف، لوكالة تاس، بأن الخسائر التركية بنتيجة قرارات المقاطعة الاقتصادية الروسية، ستزيد سنة 2016 عن 11 مليار دولار. وأضاف "ان هذا الرقم ليس بروباغندا روسية. بل هو ما توصلت اليه أبحاث مراكز التحليل الاقتصادي المحلية. وبيّن خبراء هذه المراكز ان اكثر الخسائر ستكون في القطاعين السياحي والزراعي. وفي السنوات الأخيرة زار تركيا بشكل متوسط حوالى 4 ملايين سائح روسي سنويا. وبلغ اجمالي التبادل التجاري بين البلدين اكثر من 30 مليار دولار. وبعد ان توقف السياح الروس عن التوجه الى تركيا، عرض فورا للبيع حوالى 500 فندق سياحي.
ووصف السفير العلاقات بين البلدين بأنها في حالة التجميد. وانها لا يمكن استعادتها كما كانت الا اذا غيرت تركيا موقفها. وقال "لقد حدد الرئيس فلاديمير بوتين شرطين لتجاوز الازمة: ان تركيا ملزمة بأن تقدم اعتذارا رسميا عن اسقاط القاذفة الروسية، وان تدفع تعويضا عن الاضرار وتعاقب المسؤولين عن الحادث. ولكن بعد مرور شهرين لم نسمع من تركيا حتى الان اعتذارا واضحا، ولكن بالعكس فإن تركيا تزيد تصريحاتها العسكرية المعادية لروسيا. وانه لكلام عار عن الصحة اتهامنا بخرق المجال الجوي التركي، او ضرب المدنيين في سوريا. وفي مثل هذه الظروف لا أرى أي افق لاعادة تطبيع العلاقات بين البلدين".
وقد أعلنت إدارة السياحة في مدينة انطاليا التركية ان عدد السياح الروس قد انخفض خمسة اضعاف في شهر كانون الثاني الماضي. كما انخفض عدد السياح من مختلف البلدان الأوروبية الأخرى الى انطاليا بنسبة وسطية مقدرها 30%، بسبب التخوف من عواقب توتر العلاقات الروسية ـ التركية. علما ان الدخل السياحي يمثل عاملا اقتصاديا مهما في تركيا لانه يشكل 4،5% من الناتج المحلي القائم ويضطلع بدور كبير في تقليص العجز في ميزان المدفوعات.
الكرملين يشطب تركيا من اجندته
هذا وصرح السكرتير الصحفي للرئيس، دميتريي بسكوف، انه بعد حادث الاسقاط الغادر للطائرة لم يحدث أي اتصال بين الرئيسين بوتين واردوغان، وانه ليس في اجندة الكرملين أي لقاء من هذا النوع.
ونذكّر انه في نهاية شهر كانون الثاني الماضي كان رجب طيب اردوغان عبر عن الرغبة في اجراء لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد أبلغ بوتين بذلك في حينه، كما يقول بسكوف. ولكنه اهمل الطلب.
تركيا تخرق اتفاق الأجواء المفتوحة بين البلدين
واعلن نائب وزير الدفاع الروسي اناطولي انطونوف ان تركيا كانت تخرق دائما اتفاق الأجواء المفتوحة، وهو ما أوجد مقدمات لحادثة اسقاط الطائرة. ويعني ذلك انه لم تكن تتاح الامكانية للدولتين المشاركتين في الاتفاقية ان تراقب النشاط العسكري احداها للاخرى.
التحضير المسبق للهجوم الغادر
وقبل الهجوم الغادر الذي تعرضت له طائرة سو ـ 24 الروسية، كانت تركيا قد رفضت المذكرة المتعلقة بطلعات الطيران في الأجواء السورية.
ومنذ شباط 2013 اخفى الاتراك عن المراقبة قواعد منظومة الدرع الصاروخية باتريوت في جنوب تركيا. وفي 2014 أعلنت مجموعة من قوات الدعم التركية انه لا يمكن تأمين امن الطيران في بعض قطاعات المجال الجوي للبلاد بسبب كثافة طلعات الطيران الحربي، الذي يعمل في اطار الحملة المعادية للارهاب، حسبما صرح انطونوف لوكالة انباء ريا ـ نوفوستي. وذكر نائب وزير الدفاع الروسي ان تركيا رفضت منذ فترة قريبة ان تقوم طائرة المراقبة AN-20B بطلعة مراقبة فوق الأراضي التركية.
ويتابع انطونوف قائلا انه في كانون الأول الماضي اغلق الاتراك امام الطيران الروسي مراقبة الاجواء التركية على امتداد الحدود مع سوريا.
هذا ويقول الخبراء ان روسيا تنفذ حتى الان المرحلة الأولى من "حرب الإلغاء" ضد وجود الدولة التركية، وهذه المرحلة تتمثل حاليا في "الحرب الاقتصادية".
وفي هذا الصدد قال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف ان لائحة المقاطعة الروسية للسلع التركية لا نهاية لها، وانه، في الصناعة الخفيفة مثلا، يتم تحديد نسبة المقاطعة ونوعية السلع، حسب حاجات السوق الروسية ومستوى وحجم الصناعات البديلة الروسية. وان هذه العملية هي عملية دائمة ومتجددة. ومنذ البداية جرى منع بعض السلع بنسبة 100% وبعضها الاخر بنسبة 80%.
وقد قام مكتب الرقابة التابع للوزارة بالتفتيش في اكثر من 1300 مكتب سياحي للتأكد من تطبيق قرار منع تنظيم وارسال السياح الى تركيا. كما تتم الملاحقة القضائية للمواقع الالكترونية التي تقوم بتوجيه السياح الروس الى تركيا بطرق خداع ملتوية عبر بلدان ثالثة.
ايران تحل محل تركيا
وفي هذا الوقت قامت بعثة تمثل لجنة العلاقات الدولية في الدوما (البرلمان) الروسية، برئاسة رئيس اللجنة الكسي بوشكوف، بزيارة طهران. واجتمعت البعثة مع الزعيم الديني علي اكبر ولايتي. وتم البحث في افق تطوير العلاقات بين البلدين بعد اسقاط العقوبات عن ايران، وامكانيات حلول ايران محل تركيا في تأمين المتطلبات الروسية ولا سيما في قطاع المنتوجات الزراعية والغذائية.

تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا
وفي خط مواز أفادت المعلومات الصحفية ان روسيا تعزز بكثافة حضورها العسكري في سوريا، بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني السوري، وانها أرسلت الى سوريا طائرة سوخوي ـ 35 التي تضاهي ارقى واحدث الطائرات الأميركية، وكذلك طائرة هيليكوبتر ميغ ـ 25M ، متعددة المهمات القتالية، وقاتلة الدبابات المعادية، وهو ما سيجعل مهمة قيام السعودية وتركيا بالتحرش بقوات الجيش الوطني السوري والحلول محل داعش والنصرة بحجة مكافحة الإرهاب، مهمة صعبة للغاية بل مستحيلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا ضمانة لعدم تدمير العالم العربي والاسلامي
- السعودية تغرق في الازمات ولن ينقذها الا روسيا
- الحرب العالمية الاسلاموية الأميركية ضد روسيا ...ستنقلب على ...
- صعود الدولة الروسية وأفول الدولة الاوكرانية
- القيادة البوتينية تتجه نحو العسكرة الكاملة للدولة الروسية
- روسيا تقلب المواجهة تماما ضد داعش واسيادها
- كيسينجر ينعى النظام العالمي لاميركا
- حذار من الغضب الروسي الآتي
- تحطيم الداعشية وكسر نظام الآحادية القطبية العالمية لاميركا
- فشل خطة شرعنة الدولة الداعشية
- الحرب الجوية الروسية في سوريا ستقلب ستراتيجية الحروب الإقليم ...
- بدأ العد العكسي للانهيار الداخلي لاوكرانيا
- الحرب الاهلية الأوكرانية تتجه نحو الغرب
- العلاقات الروسية الإيرانية سد منيع ضد الامبريالية والصهيوني ...
- العقيدة الجديدة للبحرية الحربية الروسية: المحاصرة الكاملة لا ...
- أزمة أوكرانيا ستنتهي بزوالها كدولة
- اميركا تقع في الفخ الذي نصبته لروسيا
- اليونان المتمردة تغيّر ميزان الجيوستراتيجيا العالمية
- بعد اغتيال نيمتسوف روسيا تتجه نحو تغيير كل الخريطة المحيطة ب ...
- اليونان تنتفض ضد التبعية الغربية


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - العلاقات الروسية التركية على خلفية الصراع في سوريا