أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العظماء لا يموتون ..














المزيد.....

العظماء لا يموتون ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العظماء لا يموتون ..
يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله ، و تبقى ذكرهم حي على الأرض ، قوة تحرك ، و رابطة متينة تجمع ، و نور ساطع يهدي ، وعطر فواح ينعش ، وهذه هي العظمة ، وذاك هو خلودا ، فكل ما يخلفه العظماء من ميراث وآثار مشهودة ، هي أمجاد يُعتز ويُفخر بها ، وأعمال جليلة يُنتفع بها ، وأفكار نيرة يُهتدى بها من بعدهم ، كما قال الشاعر:
المرء بعد الموت أحدوثة … يفنى و تبقى منه آثاره
فأحسن الحالات حال امرئ … تطيب بعد الموت أخبــاره
لقد ترجلت أيها الوطن الاستثنائي ، والفنان الاستثنائي ، والمسرحي الاستثنائي ، والسنمائي الاستثنائي ، ترجلت يا وحش الفلاة عن فرسك في وقت ما زال الركح في أشد الحاجة إليك ، خاصة أن الاستثنائيين أمثالك لا يعوضون ..
ولا أخالني مسرفاً إن تمنيت أن تتذوقَ الأجيال الشابة وسامة أوصافك ، وصدق أقوالك ، وتميز أفعالك ، حتى يعلموا مقدار ما خسرته الساحة الفنية من قيمة ، وليعرفوا ما فقد الوطن من ذاكرة وطنية ، جديرة بالاحتفاء والتكريم ، ومقدار ما خسره الذين عرفوك عن قرب ، وما تعلمه من زاملك من غزير مزاياك ، وشرفوا بتسجيل أسمائهم معك في سجل وأصداء حضورك المتميز الذي يستحق منا جميعا أن نؤلف فيها وعنها كتبا ترصد وتتحدث عن مسيرتك الفنية النضالية ، وتكفيك رائعتك افداعية "أزلية سيف بن ذي يزن" ، ولازمتها التي رددها وراءك في السبعينات ، عشاقك الذين أبهرتهم بصوتك الجهور المتميز قائلا :"سموني وحش الفلا واسمي بن ذي يزن ، رموني في الخلاء ، وأحماني الخالق الرحمان " المسلسل الاداعي التي تستحق عليه عن جدارة ، أن يقام لك تمثال ، بل تماثيل تليق بمقامك وانجازاتك ، وفي مدخل كل قاعة كل مسرح أو سينما ، لتذكير الناشئة بمن أمتع المغاربة كافة على مدى سنين بلازمته " أنا وحش الفلاة الذي " .
عزاؤنا في رحيلك أيها المناضل الصلب الذي خسر الفن الصادق بوفاتك أحد أبرز عناصر النقاء والمثابرة ، هو فيما اذخرت عند ربك مما قدمت يداك من باقيات غزير إنتاجاتك ، وصالحات ما فرجت بها من كرب المهمومين الكادحين ، الذين كانت مسرحياتك ومسلسلاتك وإيداعياتك لهم تسلية وتخفيفا من أوجاعِهم ولواعجهم ، والتي لا يسعني هنا ، إلا أن أقول في حقك ، بعد قول رب العالمين الذي : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي" ، لقد تركت برحيلك فراغا في النقاء والزهد والوفاء والتواضع والالتزام من الصعب أن يملأه غيرك بعدك ، لقد خسرناك بحق ومن الصعوبة بمكان تعويضك ، رحمة الله عليك ، وتغمدك الله بالرحمة والمغفرة .
و لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
حميد طولست [email protected].



#حميد_طولست (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل من أسباب بقاء الدولة.
- تصرح سياسي أم قديفة من العيار؟؟
- قنينات العاز ،قنابل موقوتة تحت كل عمارة سكنية !!
- لماذا يستقبحون الحب، وقد دعا إليه الإسلام ؟
- هل في الحب ما يخيف الظلامين ؟؟
- متاهة السعادة !!
- رغم أني لست رياضيا ضليعا، ولا ولوعا بكرة القدم ، فإني أحرص ع ...
- سريالية تشكيل الحكومة !
- الزمن الجميل ، أو - Royal leve
- لقمة في بطن جائع .. خير من بناء جامع-
- إذا كنت في المغرب فلا تستغرب-!!
- صراع أقطاب التحالف الحكومي !!
- ال-بلوكاج - والأسباب المحيطة به !!
- هل انهارت الهالة التي صنعها شباط لنفسه ؟؟
- التنابز الإلكتروني !!
- مكافحة الإرهاب وليس محاربته فقط !!
- شخصية هذا العام !
- شخصية العام !
- كل عام و-رجال العام - ، بألف خير !
- أعياد أم فوضى؟


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العظماء لا يموتون ..