أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التنابز الإلكتروني !!














المزيد.....

التنابز الإلكتروني !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التنابز الإلكتروني!!
إذا تتبعنا الانفجار الكبير الذي عرفته الثورة الإليكترونية والتطورات الهائلة التي حصلت في تقنياتها الرقمية ، واستعرضنا ما ابتكرته من أسلحة الانترنيت (الفيسبوك والتويتر واليوتوب)، التي تجاوزت في مدة وجيزة كل الأسلحة التقليدية النووي أو آبار البترول والغاز ، وغيرها من مميزات القوة الكلاسيكية التي كانت ترتب على ضوئها الشعوب والدول وتعتبرها مدخلا أساسيا لقوتها ، لأدركنا عمق الثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم اليوم ، وللمسنا مدى خطورة تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي هزت مضاجع الأنظمة المترهلة وأحرجت الحكومات الفاسدة وأرعبت المستبدة منها ، ونزعت عنها ما تخفت تحته من أثواب التقوى والصلاح مند عهود .
لقد انطلقت هذه القوة الناعمة المخملية لدى الشعوب الغربية بما يناسب طبيعة ونفسية مجتمعاتها الحرة والمتحررة والمؤدبة والمهذبة والدمثة في خطابها اليومي ، كحركة قاعدية للاحتجاج على الأوضاع الفاسدة وللمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ، مسلحة بمستوى عال من الفهم والوعي وليونة التفكير والتعامل بروح الحوار وتقبل النقد البناء، المعتمد كلية على الانتظام والانضباط والسلوك السلمي الحضاري في الاحتجاج عبر صفحات التواصل الالكترونية الغربية المنضبطة والمحترمة، التي لو قارناها بمواقع التواص العربية ، لوجدناها عبارة عن أسواق "للغوات" والتنطع وقلة الأدب ومهرجانات للتجريح والغلو في الاستفزاز والتكفير والذبح ، التي تفننت في إبداعه أذهان فقهاء الحقد والكراهية ، العاجزة عن التفكير والانفتاح المعرفي، والعقول الجامدة التي تعيش لاشعوريا مآزق اللاشيء ، وتمتنع تلقائيًا عن النظر إلى أي مساحةٍ معرفية تقع خارج خزائن محفوظاتهم المعرفية ومألوفاتهم التي النمّطية ، التي حولت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك "و"تويتر" إلى ساحة لتبادل والسباب الثقيل ، وشكل من أشكال الاعتداء على الآخرين ، وصنف من صنوف العنف الحضري المتعددة الأشكال، والأبعاد المختلفة ، التي تترك أثارها السلبي على التفاعل الإنساني ، بدل أن يكون ميداناً لتبادل الأفكار والتثقف والصراعات العقلية التي ترقى إلى مستوى التدبير والاستعمال العقلاني المفيد.
الأمر الملموس بين الرعاع الإلكتروني الذين يعيشون عقد اللاانتصار ، وعقد الهزائم الاجتماعية والاقتصادية و السياسية ،في العرب عامة وغوغائييه في المجتمع المغربي خاصة ، الذين ما أن يبدؤون بالرد على أية تغريدة يكتبها أي منتفض في وجه الظلم على "الفيس بوك" ، أو يبثها من لا يتبنى مشروعهم ، ويرفض طغيان الزيف وتقديس لغة الواجهة واحتقار الأعماق، حتى يتحولوا إلى "شمكارة "من أولاد شوارع بامتياز، عبر "الفيس بوك والتويتر" ، وتأتي معظم تعليقاتهم بعيدة كل البعد عن موضوع الفكرة الجادة التي يواجهونها بكل أساليب القمع والمساومة والتشكيك في مصداقيتها ، ويتهمون أصحابها بالخيانة والعداء للوطن والتآمر على وحدته الترابية، وذلك بلغة غاية في البذاءة والصفاقة والسقوط الأخلاقي ، وكأن مهمتهم إخلاء هذا الحيز الالكتروني الجميل من الفكر والثقافة وتحويله إلى منتدى للتنابز بسخافات الألقاب وترهات الاتهامات وصغائرها ، بكلّ ما تحمله مصطلحاتها من تفاهات واقعيّة فكريّة، وليس لغويّة مجازيّة فقط ، تفاهة في الأهداف، وتفاهة في الممارسة، وتفاهة الاندماج في العبثيّة، التي يعوضون بها عن جهلهم ونزقهم ، ويفرغون فيها مكبوتاتهم وأحقادهم المستشرية كالطفح في النفوس والضمائر ، ظنا منهم أنهم يستطيعون بذلك أن يتستروا على دمامة أفعالهم، وتخلف سلوكياتهم ، وإخفاء قبح ما تسببوا فيه من معاناة لمستعملي هذا الفضاء الرحب ، والإيقاع بهم في مطب الانشغال عن الحقيقة ، وتجنب الخوض في كل تفكير جاد يثير النقاشات العمومية المؤطرة للجماهير ويوجهها لانقاد البلاد وتحريرها من كيد لوبيات الجهلة والمشعوذين المتخصصة في دعارة تقنيات التواصل الجماهيري -إن صح التعبير وفسادها- التي جعلت الفيسبوكيون الشرفاء ينظرون بعين الرّيبة إلى أفكارهم الرصينة وحتى أحلامهم .
خلاصة القول هو لابد من الاعتراف بأن هذا لا يعني أنه ليس في مجتمع التواصل الاجتماعي المغربي غير هذا النمط الضّعيفة الهزيلة ، والمكبوب على وجوهه في الوحل ويجرّ أذيال الهزيمة، كما يقال ، بل هناك حركة شبابية فيسبوكية قاعدية من حقنا كمغاربة أن ننبهر ونفتخر بمستواها العالي من الفهم والوعي و ليونة في التفكير المعتمد كلية على الانتظام والانضباط والسلوك السلمي الراقي والتعامل الحضاري في الاحتجاج والمطالبة بالمطالب العادلة ، شباب هم عماد الأمة والمستقبل وأنهم صانعوا المعجزات وهم الذين سوف يحملون أوطانهم إلى بر الآمان طالما أن هناك عقل وحرية و( فأر وكلافيي ) والعاقل من يأخذ العبرة من الفارة.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة الإرهاب وليس محاربته فقط !!
- شخصية هذا العام !
- شخصية العام !
- كل عام و-رجال العام - ، بألف خير !
- أعياد أم فوضى؟
- اعياد متعددة والنبي واحد !!
- هل هي فلتات ألسن أم رسائل مشفرة ؟؟
- داء الاستوزار وانفلونزا المناصب!!
- المال السايب وفطازية الوجاهة الخاوية !!
- المراحيض العمومية ومراحيض البرلمان!!
- النصر لا يأتي بالانتقام الرباني ولا بالكوارث والخوارق.
- الاعتذار من شيم العظماء .
- المعتقدات الخرافية وتشكيل الحكومة المغربية!!
- جسارة الطارئين وتطاولهم على المناصب الحكومية!!
- لنحس والعكس والتابعة في تشكيل الحكومة الجديدة .
- من غرائب وقائع تشكيل الحكومة الجديدة !!
- تشكيل الحكومة -ماحدها تقاقي وهي تزيد فالبيض- !!
- البيئة ملك جماعي
- ليس عيبا أن يكون رئيس حكومتنا غنيا !!
- الإستثناء المغربي !!


المزيد.....




- إسرائيل تعود إلى سياسة -فرّق تسد- الطائفية لتفكيك سوريا
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ومتع أطفالك بأحلى الأغا ...
- سامي الكيال: ما حصل في سوريا هو هجمة منظمة على الطائفة الدرز ...
- بالفيديو.. -بلال فيتنام- يصدح بالأذان بأكبر مساجد هو تشي منه ...
- -فخ إسرائيلي- للإيقاع بدروز سوريا... وكراهية الإسلام أضحت -ع ...
- القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأق ...
- الأردن: أحكام بالسجن 20 عاما ضد متهمين في قضية مرتبطة بالإخو ...
- عاجل.. أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماي ...
- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التنابز الإلكتروني !!