أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - هل هي فلتات ألسن أم رسائل مشفرة ؟؟














المزيد.....

هل هي فلتات ألسن أم رسائل مشفرة ؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك حقيقة لا أظن أحدا يكذّبها، وقطعا الكل يسلم بها ، وهي أننا كلنا خطاؤون ، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " وأنه ليس من الحصافة في شيء أن نسكت عن زلات من نحترم من نخبنا ، من متقلدي المناصب العليا في البلد، وأصحاب القرار وأولي البت فيه، إذا جانبت الصواب ، ونصبغ على أقوالهم وأفعالهم العصمة والتقديس ، وهم جميعهم من أبناء آدم غير معصومين من الخطأ، وخاصة حينما تكون لتلك والأخطاء ، أقوالا وأفعالا، أبعاد لا متناهية الخطورة على الوطن، وتخلق تصدعات خطيرة في العلاقات الدبلوماسية ، كالتصدع الذي خلقه التصريح الأخير الذي خص به رئيس الحكومة المعين، وكالة "قدس بريس" ، الوكالة الأخبار الإخوانية ، والذي هاجم فيه روسيا -حليفة المغرب في العديد من القضايا، وخاصة قضية الوحدة الترابية للأقاليم الجنوبية والذي ما كان يتوجب عليه كمسؤول كبير على استقرار البلاد ، أن يهاجمه حتى وإن كان الأمر موثقا، لأن ذلك لا يخدم مصالحة البلاد ، ولأن السياسة الدولية تتحكم فيها المصالح - والذي ليس إلا النموذج الصارخ لزلات من نحترم من نخبنا ، والتي لا يجب السكوت عنها ، لما يتسبب فيه من احراجات سياسية ودبلوماسية للدولة، وتضطر الدول الى اصدار بلاغات اعتذارية لحل ما خلقته من أزمات كالتي كاد يخلقه خوض السيد رئيس الحكومة فيما هو بعيد كل البعد عن مهمة تشكيل الحكومة التي كلف بها مند أزيد من ستين يوما ، وكأنه انتهى من حل جميع مشاكل المغاربة ولم يبقى له سوى التدخل في العلاقات الدولية المعقدة والخطيرة والتي لا تحتمل الارتجال، أو وجهات النظر الشخصية ولا تعكس التوجهات الرسمية العليا، ولا الدبلوماسية الوطنية ، التي تضع العصي في دواليب مركبة تقدمها، الذي بدل ويبدل الملك محمد السادس المجهودات الجبارة لبنائها على أسس متينة تضمن ثباتها واستمراريتها ، السلوك السامي الذي دعى إليه ملك البلاد الوزراء للسير على منوالها ، وأن لا يبقوا رهيني التعامل الدبلوماسي مع أوروبا فقط ، ويتوجهوا للتعامل بجدية مع دول الجنوب أي افريقيا ، ومع باقي دول العالم ، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها المغرب وما لها من آثار سياسية واقتصادية باعتباره بلدا مغاربيا افريقيا وإسلاميا ، تلزمه التفاعل مع محيطه الجهوي بكل ما يعرف من تحولات كبيرة وتحديات جسيمة، ومع المحيط الدولي وما يشهده من انعطافات سياسية .
لهذه الاسباب وغيرها كثير ، يجب تكثيف الجهود من أجل محاصرة مد ظاهرة "فلتات اللسان الأخطاء الخطيرة على المشروع الدبلوماسي الحداثي الذي تبناه ملك البلاد ، والتي يوجهها الكثير من مسؤولينا الكبار وبكثرة ، مرة على شكل قفشات فرجوية ، ومرات على شكل زلات لسان سياسية ، ومرة أخرى على شكل الرسائل القوية والمشفرة لمن يهمهم الأمر ، والتي تشترك جميها في ما تقع فيه من أخطاء بروتوكولية فادحة معيقة لجهود الملك، يربطها البعض بانعدام التجرب ، ويعزوها البعض الآخر للشعبوية السياسية ، وربطها طرف ثالث بخدمة أجندة خارجية متمثلة في التوجه والأيديولوجيا الإخواني .
ولوضع القدام في بداية الدرب السليم، حري بمسؤولينا الكبار أن يقيموا أنفسهم بموازين المصارحة والمكاشفة مع النفس ، ومع الغير ، وأن يحاسبوها على أخطائهم التي يغلّبون فيها قبليتهم المقيتة وأيديولوجياتهم الضيقة ، على ما هو جوهري ورئيسي في مسؤولياتهم الجسيمة ، كلما هموا بالحديث - وخاصة حينما يتعلق الأمر باستمالة المتلقي- في أي مناسبة وفي أي موضوع وفي أي مكان سواء كان على الهواء مباشرة أو من خلال اللقاءات الجماهيرية أو إبان أي تصريح لأي صحافة ، محلية كانت أو دولية ، الذين يطلقون العنان لألسنتهم بالكلام الشعبوي المشبع باللغو والفلتات ، التي تؤكد على الجهل المطلق بالجيوبوليتيك، وبهزالة الرصيد السياسي الذي لا يتجاوز عند الكثير من المسؤولين ، غير حزمة بوليميك ، يخلطون بها المواقف الشخصية والحزبية والجماعية بالمواقف الرسمي للدولة ، والتي تهدم المجهودات الجبارة التي يبذلها الملك محمد السادس لوضع قطار المملكة على سكة التطور والنمو .
وأختم المقال بدعاء للجاحظ في البيان والتبيين :" اللهم إنَّا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التّكلف لما لا نحسن، كما نعوذ بك من العُجْبِ بما نحسنُ، ونعوذ بك من شر السّلاطةِ والهٓذْرِ، كما نعوذ بك من شر العِي والحٓصر.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داء الاستوزار وانفلونزا المناصب!!
- المال السايب وفطازية الوجاهة الخاوية !!
- المراحيض العمومية ومراحيض البرلمان!!
- النصر لا يأتي بالانتقام الرباني ولا بالكوارث والخوارق.
- الاعتذار من شيم العظماء .
- المعتقدات الخرافية وتشكيل الحكومة المغربية!!
- جسارة الطارئين وتطاولهم على المناصب الحكومية!!
- لنحس والعكس والتابعة في تشكيل الحكومة الجديدة .
- من غرائب وقائع تشكيل الحكومة الجديدة !!
- تشكيل الحكومة -ماحدها تقاقي وهي تزيد فالبيض- !!
- البيئة ملك جماعي
- ليس عيبا أن يكون رئيس حكومتنا غنيا !!
- الإستثناء المغربي !!
- مشاورات لتشكيل الحكومة ، أم تصفية حسابات !!
- خطاب الملك محمد السادس، وكأنه شق على قلوب المغاربة !!
- الركوب على مآسي المقهورين !!
- كذب السياسيون ولو صدقوا !!
- وعد الحر دين عليه إلا في الإنتخابات !!
- المختصر اللذيذ عن العدس وما به من حديد !!
- فواتير مطلسمة!!


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - هل هي فلتات ألسن أم رسائل مشفرة ؟؟