بنية العيون

محمد العدناني

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 21:37
المحور: الادب والفن
    

بنية العيون
ربيعة العمر بنية العيون
وردة جوري بين الغصون
واسعة العيينين هلالية الحلجبين
طويلة الشعر لؤلؤة السنون
رحيقُ شفتيها عسل النحل
فيه شفاء لمرضى الجنون
فلاحةٌ سمراء بغابات النخيل
تحمع ثمار جهد المزارعون
تشجر التنور تشوي الصبور
والخبز غذاءٌ للبنات والبنون
وبالفطور شاي وقطعة جبن
وحليب البقرة ذات القرون
قرون مضت وشعب العراق
عرب وأكراد مسيحيون ومسلمون
شعب واحدٌ يد بيد
كافحوا الظلم جميعا منلظلون
وبعد سقوط صنم يغداد
تحولت بغداد مسرح الصيادون
الصيادون بالماء العكر كتلٌ
وعصائب كفر وتيارات متحزبون
متحزبون بإسم الدين والطائفية
والقوميات لخير العراق يسرقون
بسرقون أموال الأرامل واليتامى
ومخصصات ودواء وطعلم المهجرون
المهجرون بالخيام يتلاعب المسؤون
بأسعار شرائها وللدولار يكنزون
يكنزون الموال بالبنوك وسرقة
العقارات الحكومية وللمستندات يزيورون
بزورون شهادات الوزراء والنواب
للحصول المناصب وللكراس يخصصون
يخصصون مخصصات حرامية الكتل
والأحزاب والتيارات والحكام الجاهلون
جاهلون لحقوق الشعب وواجباتهم
خدمة الواطن وليس سراقون
سراقون تعب الفلاح والعامل
والمرأة والشباب وكل المثقفون
المثقفون منسيون ليحصل الحرامي
على منصب كأحد الحاكمون
الحاكمون هذه الأيام تجهل
القانون والدستور بما ينفذون
ينفذون سياسة أحزابهم وكتلهم
وليس لتطوير الوطن المواطنون
المواطنون يعانون الفقر والأمرض
وقيادات السياسة بالرفاه يتنعمون
يتمتعون بأموال الشعب وخيرات
البلاد ومعظم الشعب جاعون
جاعون الناس والحيوانات والأسماك
بالأهوار ودجلة والفرات يموتون
يموتون ألاف الأطفال والشيوخ
لفقدان الدواء ولا أطباء يسعفون
يسعفون من تفشي حبة بغداد
بالأنبار والمن الإخرى معرضون
معرضون لتقسيم البلاد وهدم
حضارة العراق بلاد السومريون
السومريون أقدم حضارات العالم
ومشاريع الإعمار وللأرض يزرعون
يزرعون فلاحوا العراق بذور
السلام والحرية وبالتعاون يؤمنون
يؤمنوا العمال بوطن حرٌ
وشعب سعيد لذلك يسعون
يسعون لدولة مدنية مستقله
وليس الطغاة والجهال يحكمون
ليصبح الحكم بيد الشعب
وأبناء الوطن والكل ينعمون
ينعمون بخيرات البلاد وتعود
الحريات والسلام والكل يبتسمون
يبتسمون بوجه الطفل والكبير
والفلاح والفلاحه واولادهم يفرحون
يفرحون بأثمار النخيل والخضروات
ومن الشبوط البني يصطادون
وعيون بيعة العمر فلاحتي
كل مساء يوم بنتظرون
ينتظرون عودتي ستون حجة
ولحد الأن وكادوا يفقدون
يفقدون أمل عودتي وذبلت
العيون البنية وللدموع يذرفون
ليت ربي يسهل عودتي
لقريتي قبل للعيون يغمضون
ويكون قبري بتراب البصرة
وسكان قريتي لجثتي يحملون

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل