أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد الواسطي - تجربتي مَعَ زعيم الفقراء الخالِد عبدألكريم قاسم














المزيد.....

تجربتي مَعَ زعيم الفقراء الخالِد عبدألكريم قاسم


حميد الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 18:35
المحور: حقوق الانسان
    


بِسْمِ اٌللهِ اٌلذي خلقَ صُبحاً وَريحا
أيا زعيماً للفقراء حُبُّكَ بالقلوب نجوعا
وَبفراقك حزناً مُزمنا مُوجع ألضلوعا
قبرُكَ دجلة وَأمواهها لكَ دموعا
كريماً كنت وَاٌلذين بَعدكَ نكداً منوعا

أمَّا بَعدُ، وَفي بدايات ألستينات مِنَ القرن ألماضي وَكنتُ حينهَا صبيّاً وَقبلَ أن ينتقل والدي للسكن في مدينة الثورة كنا نعيش في مِنطقة تل محمّد وَفي مدرسة ألمنار ألإبتدائيَّة ألمُختلطَة وَألقريبة مِنَ ألشارِع ألعام ألمُؤدّي إلى بغداد ألجديدة درست فيها أربَع سنوات إبتدائي مِن صف ألأوَّل إلى ألرابع. وَكانت أوَّل مُعلِمَة درَّستني إسمُهَا ست ((بتول)) وَهِيَ الَّتِي ألبستني وشاح ((فارس ألصف)) وَكانت هناك داراً يفصلهَا عن ألمدرسة شارِع فرعي هِيَ لشقيقة ألزعيم عبد ألكريم قاسم. وَفي ساحة تِلكَ الدار وَقريباً مِنَ السياج كانت هناك شجرة نبق كبيرة وَكانَ يوميّاً عشرات ألطلاب يتسلّقون عَلَى السياج يأكلون مِن تِلكَ ألشجرة وَأمَّا ألسَيِّدَة صاحبة الدار وَأنَّ شقيقها حينذاك ألزعيم (رئيس وزراء ألعِرَاق) فكانت تعاملنا كالأُم ألحنون وَلَم تمنع هِيَ أو أيِّ أحَد في دارها ألطلاب (ألأطفال) ألَّذِينَ كانوا تقريباً يقتحمون ألدار يوميّاً.

كانت ألمَدرسَة ضِمن مِنطقة فيها دور وَدكاكين وَشوارع مُبلّطة بَيدَ أنَّ دار والدي كانت عَلَى بُعدِ حوالي 10 – 15 دقيقة مشيّاً عَلَى ألأقدام وَبإتجاه خلفي مِنَ ألمدرسة وَهِيَ حاليّاً حي ألغدير وَكانت هذِهِ ألمِنطقة (ألغدير) وَألمحصورة بَينَ تل محمّد وَألشارع الَّذِي يفصل ألغدير مَعَ حي ألضباط في زيونة ألحالية.. وَهذا ألشارع كانَ مُبلطاً أو أنه طريقاً مُسطّحاً تمرّ منه سيّارات وَلكن قليلة أيّ أنه لَم يَكن رئيسيّاً كالشارع ألعام القريب مِنَ ألمدرسة وَهُوَ شارع يمرّ قريباً مِن بغداد ألجديدة ثمَّ إلى بعقوبة أو ديالى.

وَكانت دارنا وَكمَا أسلفت في مِنطقة (ألغدير) ألحاليَّة، بَيدَ أنهَا كانت ضِمن بيوت مِن طين (صرايف وَلاَ فيها كهرباء أو ماء) وَكانَ بيننا وَبَينَ مدينة ألضباط جزيرة قفراء وَكنا نرى بالعين المُجرَّدة بَعض دور الضباط الَّتِي تمّ بناءُها حديثاً – وقتذاك – وَأمَّا زيونة فلَّم تكن فيها عمَارَة في ذلِكَ ألوقت بَل كانت أرض - وَكمَا أسلفت - قفراء.

ألحي اأَّذِي كنا نسكن فيه وَكما ذكرت لا يُوجَد فيه ماء للشرب بَل كانَ ألأهالي يجلبون ألماء مِن مِنطقةٍ بعيدة نسبيّاً. كانَ بيتنا قريباً مِن شارع تل محمّد (ألغدير حاليّاً) وَهُوَ ألشارِع الَّذِي يفصل حاليّاً بَينَ الغدير وَزيونة.
وَفي يوم ما كنتُ مَعَ صبيّان ألحي وَقد سمعنا صراخ أو صياح وَأنَّ رجالاً وشباناً وَأطفالاً يركضون بإتجاه ألشارِع وَأصوات بعضهم "اِجا ألزعيم .. اِجا ألزعيم ..(جاءَ ألزعيم عبدألكريم) وَركضنا نحن ألصبيان مَعَ ألناس وَكانت سيّارة ألزعيم تسير في ألشارِع ألمقابل لنا وَببطء وَأقل مِن سِرعة ألهرولة ألإعتياديَّة. كانت سيّارة ألزعيم فيها ثلاثة فقط (ألزعيم جالس في ألمقعد ألخلفي وَكانَ هُناكَ ضابط مُرافقاً بجانب ألسائِق) وَلَم تكن أيّ حماية أو سيّارة اُخرى في ألشارع غير سيّارة ألزعيم..!! عِلماً لَم يَكن شارعاً رئيسيّاً للسيّارات أيّ نادراً ما تمرّ فيه سيّارة. وَكانَ ألناس يتدافعون وَكُلّ واحد فينا يُريد أن يَصل إلى زجاج ألسيّارة؟ ليرى عبدألكريم قاسم وَكأنه مرقد إمام في يوم زيارة !! كانَ زجاج السيّارة مُغلقاً إلاَّ أنَّ ألزعيم عبدألكريم كانَ مبتسماً بحنان وَيَدهِ تلّوح لنا بالسلام وَأنَّ بَعض سُكان الحي أشرّوا للزعيم بأنَّ ألحي لَيسَ فيه ماء للشرب فأومَأ لهُم ألزعيم بأنه تفهّم معاناتهم وَأنَّ (ألرِسَالة) قد وَصَلَت وَفي أليوم ألتالي جاءَ عمّال وَمعهُم مُعدّات حفر وَأنابيب مياه وَأدوات بناء وَلَم تمضي 24 ساعة حتى نصبت للحي نقطة مركزيَّة فيها عدة حنفيّات تصبّ ماءاً عذباً وَمِن جانبيَ بناء إسمنتي بديع، فضلاً عن ذلِك فأنَّ ألزعيم عبدألكريم قاسم قد خصّص لكُلِّ عائِلَة في ألحي قطعة أرض في مدينة ألثورة.. مِن قلَم : ألكاتب حميد ألواسطي
[email protected]



#حميد_الواسطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو بكر وَعُمَر مَن شظا ألإسلام وَلَيسَ علي بن أبي طالب رَدّ ...
- مُعلِّمَة عِرَاقيَّة وَمُعلِّمَة أستراليَّة !!
- علي بن أبي طالب - 1
- نسبة الملحدين في العالم الاسلامي 99% !!
- هَلْ مِن بَينِ ألأنبياء نِسَاء ؟
- ألمُساواة بَينَ ألرجُل وَألمَرأة مَفهوم ظالِم رَدّاً علَى حم ...
- إذا كانت فلسطين يَهوديَّة؟ فالكويت عِرَاقيَّة رَدّاً علَى أل ...
- للفلسطينيين أقول: طُز باٌلقضيَّة ألفلسطينيَّة !!
- رَدّاً علَى قصيدة سُمو ألشيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم
- رَدّاً علَى (نبُّوة) نهى ألزبرقان !!
- رَدّاً علَى قصيدة عباس چيچان
- للسيسي وَألمِصريين فقط !!
- للسيسي وَألمِصريين رِسَالة !!
- داعش صَنيعة صُهيونيَّة وَألحشد ألشعبي عرقلَ ألمُخطط ألأميركي
- هَلْ أنَّ ألسَيِّد ألمَسيح هُوَ ألله ؟!
- لَولاَ ألحشد ألشعبي لسقطت الحُكومَة في بغداد رَدّاً علَى كير ...
- قبر ألنبي مُحمَّد لَيسَ رِجس رَدّاً علَى أحمد صبحي منصور
- في بني آدم نفس وَ روح رداً على أحمد صبحي منصور
- إنما يخشى الله من منال شوقي!!
- تدمير المؤسسة العسكرية من قبل صدام وإلى حيدر العبادي


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد الواسطي - تجربتي مَعَ زعيم الفقراء الخالِد عبدألكريم قاسم