|
للسيسي وَألمِصريين فقط !!
حميد الواسطي
الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بِسْمِ اٌللهِ ألرَّحمَنِ ألرَّحيم.. أمَّا بَعدُ، هذِهِ ألمَقالة هِيَ نِداء للرئيس ألسيسي وَللمِصريين بصَدَد مِصر وَمُستقبل مِصر، وَک كاتب حُرّ حسَب تجربتي وَإستقرائي أعطي بموضوعيَّةٍ رَأيّاً ناصحاً فيهِ أو مُقترحاً بهِ.. وَأقول، أنَّ ألسيسي وَألمِصريين لَعمري أمَّا أن يكونوا ناكرين لجميل ألسُعوديَّة أو أنهُم يتغابون وَيتناسىون بأنَّ ألإستقلال ألسياسي يُقترَن بالإستقلال ألإقتصادي وَلاَ مَنَاصَ مِنْ ذَلِكَ.
لا أُريد أن أخوضَ في أسبَابِ ألنزاع بَينَ مِصر وَألسُعوديَّة في مقالي هذا كمَا لا أُحبّ أن أذكر حَجم ألأرقام ألهائلة مِن ألمُساعدات ألسُعوديَّة ألماليَّة وَألعينيَّة وَسنويّاً لمِصر وَبتواتر سَبعة مُلوك مِنَ ألمَلِك عبدألعزيز آل سُعود ، ألمَلِك سُعود ، ألمَلِك فيصل ، ألمَلِك خالد ، ألمَلِك فهد، ألمَلِك عبدألله ، وَإلى (أخيراً وَحاليّاً) ألمَلِك سلمان بن عبدألعزيز. وَأنَّ ألمُساعدات وَألمَكارم ألسُعوديَّة لمِصر لَم تنقطع بَلْ في تزايد..!! وَإذا كانت مِصر تعتبر هذِهِ ألمُساعدات مِن دولةٍ عربيَّة شقيقة وَنفطيَّة غنيَّة أقول.. لا شيء بدون مُقابل أخوي أو صداقة (بالوفاء وَعدم نكران ألجميل) أو سياسي (باٌلتحالف) رَسميّاً كانَ أو إعتباريّاً بالعلاقات ألوثيقة !!
فإذا كانت ألولايات ألمُتحدة ألأميركيَّة تمنح مِصر 2 مليار دولاراً سنويّاً كمُساعدات عسكريَّة وَلَكِن بمُقابل مُعاهَدة ألسَلام مَعَ إسرائيل كمَا رُسِمَت في إتفاقية كامب ديفيد.
ألزعيم ألفرنسي ديغول وَأثناء ألحرب ألعالميَّة ألثانيَّة قدَّمت لهُ بريطانيا مُساعدَة ماليَّة تحتاجها فرنسا في ألحرب وَبدون مُقابل وَلَكِن ديغول رفضَ ألمُساعدة رفضاً قاطعاً وَقالَ لرئيس ألوزراء ألبريطاني تشرشل: (... ولكن يمكنني أن أخذها كقرض تسدده لكُم فرنسا لاحقاً ، فأنَّ فرنسا لا تأخذ أموالاً بدون مُقابل) ؟ لأنَّ ديغول يُدرك جيداً بأنَّ أللا مُقابل تعني أن يَكونَ خاضعاً أو مُديناً لجميل أو مَعروف أو فضل بريطانياً وَأن لا يَخرج مُستقبلاً عن رأيّهَا سِيَّمَا في ألجانب ألسياسي وَألعلاقات ألخارجيَّة.. هُناكَ مثل يَقول (مَن يَدفع يَأمُر).. وَألسيسي وَألمِصريون وَهُم شعب وَاعي وَمُثقف وَمُكافح في ألحياة وَسُبل ألعيش وَجُلّهُم يَعرفون جيداً بأنَّ صندوق ألنقد ألدولي عِندمَا يَمنح قرضاً لدولة ما وَلَكن يتدَّخل في شوؤنهَا ألسياسيَّة وَألإقتصاديَّة إلى حدِ تسعيرة رغيف ألخبز !!
وَهُنا أقول أو أسأل ألمِصريين سُؤالاً صريحاً وَمُحدداً: مُقابل ماذا تقبضون مُساعدات مليّارات ألدولارات سنويّاً مِنَ ألسُعوديَّة وَمِن فترةِ تزيد عن ستةِ عقود؟! وَلَم ترفضوها طِيلة تِلكَ ألسنين بَلْ تطالبون بشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر بالمزيد وَبَينَ ألسنة وَألأُخرى.. حتى صارَت ألمُساعدات ألسُعوديَّة إليكُم مَحسوبة لدى ألدولة ألمِصريَّة وَمُبرمجَة ضِمن ألمُوازنة ألماليَّة وَألدخل ألسنوي لمِصر !! وَأُكرِّر ألسُؤال مَا هُوَ ألمُقابل ؟! أخويَّة أمْ سياسيَّة..؟؟ فإذا كانت أخويَّة؟ وَمِن دولةٍ عربيَّة شقيقة وَنِفطيَّة فمُقابلها يَجب ألوَفاء وَألوَلاء وَعدم خروج ألأخ عن طوعِ أخيهِ ألمَانح أو ألمُساعد لهُ وَألكريم مَعهُ. وَإذا كانت سياسيَّة؟ فمُقابلها يَكون حتماً تحالف سياسي وَرُبَّمَا عسكري كذلِك رسميّاً أو غير رسميّاً مَعَ ألسُعوديَّة وَعدم ألخروج عن أطارها بالقرارات ألمُشتركة في ألعلاقات ألخارجيَّة مَعَ الدُوَل ألأُخرى خصُوصاً أنَّ ألسُعوديَّة لَيسَت مُساعدة لمِصر بواحدة أو إثنتيَن أو عشرة بَلْ مُساعدات وَكمَا أسلفت سنويَّة وَنظاميَّة مُنذ ستين سنة وَنيِّف.. وَأمَّا إذا كانت لاَ أخويَّة وَلاَ سياسيَّة ؟؟ فأقول: هَل أنَّ ألسُعوديَّة تعطيكُم ألمُساعدات (ألمَذكورة) أيُّهَا ألمِصريون كخرَاج أم جزيَة ؟! أم أنَّ لكُم نِسبة بنفط ألسُعوديَّة وَعلَى قولِ صدام حسين " نفط ألعرَب للعرَب " !!
وَكحاصل تحصيل لِما سَبق.. أقول: لَعمري لا أرى أمَامَ ألرئيس ألمِصري ألسيسي سوى خياران لاَ ثالث لهُمَا أو مَعهُمَا ؟؟ فأمَّا ألخِيَار ألأوَّل: وَفيما إذا كانَ ألرئيس ألسيسي يُريد بإستراتيجيَّة أن يختلف عن سياسةِ وَنهج سابقيهِ جمال عبدألناصر وَألسادات وَمُبارك بأن يَستقل أو تستقل مِصر سياسيَّاً عن ألسُعوديَّة.. ففي هذِهِ ألحالة عليه وَلاَ مناص مِن أن يَستقل أو تستقل مِصر إقتصاديّاً.. وَأن يُصارح ألسيسي وَيُكاشف عامَّة شعبه ألمِصري وَلَيسَ فقط ألحُكومَة أو مَجلس ألشعب هَلْ أنهم مُستعدين وَراغبين قولاً وَفعلاً أن يعيشوا بالإكتفاء ألذاتي إلى درجةِ قبول ألمُوظف ألمِصري إذا دعت ألحاجَة بَينَ ألأهم وَألمُهم فلا ضير أن يستبدل ألسَّيارة باٌلدراجة ألهوائيَّة وَألعائلة ألمِصريَّة أن تستبدل ألمدفأة ألنفطيَّة بمنقلة وقودها ألفحم أو ألخشب بَدلاً عن ألبنزين أو ألنفط أيّ قبول ألشعب ألمِصري وَإستعداده ألتام للتقشف وَإلى أمدٍ غير مَعلوم !! وَأن لاَ ينسى ألسيسي بأنَّ لدى مِصر أيداعات مِن أموالٍ وَإستثمارات سُعوديَّة بعشرات ألمليّارات مِنَ ألدولارات ستطالب بهَا ألسُعوديَّة حتماً. وَإمَّا ألخِيَار ألثاني : وَبإسم مِصر أن يَعتذر ألسيسي للسُعوديَّة وَترجع ألأُمور بَينَ ألبلديَن إلى سابقِ عهدِهَا وَ"عفا ألله عمّا سَلَف".. كمَا علَى ألسيسي أن يُدرك جيداً بأنَّ خِيَاراً آخراً غير هذيَن ألخِيَاريَن مِن طرفٍ آخر مُحتمَل في ألمِنطقة قد يَحلّ بديلاً نِفطيّاً عن ألسُعوديَّة لَعمري لَن يَكون سوى بديل تكتيكيّ وَمُناور..! وَسَيَحلُّ لَيسَ حُبّاً لمِصر وَألمِصريين وَإنما كُرهاً للسُعوديَّة وَألسُعوديين، وَضرره سَيكون أكثر مِن نفعهِ وَيَجر ويلات وَحسرَات وَآهات علَى مِصر وَأجيال مِصر.. !! مِن قلَم : ألكاتب حميد ألواسطي [email protected]
#حميد_الواسطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للسيسي وَألمِصريين رِسَالة !!
-
داعش صَنيعة صُهيونيَّة وَألحشد ألشعبي عرقلَ ألمُخطط ألأميركي
-
هَلْ أنَّ ألسَيِّد ألمَسيح هُوَ ألله ؟!
-
لَولاَ ألحشد ألشعبي لسقطت الحُكومَة في بغداد رَدّاً علَى كير
...
-
قبر ألنبي مُحمَّد لَيسَ رِجس رَدّاً علَى أحمد صبحي منصور
-
في بني آدم نفس وَ روح رداً على أحمد صبحي منصور
-
إنما يخشى الله من منال شوقي!!
-
تدمير المؤسسة العسكرية من قبل صدام وإلى حيدر العبادي
-
إبن الأنبار البار حامد المطلك وزيراً للدفاع وإلى حيدر العباد
...
المزيد.....
-
مصر.. مصرع شخصين وإصابة 29 على الأقل في تصادم قطاري ركاب بال
...
-
عبدالملك الحوثي يكشف عن عدد الغارات الأمريكية - البريطانية ع
...
-
سيمونيان -تشكر- الخارجية الأمريكية على إقرارها بفعالية نشاط
...
-
مصري يفوز برئاسة -الأيزو- كأول عربي يشغل هذا المنصب
-
المحكمة الإدارية في تونس تُطالب بإعادة إدراج 3 أسماء على قائ
...
-
الصين تزيد سن التقاعد في البلاد وسط تخاوفات من زيادة معاناة
...
-
بونيفاس يقود ليفركوزن لانتصار كاسح على هوفنهايم
-
المحكمة العليا التونسية تأمر بإعادة مرشح لقائمة انتخابات الر
...
-
هل يستخدم الجيش الإسرائيلي فلسطينيين -دروعا بشرية-؟
-
رئيس الوزراء الأسترالي ينتقد ماسك
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|