أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسن حسين يوسف - دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها.الجزء الرابع ..الفكر الشيوعي العراقي من بدايات التكون وحتى ثورة 14 تموز 1958















المزيد.....

دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها.الجزء الرابع ..الفكر الشيوعي العراقي من بدايات التكون وحتى ثورة 14 تموز 1958


عبد الحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها .
الجزء الرابع
الفكر الشيوعي العراقي من بدايات التكون وحتى ثورة 14 تموز 1958
الارض العراقية منذ قرون من الزمن وخصوصا المناطق الوعره فيها هي دائما اماكن للتمرد على السلطات الاستبداية وكانت الاماكن المجاورة لها ايضا تعج بالتمرد ضد الاضطهاد ثم ان الاقتصاد العراقي ومنذ بدايات التكون لم يكن يعتمد على الملكية الخاصة التقليديه بل ان الارض في اغلب الاحيان هي ملكية الدولة او ملكا للخليفة فعندما يخاطب هارون الرشيد الغيمة التي تجرها الريح (اين ما مطرتي ياتيني ريعك ) فهذا يعني ان الارض هي ملك الخليفة وريعها له هذه من الناحية الاقتصادية اهم الاسباب التي جعلت الاقطاع الشرقي يختلف في تكونه ونتائجه عن الاقطاع الغربي الاوربي لان الارض في الشرق من الناحية القانونية هي ملك الدولة ولهذا ان اغلب التمردات التي حدثت في العراق وحتى ضمن حدود الدولة العباسية ومن قبلها الد ولة الاسلامية كان تمردا يعتمد على نصوص اسلامية تؤمن بالتقسيم العادل للريع فالقرامطة او الزنج او ثورة بابك الخرمي في ايران لم تعلن انها معادية للاسلام بل هي تطالب بتطبيقه وهذا يعني ان الاسلام من الناحية التاريخية فيه نصوص تبيح التمرد والانتفاضة ضد الظلم الاسلامي الذي يجد له الخليفة او الامير من النصوص ما يستطيع فيه تبرير الاستحواذ على اتعاب الفلاحين والكادحين وقد ساعدت روح التمرد التي تربى عليها السكان البعيدين عن مركز السلطة الاستبدادية ظهور الافكار التي تدعو للمساوات والعدالة الاجتماعية وكان انتصار الاتحاد السوفيتي وتكون دولته الاشتراكيه وحصول ثورات اوربية كثيرة بتأثير ثورة اكتوبرالاشتراكية السوفيتيه الاثر المهم في تسرب الشيوعية عن طريق الطلاب العراقيين الدارسين في اوربا والوافدين اليها من دول الشرق الاسلامي وقد دخلت هذه الفكرة الى مصر قبل غيرها من البلدان العربية وكان للاستعمار الفرنسي ودخول الكتب والمجلات الفرنسية الدور المهم في انتشار الافكار الاشتراكية فيها وكان لدخول المجلات المصرية الى العراق مثل المصور والسياسة والمستقبل والهلال والمقتطف الذي كان يتلقفها الشباب العراقي دور مهم في انتشار الثقافة الاشتراكية كما عرف الشباب العراقي الكثير من الكتاب المصريين المنادين بالعدالة الاجتماعية مثل رفاعة الطهطاوي وشبلي شميل وغيرهم الذي سمع الشباب العراقي عن طريقهم ايضا كلمة الاشتراكية والفوضوية وغيرها من المصطلحات الجديدة التي لم يسمعوها سابقا وحتى على صعيد الترجمة وصلت الى الشباب العراقي كتب اشتراكية مهمة منها كتاب لينين( الدولة والثورة ) وقد ترجمه عن الفرنسية المصري احمد رفعت بعنوان (عن الحروب الاوربية ماضيها وحاضرها ) وكانت المراسلات بين الشباب العراقي وبين دور النشر والصحف الاجنبية مستمر وهو يدل على مدى حب هؤلاء الشباب للمعرفة وخصوصا المعرفة الاشتراكية التي اجتاحت العالم كله بمفاهيمها ومصطلحاتها الجديدة على سماع العالم وخصوصا العربي والعراقي وكانت اخبار ثورة اكتوبر الروسية مبعث سرور لكل شعوب الشرق الذي يكنون كرها شديدا لروسيا القيصرية حتى ان هزيمتها العسكرية مع اليابان سنة 1904 شيء مريح لكل هذه الشعوب وكان صدى الثورة البلشفية قد وصل الى كربلاء والنجف عن طريق المجندين والوافدين اليها وقد وصل باحد الحمالين الكربلائيين ان رفع علما احمر في احدى ساحاتها ويحمل ايضا بوق وفي كل نفخة بوق يهز العلم ويصيح تحيا البلشفية وقد اصدر احد علماء الدين النجفيين (محمد تقي الشيرازي ) فتوى باعتبار البلا شفة اصدقاء الاسلام انطلاقا من الكره الشديد للانكليز الذين وصلوا في استهتارهم بحياة العراقيين انهم يطلقون النار على كل من لم ينهض من مكانه اثناء مرور الجنود قربه وكانت لنداءات لنين وزعماء ثورة اكتوبرالموجهة لشعوب الشرق وكشفه للمعاهدات الاستعمارية في تقسيم العالم واهمها اتفاقية (سايس بيكو ) التي بموجبها تم تقسيم العالم العربي الى مستعمرات انكليزية وفرنسيه ابلغ الاثر في الانحياز للتوجه الاشتراكي في هذه البلدان ومنها العراق كما ان بعض الوافدين الى العراق حضر انتفاضات العمال الاوربين مثل انتفاضة جماعة (سبارتاكوس ) في المانيا ومنهم حسين الرحال وشاهد العمال الالمان وهم يقيمون متاريسهم في شوارع برلين وقد حمل بعض القادمين من الشرق الاسلامي ذو الميول اليسارية لزيارة العتبات الدينية اخبار ثورات الشرق الاسيوي وثورة البلاشفة في روسيا وايضا عن طريق المكتبات التي استوردت الكتب الماركسية ومن اهمها مكتبة مكنزي نتيجة لذلك انتشرت الكثير من الحلقات السرية التي كانت مهمتها قراءة هذه الكتب والتأثر بهكذا افكار وكان من اوائل الاشخاص الذين لم ينكروا ايمانهم بالاشتراكية هم الاخوين حمدي الباججي ومزاحم الباججي الذين قاموا بتشكيل الحزب الوطني العراقي مع الزعيم الوطني جعفر ابو التمن ولكن تم فصل مزاحم عن الحزب الوطني بعد ان تواطىء مع نوري سعيد وحصل منه على مقعد وزاري وكان من الرواد الذين كان لهم صوت في الايمان بالاشتراكية وكتبوا عنها من العراقيين هم محمد عبد الحسين وعبد الرزاق عوده الى ان برز بعدهم من اعتبر الاشتراكية بالنسبة له قضية حياتية هو حسين الرحال الذي شكل حلقة لدراسة الماركسية التي تكونت سنة1922 و جعلت من غرفة في جامع الحيدر خانه في بغداد شارع الرشيد مكان لاجتماعاتها ودراستها لهذه الافكار هذه الحلقة التي قال عنها مؤسسها حسين الرحال ان اول كتاب قرأته هذه المجموعة هو (الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية || لنين ).وكانت هذه الحلقة تتكون من
1-حسين الرحال -ابن ضابط عثماني ومن عائلة جلبية وملاكي سفن ومن ام تركمانية من بيت النفطجي التي تدير تجارة النفط في كركوك
2مصطفى علي -ابن عائلة ارستقراطية وطالب حقوق ووصل الى وزارة العدل بعد ثورة 14 تموز 1958
3 محمود احمد السيد -ابن عائلة غنية وكان من رواد كتاب الرواية العراقية (كتب رواية وحيده باسم جلال خالد وقصص قصيرة) وابن امام جامع وصهر حسين الرحال وكان تاثره بافكار حسين الرحال واضحة حتى في روايته وقصصه القصيرة

4عبد الله جدوع -موظف بريد
5-محمد سليم فتاح -طالب طب وابن مسؤول عثماني سابق
6-عوني بكر صدقي- معلم وتقدم في امكانياته الفكرية حتى وصل في خمسينيات القرن الماضي الى رئيس تحرير صحيفة(صوت الاحرار) ذات الميول الشيوعية
7-ابراهيم القزاز
8- فاضل محمد
وكان جميع المنتمين لهذا الحلقة هم من الطبقات غير العماليه ومن اصول برجوازية وطلاب جامعات فقد كان حسين الرحال ابن عائلة من ملاكي اساطيل النقل البحري ومن عائلة تحمل لقب الجلبي اما امه التركمانية فهي من بيت النفطجي التي كانت من العوائل المهيمنة على نفط كركوك وقد تم تسمية الحلقة الاولى باسم ( الحزب السري العراقي ) واسس نادي اسماه نادي التضامن واستطاع اصدار صحيفة باسم (الصحافة) وكانت ذات ميول شيوعية ويكتبون عنوانها باللون الاحمر ومن اهم من كتب فيها هو سليم فتاح المعروف في ذلك الوقت بهدوءه وسعة اطلاعه وحسين الرحال وعبد اله جدوع وكتب فيها ايضا كتاب آخرين لم يكونوا ضمن حلقة الحيدر خانه ولكنهم يكتبون في الصحيفة فقط منهم طالب مشتاق وعبد القادر صالح ومحمد شوقي الداوودي وشاكر محمود الوتاشي وصدر منها ستة اعداد قبل اغلاقها من قبل السلطة الملكية وقد دعت هذه الحلقة الى العمل على تحرر المرأة وحريتها في اختيار زوجها وعملها ودخولها كافة مفاصل الحياة المسموح للرجل بدخولها في ذلك الوقت الامر الذي جعل رجال الدين يشنون حملة في خطب الجمعة وفي احاديثهم العامة مع مريديهم وقام قسم من اعداء حرية المرأة بتسميتهم (بالانثويين ) محاولة للتقليل من قيمتهم ولم ينقطع الاتصال بين اعضاء هذه الحلقة رغم تحرك قوى الامن ضدهم واستطاعوا اصدار عدد جديد من جريدتهم (الصحافة ) سنة 1928 وكان مقالها الافتتاحي بعنوان (عدنا ) ولم يسمح لهم الامن الملكي بمعاودة صدور عدد آخر وتم اغلاقها نهائيا .. استطاع حسين الرحال وجماعته الاتصال بالاممية الثالثة وبعض الاحزاب الشيوعية الاوربية وكان يقوم بترجمة مقالات من جريدة اللومونتيه الشيوعية الفرنسية والصحف الاخرى وكان هذا العمل الذي قام به حسين الرحال آخر عمل له بعدها استكان وانصرف الى اوضاعه الخاصة البعيدة عن العمل السياسي المباشر ولكن ماهو جيد في عمل الرحال وجماعته انه مهد الطريق للقاء شباب آخرون كانوا احدى نواتاة تاسيس الحزب الشيوعي العراقي سنة 1928 في بغداد



(يتبع في الجزء الخامس )



#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق تطوره ...
- دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق تطوره ...
- دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقب ...
- نسخة جديدة من فتوى المرجعية الدينية سنة 1959 سيئة الصيت في ا ...
- تساؤلات رفيق شيوعي عراقي مخلص
- وداعا صديقي العزيز شاكر جواد كاظم (ابو زيد )*
- اليسار(((( السني ))))العربي الى أين ؟؟؟
- شراكة غير عادله
- الى حبيبتي بغداد
- يا ابراهيم الجعفري ماتقوله ليس دعاية انتخابية بل هو نكران لل ...
- عوفي الكسر ضروس العريف
- أنقذوا شارع المتنبي في بغداد قبل ان يتحول الى سوق عكاظ جديد
- السيد سمير نوري وشهامته بالدفاع عن المحكومين بالإعدام في الع ...
- ايتها الاحزاب الاسلامية العراقية(شفناكم فوك وشفناكم تحت)
- رسالة الى رفيق بعيد
- السليمانية مدينتين وليست مدينة واحده ايها الشرطي المتخلف
- الديمقراطية البرجوازية بين الواقعية والتزييف
- ليس الخلاف حول من يمثل الشعب العراقي بل الخلاف حول من يمثل ع ...
- الانصار والسجناء والمعتقلين الشيوعيين العراقيين يتعرضون لنير ...
- آني ما كلت ما تصير والي آني كلت ما تصير آدمي ............


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسن حسين يوسف - دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها.الجزء الرابع ..الفكر الشيوعي العراقي من بدايات التكون وحتى ثورة 14 تموز 1958