أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - من مصر الفرعونية الى الكنانة السلفية















المزيد.....

من مصر الفرعونية الى الكنانة السلفية


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك كتاب لشيخ الأزهر أحمد الدمنهوري والذي كانت مشيخته ما بين 1767و 1776 عنوانه الحجة الباهرة في هدم كنائس مصر والقاهرة والمدة التي تفصلنا عن مشيخة الدمنهوري هي 240 سنة؛ و فترة قرنين أو ثلاثة من الزمن ليست بالمدة الطويلة في تاريخ الشعوب ....
.
شيخ الازهر الدمنهوري والذي عاش في القرن التاسع عشر وتخرج على يديه طلبة وأئمة وصاروا بدورهم من بعده وعاظا ومدرسين؛ و نقلوا فكر الازهر وفكر الدمنهوري لطلبة آخرين في القرن العشرين... ومن فكر الأزهر هدم كنائس وأديرة الأقباط والتضييق والتنكيد عليهم بحرق منازلهم وكنائسهم ومتاجرهم وخطف بناتهم وعدم السماح لهم بالمناصب السيادية؛ لان مهمة الذمي في دار الاسلام هي جمع القمامة و بيع الكنافة و تصفيح بغال السلطان وحمل سطول الماء لحمامات حريم الخليفة هذا بعد خصي من يقوم بهذه الحرفة من الاقباط في سرايا امير المؤمنين لكي لا تقول امراة الخليفة لجرجس المنياوي هيت لك كما قالت زليخة زوجة فرعون للنبي يوسف (( حسب القرآن )) ؛
.
ومنذ دخول كتائب عمرو ابن العاص الإجرامية أرض مصر و الأقباط يعانون من أصناف وألوان المظالم؛ فكانت أول جريمة قام بها عمرو ابن العاص وللتذكير فهو ابن زنا هو حرق مكتبة الاسكندرية بأمر من الخليفة المسلم عم ابن الخطاب؛ ثم تلتها ملاحم المذابح والمناكح ..وقطع السنة من يتكلم اللغة القبطية في تعاملاته اليومية....حتى رفات القديسين لم تسلم من النبش والتجريف ...وكان جباة الزكاة لبيت المال يطبقون قاغد الاذلال استنادا للاية القرآنية التي تقول (( حتى يدفعةا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ...وصاغرون يعني اذلاء ....
.
مصر دار إسلام كما يقول الشيخ الدمنهوري في كتابه الحجة الباهرة في هدم كنائس مصر والقاهرة ؛وهو نفس الكلام الذي يردده حاليا وفي أيامنا هذه مشايخ في مصر جهارا نهارا وفي مقدمتهم برهامي ومخيون ومن أعلى ماسبيرو بمباركة وتزكية من غرانيق الدولة المصرية الحاكمة والتي ترى في السلفيين صمام أمان ووسيلة للحكم تحفظ لهم مصالحهم وملياراتهم ..
.
منذ انقلاب السيسي على أخيه من الرضاعة مرسي؛ اي منذ انقلاب احمس على أخنس والشعب المصري مثل ذلك القطيع الذي انتقل أمر تدبيره ورعيه من يد تنظيم الاخوان ليد نسانس العسكر...والصراع في حد ذاته هو صراع تدبيري اي توفير الكلأ والمشرب وفق المتاح من الامكانيات؛ مع تحجيم الاضرار ومنع اي انفلات أمني من الحظيرة والحفاظ على مصالح المافيات الحاكمة المتنفذة امنيا واقتصاديا ...
.
وما ينطبق على الشعب المصري ينطبق على كل شعوب عربومستان من المغرب غربا حتى خليج نفطستان ....فنحن قطعان السلطان الحلوبة اللحومة التي تحمل الاثقال و تجر العربات وان هرمنا و تعبنا يرمي بنا لسباع حدائق الحيوانات....
..
منذ شهور يقوم الجنرال السيسي برحلات عبر محافظات مصر وكان أخرها بمدينة أسوان بالنوبة لعقد ملتقيات مع الشباب المصري يتحدث لهم عن دور الشباب المحوري في التنمية وتدوير عجلة الاقتصاد؛ و يسرد الجنرال التائه على مسامع الحاضرين رزمة من مشاريعه من حفر وتوسيع الترع و بناء السكن الاجتماعي لأصحاب العشوائيات واستصلاح أراض للزراعة؛ كما يتحدث الجنرال على ضرورة تجديد الخطاب الديني تماشيا مع العصر ...أي أن هذا الكلام الذي قاله الشيخ الدمنهوري و يردده عبر اليوتوبات وقنوات الدولة شيوخ السلفية يجب تجديده تماشيا مع روح العصر ....
.
التنمية والنهوض بالمستوى المعيشي هو رهان يراه السيسي ضروريا حفاظا على الأمن والسلم الاجتماعي ؛ وهو محق في هذا ؛ لكن المشكلة هي أن السيسي يشبه الرجل المسطول الذي ينثر البذور و يصب الماء الزلال على أرض متشققة ناشفة مالحة أملا في حصاد وفير و غلة جيدة ...لكن الماء يضيع هباء منثورا والبذور تموت في صحراء الملح ...
.
لا تنمية و لا اقلاع اقتصادي يا سيسي في ظل وجود شرائح مليونية تدين للسلفية الوهابية وتقوم بتأطيرها السعودية والازهر ...لقد قمت يا فخامة الرئيس في سنة 2015 بزيارة رسمية لكل من اليابان وكوريا الجنوبية وزرت احدى مدارسهم وأبديت إعجابك الكبير بالنظام التربوي الياباني ؛ وتمنيت لو يكون لمصر مثل ذلك الصنف من الأطر والأطقم التربوية ومن التلاميذ والطلبة...جدير للذكر أن اليابان وعند بداية القرن العشرية أرسلت وفدا للقاهرة لكي تستفيد اليابان من التجربة المصرية الرائدة في ميدان التعليم آنذاك ؛
.
لو قمت يا فخامة الرئيس بزيارة مفاجئة لإحدى مدارس مصر ودون سابق إنذار؛ فأول ما ستجده عند باب المدرسة هو كومة من الأزبال التي تفوح رائحتها على بعد كيلومتر ...ستجد البواب العم حسنين منهك يجلس على كرسي متهالك لان راتبه لا يكفيه فيضطر للعمل ليلا ليسد بالكاد رمق عياله و تسديد فواتير الماء والكهرباء ومصاريف زوجته المريضة ؛
.
و عند دخولك لباحة المدرسة ياسيسي وقت اذان الظهر أو العصر سترى اطفالا صغارا و قد اصطفوا لاداء الصلاة بتنظيم من مدرسي وإداريي المدرسة؛ وأثناء الصلاة يلعن الأطفال في سورة قرآنية شركاء الوطن ويلعنون ابا لهب وامرأته أم جميل حمالة الحطب في سورة المسد و ابو لهب مات منذ 15 قرن ...
.
يعني اننا نتقرب الى الله بسور اللعنات في حين يتعلم أطفال اليابان و كوريا الجنوبيا تقنيات التواصل والتعامل و الانفتاح على ثقافات وتراث الشعوب ..في حين أن أول سورة تنقشونها على ذاكرتنا في روض الاطفال هي سورة الفاتحة التي تصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالين ...يعني أول حصة دراسية للطفل وهو يضعه رجله على اعتاب المدرسة هو البغض وكراهية غير المسلم .
.
و عند دخولك يا سيسي لاحدى مكاتب الادارة ستجد السيدة المعيدة وهي تفرك الفاصوليا أو تنقي العدس لتعد الطبيخ اثناء العمل وتحمله عشاء لبيتها؛ لأنها تضيع الوقت ما بين مسكنها ومكان عملها في ظل ازمة المواصلات ...و قد تجد المعيدة و هي على مكتبها تتلو ما تيسر من القرآن قد تكون سورة الكهف أو العنكبوت او احدى سور اللعنة التي يلعن فيها الله اليهود والنصارى ؛ثم تنام لبعض الوقت....
.
اكثر من نصف شعوبنا مسكون بشبح السلف الصالح الذي كان يذبح و ينهب ويغتصب و يحرق رفوف المكاتب والبرديات مثلما فعل الصحابي عمرو ابن العاص باسم اله الكهوف ؛وحين تسكن الشعوب أرواح شريرة فلا مجال للحديث عن التنمية وتحسين الوضع المعيشي للمواطن؛ فالسيسي اشبه بمن يصب الماء الزلال على كثبان حارقة؛لأن من شروط الاقلاع الاقتصادي وقبل الحديث عن الاوراش التنموية الكبرى يجب تدمير صنمين اسودين بمصر هما صنم الاسلامونازيا المتمثل في خربة الأزهر وصنم العبرومانيا الذي يعلي بيرقه القومجيون العرب...



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك ملوك إفريقيا من القذافي إلى الملك محمد السادس ....
- مصر؛ والروح الشريرة ....
- لوبي السلاح هو من أتي بدونالد ترامب....
- حرائق إسرائيل؛ و غضب يهوه ....
- بعد نتانياهو؛ ملك المغرب في زيارة لإثيوبيا
- دونالد ترامب؛ وشظايا الزلزال .
- مصر؛ هل فعلا وصلت الى نقطة اللاعودة ؟؟ ...
- ثلاجة السيسي العجائبية..
- ثورة الغلابة 11/11 حقل ملغوم قد يمحي مصر من الوجود.
- رز السعودية وفول مصر
- البعير السعودي السائب .
- مشنقة آل سعود اليوم بيد الايرانيين ..
- أحجار السعودية السوداء هي المسؤولة عن 11 سبتمبر ...
- السعودية؛ ثور هائج في حلبة مصارعة..
- السيسي: زفوني يا أقباط ...
- حرب السعودية على المجوس والمخلوع في اليمن .
- الأقباط المتوغلون ...
- السيسي؛ الجنرال التائه
- يوروشلايم....نتسرات.... بئير شيفع....
- اشمل يا قبطي .


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - من مصر الفرعونية الى الكنانة السلفية