أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الأقباط المتوغلون ...














المزيد.....

الأقباط المتوغلون ...


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للسلفيين المدعومين سعوديا؛ والمتمتعين بحصانة الدولة المصرية التي يرأسها السيسي الذي قضى فترة من حياته المهنية كملحق عسكري بالسعودية ما بين 1998 و1999 مشروعهم الذي يعملون على تنزيله في مصر بتنسيق مع أمن الدولة ؛ وهو تحويل كنانة الله على أرضه الى دار من ديار الاسلام ؛حيث لا يجوز شرعا للأقباط من التوغل في هذه الدار المنتمية الى حظيرة عقيدة التوحيد...
.
والتوغل الذي نعنيه هنا؛ و يخاف منه السلفيون هو أن يتولى القبطي في مصر السيادة والريادة والمناصب و تحمل المسؤوليات؛ وأن يساهم الأقباط من جعل مصر جزءا من المنظومة الإنسانية الفاعلة والمؤثرة في المحيط الإقليمي والدولي؛ فمشروع السلفيين يتناقض جملة وتفصيلا مع المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يتبناه المناضلون الأقباط والمتنورون من خلفية اسلامية (( القمني والبحيري نموذجا ))
.
هناك كتاب لشيخ الأزهر أحمد الدمنهوري والذي امتدت مشيخته ما بين 1867 ال 1876 بعنوان اقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة وهذا الكتاب مرجع هام يستأنس به قياديو ورواد السلفية بمصر من أجل الترويج لمشروع الدولة الدينية ؛ وقد بدا هذا جليا عبر خرجاتهم الإعلامية العديدة الموثقة صوتا وصورة و بحماية من الدولة المصرية ؛ حيث دعا متشددون سلفيون الى هدم جميع الكنائس المتواجدة عبر ربوع مصر بعد الفتح الاسلامي؛ وإخضاع الأقباط كذميين بتنزيل العهدة العمرية نسبة لعمر ابن الخطاب ...
.
في حين نجد الدولة العميقة وعبر أذرعها الضاربة (( القضاء- الأزهر- الداخلية- الشبيحة ...)) تستعمل مكيالا من نوع آخر إذا تعلق الأمر بتغريدات الفئة المتنورة من أبناء مصر (( سيد القمني – اسلام البحيري – مجدي خليل- مدحت قلادة ....)) والتي تحمل مشروعا حداثيا مجتمعيا ديمقراطيا؛ ولا تتوانى هطه الدولة من التلويح بالعصا الغليظة في وجوههم؛ بل و تزج ببعضهم في غياهب السجون ....
.
حين يصف أحد أعضاء البرلمان المصري الدكتور أحمد العرجاوي المنتخب من طرف الشعب والمنتمي لحزب النور السلفي؛ وهو حزب معترف به من طرف الدولة؛ وتنضوي تحت لوائه جمعيات ومناصرون بأننا لن نسمح للأقباط بالتوغل ...فهذا يعني أن الأقباط صامدون وليس متوغلون ...و أن البذرة القبطية سليمة لا يصيبها التلف ولو بمرور القرون؛ حتى وان قام السالبون الناهبون بحرق الأشجار المثمرة و إتلاف الغلال..
.
وفضلا عن شرعيته القانونية فان حزب النور السلفي يحظى بدعم من السعودية التي ترعى الفكر الوهابي تنظيرا وتمويلا؛ هذه الأخيرة فرضت على الرئيس السيسي التعامل معه كإطار أنسب لتنظيم و تدبير عقيدة التوحيد بمصر و التي حمل لوائها السلف الصالح منذ الفتح الإسلامي ....فتمكين حزب النور من العمل هو الشرط الأساسي لكي تدعم السعودية الرئيس السيسي ماليا..
.
و عندما نذكر الفتح الاسلامي لمصر يتبادر مباشرة الى أذهاننا الصحابي عمرو ابن العاص الذي قام وبأمر من الخليفة المسلم عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الاسكندرية ...ومنع أقباط مصر من ترميم و بناء الكنائس؛ كما قاد هذا الصحابي الذي عاشر وعاصر النبي حملة ترويع رهيبة طالت الأقباط في عقر ديارهم بنحر متمرديهم و تعليق رؤوسهم على أبواب المساجد بعد تمليحها؛ وتهديدهم بخطف بناتهم في حالة عدم الامتثال لشرع الله فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الذمة ...
.
المفهوم من كلام النائب البرلماني أحمد العرجاوي المنتمي لحزب النور السلفي هو أنه يجوز شرعا أ ن يتوغل المسلمون في اطار المد والحركية الجهادية المباركة؛ ويجوز للمسلمين تحويل أقطار وأمصار الى ديار من ديار الاسلام بعد دفتحها؛ في حين لا يسمح لمن بقي على دين الكفر (( الأقباط مثلا )) أن يتوغلوا داخل دواليب الدولة والمساهمة في التدبير في اطار الحكامة ودولة المؤسسات ....
.
في أوج الفتوحات الاسلامية الداعشية بعث الخليفة عمر ابن الخطاب رسائل الى ولاته بالعراق والشام ومصر يدعوهم فيها الى عدم تشغيل وتوظيف اليهود والمسيحيين في دواوين الدولة ؛ ومما جاء في كتاب له الى عامله في البصرة (( لا تدنيهم اذ أقصاهم الله؛ ولا تأمنهم و قد خونهم الله ؛ و لا تعزهم بعد أن أذلهم الله : أحكام أهل الذمة لابن قيم الجوزية ج1- صفحة 201 ))
.
حزب النور السلفي استطاع توسيع قاعدة المناصرين والمتعاطفين بفضل الدعم المالي المقدم من السعودية التي نجحت وعبر عقود في تلقيح شريحة عريضة من مسلمي مصر بمصل الوهابية القاتل؛ فتم تخليق هذه الأشكال الشبيهة بالتيوس الملتحية القرناء والتي نراها اليوم تحت قبة البرلمان لتعلن أنه لا يحق ولن يسمح لأقباط مصر بالتوغل...
.
لكن السؤال الذي يطرحه أي انسان يملك ذرة عقل واحدة : من المتوغل في أرض مصر ؟؟ أبنائها الأصليين أحفاد الفراعنة بناة الأهرامات .؟؟؟ أم ضباع صحراء الملح الآتية من فجاج مكة الرهيبة؟؟
آلا رفقا بعقولنا .....



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي؛ الجنرال التائه
- يوروشلايم....نتسرات.... بئير شيفع....
- اشمل يا قبطي .
- الأقباط؛ وسوق النخاسة الجديد
- لماذا خذل السيسي الأقباط؟؟
- النيل الازرق وزبيبة السيسي.
- ناذر بكار؛ زينة الشباب المسلم ...
- نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ...
- نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ..
- السيسي بين السلفية و ارهاب العقيدة ....
- سيسي، رئيس للبيع.
- تمثيلية تيران وصنافير ..
- الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.
- العهدة العمرية بقرية العامرية..
- الفصل الثاني من الربيع العربوماني.....
- أصفار لقبطيات متفوقات...
- أوروبا بحاجة الى من يخصبها....
- مشورة أخيتوفل؛ تجفيف النيل والفوضى الخلاقة .
- جريمة أبي قرقاص؛ القشة التي ستقصم ظهر السيسي .
- مليشيات عمرو بن العاص تعري قبطية بالمنيا ...


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الأقباط المتوغلون ...