أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.














المزيد.....

الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن يقدم تنظيم داعش داخل مملكة بني هاشم على تنفيذ عمليتين داخل اطار زمني لا يتعدى أياما قليلة ؛ وأن يستهدف بدقة الأمن الأردني؛ فهذا مؤشر في غاية الخطورة...
.
خلال أسبوع واحد تقريبا تعرض الأردن لعمليتين إرهابيتين تبنهما تنظيم الدولة الإسلامية ؛ الأولى استهدفت مقر المخابرات في محيط العاصمة عمان؛ و الثانية خبطت في المثلث الحدودي السعودي العراقي السوري شرق الأردن ؛ وكلتا العمليتين أسفرتا عن سقوط قتلى وجرحى وأحدثتا رعبا وخلخلة داخل المنظومة الأمنية الأردنية .


الأردن المجاور لدولة داعش والمشارك في قصفها الى جانب دول التحالف؛ والذي كان يراقب أدخنة فوهة البركان عن بعد في سوريا والعراق عبر عدسات مكبرة من مرتفعات عجلون ؛ أصبح الآن في خطر داهم من حمم ذلك البركان الداعشي المميت؛ تلك الحمم بدأت تجد في الأردن مسلكا وممرا طبيعيا لها؛ تماما كتلك المقذوفات النارية المنبعثة من فوهات البركان والسائلة على جنبات الجبل ولا تجد لها منفذا سوى الشعاب والفجاج لتستقر و تغمر سهولا بأكملها و تجمعات سكانية يضطر أصحابها للفرار تاركين ديارهم و أملاكهم؛ ويموت البعض اختناقا من جراء الأدخنة والغبار وذوبانا في سيول حامية تذيب اللحم والعظم والحديد؛ وهذا حو حال الأردن اليوم والحمم البركانية في طريقها اليه ....

.
هذا الوضع الأمني الخطير في مملكة بني هاشم لا يجعلنا نخمن فقط بعمليات أخرى لاحقة و نقول أنه من المحتمل أن تتعرض أهداف أخرى لهجمات داعش ؛ بل من المؤكد أنها ستحدث في الأسابيع إن لم نقل الأيام القليلة المقبلة ضربات نوعية موجعة ستخلخل أمن الأردن وتفقد ملك الأردن توازنه ؛ و هذا سينضاف الى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الأردن ذو الموارد المحدودة بما فيها المياه التي هي عماد الحياة والمدنية والتي تقل فيها حصة المواطن الأردني شهرا بعد شهر بحكم تزايد السكان والاختلالات المناخية التي تعرفها المنطقة ...
.
الاردن هو مؤسسة أمنية استخباراتية من صنع الانجليز بتنسيق مع جهات أخرى أبرزها الأمريكان ؛ وكان دور هذا الجهاز مرحلي فقط لتدبير المقاربة الأمنية الاقليمة منذ عمليات تهجير يهود الشتات نحو أرض الميعاد و استيعاب الفلسطينيين في أفق توطينهم في الضفة الشرقية لنهر الأردن ...
.
وقد عمل الملك حسين بن طلال بتوطيد هذه العلاقة بالتصاهر مع الانجليز؛ فوريث عرشه اليوم الملك عبدالله الحالي هو من أم أنجلوسكسونية ؛وقد كان ملوك الأردن الأربعة ومنذ عهد لورانس العرب (( الملك عبدالله الأول – الملك طلال – الملك حسين و عبدالله الثاني )) يتقاضون جزء هام من رواتبهم من مالية جهاز الاستخبارات الانجليزية ...
.
أما اليوم فإن دور هذه المؤسسة الأمنية قد شارف عن النهاية؛ و سيتم افراغ الأردن من فلسطينييه على خطى اللاجئين السوريين عبر بوابات تركيا واليونان ومقدونيا؛ فالعديد من بلدان الاتحاد الأوروبي محتاجة لمن يخصبها؛ وفي أمس الحاجة لنطفة من هذا النوع لاعادة الحياة لعروقها والنفخ في شفتيها الذابلتين والا فا أوروبا ستموت ....
.
ففي بلدان مثلا كألمانيا و الدول الاسكندنافية وبريطانيا أصبح الناس يعزفون عن الزواج والإنجاب وانتشرت المثلية؛ لدرجة نجد رؤساء دول ووزراء وعمداء مدن وديبلمواسيون غير متزوجين (( فرانسوا أولاند نموذجا )) فتكوين أسرة شيء متعب بالنسبة لهم ؛ و يتهربون من امتهان الحرف الوضيعة كتنظيف الشوارع وجمع القمامة؛ والأخطر من هذا أن الأمن الروحي بأوروبا تدهور بشكل مخيف فلا أحد اليوم يقرأ الانجيل؛ و أصبحت الكنائس خالية عن عروشها؛ الا من رهبان وراهابت في أرذل العمل بالكاد يمسحون الغبار عن الأيقونات بأيادي مرتجفة؛ وما دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشعب الألماني للغوص في الكلمة الحية وقراءة الكتاب المقدس بتمعن وبصيرة لخير دليل على هذا الجفاف الروحي الذي يهدد العديد من بلدان أوروبا ..
.
نحن الآن على أبواب نهاية دور الأردن كمؤسسة أمنية استخباراتية صنعها الانجليز ؛ فالأمن القومي الغربي والاسرائيلي لم يعد بحاجة اليه...
.
حتى المملكة العربية السعودية ومنذ زمان ترى في الهاشميين نظاما يحمل ثأرا دفينا وقديما كلما تم رفع راية شريف مكة القرمزية في المناسبات الوطنية واستعراضات الجيش في شوارع عمان وباقي مدن الاردن؛ وشريف مكة هو جد هاشميي الأردن الذي ترك أم القرى في بداية القرن العشرين حيث الكعبة والمرجم... والحجر الأسود وبئر زمزم ؛ وفر هاربا من بطش أل سعود الذين كان ينافسهم بعناد على حكم الجزيرة العربية ؛ فلم يجد الشريف حسين غير ركن بين بحيرة لوط و بادية العرب ليقيم مملكة الأردن نسبة لنهر توراتي قديم والذي بمياهه تم تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان ؛ وقد ساعد شريف مكة في ذلك الانجليز واستطاعت سلالته لعب دور استخباراتي أمني مرحلي...
.
يمكننا تشبيه مملكة بني هاشم بمثابة شجيرة تم غرس بذورها بمشاتل مكة؛ ثم حملها جد الهاشميين الشريف الحسين عدو آل سعود ليزرعها على ضفاف نهر الأردن؛ فكتب لها بعض من الحياة ..(( وليس كل الحياة )) ...


.
هذا الدور اليوم هو في طريقة للتلاشي مع تزايد سيول حمم البركان الداعشي الذي ينفث أدخنته ويلقي بحممه الحارقة خارج سوريا والعراق؛ حيث ستجد تلك الحمم في الأردن ممرا لها ..وفي سياق الحديث عن السعودية فهذا لا يعني أن مملكة آل سعود تشكل استثناء من مشروع الشرق الأوسط الجديد.
.
ختاما ننهي كلامنا بمقطع لنشيد يهودي قديم؛ كان أطفال المهاجرين اليهود يرددونه في المدارس ومخيمات الكشافة في أربعينيات وخمسينيات القرن الفائت ؛ يقول النشيد في مستهله (( لنهر الأردن ضفتان ....الأولى لنا؛ والثانية لنا أيضا ))



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهدة العمرية بقرية العامرية..
- الفصل الثاني من الربيع العربوماني.....
- أصفار لقبطيات متفوقات...
- أوروبا بحاجة الى من يخصبها....
- مشورة أخيتوفل؛ تجفيف النيل والفوضى الخلاقة .
- جريمة أبي قرقاص؛ القشة التي ستقصم ظهر السيسي .
- مليشيات عمرو بن العاص تعري قبطية بالمنيا ...
- عمر الفاروق والناظرة القبطية....
- السيسي يرهن أم الدنيا لسادة قريش...
- السيسي ؛ الليهمني في سلمان أنو يجيب فلوس...
- فاطمة ناعوت؛ بين أقباط المهجر والدولة الدينية ....
- مفاتيح الرئاسة الأمريكية الثلاثة؛ ( وول ستريت – الكاوبوي- أم ...
- رجالة السيسي في الإعلام الرسمي.
- الوحش ليس في بروكسيل؛ اقطعوا خصيتيه في السعودية.
- الأزهر؛ حبل الطيب وحبل الخبيث.
- هل كانت الاستخبارت الفرنسية وراء مقتل الزايدي و باها ؟؟
- أبو الغيط؛ وآخر أمين عام لجامعة العرب .....
- تمثيلية بني مزار -داعش وال 21 قبطي - ....
- عروبة لبنان؛ ورأس سعد الحريري المطلوب...
- الإسرائيليون نقطة وسط بحر من العرب.


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.