أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1














المزيد.....

الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 05:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشذوذ في عالمي السياسة والدين
حينما نتكلم عن المثل العليا وربطها بالواقع الأجتماعي إنما نريد أن نمنح مقومات الفرد الأجتماعية صبغة أخلاقية من خلال النموذج القدوة أو النموذج الرائد في إنسانيته المستوية على حدود ما هو طبيعي بمعنى غير شاذ عن قواعد المثال الأساس، ومن هذا المنطلق تحرص حتى الفلسفات الفكرية والمعرفية أن لا تتورط بطرح نماذج شاذة أو غير أخلاقية في رؤيتها لأنها ستصطدم بالوعي الأجتماعي وخاصة الوعي الفرداني المؤمن بحقيقة الإنسان كائن متعقل ونظامي ومتكامل، في المشهد السياسي كان الحرص أكثر وأشد في محاولته الظهور بمظهر الجنتلمان الذي يقود المجتمع بروح أخلاقية تساير الفهم الجمعي لمعنى الأخلاق والقيم في المجتمع.
من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في معنى القيم ومحددات الأخلاق وبالتالي تعريف وتحديد الشذوذ بين المجتمعات المتباينة في رؤيتها وثقافتها وأصلها الحضاري، ونجد أيضا في داخل المجتمع هناك تفاوت نسبي وإن يكاد يكون أقل حدة عما هو خارجا ولكنه يكفي لتأشير نوع من الخلاف، وهذا طبيعي وضروري من ناحية كون الرؤية البشرية عادة لا تتفق تماما على الكثير من المسائل الأسية وتعبر عن تفاوتها دوما بمصطلح الخصوصية الثقافية، كما أنه من جهة أخرى يقود هذا التفاوت والأختلاف إلى حراك معرفي حواري ينتج لنا أفاق أوسع لمناقشة قضايا أكبر تمثلها محاولة كل مجتمع أن يتبنى أفضل الأفكار الممثلة لروحه وجوهره وتقديمها للأخر على أنها هي الإنعكاس الأكثر قدرة على التنافس الفكري والمعرفي في عالم متحرك لا يقف أبدا على نهايات حدية.
من الظواهر المدانة أيضا في عالمي السياسة والدين أن يخرج بعض المشتغلين بالحقلين عن مسار الأختيار الذي يعتبر العمود الأساس في القبول الشعبي لهما وهما عنصري التصرف الأخلاقي ولو ظاهريا، والتصرف وفق محددات القيم الأجتماعية ولو كانت تشكل عبئا على السياسي والديني وما يشكله من تنازل للمجتمع، الكثير من القضايا التي شهدها التاريخ وسطرها على صفحاته تمثل نوعا من مظاهر الأنحراف عن القواعد السلوكية واجبة الأتباع مثلا فيالدين سيتصدى لها بعض المشتغلين بتبريرات وتخريجات ليس الهدف منها أصدار أحكام وقواعد وأسس جديدة بل لتبرير هذا الأنحراف والشذوذ وأعطاءه عذرا شرعيا خاصة إذا كان الشاذ هو في السلطة أو هرمها العالي، ولدينا أمثلة كثيرة في التاريخ الديني تم تبرير الشذوذ ومنحه نوعا من الشرعية الخصوصية ولمن أراد فكتب التأريخ تفضح الكثير.
في عالم السياسة أيضا كان الأنحراف الأخلاقي والشذوذ منشر على نطاق واسع ومتعدد وفي صور كثيرة منه يسارع من هم في محلية التبرير والتعليل أما لتكذيب الوقائع وصرف صفة الشذوذ والأنحراف، أو تبرير هذا الشذوذ والأنحراف على أنه جزء من واقع طبيعي خاصة إذا مورس من قبل الهرم السياسي، وأيضا التاريخ لم يترك عشرات بل مئات الألاف من الروايات والأحداث وكيفية التستر عليها ومنحها الصفة الطبيعية، المشكلة إذا ليس في ضعف القيم القيم الأخلاقية ولا في دور المجتمع في الضغط على أن تكون المعايير موحدة، بل كل ذلك يعود إلى القوى المتسلطة التي تفرض خياراتها على الناس تحت حجج وأفكار وتخريجات يراد منها فقط التبرير لمن يملك السلطة أما لو مورست من أبناء الشعب أو ما يسمى العامة فهي الخطيئة التي لا تغتفر ويجب معاقبة فاعلها لأنه يرم المجتمع بأتون حرب وجودية.
إذا الشذوذ والأنحراف الأخلاقي واحدة من الظواهر التي يحفل بها التأريخ وسجلها بقوة في حقلي الفكر الديني ومجتمع الكهنوت، كما سجلها وأحصاها في عالم السياسة والحكم والقصور السلطوية وتراث الحكام الذين تمتعوا بالحق المطلق في عمل ما يشاؤون حتى لو كانت أعمالهم وتصرفاتهم خارج السياق العقلي الطبيعي للإنسان العادي، الإنسان البسيط الذي يرى في الأخلاق قيمة أساسية مهمة يحرص على تقديمها وأحتراما سواء كان ذلك سرا أو علنا، من هنا عندما نشير لظاهرة الشذوذ بجميع أنواعه ونخصص منه النوع الأخلاقي وربما القيمي إنما نشير من جهة أخرى إلى تزعزم ظاهرة الرابط بين صلاحية الكاهن أو السياسي في أن يتولى بحق ووجوبية الوظيفة الدينية أو السياسية، فمن لا يحترم ولا يقدم الأخلاق العامة التي تمثل روح وجوهر المجتمع لا يمكنه أن يكون قائدا حقيقيا له، لأنه بالأساس رمز سيء وعنصر فاشي للنكوص العقلي الحسي السلوكي الأولي الواجب توفره في القيادة أصلا.
في مناسبة الحديث الدائر الآن حول ظاهرة فوز الرئيس الأمريكي ترامب الذي عرف عنه عدم تقيده الأصولي بقيم المجتمع الأمريكي في جانبه المحافظ/ وهو التقليد العام السائد في الطبقة السياسية الأمريكية خصوصا والغربية عموما، ومحاولة جر الموضوع إلى خارج ما في واقعنا الديني والسياسي الموبوء بالفساد والأنحراف والشذوذ، وكأن الرجل أرتكب الأثم الأعظم وأن منظموتنا الحاكمة بشقيها الديني والسياسي تمثل قمة القمم الأخلاقية، أؤكد أن الفساد المستشري فيهما لا يمكن مقارنته ولو جزئيا بما يجري في مجتمع ينظر للقيم الأخلاقية من منظور فردي وعلى أنه مسألة خيارات لا علاقة لها بالوظيفة، في حين أن الوظيفة في مجتمعاتنا تتداخل مع القيم الخلقية ولا تنفصل عن الذات الفردية وضمن مفهوم واحد أسسه المجتمع وأمن به.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1