خواطر على الطريق .. صفحات من مسيرة حياة - 2

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 02:39
المحور: سيرة ذاتية
    

خواطرعلى الدرب - صفحات من مسيرة حياة -
عندما كنا بعمركم , كنا نطحن الأرض تحت أقدامنا عملاً , إنتاجاً , وحركة , لا نهدأ ولا نكلّ .
مع الفجر نجمع ثمار البساتين والكروم , ثم أشغال البيت اليومية الإعتيادية , وممارسة بعض الهوايات التراثية التي تعشقها المرأة في بلادنا وريفنا خاصة -
في العلم والعمل ..
إجتماعات حزبية وشعبية , تحريض الجماهير , توعيتها , الإتصال بها معايشة معاناتها وحياتها البسيطة الفقيرة .
توزيع البيانات والنشرات الحزبية وجمع التبرعات والإشتراكات للحزب , أوالمنظمة النسائية , التهيئة للمهرجانات المتنوعة والمناسبات الوطنية والأممية والدعوة إلى التظاهرات -
كنا لا ننام الليل ونحن نعمل بفرح , كنا نعيش مرحلة المدّ التحرري العالمي , مرحلة المدّ السياسي الوطني الإجتماعي الثقافي للشعب السوري والعالم كله أيضاً كان منهمكاً في هذه " الورشة " الثورية الأممية ..
كلنا آمال واندفاع وحماس وطموحات, أهداف لا تحصى وعمل متواصل أننا سنغير العالم .. ونحن الطليعة ..!
ذاتنا ليست لنا , المصلحة العامة فوق كل شئ
هي محور تفكيرنا . لا نفكر ماذا سنأكل وماذا سنشرب .. ونلبس ونسهر
نفكر
ماذا سنقرأ اليوم , ما هي مهماتنا , إتصالاتنا زياراتنا متى الإجتماع بمن سنتصل !؟

....
كان لا بد لي بعد أن قطعت شوطاً لا بأس به في مسيرة العمر الكفاحية , وبعد أن ساهمت بقسط ما , في نهضة وتطوير المجتمع سياسياً وفكرياً مع أبناء شعبي ورفيقاتي والرفاق والصديقات بشكل أو بآخر مع غيري ممن في نفس الفصيل والحزب والمشاركات النسائية ومنظماتها وغيرها الكثير ..
وبعد أن دارت بنا الكرة الأرضية شرقًا وغربًا شمالاً وجنووباً وأنا إبنة بلد عربي متوسطي يقع بين العالم القديم والجديد إبنة مركز الثقل في السياسة العربية والدولية القديمة و المعاصرة
لا بل واجب علي أن أعمل استراحة لألملم وأجمع وأسجل وأنثر من حب العطاء .. ودماء المصلوبين ..وبذارالأفكار الخيرة في بلد التارييخ والحضارة أن ننثر ما بقي بين الأصابع فوق المروج أينما استرحنا وارتحلنا ..
لحفر وتجسيد قنوات وخطوط التواصل الوطني , والأممي , ولتعميق ونشر الديمقراطية والحوار في صفوف عائلاتنا وأحزابنا , وبناء سدود للشرف والصلابة والمواقف الطبقية ,, هذه هي أبجدية العمل السياسي غير التجاري والمصلحي .
هذه المبادئ والأفكار والدعائم والأسس التي اعتنقتها وساهمت برصفها وترسيخها في بناء صرح مجتمعنا السوري الإنساني بشكل كبير أو صغير كثير أو قليل هنا وهناك .....كان لا بد أن يكون بجانبها محطات وعلامات بصمات متألقة واضحة عميقة متجذرة في الأرض والشرف الإنساني .
.... فهناك سالت لنا دماء ..هطلت دموع من جمر.. تمزقت لي أعصاب .. قدمت شهداء ..اختبرنا الأمراض الأوجاع المنفى وصمت الحوار واعتقال السياسة والسياسيين .. اختبرت البساطة وروح التعاون ..
فنبتت زهرات البتولا والياسمين رغم الصقيع
هناك الكاردينيا والأقحوان ..أزهرت حقول البنفسج والمنثور.. ونمت حقول النعناع والزعتر.. سيجت بكروم الزيتون والتين والدوالي ..
لننثر ما بقي بين الأصابع , ربما عصافير جائعة تائهة هاربة مثلي تهوى الربيع .. والربيع
الله .. ما أجمل هذه المساكب والمدرجات المطرزة بزهر الميرمية والخزامى وزيزفون السواقي والجداول المطعّمة بأرز الجبال وصنوبر الغابات والسنديان .. الطرقات مشيتها ولم أمل سجلت أعلى أرقام السير جمعت عبير الأرض بطوفان السفر ولم أتعب ..!


...
ثمة أحداث تاريخية كبرى مهمة تشكل بؤر إشعاع تمتد تاثيراتها لتتجاوز الزمن الذي أنتجها وولدت في حضنه ومربعه .
فالثورات والحروب والإكتشافات العلمية وغيرها من الوقائع الكبرى لا تتوقف تأثيراتها عند حدود زمانها ومكانها بل تتجاوز تلك الحدود لتستمر فاعلة في الزمان , متفاعلة مع شروط تاريخية مغايرة , مؤثرة في مسار التاريخ ومنحى حركته , تاركة بصماتها على زمان هو غير زمانها , مؤكدة هذا التواصل والتفاعل الإنساني التاريخي بين الماضي والحاضر والمستقبل عبر مسيرة بشرية مستمرة وصاعدة مليئة بالنضالات والتضحيات والإنجازات مهما تعسرت ستصل الشعلة إلى " جبل الأولمب " جبل الحرمون بهمة العدائين
والمتابعين لمسافات ومسافات وأشواط ..
مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل