أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد ابراهيم - ماذا أيضاً بعد خدام














المزيد.....

ماذا أيضاً بعد خدام


جهاد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندنا في الشرق تتوارث العروش وتتوارث أيضاُ إرادة الشعوب ولكن ما لم يرثه صاحب الجلالة عن أبيه حنكته السياسية في التعامل مع أصعب الظروف سواءً في الداخل وفي الخارج فلقد استطاع الراحل أن يثبت و بجدارة قدرته في التعامل مع الأزمات والسيطرة على الوضع الداخلي رغم االتصدعات التي كانت تحصل بين فترة وأخرى وتهدد استقرار النظام و أركانه استطاع بقوة الحديد و النار أن يبسط نفوذه ويثبت دعائمه هذا بالإضافة إلى دبلوماسيته التي عرف بها واستغلاله للثغرات الحساسة التي كان يحارب بها الطرف الآخر وظهر ذلك جلياً من خلال أحداث مدينة حماة الدموية التي أودت بحياة الكثيرين من جماعة الإخوان المسلمين ومن لم يمت منهم ما زال معتقلاً حتى الآن في السجون السورية وظهرت تلك الدموية في حادثة أخرى ولكن هذه المرة من أجل تصفية حسابات شخصية بينه وبين شقيقه رفعت قائد سرايا الدفاع آنذاك والذي استطاع من خلال نفوذه استجماع كمٍَ لا بأس به من مراكز القوى والتي لها ثقلها العسكري والسياسي حوله للمنافسة على السلطة فكان مصيره المنفى وبهذه الطريقة استمر هذا القيصر في الحكم دون أن يعكر صفوه شيء ومن يفعل فمصيره جهنم وبئس المصير ، وحينما غادر الأب بدأت مرحلة جديدة ليست بمختلفة عن سابقتها من حيث الفساد المستشري وارتفاع مستوى الفقر و الإعتقالات السياسية و الهمجية ولكن اختلفت من حيث ردود الأفعال التي انعكست من ممارسات هذا النظام التعسفي على الصعيدين الداخلي والخارجي فكانت قضية لبنان واغتيال الحريري بمثابة القنبلة الموقوتة لهذا النظام التي أوجعته من خلال إنسحابه أولاً من لبنان بعد قضائه شهر عسل طويل هناك مع الدولارات التي كانت تنهمر عليه من بنوك المدينة وغيرها وثانياً والأهم تداعيات لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري و التي كشفت عن تورط رجالات النظام السوري والمخابراتي في اغتياله رغم محاولته التشويش بين الفينة والاخرى على الحقيقة بسيناريوهات مضحكة وغير قابلة للتصديق كما حدث مع هسام طاهر هسام الذي اعترف بداية وطوعاً عن تورط المخابرات السورية في عملية الإغتيال ثم عاد ليبرئ المجرمين مقابل لا أدري ولكن ولتعاسة حظه وحظوظ أسياده اكتشفوه عن طريق الصور بأنه كان حاضراً أثناء تشييع جنازة المغفور له الشهيد جورج حاوي ويطلبوه للتحقيق مجدداً،أما بالنسبة إلى اعترافات عبد الحليم خدام فأرجو أن لا يكون ذلك سيناريو جديد شبيه باللذي حصل مع اخونا في الله هسام وحتى وان لم يكن كذلك فهذه الإعترافات لا قيمة لها لأنها صادرة عن شخص شارك النظام في جرائمه لمدة أربعين عام ورسم خطوط السياسة السورية طيلة تلك الأعوام وحينما ركنوه على الرف يأتي الآن ويقول بأنه اختار الوطن ولم يختر النظام والسؤال الذي يطرح نفسه أين كان الوطن حينما كدُس ابنه جمال ملايين الدولارات في البنوك السويسرية والمشروعات الخرافية مستغلاً اسم الوطن واسم ابيه،أين كان الوطن حينما يدفن جمال عبد الحليم خدام النفايات النووية في صحراء تدمر مقابل صفقة بمليارات الدولارات ضارباً سلامة الوطن والشعب عرض الحائط ،أين الوطن وأنت كنت ذيلاً للنظام والوطن ينزف جوعا وفقرا وذلاً ودماً،لو كانت تلك الإعترافات صادرة عن شخص جدير بالثقة ونظيف اليدين لكانت قد نالت بدون شك ثقتنا ولكن ليس وانت كنت شريكاً في الجريمة وفي المؤامرة ضد الشعب وضد الوطن
كل ما قلته وكل ما ستقوله فيما بعد هي بديهيات لا تحتاج للشرح و للتفصيل وجميع شرائح المجتمع السوري تدرك مدى الفساد ومدى تورط هذا النظام في المشاكل الأخيرة التي حصلت في المنطقة وأرجو متمنياً أن تكون على علم أيضاً بأن ليس كل ما قلته حقيقة خاصة في مسألة حرصك على سلامة الوطن ومصلحة الشعب وإنما هي اعترافات رجل مريض على فراش الموت ولا يجد طريقاً أمامه سوى الإعتراف بأخطائه لعل ولعسى يكفر عن ذنوبه شيئا هذا أن لم تكن لأغراض أبعد من ذلك كالطموح في كرسي الرئاسة
وكم من رجل سيأتي بعدك ليجلس على كرسي الإعتراف ويحكي لنا تاريخ قادتنا ويزيد من مأساتنا ويضيف هزيمة جديدة إلى هزائمنا
كم من رجل بعدك سيأتي ليقول أن فلاناً مات عن ثروة 10000 مليارات دولار وجميعها من عرق آبائنا وشقاء أمهاتنا
كم رجلاً من بعدك سيأتي ليقول بأن النظام قد باع الوطن وباع القضية وباع نسائنا
ليست الجريمة بانكم تسرقوننا ليست القضية بأنكم تقتلوننا وإنما الجريمة بأنكم فوق قتلكم لنا وفوق سرقتنا تبقون أنتم قضاتنا






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة إلى نعش السياسة السورية
- الطريق إلى الجهنم
- عانقيني....فروما اشتاقت إلى الحريق
- لينار
- قصائد في السوق السوق السوداء
- الطريق إلى المنفى
- ديما....ولادة من رحم الياسمين
- من يقتل قامشلووووو نحن أم مماليك هذا الزمان؟؟؟
- احذر التبول ......فهو عمالة!!!
- رسالة من شيخ الحرية والشهادة إلى ولده
- عذرا صاحبة الجلالة
- جمهورية بن لادن...حلم ابليس بالجنة
- رسالة من السوريين الى ضمير العالم الحي
- الشتات الكردي.....لمصلحة من
- الفردوس المنتظر
- الحوار الوطني خريف طويل في وطني
- من المخطئ النظرية الماركسية ام فراخ الاشتراكية
- الاصلاح شبح يلاحق السلطة
- صدام انتهى ولكن لم تنتهي بغداد
- كفى فملاك السلم يحتضر


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد ابراهيم - ماذا أيضاً بعد خدام