الاصلاح شبح يلاحق السلطة

جهاد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

نرى في اليوم مئات البرامج الوثائقية على فضائياتنا اللتي تتحدث عن امكانية اجراء الاصلاح السياسي في منطقة الشرق الاوسط هذا المصطلح اللذي بات شبحا يهدد مراكز القوى والسلطة او ربما زلزالا يهدد عروشها وكان اخر تلك البرامج ما عرض على شاشة العربية باسم سوريا من الداخل تطرق فيه الضيوف الى موضوع الاصلاح في سوريا وامكانية تحقيقه في الظرف الراهن والتمسنا منه ومن خلال بعض الضيوف اللذين كانوا يمثلون السلطة بان موضوع الاصلاح بات قديما وهم يبحثون الان عن مواضيع اخرى اهم في مصلحة الشعب السوري لانهم وحسب مزاعهم بدؤوا بالاصلاح منذ وقت بعيد وان الشعب السوري بجميع طوائفه واقلياته يجني ثمار هذا الاصلاح و تمنيت ان اكون من بين الضيوف فقط لاستشهد لهؤلاء على صحة كلامهم بمثال واحد فقط هو ما حصل في الاحداث الاخيرة في القامشلي و ايضا اعتقال البروفيسور عارف دليلة ومحاولة اغتيال ابنه وووووو
ما اريد قوله انه لا رغبة لدى هؤلاء في اجراء اصلاح حقيقي في البلاد لانه ليس من مصلحتهم اصلا القيام بذلك على الاقل لو كانت لديهم رغبة حقيقة في ذلك كان عليهم مصارحة نفسهم قبل مصارحة الاخرين و الاعتراف بالاخطاء الفظيعة اللتي ارتكبوها على الصعيدين الداخلي والخارجي لكن الضيف الكريم وزير الاعلام السوري صرح انه مجرد جلوس المعارضة معه والحديث عن الاصلاح اكبر دليل انهم يسيرون فيه معتبرا بذلك ان حق التعبير عن الراي صدقة يمنحها هو ومن معه للاخرين مع انه هنالك المئات من سجناء الراي في معتقلاتهم يدفعون ثمن كلمة حق يجب ان تقال
لا يمكن للاصلاح ان يتم مع عقلية شمولية كهذه تحاول اقصاء الاخرين عن الساحة لتكون هي اللاعب الوحيد بمصير شعب باكمله لا يحق له حق تقرير مصيره بنفسه
لا يمكن القيام بالاصلاح السياسي قبل ان يتم اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من السجون السورية وتنظيفها بالكامل
لا يمكن للاصلاح ان يتحقق دون العودة الى مفاهيم المجتمع المدني والفصل بين الحياة السياسية والنظام الامني والمخابراتي للدولة
لا يمكن للاصلاح ان يتحقق دون حوار وطني فعال وجاد من قبل السلطة التي حاولت و تحاول فقط ذر الرماد في العيون من خلال وعود تقطعها ولكن دون جدوى
لا يمكن للاصلاح ان يتم قبل ايجاد حلول للقضية الكردية والاعتراف الكامل بالحقوق الثقافية و التاريخية للشعب الكردي كقومية ثانية في البلاد
لا يمكن للاصلاح ان يتحقق والشعب السوري يموت والبرلمان يصفق لمرسوم جديد يصدر كل يوم ولا احد يدرك ما فحوى ذلك المرسوم كل ما نعرفه انه لا علاقة للشعب به
لا يمكن للاصلاح ان يتحقق دون اطلاق الحريات العامة و الغاء حالة الطوارئ و الغاء الاحكام العرفية اللتي ارهقت البلاد لعقود من الزمن دون مبرر
اقول لسيادة الوزير ان كان بامكانهم التعامل مع القضية من هذا المنطلق فسيتحقق الحلم على ارض الواقع عدا ذلك فان كل كلامهم عن الاصلاح او ما سيتخذونه من اجراءات خجولة في سبيل تحقيق ذلك لن يخفي الحقيقة عن الشعب و عن المجتمع الدولي باسره و حينها لن يكون هناك فرص اخرى و ستجد السلطة نفسها في عزلة حقيقية ووضع يرثى له

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل