فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 19:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما بادر نظام الملالي في الاول من حزيران 2014، الى تنفيذ حکم الاعدام بالمواطن الايراني غلام رضا خسروي، فقد أصاب العالم الدهشة و الذهول من التهمة التي بسببها تم إعدامه و هي تقديمه المساعدة و العون المادي لقناة الحرية" التلفزيون الوطني الايراني"، بل وإن العديد من الاوساط الاعلامية لم تفهم و تستوعب القضية لغرابتها و بشاعتها في نفس الوقت.
إعدام خسروي و مراقبة و تتبع الشعب الايراني من حيث سعيهم لتقديم الدعم المادي و المعنوي لقناة الحرية، هي إحدى المهام الاساسية التي تعمل من أجلها الاجهزة القمعية لنظام الملالي في إيران، لأن هذه القناة کانت ولازالت المصدر الاساسي الاهم في فضح مخططات و جرائم و فضائح الملالي و تعريتهم أمام العالم کله کما إنها شکلت و تشکل العامل الاکبر في توعية الشعب الايراني و تنبيهه من هذا النظام، بل وإن الدور الکبير الذي لعبته و تلعبه هذه القناة قد کان لها التأثير الاکبر في تعريف الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم بالحقيقة و الماهية البشعة لهذا النظام من خلال الکشف عن جرائمه و ممارساته اللاإنسانية على مختلف الاصعدة.
خلال أيام الجمعة والسبت والأحد 13 و14 و15 من الشهر الحالي، بادرت قناة الحرية لإطلاق حملة من أجل جمع التبرعات لدعم القناة و تغطية مصاريفها من حيث استخدام الأقمار الصناعية والتقنيات اللازمة لاستوديوهات القناة وللمستلزمات الأخرى لإدارتها فقط ذلك إن الكادر العامل والتقنيين معظمهم يعملون بشكل تطوعي ودون مقابل، وإن الاجهزة الامنية القمعية لنظام الملالي تبذل کل مابوسعها من أجل مراقبة من يقدم الدعم و العون لهذه القناة لکن الذي يبدو جليا و واضحا هو إن هذا النظام أعجز مايکون بهذا الخصوص، إذ إن کثافة الاتصالات و حجمها الکبير و الذي يتم في هذه الايام هو دليل و مٶشر عملي على فشل هذا النظام في إرعاب هذا الشعب و إجباره على النأي بنفسه بعيدا عن قناة آلت على نفسها حمل هموم و طموحات و أماني و تطلعات هذا الشعب و نقل الکلمة الصادقة المعبرة عنه.
قناة الحرية التي هي من الشعب الايراني و توظف کل طاقاتها من أجله و في سبيله، کانت و ستبقى مصدرا رئيسيا لمعرفة حقيقة و واقع هذا النظام و تتبع المسار و السياق الاسود لمخططاته و جرائمه و إنتهاکاته و لذلك فليس من الغريب أبدا أن يجد العالم إتصالات مکثفة و واسعة النطاق بها و تواصلا قويا و حميما بها من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني و طبقاته يجسد في الحقيقة مامثلته و تمثله له ومن إنها البديل الاصدق و الانقى للإعلام الاصفر و السام للنظام الملالي، وإن دعم و مساندة هذه القناة هو في الحقيقة خطوة عملية فعالة على طريق التمهيد للتغيير الکبير في إيران بإسقاط هذا النظام وهو مايعتبر الهدف و الغاية الاساسية التي يطمح إليها هذا النظام.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟