أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - رواية المغاربة، عبد الكريم جويطي














المزيد.....

رواية المغاربة، عبد الكريم جويطي


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


رواية المغاربة، عبد الكريم جويطي
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
أن تكتب عن مدينتك، وتتجذر في المكان الذي أتيت منه، بتفاصيله الصغيرة، وأحيانا المبتذلة والتافهة، بحثا عن بناء كُليَّة ما بأدوات تلتقطها من على قارعة الطريق، أو قابعة في عمق الهامش والمنسي، فأنت كما يقول الروائي الفرنسي فرانسوا مورياك تبحث عن انطولوجيا للحياة والحب والموت، عن استشفاء من انجذابات المركز ومرايا الذاكرة، في زمنية تُستلب فيها ذاكرة الأمكنة، وترتحل فيه ذاكرة الأشخاص.
تلكم هي قصة الروائي المغربي عبد الكريم جويطي مع منجزه الروائي، ومنها روايته الأخيرة، الصادرة عن منشورات المركز الثقافي العربي سنة 2016، في حوالي 403 صفحة، من الحجم المتوسط، موسومة بعنوان " المغاربة".
من هم المغاربة؟ وهل سنلتقي بالمغاربة في هذا الدفق الإبداعي، أم ببعض منهم؟ ولماذا نتوسل بالأدب حينما نريد أن نُعري عن انطولوجيا الواقع، ونكشف عن ترميزاتها المحتجبة؟ ما حكاية البطل الأعمى وصديقه المعطوب؟ أهي إحالة رمزية عن انعطاب ذاكرتنا التاريخية، وتكلس وعينا الحضاري؟ ثم ما الذي يفسر هذا القلق الروائي حول المغاربة في زمانية متحولة؟ حول "هذيانات مغربية"، تستغور التاريخ اللامرئي لشعب يجر وراءه قرونا من الوجود، وتنتصر لتعاقب الأزمنة والأمكنة، وصراع الأجيال وانهجاسات الهوية والذات والخصوصية.
رواية "المغاربة" فسحة إبداعية عن مدينة بني ملال ونواحيها، عن تاريخ الهامش، عن حروبها وتوافقاتها، ذهنياتها وعوائدها. رحلة نفسية بتشخيص سوسيولوجي وأنتربولوجي وتاريخي ماتع في دروب ذاكرة مدينة سادرة نحو الضياع، بفعل تمدين مسلح يزحف على المدينة والتاريخ، عن الارتباط العضوي بالأرض والتراب، وقضايا الهَّم المغربي المشترك، عن سهل تادلا، أو "كاليفورنيا المغرب"، تلك التي سبق للاثنولوجي الفرنسي غوتيه أن اقترحها كعاصمة لمغرب الحماية، من أجل أن ننتصر لأولئك الذين تركوا تادلة الخصبة، من أجل العمل في إليخيدو اسبانيا القاحل.
خلطة روائية تغوص في عمق التراجيديات الإنسانية التي تعتمل داخل البادية والهامش، عبر تداخل أصوات متعددة داخل الفضاء، صوت ذاكرة المدينة، وصوت التاريخ، تجعل مكنون عبد الكريم جويطي الروائي يتوسم بجنس أدبي روائي جديد، مصدره البادية وهامشيتها المبتذلة، بعيدا عن صخب المركز وجاذبيته، أملا في النفاذ إلى الجوهر الانساني، وتحطيم أوثان معابد الرواية الكلاسيكية.
يظهر رُهاب الروائي عبد الكريم جويطي بظاهرة العمى والعميان مفعما بالشكوكية والريبة، فجل رواياته تنكتب عن آل العميان، فبطل الرواية أعمى كذلك، ولعله بحث عن ترويض الأشياء التي تمزق الذات، وتغذي عذاباتها، ذلك العمى الذي يجعلنا لا نرى الأشياء التي يجب أن نراها ونتفرس منها، أو العمى الرمزي الذي يقودنا نحو الارتطام بالحائط، من دون أن ندرك ذلك، أو العمى التاريخي الذي يجعلنا لا ندرك كنه التاريخ وبناء الذاكرة، وسؤال الوطنية بالمدلول التاريخي، من أجل تحديد دقيق للضابط الاجتماعي بتعبير موريس هالفاكس، فبقدر ما يقوم التاريخ بترتيب للذاكرة وبنائها، وفقا لتوافقاته الجديدة، بقدر ما يرتب كذلك عملية للنسيان كما يقول فيلسوف الذاكرة بول ريكور.
تبرز كرة القدم بقوة داخل الرواية، من خلال الاحتفاء ب"آلهة الصبا" كما يسميهم عبد الكريم الجويطي، أساطير كرة القدم الملاَّلية، فكرة القدم تغدو منتوجا أصيلا يمتح من علاقة الإنسان بالغرائز البدائية، ومفترضاتها الشكية التي تجعلنا نتنازل عن العقل والمنطق في تنبؤ النتيجة.
رواية "المغاربة" غوص دقيق في تفاصيل التاريخ والمجال، في جلد الذات، من دون تساهل، بما هي منطلق لبناء التحرر الوجداني، ونفي للاستيلاب، في رسم انعطابات انطولوجيا الحاضر الكامنة في نفسانية المغاربة.
جدير بالذكر أن عبد الكريم جويطي، الذي يجمع بين ممارسة التأليف والترجمة، صدرت له أعمال روائية "ليل الشمس" و"زغاريد الموت" و"كتيبة الخراب"، ونصوص مترجمة من قبيل نص رواية "أميلي نوثوب" و"نظافة القاتل"، كما صدرت له، ضمن أدب الرحلة، كتاب "زهرة الموريلا الصفراء".



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلم
- لغتي
- نيكوس كازانتزاكيس زوربا اليوناني Zorba the Greek
- علي عثمان أسير حرب
- رواية زمن الخوف إدريس كنبوري
- المخزن في الثقافة السياسية المغربية هند عروب
- رواية لقيطة اسطمبول لإليف شافاق
- فرانسيس فوكوياما: الإسلام والحداثة والربيع العربي
- هديل سيدة حرة للروائي المغربي البشير الدامون.
- حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات
- سيرة حمار
- زمن الهدر السوسيولوجي
- محنة السنين
- Adios Castro
- إنقاد الأرض لمحمد منير الحجوجي
- قراءة في رواية مرايا الذاكرة للمفكر المغربي علي أومليل
- الريگيلاتور المغربي
- الشباب والاندماج الاجتماعي: نحو حفر مغاير
- عبد الرحمان اليوسفي: من عدو للنظام إلى صديق للملك
- -قلق البارادايم- مصطفى غلمان.


المزيد.....




- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - رواية المغاربة، عبد الكريم جويطي