أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات














المزيد.....

حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 06:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات.
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
أستاذ باحث/ مراكش
1- هل هناك أبحاث سوسيولوجية ودراسات ترصد بالدراسة والتحليل حول تعاطي الطالبات لمهنة الدعارة؟
طرح سؤال الاستوغرافيا في هذا الموضوع بالذات، والذي قد يتوجس منه البعض، باعتباره يقع في خط التماس مع الطابوهات القابعة ضمن أقبية النسيان، بمقتضى حضور ثنائية المقدس والمدنس، كثنائية مهيكلة للتصورات المجتمعية، هذا الوضع، يجرني إلى العودة نحو المنجز السوسيوتاريخي الذي اهتم بتيمة الجسد داخل الفضاء المغربي، وهو منجز عميق ومهم في آن، وتحضرني هنا دراسات مرجعية لكل من الباحث السوسيولوجي عبد الصمد الديالمي والراحلة فاطمة المرنيسي وفريد الزاهي وغيرهم، وخارج الفضاء المغربي، تلتمع أسماء وازنة من خلال أعمال كل من المصرية نوال السعداوي، وروايات للأديبة اللبنانية المثيرة للجدل جمانة حداد وأخريات، ولعل الملاحظة التي تسترعي بالانتباه، أن هذا المنجز تهيمن عليه نزعة نسوية واضحة، وهو ما يفسر سيكولوجيا رغبة النساء في التحرر الوجداني من باطرياركية ذكورية، تخنقها في الهامش والمهمش.
من جانب آخر، يحضر الجسد كتيمة سياسية من خلال الباحثة المغربية هند عروب، رئيسة مركز هيباتيا الاسكندرية ببلاد العم سام، من خلال اهتمامها بالجسد السلطوي، وهي التي حاولت تفكيك الجسد السلطوي، كجسد روح ومادي، يعبر عن ميتولوجيات انطلاقا من تنظيرات الفيلسوف الألماني ارنست كونترفيتش.
أما إذا ما أردت أن أحدد لكم دراسات امبريقية خاصة بالموضوع، انطلاقا من معاينات مونوغرافية محددة، مضبوطة في الزمان والمكان، فالأمر يجعلني أتوقف عند نثف متفرقة، هنا وهنالك، ويصعب الاستظهار بها أكاديميا، ما دامت مرقونة وغير منشورة، وهي في الواقع عميقة، ما عدا إذا جاد الحظ على الباحث في الحصول عليها، ومهما بلغ الأمر، فلغة السوسيوولجي تنحصر في معايناته الميدانية وقياساته الكمية للنوزال الاجتماعية، وفقا لمناهج البحث المتعارف عليها في هذا الصدد، من أجل تفكيك إواليات اشتغال الظاهرة وميكانيزمات تبلورها في الواقع.
2- ماهي الدوافع والأسباب من منظوركم التي تدفع الطالبات الجامعيات إلى اللجوء نحو الدعارة، بمعنى هناك طالبات علم بالنهار وبائعات هوى بالليل؟
أعتقد أن تشخيص الأسباب والدوافع وراء لجوء الطالبات الجامعيات إلى الدعارة أمر مركب، ومتحول من سياق لآخر، واقع تتداخل فيه مستويات متعددة، ولا أود أن أستعرضها لأنها فارضة لنفسها، في مقابل ذلك، أجد نفسي مضطرا إلى ممارسة نوع من التحليل النفساني لفهم صورة استدماج المرأة للجسد، من خلال وجود صور متناقضة حول ذلك: تحضر المرأة الأم باعتبارها تمثل صورة الحنان والعطف ورمز التناسل، وصورة المرأة العاهرة التي تقود نحو الرذيلة ،صديقة الشيطان، التي يجتهد الكل في البحث عنها من أجل تحقيق اللذة واشباع الغريزة، هذا العطب الوجودي الذي يستدمج صورتين متضادتين في جسد واحد، هو الذي يستحكم في الثقافة العامة التي تحيط بالمرأة، ويربيها على الخوف من الجسد، كثقل رمزي ومادي يحاصر كينونتها، ويزيد الاشهار الذي يخاطب الاستيهامات الانتشائية بفانتزماته في تزكية هذه الصورة، أو كما يسميه جان زيغلير ب"الخصي النفسي"، الذي يخلف نساء يعتبرن أن الرجل خَمَّاسا لدى رغباتهن، وشخصيا أميل إلى تحليلات الباحث المغربي محمد منير الحجوجي التي أوردها في كتابه "القوات الاديولوجية المسلحة" التي اعتبر فيها المرأة جذر الشر الرأسمالي، بما تساهم فيه من انتاج للإعاقات الاجتماعية.
3- نعرف أن السوسيولوجي في كثير من الأحيان لا يقدم حلول بقدر ما يخلخل الظاهرة، لكن هل هناك حلول للحد من هذه الظاهرة التي تسئ بطالبات العلم؟
السوسيولوجيا كما تعارف عليها الابستمولوجيون هي علم تفكيك ومعاينة، علم فضح وتعرية بعبارة بول باسكون، ما يهم فيها هي جرأة الأسئلة المحرجة، والحلول تبقى عامة، مادامت تلامس مجمل النسق ككل، ووثائر تغيير البنى النفسية تظل بطيئة، ثم إن السوسيولوجي ليس في موقع صناعة القرار، وكلنا نعرف أن تدبير الدولة يكاد يكون تكنوقراطيا صرفا، وتحليلات آل الاجتماع ونظرائهم من باقي العلوم الانسانية المجاورة، تبقى خارج التنفيذ، في مشهد يؤكد كره الدولة الاستراتيجي لتوصيفات علماء الاجتماع، ومع ذلك لا بد من وضع تصورات عامة من أجل تقليص ظاهرة امتهان دعارة الطالبات، والتي في تقديري الخاص لا تخرج عن الاهتمام بالتربية والتنشئة الاجتماعية، من خلال مصالحة الانسان مع انهجاس الجسد وتمثلاته السكيزفرينية، وهو ما يحيل إلى ضرورة إدماج التربية الجنسية ضمن بيداغوجيات التربية الحديثة بشكل يتناسب مع قيم وأعراف المجتمع، وبضرورة تغيير النظرة الذكورية تجاه المرأة، ونظره المرأة تجاه نفسها.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة حمار
- زمن الهدر السوسيولوجي
- محنة السنين
- Adios Castro
- إنقاد الأرض لمحمد منير الحجوجي
- قراءة في رواية مرايا الذاكرة للمفكر المغربي علي أومليل
- الريگيلاتور المغربي
- الشباب والاندماج الاجتماعي: نحو حفر مغاير
- عبد الرحمان اليوسفي: من عدو للنظام إلى صديق للملك
- -قلق البارادايم- مصطفى غلمان.
- سوسيولوجيا الحُگرة.
- رواية سنترا
- -ظل الأفعى- يوسف زيدان.
- حينما يحاكم القضاة الأدب عوض النقاد
- استبانة العروي
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 3)
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 4)
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( الجزء الثاني ...
- البيئيون الجدد
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات