أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولاي عبد الحكيم الزاوي - الريگيلاتور المغربي














المزيد.....

الريگيلاتور المغربي


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 19 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الريگيلاتور المغربي
مولاي عبد الحكيم الزاوي
أستاذ باحث من مراكش
ترتسم داخل مغرب اليوم ملامح بلا أفق، داء عطب قديم، تبرز نتوءات التباعد، وأنوية المغايرة، بين دولة تتمخزن وفرد يتحرر، ترسم سؤالا حارقا، من يريد حَرق الوضع؟
البراديغم السيكولوجي حلقة أساسية لفهم احتقانات الوضع الحالي، للاقتراب من سيكولوجية معذبي الأرض، لرصد تراكمات سياسات الهاوية والاقصاء، التي تبنتها الدولة منذ لحظة الاستقلال، وهي تنهجس بالسلطة، وترمي بالفرد خارج التاريخ.
لقد كانت محطة 20 فبراير مفصلية في تاريخ المغرب الراهن، وهي تعلن عن وفاة "المغرب القديم"، مغرب لمقدم والشيخ والقايد والبوليسي، مغرب الابتزاز القبلي، مغرب المماطلة الإدارية، مغرب الهندسة الاجتماعية الجديدة، التي أقبرت مقاومي الاستعمار، وصعدت بخدّامه الأوفياء.
لحظة كادت أن تكتب شهادة وفاة نظام بأكمله، لولا الاصلاح الدستوري، وزخم الإحتجاج العربي الذي فرمل المسيرة، وأَجَّل وضعا على وشك الانفجار، وجسدا على وشك الوضع.
الشارع أخد الكلمة ولا أحد يمكنه أن يسكته، الشارع كان يخاف من المخزن، وأصبح المخزن اليوم مرعوبا من الشارع، علينا أن نُقر، بأن المغرب القديم مات إلى الأبد، ومخطئ من يظن أن الرجوع إلى مغرب الأمس ممكن.
عصر السمارتفون والفايسيبوك والتوتير يصنع الحدث ويُسطر مفهوما جديدا للسياسة، ففي واقعة الحسيمة الأخيرة، 24 ساعة كانت كافية لخروج الناس للاحتجاج في قضية محسن فكري، وهي الاحتجاجات التي لم تدع لها لا أحزاب سياسية، ولا جمعيات ولا نقابات، بقدر ما كانت تلقائية انطلقت من فضاءات الانترنيت، لتشهد عن " خروج المكبوت إلى الشارع" بتوصيف فيلسوف الثورة الايرانية دريوش شيغان، ورغبة شبابية في رفع الحگرة عن واقع يعتصر ألما بالمعاناة.
شباب لا يؤطره أحد، موجات بشرية هادرة لا أحد يستطيع التحكم فيها، احتجاجات تجاوزت الحرس القديم "الجمعية المغربية لحقوق الانسان" و"العدل والاحسان" و"النهج"، تلك التنظيمات التي كانت الدولة فيما مضى ترفع عليها شمَّاعة صخب الشارع ولهيبه. مجنون يا سادة من يتحدى البحر أو البركان أو النار، ألم يقل فولتير يوما لسدنة النظام الكاتوليكي البائد "يمكنكم خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل، لكنكم لا يمكنكم اجهاض أحلامهم".
ففي سنة 2013، سنجد أنفسنا أما لحظة جديدة، سابقة من نوعها، فلأول مرة تصدح حناجر الشباب تظاهرا ضد الملك، ضد قرار العفو الملكي عن مغتصب الأطفال دانييل كالفن. مما عجّل بتحرك لاحتواء الأمر. أي تحول هذا الذي ترسمه شاشات الأنترنيت؟
القصر يصلح ما أفسده رجال السياسة، ما كل مرة تسلم الجَرَّة، القصر يتحاور مباشرة مع الجماهير دون وساطة، الملك صار في معمعة الصخب، والديموقراطية أضحت في خطر، أو لنقل في انحدار حسب آلان تورين.
لعل الجيل القديم يتذكر جهازا كان يدعى "التلفاز" بالأسود والأبيض، كان يحتاج إلى ريگيلاتور، أو ضابط بوصف جون راولز، التليفزيون هو القصر، والشعب هو الكهرباء، والريگيلاتور هو الحكومة والأحزاب والنقابات، واضح أن القصر يشتغل اليوم من دون ريگيلاتور، والخشية كل الخشية من أن يحترق الجهاز برمته عند أول تماس كهربائي.




#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والاندماج الاجتماعي: نحو حفر مغاير
- عبد الرحمان اليوسفي: من عدو للنظام إلى صديق للملك
- -قلق البارادايم- مصطفى غلمان.
- سوسيولوجيا الحُگرة.
- رواية سنترا
- -ظل الأفعى- يوسف زيدان.
- حينما يحاكم القضاة الأدب عوض النقاد
- استبانة العروي
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 3)
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 4)
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( الجزء الثاني ...
- البيئيون الجدد
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية
- في ماهية النقد التاريخي (الجزء الأول)
- صرخة ضمير
- سدنة الميكيافيلية الجديدة
- قراءة في كتاب -المخزن في الثقافة السياسية المغربية-
- تدريس التاريخ بالمدرسة المغربية.
- قصيدة: -رحيل في درى الذلقراطية-
- التفكير التاريخي وتعلم التاريخ La pensée historienne et l’ap ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولاي عبد الحكيم الزاوي - الريگيلاتور المغربي