أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - رواية لقيطة اسطمبول لإليف شافاق














المزيد.....

رواية لقيطة اسطمبول لإليف شافاق


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 01:32
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما يكون مِحْبر الروائيين مُؤلما لحظة تصويره للواقع الإنساني، مُكاشفا عن عوراته وانعطاباته، وفاضحا عن حديقته السرية التي تعتمر داخل أقبية النسيان. إبداعات جريئة تتجاوز مساحات المحظور، وتتخطى الهامش المُسيج، وتكشف عن انجراحات الإنسان وعذاباته المختلفة، فتثير بذلك نقعا على أصحابها تحت يافطة الذاكرة والقيم وثوابت البقاء المشترك.
روايات عديدة استقبلت بالاستهجان، وأُدرجت ضمن باحة الأدب الأسود، لتجاوزها منطقة الخط الأحمر، ولعل مُجايلي لحظة الحرب العالمية الكبرى يتذكرون في حمأة لهيب صراع السوفيات بالأمريكان ،رواية عالمية للروائي البريطاني جورج أرويل بعنوان " 1984"Nineteen Eighty Four، وهي تنكتب على تصوير وحشية النظام الستاليني، وترصد ما يعتمل داخله من فَقْد للإرادة وسلب للكينونة وتعتيم على الحقيقة.
وغير بعيد عنا، وبأرض الكنانة، معين الأدب والإبداع، أثارت رواية المصري علاء الأسواني "عمارة يعقوبيان" جلبة قوية، وهي تكشف عن عالم مدينة القاهرة السري، وصخب لياليها الحمراء، الموسومة باللواط والشذوذ الجنسي والجماعات السلفية، وقد نضيف إليها واحدة أخرى للمصري، لا تقل جرأة عنها، للروائي المثير للجدل يوسف زيدان بعنوان "سقط القناع"، التي تسبر خبايا عالم المسيحية الأقباط بصراعاته وتناقضاته، بمفارقاته لعالم الرهبنة المضادة للغريزة الإنسانية.
قد يطول بنا المقام، ونحن نُعَدد أسماء تلك الأعمال الروائية التي أبحرت في عمق الواقع، ولأن المناسبة شرط كما يقال، فمناسبة هذا التقديم، هو انكتاب عن مُتمردة الأدب التركي إليف شافاق في رائعتها العالمية "لقيطة إسطمبول"، من حيث هي رواية تستغور كُنْه ذاكرة موشومة بالألم التاريخي بين الأتراك والأرمن، وتصوير لواقع انساني تعتصره المعاناة النفسية، عبر سرد قصة عشيقين، جمعهما الفؤاد، وجَرَّمتهما السياسة، بسبب إرث التاريخ وثقل عذابات الذاكرة.
عمل إبداعي عميق وممتع، يتجاوز حدود الزمان والمكان، نحو ملامسة خبايا الفكر السياسي والتاريخي والديني والاجتماعي، مُعريا عن عتمة من تاريخ بلاد الرجل المريض، وتضاداتها العرقية والطائفية والقومية والدينية والسياسية، الماتحة من طروحات خرافية وتاريخية، مستمدة من ثقافة التعصب وعلياء تقديس الماضي ونفي الآخر، كاشفا عن عدم قدرة المجتمع التركي على الإعتراف بالتعدد الثقافي والقومي والديني في بوثقة المصالحة مع الذات والتاريخ.
رواية "لقيطة اسطمبول the Bastard of Istanbul"، الصادرة سنة 2006، تعود بالسردية إلى واقعة مذابح الأرمن من طرف النظام الكمالي، وتُعري عن سنوات الاضطهاد التاريخي من تاريخ تركيا الأسود، وهو وضع كان كافيا لملاحقتها قضائيا بمنطوق الفقرة 301 من القانون التركي.
رواية عن التاريخ التركي، لحظة وفاة الرجل المريض، وولادة تركيا الأثاتوركية، تحكي عن العلاقة الشائكة بين الأتراك والأرمن من خلال عائلتين واحدة تركية في اسطمبول، والثانية أرمينية تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، جمعتهما علاقة إبادة تاريخية منذ أجيال، لا يعرف عنها الأحفاد، خلال رواية قصة شوشان الفتاة الأرمنية التي هجرت بلدها نحو الولايات المتحدة، هرباً من مجازر النظام التركي، وذلك على لسان حفيدتها أرمانوش التي عادت إلى إسطنبول للبحث عن أصولها، وسوف تكتشف أرمانوش، بالتعاون مع آسيا، أسراراً كبيرة عن العائلة وعن تاريخ تركيا الحديث.
رواية إليف شافاق عمل أدبي يتزيا بعباءة الفلسفة والفكر السياسي الحديث، وينطق بكونية حقوق الإنسان، وينتصر لقضايا مستضعفين تركيا ومهمشيها، من خلال تصوير حياة عائلة قزانجي، التي تعيش في منزل كبي، ويتكون من عدة أفراد، زليخة الأخت الصغرى التي تملك صالوناً للوشم، وهي والدة آسيا اللقيطة، وبانو التي اكتشفت مؤخراً مواهبها كمُنجّمة، وسيزي الأرملة والمُدرِّسة، وفريدة المهووسة بالكوارث، أما الأخ الأوحد، فيعيش في الولايات المتحدة.

إنها رواية موغلة في القساوة وجَلْد الذات، والمصارحة الجريئة بعذابات الذات التركية من ثقل مرايا الذاكرة، ناقلة المتمردة إليف شافاق، كما يحلو لعشاقها أن ينعتوها إلى دائرة العالمية الروائية، بل وأضحت رواياتها الأكثر مبيعا، والأكثر ترجمة بكل لغات العالم.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانسيس فوكوياما: الإسلام والحداثة والربيع العربي
- هديل سيدة حرة للروائي المغربي البشير الدامون.
- حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات
- سيرة حمار
- زمن الهدر السوسيولوجي
- محنة السنين
- Adios Castro
- إنقاد الأرض لمحمد منير الحجوجي
- قراءة في رواية مرايا الذاكرة للمفكر المغربي علي أومليل
- الريگيلاتور المغربي
- الشباب والاندماج الاجتماعي: نحو حفر مغاير
- عبد الرحمان اليوسفي: من عدو للنظام إلى صديق للملك
- -قلق البارادايم- مصطفى غلمان.
- سوسيولوجيا الحُگرة.
- رواية سنترا
- -ظل الأفعى- يوسف زيدان.
- حينما يحاكم القضاة الأدب عوض النقاد
- استبانة العروي
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 3)
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 4)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - رواية لقيطة اسطمبول لإليف شافاق