أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولاي عبد الحكيم الزاوي - المخزن في الثقافة السياسية المغربية هند عروب














المزيد.....

المخزن في الثقافة السياسية المغربية هند عروب


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"المخزن في الثقافة السياسية المغربية" هند عروب
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
أستاذ باحث من المغرب
صدر عن منشورات دفاتر وجهات نظر سنة 2003، مؤلف "المخزن في الثقافة السياسية المغربية"، للباحثة المغربية في العلوم السياسية هند عروب، في 158 صفحة، والكتاب في الأصل إسهام جاد وعميق من طرف باحثة لها وزن في البحث الجامعي، وحفر سياسي وسوسيوتاريخي في تاريخانية مؤسسة المخزن، كبنية سياسية فوقية، تستدمج ممارستين متضادتين، ممارسة تقليدية تمتح من عمق تاريخي وديني، ماضوي متجدر في الوجدان المغربي، وممارسة حديثة منفتحة على مستحدثات الحماية الفرنسية، وهياكلها الإدارية، من خلال الإحاطة بمختلف التجاذبات التي واكبت مسيرة إنتاج الوثيقة الدستورية بين الفرقاء والفاعليين.
من يجب أن يحرر الدستور؟ وماهو نوع الدستور الواجب وضعه؟ سؤال عميق طرحه وليام زارتمان، يكاد يمثل جوهر الكتاب وعمق إشكالاته، فالملكية التي تتلمذت في مدرسة الحماية حسب تعبير ريمي لوفو، حاولت تقزيم النخبة السياسية، ذات التوجه الحداثي، عبر التوغل في عمق البادية المغربية، والعمل على تغيير التراتبات الاجتماعية والسياسية وفق مقاسات معينة، الولاء، الخدمة، الخضوع، الطاعة...بهدف تزكية شرعية المخزن الجديد، فمن يملك البادية والجبال و"البربرية" يملك المغرب برمته، مما سيجعل الملكية تسعى إلى توطيد سلطتها عبر الجيش كقوة مادية، وعبر وزارة الداخلية كقوة سياسية وادارية.
ستعمد الملكية إلى ضرب القواد الكبار والأعيان القرويين سياسيا، وستترك لهم النفود الاقتصادي، وهي محاولة لكسب نخبة قروية قادرة على صد زحف نفوذ النخبة الوطنية التي يطغى على الانقسام كصيغة متلازمة للحياة السياسية منذ الولادة.
هذا الاستقطاب الجديد للنخبة القروية والاعيان الجدد عرابي المخزن الجديد، سيقف وراء نجاحات الإستفتاءات والدساتيير الدستورية، وسيكرس منطق التيولوجية في تدبير السلطة، وسيضخم من صورة الملك، كشخص روحي ومادي مقدس يتماهى فوق كل تناقضات النسق السياسي.
استدمج المخزن حسب ريمي لوفو، ممارسات سياسية تقليدية بأخرى حديثة، قانون مخزني تاريخي يشتغل بطقوس ورمزيات عتيقة، مع قانون دستوري فرضته لحظة الحماية، لحظة الاحتكاك مع الغرب. هذا الاستدماج المثير، لخصه كلود بلازولي، حينما وصف الحسن الثاني بالحزم والتحدي، في إفادة لإيناس دال جاءت على لسان اريك لوران "إني أعلم الثقل الحقيقي للقلم، وهو بين يدي وزير أول، فإذا ما استخدم في غير وقته يمكن أن يجر الأمور بعيدا، وهذه إحدى الأسباب التي جعلتني أنشأ دستورا إذ قلت لنفسي، إنك لا تستطيع مراقبة وزيرك الأول دائما، ولكن إن روقب من قبل ثلاثمائة أو مائتين فإنه لن يقدم على حماقات كثيرة، وهذه التجربة أبانت لي عن السلطة التي يمكن أن تكون لوزير غير مراقب".
فالمخزن الجديد حاول دسترة الإرث المخزني حسب وليام زارتمان، وهي مقولات ترددت على لسان عدة فاعليين مغاربة كمحمد باحنيني وأحمد رضا اكديرة من خلال قوله: "من الصعب أن نفهم بلادنا دون أن نعرف تاريخ ملوكنا" كما قال الحسن الثاني ذات لقاء صحفي، هذا التحليل السياسي، جعل الباحث المغربي عبد اللطيف اكنوش يعتبر الدستور المغربي يضم طابقين: طابق علوي، يمثل روح الغرب، وطابق سفلي، يجسد عمق الموروث.
ثتير دراسة هند عروب جملة من النقاشات الخصبة حول آلية اشتغال النسق السياسي المغربي، وطبيعة العلائق التي تربط بين فاعليه، وكيفية تأطير الوثيقة الدستورية لممارسة اللعبة السياسية، من بين الملاحظات التي تثار من داخل الكتاب، نذكر:
أولا: التأكيد على الطبيعة الانقسامية للنسق السياسي المغربي، وهي روح فكرة أكدها الباحث الامريكي جون واتربوري في دراسته حول "الملكية وأمير المؤمنين" بالمغرب، المستوحاة من عمق تحليلات ارنست غلنير وقبله افنس بريتشارد من داخل البنى القبلية.
ثانيا: التركيز في تحليل النسق السياسي على صورة استدماج المخيال السياسي للجسد السلطوي، كجسد روحي ومادي، ميتولوجي وميتافيزيقي، وهي تحليلات مستوحاة من تنظيرات الفيلسوف الألماني ارنست كونترفيتش في دراسته للجسد السياسي من خلال كتابه المرجعي " جسدا الملك".
ثالتا: التأكيد على وظيفة التحكيم والتعالي عن الانقسامات السياسية، وتعزيز قوة السلطة من خلال بث الخلافات بين الفرقاء، بهدف إضعاف وتفتيت المعارضة، وهي فكرة مستوحاة من أعمال المؤرخ جرمان عياش.
رابعا: التسابق بين المؤسسة الملكية والتيارات السياسية حول كسب رهان البادية المغربية كخزان انتخابي، عبر تدجين النخب وصناعة الأعيان الجدد، وهي تحليلات تتوافق مع تصور ريمي لوفو حول الفلاح المغربي المدافع عن العرش.
والحاصل، تبقى مساهمة هند عروب ومحمد الطوزي ورحمة بورقية وغيرهم، حلقة من حلقات فهم جانب من خبايا دار المخزن في تدبيرها للنسق السياسي، وفي رؤيتها للأشياء، في مزجها للتقليد والتحديث لا الحداثة، في تعطيل مسار تاريخي، بهدف تقوية جهاز المخزن، على حساب إجهاض مسلسل الديموقراطية، إسهامات خصبة تثير من ورائها أسئلة عميقة في حاجة إلى حفر علمي رصين.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية لقيطة اسطمبول لإليف شافاق
- فرانسيس فوكوياما: الإسلام والحداثة والربيع العربي
- هديل سيدة حرة للروائي المغربي البشير الدامون.
- حوار سوسيولوجي حول دعارة طالبات الجامعات
- سيرة حمار
- زمن الهدر السوسيولوجي
- محنة السنين
- Adios Castro
- إنقاد الأرض لمحمد منير الحجوجي
- قراءة في رواية مرايا الذاكرة للمفكر المغربي علي أومليل
- الريگيلاتور المغربي
- الشباب والاندماج الاجتماعي: نحو حفر مغاير
- عبد الرحمان اليوسفي: من عدو للنظام إلى صديق للملك
- -قلق البارادايم- مصطفى غلمان.
- سوسيولوجيا الحُگرة.
- رواية سنترا
- -ظل الأفعى- يوسف زيدان.
- حينما يحاكم القضاة الأدب عوض النقاد
- استبانة العروي
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية ( 3)


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولاي عبد الحكيم الزاوي - المخزن في الثقافة السياسية المغربية هند عروب