أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان














المزيد.....

نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة سورية من مدينة الرقة، خلعت النقاب تعبيراً عن سخطها لقمع تنظيم داعش الذي فرضه على نساء المدينة، وقالت راضية سليمان وهي تخلع النقاب ثم الحجاب الكامل امام عدسة هاتف محمول بينما النسوة حولها يزلغطن: هذا لباس مزيف. بعد أن صار إجبارياً وبالقوة، أصبح لباساً مكروهاً ولا أريده. قبل ذلك كنا نضعه بإرادتنا ولكن عندما أصبح بالقوة وعلى طريقة داعش أصبحت أكرهه.
أكدت راضية سليمان التي تعيش حالياً في أحد مخيمات اللاجئين السوريين بمنطقة البقاع اللبنانية إنها تكره التنظيم الإرهابي، وقالت: عندما دخل داعش على الرقة كنا نظنه شيئاً جيداً ولكنه بعد ذلك بدأ فرض أوامره على نساء الرقة، وأجبرهن على ارتداء النقاب وتغطية رؤوسهن ووجوههن في الأماكن العامة، ومن ثم أجبر النساء على الزواج من مقاتلين أجانب.
القراءة الجنائية
القراءة الجنائية، لأن القراءة الدينية أو السياسية لا تجدي، لما قالته راضية سليمان تُظهر بوضوح شديد ما تفعله الدول الدينية بالانسان، فهي تتدعي انها جاءت بالعدل والحق والطهارة ثم لا يلبث الناس ان يكتشفوا الوقائع المُرة.
راضية سليمان كانت تعيش في بيئة ترتدي نساؤها ما يستر شعورهن، وهي بشكل عام بيئة القرى في العالم العربي، لكن مع قيام الدولة الاسلامية على الاراضي التي غُيبت عنها الدول فُرض الحجاب تمهيدا لنشر حجاب العقل على المرأة والرجل معا، وبدأوا استرقاق المرأة تحت بصر وسمع الرجل الخانع العاطل عن العمل تمهيدا لمواقعتها (لاحظ التعبير الصحرواي المقرف وكأن المرأة دابة يعلوها الرجل) بواسطة مقاتلين اجانب، أو بيعها في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر، أو تقديمها كجائزة للفائزين في مسابقات شهر رمضان الدينية، أو رجمها بتهمة الزنا إذا لم تخضع لما يريدوا.
يرحب الناس البسطاء بقيام الدولة الدينية عادة بسبب الوازع الديني، لكنهم يدركون بعد ذلك انهم في مواجهة حكام قساة متعطشين إلى تفخيخ النفوس وسفك الدماء ومواقعة النساء وسرقة املاك الناس والاعتداء على هيبة الدول ومؤسساتها ومحاكمها والحض على كراهية الجيوش النظامية وبيع صكوك الغفران وقطع اطراف صغار اللصوص الذين لا حول ولا قوة لهم، ويتم كل ذلك باسم الله وبرعاية منه حسب زعمهم.
مغزى رديء
نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان مغزاه رديء، فهو حجاب ترهيبي اولا واخيرا لأن نسبة التحرش الجنسي في كل الدول التي رفعت شعار تطبيق الشريعة وفرضت الزي الموَحد زادت فيها نسبة التحرش بالنساء، ناهيك عن الاعتداء الجنسي على الاطفال الذي بدأت تشكو منه علانية دول مثل تونس والمغرب، ما ينفي السبب الاخلاقي الذي فُرض الحجاب من اجله، ولم يؤد حتى إلى خفض نسبة الفساد الذي استشرى في إيران، وبدأت المظاهرات في مصر تطالب باجتثاثه من المؤسسات بعد تمّكن التعاليم الدينية المزيفة في قلوب الناس.
حجاب ترهيبي يُفرض على المرأة تمهيدا لاسترقاقها أو استخدامها في عمليات إنتحارية باسم الجهاد، ومن لا تلتزم به تعتبر فاجرة ولا ترتقي في الوظائف إذا حصلت عليها، ولا تُجاز لنيل الماجستير أو الدكتوراه، ولا يتقدم احد لطلب يدها سوى بعض المهاجرين إلى دول الغرب، ولا تُزار في الاعياد والمناسبات بعد زواجها من رجل غير ملتح. هذا ما عبرّت عنه ببساطة شديدة إمرأة ريفية هي راضية سليمان "أصبح لباساً مكروهاً ولا أريده".
كان سكان الشرق الاوسط يطلقون على المهاجرين من المنطقة إلى دول الغرب "المتفرنجون"، وأصل الكلمة والفعل "يتفرنج"من "الفرنجة" التي اطلقوها على مقاتلي الحملات الصليبية، لكنها اتخذت معنى آخر في ما بعد هو تشبه الشرق اوسطيين بأهل الغرب بعد استيطانهم.
الخلافة المستحيلة
كان المسلم يندمج في الثقافات التي يهاجر إليها ويصعب ان تميزه في الشارع، ثم اصبح الحجاب النسائي والزي الافغاني واللحية التمييز الاول للعائلة المسلمة في الغرب منذ حوالي ثلاثين سنة، وبعده صار الانتماء الديني وليس السياسي هو التمييز الثاني والأخطر، فالمسلم في فرنسا يقول انه مسلم وليس فرنسيا ويقول عن المجتمع، الذي أواه من مساوىء بلاده الاصلية التي هاجر بسببها، في حديثه "هم" وليس "نحن"، والامر ينطبق على معظم المسلمين في الدول كافة، الذين نسوا بالتلقين والترديد وراء أئمة مساجد مؤدلجة ان الانتماء الديني بين الانسان وربه، ويستحيل ان يكون بين الانسان والدولة سوى بسبب الامل في قيام خلافة إسلامية تضم كل العالم تحت لوائها.
إمبراطورية دينية مستحيلة التنفيذ سيدفع كل سكان الكوكب ثمن إزالتها حتى يصل باقي الاحياء إلى ميثاق تعايش مكتوب بدم عشرات الالوف، فزمن الامبراطوريات بكل اشكالها ذهب إلى غير رجعة، وما هو موجود سيُزال ايضا، والامبراطورية الوحيدة التي ستبقى الامبراطورية الرقمية وهي الوحيدة التي يمكن ان تجمع ثقافات الانسان والدول كافة تحت لوائها.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجن حقيقة دينية ومشكلة قانونية
- السرقة والاقتباس الادبي والفني
- -الجمهور- بين عصر انفتاح وزمن توَّحد
- من الذي يسيء للذات الإلهية والانسانية؟
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!
- في معضلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
- يعيش يعيش حكم المرشد
- هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟
- افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث
- تعدي مؤسسة على صلاحيات الله المطلقة


المزيد.....




- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان