أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟















المزيد.....

هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 05:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصدام العلني المحتمل الوشيك بين السُنة والشيعة، بعد الصدامات المتفرقة في الشرق الاوسط منذ عراق صدّام حسين وإيران الخوميني، وتبني بابا روما لقضيتي البيئة ودعم قبول اللاجئين في أوروبا بعدما عجز عن اتخاذ قرار جذري باصلاح الكنيسة الكاثوليكية، وتخبط الكنيسة الارثوذكسية في التعامل مع الواقع المتطور، والانشقاق الكبير الحاصل في الكنيسة الانغليكانية بعد تجريد الكنيسة الاسقفية الاميركية من صفتها في الكنيسة الانغليكانية العالمية بسبب موقفها من زواج المثليين والجنسية المثلية، والتعنت الاسرائيلي الذي يقضي باعتراف الفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين بيهودية دولة تقول عن نفسها انها ديموقراطية وعلمانية، أمور حياتية خطيرة تشير إلى إفلاس معنوي لمنظومة الاديان الابراهيمية، بعد سلسلة أهوال وحروب وسفك دماء منذ سنة 1271 قبل الميلاد حتى اليوم.
أُذن خوفو
الناس الاذكياء الذين وجدوا أنفسهم منذ آلاف السنين في وضع أو طموح حكم الجموع، إخترعوا الدين بعد الانتماء إلى القبيلة، كمنظومة أوسع تتألف من إله مرئي يتحد الناس حوله وتُقدم له الطقوس، وافكار عن القبة الفضائية والبيئة والعالم المحدود آنذاك، والازياء والطواطم التي تميز كل معتقد عن الآخر، والعلاقات الاجتماعية مع الآخر وضد من لا ينتمون إلى الإله نفسه، واحكام قانونية واخلاقية وسياسية.
وعندما اضاف الفراعنة فكرة الخلود والسير على الصراط المستقيم لعبوره أو السقوط منه إلى مكان العذاب أو مقر التافهين قبل وصول المستحقين إلى حقول السلام الازلية، جاء من يهمس في أذن خوفو يوم إفتتاح الهرم الأكبر أن موضوع الحياة الاخرى التي بنى من اجلها مقبرته العظيمة ليُحفظ داخلها حتى البعث، مجرد تصوّر ابتكره الكهنة ليتحكموا في الناس والنذور.
الوراثة والاضافات
ورثت الاديان الابراهيمية منذ النبي ابراهيم المعتقدات التي كانت قبلها وتأثرت بها، وتميزت عليها بوجود وحي مباشر وإتصال بالسماء ووجود إله غير مرئي ونصوصه التي يستحيل تجاوزها، إضافة إلى عدم قبول الآخر كما هو، ومحاولة جعله منها لانعدام جدوى أي دين بمجرد ظهور التالي عليه.
كان هذا الامر واضحا في الدين التالي لليهودية عند القديس بولس الذي قال "ولكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الارض ومَن تحت الارض"، رغم أن المسيح قال "في منزل أبي أماكن كثيرة". الامر نفسه واضح في الاسلام "إن الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين".
اصطدم القيمون على الاديان السماوية باستحالة ضم كل الناس تحت عقيدة واحدة. كان أول فشل تداركوه مضطرين بآيات اخرى أقل تشددا، وهكذا تكونت الحضارتين المسيحية والاسلامية من حضارات متعددة ومركبة من عناصر عرقية ودينية وسياسية وثقافية مختلفة، رغم وجود الدم والمناكفات بين الدينيّن الابراهيميين، وحتى بين الدين الواحد الذي صار مذاهبا، ثم أصبح اليوم مجرد أماكن فاخرة لها مواقع ألكترونية يقول فيها كلٌ ما يشاء ويبرره بآيات، لأناس تبلغ نسبة الامية الثقافية بينهم أكثر من 70%.
الكلام نفسه لا ينطبق على اليهودية لأنها دين مغلق لا تبشير فيه لتسامي عرق اصحابه وطوائفهم على الاعراق كافة، لأنهم المختارون من الله شخصيا.
يبدو من سياق ما يحدث في عالم اليوم ان الأديان الابراهيمية ستنزوي في المستقبل، لأن المشاكل العرقية والمذهبية الدموية، لابد أن تضع "السبعون بالمائة" بعد الخسائر الفادحة التي ستطالهم والمعرفة المفتوحة التي ستنورهم على الانترنت امام سؤال حاسم: ما فائدة الاديان؟
مكامن الخطورة
حل المجتمع المدني والقانون الكثير من مشاكل المجتمعات، حتى مفهوم العقاب تغيّر فلم يعد مقبولا رجم الزانية أو قطع يد السارق، لأن الواقع يقول ان معظم الناس سرقوا وزنوا في وقت ما من حياتهم، فلماذا يقع العقاب على المساكين الذين لا سند لهم لترهيب المجتمع.
الدولة ومؤسساتها وعَلّمها حلوا محل الدين ومؤسساته وطوطمه. القانون المدني الذي يتطور وفق حاجات المجتمع وتقدم التقنية، حل محل الوصايا ومفاهيم الحلال والحرام والعقاب، فأصبح المجرم يؤهل للعيش في المجتمع مرة اخرى، أو يُعزل عنه بحكم مؤبد، أو يُعدم مع الحفاظ على إنسانيته، مع عدم تطفل القانون على سلوكيات الانسان الخاصة ما لم تؤذ المجتمع.
بدأ العلم يحل محل الغيبيات والنبوءات والعرافين والواصلين والمختارين عند شريحة تتعاظم يوميا من البشر. ووضع الطب اسئلة عميقة خصوصا عن قدر الانسان جينيا وعمره بعد تطور الجراحات والادوية المذهل. كما بدأت وسائل الاتصال تحل محل الرحلات الخيالية الخارقة بين الفضاء (قالوا عنه السماء) والارض. كما ان الدول الكبرى متعددة القوميات والاديان، اصبحت أقل قبولا لنصوص جامدة لا تقبل التعايش مع تعدديتها وتهدد مصالح مواطنيها وسلمهم الأهلي.
الايمان بعلمانية المجتمع يستحيل أن يفضي إلى عمليات حربية أو استشهادية أو جهادية أو استباحة ارزاق الناس وتدمير ثقافاتهم من أجل اقناع الآخر بنظرية الانفجار الكبير أو تطور الكائنات كافة أو بتخليق طفل خارج الرحم أو زراعة الاعضاء أو باحترام حقوق الانسان وقبول الآخر كما هو بدون ضغينة مستترة أو الدعاء عليه بدخول سعير جهنم.
الدين نفسه خرج تماما عن رسالة العبادة والغفران والسلام والعلاقة بين الله والانسان، واصبح اداة يُستفاد منها سياسيا للحكم، وتبرير العدوان على الآخر والدول وممتلكات الناس بسبب نصوص كُتبت لغير زماننا وأشخاص لا تربطنا بهم أي علاقات.
المفاجأة الكبرى
ماذا يبقى؟ معرفة قصص ومآثر اهل الغيب؟ معرفة أصبحت لا تهم الناس كثيرا لأنهم على وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا يعرفون الواقع أكثر، وهذا أهم وأربح. وإذا إفترضنا جدلا وجود حياة اخرى فيها الثواب والعقاب فستكون أكبر مفاجأة فيها عدم عقاب أي علماني على علمانيته لأنه إحترم حقوق الناس ولم يهدر دمهم ولم يكذب عليهم ولم يحكمهم باسم العلمانية.
ويبقى تساؤل علماني محض لا جواب دينيا عليه حتى اليوم ولن يكون: ما هي حكمة الله في جعل الناس يقتلون بعضهم بعضا بهذه الطريقة من أجله، إذا كان الحاكم الذي يفعل ذلك بشعبه يسقط أو يُغتال يوما ما.
استمرارية الاديان الابراهيمة تضع سؤالا واقعيا أمام القيمين عليها: ما فائدتنا لحياة الانسانية في المستقبل القريب؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث
- تعدي مؤسسة على صلاحيات الله المطلقة
- -موال الهوى-: رواية تعبق بثقافات البحر المتوسط
- المسلمون المتنورون والصم المسيحيون
- ختان العقل ووأد الروح واستهجان الاستنارة
- تحت خط الفقر العلمي
- التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل
- الازدواجية الاخلاقية في الضمير الجهادي
- ليته يستقيل قبل تشرين
- الفرق بين رجال السياسة وبائعي التمائم
- تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا(8)
- قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (4)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (3)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (2)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا
- التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟