أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين















المزيد.....

تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تحديث الخطاب الديني الاسلامي بحضور حشد من شيوخ الازهر، قابلوا هذه الدعوة الملّحة في القرن الواحد والعشرين بتصفيق فاتر متقطع، عكس التصفيق المدوي من العلمانيين الذين أيدوه لفض بؤرة اعتصام في وسط القاهرة للمستفيدين من الاسلام سياسيا، ما يعني ان الرئيس السيسي كان يجب عليه توجيه هذه الدعوة من مكان علماني وليس الجامع الازهر، فطالما تقرّب ملوك ورؤساء مصر من التيارات الدينية كافة، بما فيها الخطرة المتشددة، ولم يحدث أي تغيير في العقلية، كما لم يحدث في التاريخ الانساني أي تحديث للخطاب الديني أو التنويري سوى من العلمانيين، ويُستثنى على صعيد المسيحية الكاهنيّن الألماني مارتن لوثر والفرنسي تيار دو شاردان من هذا الامر، الذي وأده فقهاء المسلمين دائما بفتاويهم، ونعت بعضهم هذا الامر التنويري بالفتنة.
مقابل فتور تصفيق علماء الازهر، جاء تفسير فقهاء المستفيدين من الاسلام سياسيا لطلب الرئيس على انه كفر، وتقوّل بعضهم فزايد على ما لم يقله الرئيس، وتمثلت المزايدة في ان السيسي طلب شطب بعض نصوص القرآن والاحاديث من التاريخ الاسلامي. والمؤكد أن الرئيس السيسي كان يقصد الخطاب الذي لا يمت للعصر بأية صلة، لأن وسائل العصور تتغير وعقليات المجتمع تتطور.
أمثلة واضحة
على سبيل المثال، تجاهل مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ منذ ايام قليلة كل ما يفعله تنظيم الدولة الاسلامية وعملية إبادة الاقليات ثقافيا وجسديا، وأصدر فتوى جديدة تبيح أكل الرجل زوجته في حال ما أصابه جوع شديد وخاف على نفسه من الهلاك، والأكل قد يشمل عضوا واحدا من جسدها، أو أكل الجسد إن بلغ الجوع مبلغا عظيما، واعتبر مفتي السعودية هذه الفتوى، دليلا على تضحية المرأة وطاعتها لزوجها ورغبتها في أن يصير جسديهما جسدا واحدا.
المفتي السعودي تجاهل جميع ثلاجات المدن والقرى في العالم، وأفتى هذه الفتوى الصحراوية التي لا تنناسب حتى مع عصر ما قبل اختراع الثلج، والعجيب انه مزجها بفكرة مسيحية عن الزواج الذي يجعل الزوج والزوجة جسدا واحدا حسب ما قال المسيح، وبسبب فقدان البصيرة نسى المفتي السعودي أهل كوريا الذين يأكلون الكلاب البرية، وسيصبحون بفضل فتواه هذه جسدا واحدا مع الكلاب، ناهيك عن من يأكلون الفيران والضفادع!
المفتي نفسه أصدر فتوى قبل اسابيع، اعتبر فيها ان زواج القاصرات دون 15 عاماً جائز، مؤكدا أنه لا توجد حتى الآن أي نية في بحث الموضوع. هذه الفكرة تناسب عصورا كانت البنات يقتلن فيها جهلا بسبب الخوف على شرفهن وشرف القبيلة، أو يخضعن لعملية ختان تستأصل مركز الاثارة الجنسية عندهن، لكن اليوم ترفض البنات المسلمات هذه الافكار تماما، لأن عقولهن تفتحت على حقوقهن في الحياة والتمتع بالاثارة الجنسية، مثل الرجل تماما، إضافة إلى شرعة حقوق الانسان العلمانية التي تعتبر هذا العمل "حرام" وضد براءة الطفولة.
النظافة الشخصية
أصدرت هيئة الشؤون الدينية في تركيا منذ ايام فتوى أكدت خلالها أنه يجوز للمسلمين استخدام المحارم الورقية في النظافة الشخصية، لكن شريطة أن يكون الماء هو المصدر الأول للنظافة الشخصية. ونصت الفتوى "في حال عدم وجود الماء يمكن استخدام أشياء أخرى للنظافة، منها المحارم الورقية، ولكن في جميع الأحوال يجب أن يبقى الماء مصدراً أول للنظافة الشخصية والوضوء". وفي آذار/مارس الماضي أصدرت الهيئة نفسها فتوى تحّل للمسلمين بموجبها استخدام المواد المطهرة التي تحتوي على كحول في النظافة، وذلك بعد جدل يتعلق بهذا الأمر، تبين بعده للهيئة إياها في القرن الواحد والعشرين أن هناك الكثير من الاستخدامات للكحول للنظافة، وليس للسكر فقط! وشددت الفتوى على أن شرب الكحوليات أو وقوع قطرات منها على الثوب يبطل الصلاة، ويجب على المسلم أن يغسل ملابسه التي وقع عليها الكحول، إلا أنه يجوز له الصلاة في حال إستخدم مواد مطهرة تحتوي على الكحول لأغراض النظافة فقط.
الوعي المفقود
الخطاب الديني المتخلف واضح تماما، فأكل لحم الزوجة لم يرد بتاتا في القرآن ولا الاحاديث الصحيحة أو الموضوعة، واستعمال المحارم والكحول للنظافة لم يكونا معروفيّن في زمن الرسول، ولذلك استعمل المسلمون الرمل للتيمم، ما يعني انهم استعملوا البديل المتاح.
لا شك ان ثمانين سنة من دعاوى التعصب الديني أثمرت جهلا تاما يحتاج إلى نصفهم على الأقل ليُزال، وإلى ضعفهم ليعود الشرق الاوسط إلى ما كان عليه من تجاور الاديان والمذاهب جنبا إلى جنب.
الجهل المطبق والتناقضات غير المعقولة تمثلوا عندي شخصيا في صورة احتفظت بها لإمرأة مصرية مؤيدة للدولة، تقف أمام دبابة لجيش مصر بتشادور لا يمت لحضارات مصر كافة بأية صلة، وترفع يدها بشعار ماسوني تبناه الرئيس أردوغان لصمود البؤرة المنفلتة أمنيا إياها في وسط القاهرة، التي ازالها الرئيس السيسي بتفويض من الشعب المصري، وأعاد علمانية الدولة بعد ان حاول سلفه أن يجعلها مشاعا لرفاقه المتستفيدين من الاسلام سياسيا.
ارسلت إي ميل لكاتب مصري أسأله توضيحا عن التركيبة العجيبة في هذه الصورة تحديدا: كيف تؤيد فتاة بتشادور دولة علمانية؟ وجاءني الرد: هذه معضلة مصر الآن ولا احد يعرف إلى أين نذهب. ربنا يخلي السيسي على الأقل عشر سنوات.
صورة الجهل هذه توجد منها صور أخرى لا تُحصى، أبسطها إصرار المسلم، الذي غسلت دماغه دعاوى التعصب والجهل والخطاب الديني غير العصري، على قول: "السلامُ عليكم"بعلامات الاعراب، بدلا من التحيات المرتبطة بالأوقات، وهو يعتقد انه بهذه التحية يتمسك باسلامه، وبعدها يستحيل ان يتحدث بالفصحى لمدة دقيقة، لأنها ببساطة ليست لغة عصره. وإذا حاولت ان تشرح له أن هذه ليست تحية إسلامية بل شرق أوسطية يقولها كلٌ بلغته، ينظر إليك متعجبا، وعندما تقول له ان اليهودي يقول: شالوم عليخم، ومعناها السلام عليكم بالعربية، والمسيح نفسه قال بالارامية ما ترجمته السلام عليكم، ينظر إليك لا مباليا وكأنك هبطت من كوكب آخر.
ذات مرة قلت لمسلم ما ذكرته آنفا، ثم سألته ما رأيك في الصلاة المسيحية التي تقول "السلامُ عليك يامريم...إلخ..."، فقال من ألّف هذه الصلاة. قلت إقتبسها المسيحيون من تحية الملاك الذي جاء ليبشر العذراء مريم بحبلها بدون علاقة جنسية. رد عليّ الرجل بصوت جهوري: إرجع لوعيك. حتى الملائكة تتحدث بلغة الاسلام!!



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا(8)
- قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (4)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (3)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (2)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا
- التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا
- إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات
- دراسة: السود والمسلمون والآسيويون أكثر عرضة للفقر في ألمانيا ...
- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين