أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون















المزيد.....

إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون

أغلب الظن ان البابا فرنسيس الاول يعتبر ان ما ورد في الاديان الابراهيمية كافة مجرد اساطير، لأنه بعد شهور من تنصيبه تجاوز حادثة معروفة في "العهد القديم" ووردت في القرآن ايضا، تروي ضرب الله قرى سدوم وعامورة بالنار والكبريت بسبب تفشي اللواط بين الرجال، ومحاولة أهل سدوم مضاجعة الملاكيّن الذي ارسلهما الرب شخصيا إلى هذه القرى للنصح والهداية.
قال البابا فرنسيس الأول في تصريحات لصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إثر عودته من زيارة البرازيل في اول زيارة جماهيرية له: "إذا كان هناك شخص مثلي الجنس، يسعى إلى الله، ويتحلى بالإرادة الخيّرة، فمن أنا كي أحكم عليه". وأشار البابا في مداخلته ودردشته معهم إلى تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي تقول إنه "بينما تعتبر أفعال المثليين مؤثمة، فإن التوجه الجنسي المثلي ذاته غير مؤثم".
جاء هذا القول على لسان البابا فرنسيس الاول بعدما قال في معرض دفاعه عن القساوسة المثليين :"ينبغي أن يشمل الغفران رجال الدين مثليي الجنس، وأن تُنسى خطاياهم، وإن"التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يفسر هذا بشكل جيد للغاية"، حيث ينص على "إنهم لا ينبغي أن يهمشوا بسبب هذا ولكن لابد من ادماجهم في المجتمع". كما دخل فرنسيس الاول لاحقا التاريخ بصفته أول حبر أعظم يستخدم علانية كلمة "لوطي"، بدلا من "مثلي الجنس."
شفيع المثليين
دشن ترهل البابا فرنسيس الاول القادم من الارجنيتن وتفسيراته التي تخالف الانجيل وتعاليم الرسل ومار بولس، عصر مفاهيم مستهجنة لم تعرفها الكاثوليكية حتى ايام بيع صكوك الغفران، فقد أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بالأرجنتين بعد اقواله هذه، عن موافقتها على تعميد رضيعة تبتنها إمرأتان مثليتان، في سابقة هي الأولى في تاريخ المسيحية ولن تكون الاخيرة، لأن البابا ببساطة يدعم هذا التوجه، عوض عن قول كلمة صدق للمثليين أو دعوة رحمة للمجتمعات التي تنبذهم او تضطهدهم او تسجنهم، إضافة إلى انه لم يردع بعض كهنته الملوثين بالزنا الذكوري، الذين ضغط اللوبي الخاص بهم في الفاتيكان على البابا بنديكتوس 16 فاستقال، لأنه لم يستطع التأقلم مع "علامات الازمنة" الفاجرة التي همس اصحابها لنساء "فيمن" ليتعرين امامه في ساحة القديس بطرس، فاختار الاستقالة في الاسبوع نفسه، لأسباب صحية كما زعم، لكن الوقائع وملامح الرجل تقول إنه صاحب كرامة شخصية وإحساس طهوري مرهف!
يبدو توّجه البابا فرنسيس الاول ان يكون شفيع المثليين في نهاية المطاف، فقد حث كبار المطارنة في "سينودس الاسرة"، الذي انعقد الشهر الفائت وبحث قضايا الاسر ومشاكلها وقضايا الإجهاض ووسائل منع الحمل والمثلية الجنسية والطلاق، إلى ضرورة اتخاذ الكنيسة الكاثوليكية مواقف"أكثر ايجابية" تجاه المثليين جنسياً(ما العلاقة بين مشاكل الاسرة الطبيعية والمثليين؟!)
الزواج اصطلاحا علاقة يعيش فيها رجل (يدعى زوج) وامرأة (تدعى زوجة) لبناء أسرة، وهي علاقة متعارف عليها ذات أسس في القانون وأعراف المجتمعات والديانات إبراهيمية كانت أم غيرها، وهي الإطار المقبول للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال من أجل الحفاظ على الجنس البشري، لكن ما يحاول المثليون عمله هو تدمير هذا التعريف مدنيا وقد نجحوا، عندما أقر بالزواج المثلي الرئيس أوباما ووهب العاملين منهم في الحكومة الفيدرالية الحقوق المدنية نفسها التي يتمتع بها زوجان طبيعيان، والان نجحوا ايضا في جعل الحبر الاعظم شفيعهم الذي يتجه بخطوات سريعة نحو ترسيخ هذه العلاقة كاثوليكيا ليعلن صراحة اباحة زواجهم كنسيا، أو على الأقل سيورط من يأتي بعده ويجعله محاصرا فعليا بضغوط تتمثل في حريات شخصية وعدم وضع عراقيل امام الزواج فهو حق لكل إنسان، لن يستطيع خلفه تجاوزها.
الخلل الثمين
تقول وثيقة السينودس إياه التي ستجعل الكاثوليكيين ينقسمون: "بدون إنكار المشكلات الأخلاقية المتصلة بالروابط بين المثليين جنسيا، يجب الإشارة إلى أن هناك حالات يبلغ فيها العون المتبادل حد التضحية وتنطوي على مساندة ثمنية في حياة الشركاء". يعني التقرير علاقة الارتباط بين المثليين جنسيا.
وصفت منظمة "كويست" المعنية بحقوق الكاثوليك المثليين جنسيا ومقرها لندن أجزاء من التقرير بأنها "إنجاز"، بينما شجبت منظمة صوت الأسرة الكاثوليكية المحافظة الوثيقة ووصفتها بأنها "خيانة". ووصف أحد مؤسسي المنظمة جون سميتون الوثيقة بأنها "واحد من أسوأ التقارير الرسمية صياغه في تاريخ الكنيسة"، لكن يبدو ان تأكيد البابا فرانسيس على التركيز على الجوانب الإيجابية وليس السلبية للميول الجنسية البشرية، قد كسب تأييد الكثير من المطارنة المشاركين في "سينودس الاسرة"، وهذه ملامح الانقسام القادم الذي سيهدد الباباوية والكاثوليكية، فقد عبّر سلفه بنديكتوس السادس عشر عن علاقات المثلية الجنسية بأنها "تنطوي على خلل جوهري"، وذلك في وثيقة للفاتيكان كتبت في عام 1986، وكان بنديكتوس وقتها يشغل منصب كبير مستشاري البابا يوحنا بولس الثاني لشؤون العقيدة.
بابا البلبلة
في الوقت الذي يتعرض المسيحيون فيه لأبشع انواع التهميش والتهجير والابادة الجماعية في الشرق الاوسط، والخوف من الارهاب الديني في بقية انحاء العالم، خصص البابا فرانسيس معظم خطبته إلى "سينودس الاسرة" لامور مثل اللواط والطلاق وإعادة الزواج والزواج من الجنس نفسه، وحدد تشرين الاول/أكتوبر المقبل للبت في هذه الامور بالغة الاهمية، حسب رأيه، بعدما أظهرت احصاءات تصويت صادر عن الفاتيكان أن ثلاث مواد مثيرة للجدل، بما في ذلك النسخة النهائية، لم تحصل على ثلثي الأصوات اللازمة للبت فيها، لكن البابا قرر أن تبقي حتى المواد الفاشلة، وهي ما يتم حذفها بموجب قواعد السينودس العادية، في الوثيقة النهائية، ما يعني المزيد من الجدل والانشاقات داخل الكاثوليكية، لأن البابا يرى ان خطر الالحاد والاباحية واستغلال الانسان والجمعيات السرية العقائدية والمنتفعين من الاسلام سياسيا والارهاب الذي تحوّل إلى وظيفة وتلاشي الرموز المسيحية في الدول المسيحية واهوال المسيحيين في الشرق الاوسط، لا يشكلون أدني خطر على المسيحية، مثلما يهددها نبذ اللواطية وزواج المثليين!
الله، حسب الحبر الأعظم، لا يخاف التغيير. وقد عنى فرنسيس الاول الخوف من الاعتراف بزواج المثليين.
بصراحة إذا كان التغيير، حسب الحبر الأعظم، هو الاعتراف باللواطية وحقوق زواج المثليين وتعميد اولادهم بالتنبي، وربما زواج المثليين كنسيا في المستقبل، فأنا لا يهمني بتاتا شجاعة الله، لأنني خائف على الحضارة المسيحية نفسها، وتقديري ان تغييرات البابا تهّور غير محمود العواقب على الاسرة المسيحية السوية وعلى العقيدة نفسها، ما سيفتح ابواب جهنم التي أغلقها القديس بطرس بقوة المسيح.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون