أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (11) قوانين الامبراكونيا وضلالات الايديلوجيا















المزيد.....

كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (11) قوانين الامبراكونيا وضلالات الايديلوجيا


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (11)
قوانين الامبراكونيا وضلالات الايديلوجيا

يعمل تيار الايديلوجيا موضوعيا ضد كل تجليات "الامبراكونيا" التي هي كينونة العراق الوطنية، ومن سوء حظ هذا التياركونه في العراق تحديدا أي فياكثر من أي مكان اخر عرضة للتصادم مع الحقيقة الوطنية ( ربما كانت هنالك أسباب تكوينية مجتمعية تصادمية مع الايديلوجيات المستعارة في أماكن أخرى، عربية على وجه التحديد، انما ليس كما هو الحال في العراق ) فمن طبيعة الايديلوجيات تطابقها وتبنيها النقلي لمفهوم واليات "وطنية" بسيطة، لاتتماشي، بل تتعارض مع بنية العراق المركبة المزدوجة والتي أساسها (تساكن/ تصارع) مجتمعين متباينين، مجتمع لادولة اسفل يشمل عادة ارض السواد، ومجتمع دولة قاهرة تركب فوق المشاعات المنتجة المحاربة.
أصحاب هذا المنظور على سذاجة وسطحية معارفهم، يريدون عراقا شبيها بفرنسا او المانيا نموه وتشكله الوطني موحد مجنمعبا، ينتقل من "الشعب" الى "الامة" على وفق نموذج الشعوب والأمم الحديثة الغربية المتحققة في "دول أمم "، طبعت بمثالها العصور الحديثة الغربية وتحولت بفعل قصور مفاهيم ونظريات علم الاجتماع الغربي الحديث و "غربويتها"، الى نموذج مطلق، وممكن وحيد، مع ان هذا المفهوم المعتبر ارقى اشكال تجسدات التشكل المجتمعي، وفي مجال الدولة، من شانه لابل هو في التطبيق وحتما، مناقض ومعاد كليا لحالة مجتمع من بنية كالبنية الامبراكونية العراقية.
واذا كنا معنيين بان نجد لهولاء الاعذار لانهم لاينتمون للبدلدان المعروفة في العصر الحديث بابتكار المفاهيم والنظريات والعلوم الحديثة، الا اننا لسنا معنيين بالبحث عن المعاذيرالت تبررجهلهم بواقعهم ومجافاتهم له، وضعف لابل انعدام حساسيتهم بخاصياته، مع تنكرهم لها كليا، والاهم من كل ذلك اتباعهم طريقة في نقل النماذج والأفكار الغربية، اكراهية، مجافية للحقيقة الوطنية، تنتمي كليا لمنظومة التفكيرالغربي، وتعمل بتبعية جهولة كجزء من الته التي اعتمدها في العصور الحديثة، مستهدفا قتل الامبراكونيا، أي الوطنية العراقية بطابعها التاريخي وبنيتها المناقضة لاستهدافاته الكونية.
وسيقول هؤلاء بان نظرية "الامبراكونيا" ليست اكيدة، وهي مبتكر غير مثبت، خاضع للنقاش والاخذ والرد، هذا ان لم يكن أصلا نوعا من الشطط والتخاريف التي لادليل عليها، وكل هذا النوع من الردود براينا مشروع، وهو يليق باصحابه اذا صدر عنهم، فهؤلاء سيستمرون في الدفاع عن موقعهم ومصالحهم، وعن عدتهم البالية فكريا وثقافيا. بالأخص وان هؤلاء لايعدمون الحجج والأسانيد، ولايفتقرون الى الأدلة المحفوظة يعرضونها على سبيل اثبات صحة موقفهم وموقعهم الذي مازالوا متمترسين فيه، وان كانوا قد بلغوا دركا مزريا من التراجع والانكماش المبتذل قبل التحلل التلقائي الذي لن يطول.
فقد تعود هؤلاء على تسمية سطوهم على الأساس المجتمعي الدينامي لصراع مجتمع المشاعة المنتج مع الاحتلال والحضور الغربيين، وتحويرهم إياه، ونقله من الأفق الامبراكوني الى المنظور الأدنى الوطني البسيط الاستعماري الغربي، الى انبثاقهم كقوة قيادية للنضال الوطني، وهذا بحد ذاته اخطر تزوير وكذب يمارسونه ومارسوه بحق النضال الوطني، ينبيء في جانب أساسي منه عن عجز مدمر، ولنتصور مثلا ومن باب تمني الأعظم الذي لايدرك، لو ان "فهد" توقف امام الشروط العراقية البنيوية التاريخية، او التزم بها من قبيل التحفظ او الملامسه، ففعل مايشابه مافعله لنين في روسيا، او ماوتسي تونغ في الصين، وبالأخص لو نه اعلن بان التشاركية البنيوية التاريخية العراقية هي الأساس، وان الحزب اللينيني وبنيته، ينبغي ان تخضع لمقتضيات البنية الامبراكونية العراقية التاريخية.
لم يكن هذا ممكنا بالطبع، الا لو كان العراق وقتها قد انجب عبقرية من عبقريات العصر الكبرى، مما كان سيضفي على المنظور الماركسي الشيوعي اللينيني، ابعادا تدفع به خطوات هائلة الى الامام، ولغدت الماركسية في العالم اجمع "ماركسية/ فهدية" لاماركسية لينينه، من غير الممكن التكهن بالنتائج والافاق الكبرى التي كانت ستترتب عليها او تنجم عنها.
لقد صادف ان التشكل الامبراكوني العراقي الحديث في الدورة الحضارية الثالثة الراهنة، قد اجتاز حقبتين من التشكل الحالي المبتديء منذ القرن السابع عشر ( هذا التاريخ له دلالة كونية متجاوزة للغرب البراجوازي الأوربي الحديث، فهو نفس قرن حضور القارة الجديده الامريكية ككيان مابعد غربي افقا، بعد عبور لحظة الوقوع الطاريء تحت سطوة وهيمنة النموذج الغربي الشامل راهنا/ يرد تفصيل هذا التوافق الكوني العراقو/ امريكي في كتابي قيد الطبع " البيان الامبراكوني العراقي" ) حقبة ولى قبلية بدات بظهور أولى الاتحادات القبيلة "اتحاد قبائل المنتفك" في جنوب العراق، وفي نفس ارض سومر، بعد تراجع أسباب الفوضى والتردي المستمر من 1258 مع سقوط بغداد على يد هولاكو، ودخول العراق فترة "الانقطاع الحضاري الثاني" بعد الانقطاع الأول الذي استغرق مابين سقوط بابل في القرن السادس قبل الميلاد،والفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
اعقبتها حقبة من تقدم الحركة الإسلامية التجديدية، على اثر هزيمة الثورة الثلاثية القبلية عام 1787 وهي الثورة التي حررت العراق من بغداد الى الفاو جنوبا، وقادها ثلاثة من اهم القادة القبليين هم ( "ثويني يالعبدالله" شيح مشايخ اتحاد المنتفك، و"سليمان الشاوي" احد امراء قبيلة العبيد البغدادية، و"حمد ال حمدود" شيخ مشايخ الخزاعل في الفرات الأوسط) أيام سليمان باشا الكبير والتي انتهت بعد الإعلان لأول مرة عن الرغبة في قيام "حكم عراقي عربي" بزعامة "ثويني العبدالله" كما طالبت المضبطة التي رفعتها القبائل ووجهاء البصرة، بعد احتلالها من قبل الثوار الى الباب العالي.
بعدها تعزز تباعا موقع "المدينة الدولة" المقدسة في النجف كقيادة وطنية اضطلعت بتشييع القبائل المشاعية المنتجة المحاربة، وتدامجت معها كبنة لاسلطوية، وك "دولة لادولة" تمارس القيادة من دون ان تحتكر السلاح، فتتلاحم مع المشاعات المنتجة المقاتلة، معززة تقدم التشكل الوطني الصاعد الى اعلى/ ومبتكرة نظاما من " التلقيد"، والاجتهاد، والحوزة، امن صيغة تفاعل عضوي قيادي ل"دولة مدينة" غير منفصلة او مستقلة عن بحرها القبلي المشاعي، ومندغمة فيه، لايستبعد القيادة القبلية السابقة، بل يدمجها ضمن نفس منظومة التفاعل بعد تغيير مكانتها التي كانت من قبل حاسمة كليا.
لم تكن عتبة التشكل الوطني في الدورة الثالثة الحضارية الحديثة في الحدود التي بلغتها يوم حضر الغرب، قد تسنى لها التعبير عن المقتضيات الامبراكونية المعادلة لنوعية وطبيعة التحدي الجديد، فالانتقال من الحقبة القبلية، الى الدينية التجديدية، وتصدر "دولة اللادولة/ المدينة" القيادة الوطنية، والذي استغرق تبلوره قرابة القرنين، حدث بفعل الاليات التكوينية الذاتية في ظل نمط من التحدي، كان وقتها منحدرا ويزداد ضعفا، وكان المماليك قد اصبحوا متحكمين، ويمثلون طرفا ومركزقوة مهما في الحكم، بصفتهم بنية "دولة قاهرة " عليا، صار يواجهها بناء لادولة متقدم التبلور، له قيادته المستجدة، بحيث تحول الى محور وقوة ومركزا صاعدا منافسا للماليك وموقعهم، الى ان تمكنت قيادة المنتفك أخيرا من تنصيب مملوك هو "سعيد ابن سليمان الكبير" هازم ثورتها عام 1787 واليا، فدخلت بغداد بحرابها ووضعته على كرسي ولايتها، مااضطر "داود باشا"/ الوالي الجبار لاحقا والمشبه بنحند علي مصر/ قريبه المعارض بشدة لضياع الحكم من يد المماليك، للهرب الى الشمال لاجئا عند ال بابان، حيث وجه للباب العالي خطابا جاء فيه نصا:"ان سعيدا قد حكم العرب اهل الغشامة والجهل"، وكانت احتمالات انحسار دور المماليك وقيام حكم عراقي، ليست بعيدة، حتى بعد دخول داود باشا عام 1817 الى بغداد، وقتله لابن خالته سعيدا، وحلوله محله، وهذا ما ادركه العثمانيون ودفعهم في خطوة استباقية وخوفا من ضياع العراق من أيديهم، للعودة لاحتلاله فيما سمي الاحتلال التركي الثالث فبي الحملة التي قادها على رضا اللاز عام 1831 ،وازاح "داود باشا" من على كرسي الولاية، ليشرع بارساء نوع جديد من الحكم المباشر،ومن سياسة فرق تسد في المجال الجنوبي، بالتفريق بين شيوخ القبائل، واجتذاب بعضهم وتحريكهم ضد البعض الآخر.
وتزايد مفعول هذه السياسة ووتيرتها بعد بدء اعتماد سياسة التملك في الريف على ضعف وتيرتها، الى ان عرفت البلاد بدايات إجراءات مااطلق عليه الإصلاح وإدخال المبتكرات الاوربية الحديثة أيام مدحت باشا، أي ان الاطار الأعلى البراني قد ذهب منذ عام 1831 الى محاولة تجديد وزيادة فعاليته التنظيمية والاجرائية بما يستجيب ويتلائم مع تزايد وتيرة وقوة حضور المجتمع الأسفل المشاعي، وفعاليته المطردة، مما ساهم في الفترة المذكورة في تقليل وتيرة الانفضاضات والعصيانات المسلحة المتوالية عادة ضد الاحتلال العثماني، ووضع مجتمع اللادولة امام فترة ساد خلالها الحذر المشوب بالترقب، ومحاولة استيعاب المستجدات الطارئة على الصراع، بناء على نوع التغيير المستجدعلى وسائل وممارسات الطرف الآخر.
ولم تتغير هذه الحالة جديا وبصورة مفاجئة وانفجارية، الا منذ حضور طلائع الاستعمار الإنكليزي الغربي مع مطلع القرن العشرين.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (10) تعاظم معضلة الحزب كهد ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ ( 9) تمرينات في الوطنية ماب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (8) نهاية الشيوعية الحزبية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ الانشطار- الامبراكوني- وشيو ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (4) متحالفون -ضد شيوعيين-م ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (3) حزب شيوعي ..... لا -حزب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟(2) .....نحو دورة نهوض فكري ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكر ...
- 1258 .... 1958 ... همس التاريخ الخفي
- الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟ (2/2)
- (حقيقة دور-فهد- التاريخي(!!!! لاحزب شيوعي..ولا إشتراكية ديمو ...
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (11) قوانين الامبراكونيا وضلالات الايديلوجيا