أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث الكردي بحق حزب - إقليم عربستان-















المزيد.....

كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث الكردي بحق حزب - إقليم عربستان-


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6)
1980/ 1988 مجزرة البعث الكردي بحق حزب " إقليم عربستان"

يتحدث التيار البعثي الكردي الاندماجي، بديكتاتورية البعث الصدامي، عن طرد صدام له بكثير من المراره والذهول الممتزج بعدم التصديق، فهؤلاء فعلوا كل ماهو مطلوب منهم، وقدموا للنظام البعثي رقاب رفاقهم، واسسوا لتدجين وتسهيل احتواء حركة شعبية عصية على الاحتواء، وكانوا يأملون بموقع خاص ومتقدم في كردستان مدعوم من المركز البعثي، وبمكان أساسي في ممارسة عملية احتواء كامل، لاي تجدد للنبض الجنوبي الحي وتاثيراته على الشيوعيين العراقيين، وبينما كانت عناصر احتواء ثورة تموز قد اكتملت، برز فجاة وبسرعه لم تكن تخطر ابدا على البال، عنصر جديد، دخل ساحة الصراع بقوة، فقلب الأولويات والخيارات، وافضى لاسقاط مخطط الاحتواء الأول من موقع الحكم الصدامي، الحذر، المتمسك باهداب الحكم والسلطة، والشديد الحساسية بمايتعلق بوجوده، وباستمرار هيمنته المطلقة.
ولقد سبق ان نوهنا بحساسية أخرى، حساسية تابعة اقتطعنا منها نصوصا دأبت على التأكيد بصراحة على الاندماج "الاشتراكي" بحزب البعث، علها توطن لدى صدام حسين القناعة بان من يسمون انفسهم "الشيوعيين" هم معه، وجزء لايتجزا من مشروعه، لايتوانون عن "تسيير الدوريات المشتركة في ركابه، وخوض معركته الجديدة المحتدمة ضد الإسلام السياسي" ذلك كان السر وراء موجة الهلع التي اصابت هؤلاء فسارعوا مرتعبين كي يذكروا صدام حسين بإلحاح بانهم بصفه الى النهاية، وانهم على استعداد لخوض الحرب ضد القوى الجديدة الناهضة بوجهه ووجه نظامه، وهي نفس القوى التي يتلطى هؤلاء اليوم تحت ابطها، ويتعايشون معها، ولايتورعون عن نعتها سلوكل وتصرفا بالديموقراطية، غير خجلين من مثل هذا التزوير الفظ لكل المفاهيم والقيم، وحتى من دون ابداع او سعة خيال من نوع اطلاق صفة " الطائفوقراطية " على الحالة او الوضع الذي ارساه الامريكيون، كقاعدة حكم تتوالاه قوى " ماقبل الدولة"، وهو موقف لايمكن ابدا تمريره من أي منخل من اختبارات المباديء، او حتى مجرد امتهان السمسرة السياسية المعيبة.
وقتها كانت بقايا "مجتمع اللادولة الجنوبي" الذي كان مايزال يصارع، قد أوحى بنوع من بدايات تبدل في نوع التعبيرالسياسي ظلت مستمرة الى اليوم، ومع الضعف والتشوه التمثيلي والنوعي العام لهذا المجال الوطني، غير ان الانحياز من التعبير اليساري العلماني الذي حصل بعد العشرينات، الى المذهبي الديني اصبح غالبا، وبما ان السوية الفكرية الوطنية ماتزال للأسف متدنية، وموسومة بطغيان الايديلوجيا، والاحكام المسبقة والجاهزة، فان نتائج انحياز هذا التيار "الشيوعي"، وانقلابه منذ ثورة تموز1958 لم يتابع على صعيد المكانة التمثيلية في المجال الأسفل، فصدام والقوى الدولية الواقفة خلف عملية تطويع ثورة تموز خلال 1958/ 1968 لم يرد في بالهم احتمال حلول تيارات وقوى جديدة في المجال المجتمعي الجنوبي، محل تلك التي اختارت الإنحياز ضده، وبما ان السردية الاستعمارية والأيديولوجية لتاريخ العراق، لاتمت لتاريخ العراق الحديث، ولا لظواهره الفعليه ومسارات تطوره بصلة، فلقد عم بين هؤلاء اعتقاد مفاده ان العراق انتقل مع التحاقه بالسوق الراسمالية العالمية، الى العصرالحديث،نهائيا، فتصور هؤلاء بان انتصار التيارات الايديلوجية، وتقدم ظاهرة "الوطنية الحزبية" بعد الثلاثينات من القرن المنصرم، هي فعلا مظهر انتصار تاريخي نهائي غير مشروط، ودليل تحقق عراق متشكل وطنيا وحداثيا بصورة نهائية.
لم يخطر ببال هؤلاء اطلاقا خاصة بعد الستينات، احتمال ان تنبعث قوى كانت قد اندحرت وتراجع فعلها بعد العشرينات، ولم يكن ابدا من بين ملكات هؤلاء التحليليه والعقلية اجمالا، ان يتبينوا مصدرالحافز والاليات المتعلقة بطبيعة ونوع الصراع بين "مجتمع اللادولة"، والحضور الغربي الاحتلالي والدول التي يركبها، بما اوجب وقتها لاسباب عملية، تقبل المجتمع الأسفل للوسائل الجديدة العصرية، وبمقدمها " الشيوعية" ضمن سياق وضرورات إيجاد وطنية مضادة للوطنية الاكراهية كما تجلت في الدولة المركزية المركبة من اعلى، فجمع الببغاوات لايمكن ان يكون وطنيا إدراكا، بحيث يلاحظ بثقة وحيوية ويقظة، طبيعة استجابات مجتمع اللادولة، وتصرفاته، بناء على المتغيرات والطواريء التاريخية، ذلك عدا عن كونهم ليسوا في موضع معرفي يمكن، او من المحتمل ان يقربهم من نمط الفعالية التاريخية العراقية الامبراكونية بظل التدبيرية الثانية، ردا على الهبة الضخمة التي أعقبت التدبيرية الأولى وافضت لثورة تموز1958.
كانت اللادولة المشاعية الجنوبية المنتجة المحاربة، تثأر من أولئك الذين تصوروا انهم قادرون على تصفيتها،ومع انتفاضة خان النص، تأسس مسار اخر كان كافيا لقلب الخيارات على مستوى السلطة، فماعاد فيه لشيوعيي "الاندماج بالبعث الصدامي" مكان يذكر، وفقدوا فورا مبررات بقائهم الى جانب صدام حسين وسلطته، لابل تحولوا الى عبء، والى لعبة فات اوانها، يمكن ان تعرقل ولو بادنى قدر، مقتضيات التحول المستجد على مستوى الحكم وكيفيات ممارسته، ومع ان صدام حسين نفسه اعتقد لوهلة بان الخدق واحد " كراس خندق واحد لاخندقان لصدام حسين الذي طبعت منه عشرات الاف النسخ في وقته"، الا ان الوقائع اللاحقة، دفعته بسرعة الى التحول، صوب ما تقتضيه حوافز وجوده ووجود عائلته، وجهازه السياسي الحزبي على راس الحكم.
كان لابد من الاستغناء عن خدمات "الحلفاء" مادام الجنوب عاد ليصبح بؤرة تمرد اكثر خطرا، على الأخص وان رياحا مخيفة بدات تهب من ايران، ان آخر لقاء عقد للجنة العليا ل " الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" حصل عام 1979 بحضور صدام حسين وعزيز محمد، أي مع احتدام الموقف، وعلى وقع طبول الثورة الإيرانية، حين كان صدام حسين يفكر بالحرب، وبمجازفة حياته الأكبر، فالكثيرون يتصورون وتصوروا العديد من الأسباب، او العوامل التي دفعت به لاعلان حربه على الثورة الإسلامية الإيرانية، انما لا احد فكر في اختياره وقتها المجازفة بالعراق لاحراج الحيز الجنوبي المتحول الى الإسلام الشيعي وقهره، حيث اللحظة تسابق استفحال الخيار والمحرك الديني "الطائفي"، وتلك كانت اخطر مااقدم عليه نظام البعث وصدام حسين تحديدا من مجازفات خلال فترة حكمه كله،. فهو اقدم وقتها على رمي العراق ككيان في حضن الجنوب، ليحكم اضطهاده له لمرتين، مرة بوضعه امام الاختيار المستحيل بين الوطن والثورة عليه، ومرة بتحميله أعباء الحرب الرهيبة ( أطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانية) ماجعله طليق اليد، وقادرا على ممارسة القتل وقت يشاء، دون ان ينسى تجفيف الاهوار دليلا على انتباهه لكل مواطن المقاومة التي تحولت بظل الحرب الى خيانة.
انتقال دموي كهذا ماكان يمكن ان يبقي للحلفاء مكان، فالتحالف معهم كان من زمن آخر ومن معطيات وشروط وتوازنات لم تعد اليوم ممكنة، ومع ذلك يمكن للمرء ان يتساءل، ترى ماذا لو ان صدام قرر ان يبقي الحزب الشيوعي الى جانبه وبخوض الحرب معه؟ لن نجيب على مثل هذا السؤال ففي التحضيرا ت للمؤتمر الرابع 1984 وضمن اجوائه اصدر باقر إبراهيم الشخص الثاني في الحزب حتى حينه منشورا وزعه على القواعد جاء فيه مانصه : " ووصل الضلال بالمواقف الخاطئة لقيادة الحزب، خصوصا في السنوات الأخيرة من الحرب العراقية ـ الإيرانية، حد ثلم وطنية الشيوعيين العراقيين، وإعطاء المبررات لتوجيه الطعون لتقاليدهم الراسخة في الدفاع عن الوطن" ومن اصدر النشرة المذكورة هو زعيم التيار العربي الجنوبي وقد طرد لاحقا هو ومن معه في ماسمي " مؤتمر التعيينات" وهو مؤتمر مجزرة ارتكبها البعث الكردي بحق "الحزب الشيوعي العراقي" لاتقل خطرا عن مجزرة 1963 التي سطت بفعلها على قيادة الحزب، هذا غير مجزرة الكوادرالتسعة ( محمد الخضري .. وكاظم الجاسم وستارخضير ..الخ) فلقد ازاح البعثيون الاكراد وقتها الحزب برمته، ليحولوه تماما الى منظمة قومبة على نمط البعث، محكومة لاشتراطات ودوافع واهداف ومحفزات محض كردية، متعارضة كليا مع المصالح الوطنية العراقية، ومجافية لها، لابل ومضاده لاولوياتها كليا.
قد لايكون باقر إبراهيم قد قصد من بيانه الرغبة في القتال الى جانب النظام الصدامي، وقد يكون تصور وقتها، ان بان معارضة النظام من موقع الولاءللوطن، والتمسك به كاولوية، هو الموقف الصائب وهذا ماكان يلتقي معه عليه تيار وطني بدا يتبلور في حينه مخترقا " المعارضة الملتحقة باجهزة مخابرات الدول المحاددة للعراق في سوريا وايران، قبل الانتقال لاحضان الولايايت المتحدة الامريكية بعد التسعينات.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ الانشطار- الامبراكوني- وشيو ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (4) متحالفون -ضد شيوعيين-م ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (3) حزب شيوعي ..... لا -حزب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟(2) .....نحو دورة نهوض فكري ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكر ...
- 1258 .... 1958 ... همس التاريخ الخفي
- الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟ (2/2)
- (حقيقة دور-فهد- التاريخي(!!!! لاحزب شيوعي..ولا إشتراكية ديمو ...
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث الكردي بحق حزب - إقليم عربستان-