أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموقراطية(1/2)















المزيد.....

(حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموقراطية(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




(حقيقة دور "فهد"التاريخي!!!!)
لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموقراطية(1/2)
عبدالأميرالركابي

لن يستقيم النظر في تاريخ العراق الحديث، من دون إعادة تعريف الظواهر التي احتلت فيه مكانة مؤثرة، وفي بعض الحالات فعالة، سواء اكانت تلك قوى وتيارات وأحزاب، او شخصيات أساسية محورية، مثل يوسف سلمان يوسف، الشيهير باسمه الحزبي "فهد"، والشخصية الأقرب الى الأسطرة، المحاط بجملة من التصورات والاحكام الغيبية المؤدلجة، والموكولة لقوة مفعول تصورات ومنظومات مشاريع، وسردية مفبركة، كانت وقتها شائعة على الصعيد العالمي بقوة، ماقد مثل عمليا مصدرا آخر من مصادر الهيمنة النموذجية والمنهجية الغربية الحديثة، عالميا وداخل العراق في حينه.
وتلح مسالة النظر في موقع "فهد" وسيرته بالذات، لانه يمثل اكثر حالات التناقض التي حكمت سلوك وتفكير النخبة العراقية التحديثية "نموذجية"، سواء من حيث غربته عن الحقيقة الوطنية، وانفصاله عنها، مع وبالرغم مما بدا في الظاهر وعمليا، من قبيل النجاح الباهر الذي احرزه كمؤسس، مابين أواخر العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، لحزب هو "الحزب الشيوعي العراقي"، اصبح من دون شك، من أبرز، ان لم يكن ابرز التيارات التي تسنى لها لعب دور محوري في التاريخ المعاصر العراقي.
وليس "فهد" بفريد من بين بقية النخبة الحداثية العراقية من حيث مستوى، او درجة اغترابه عن "الحقيقة الوطنية"، فمجموع القوى التي ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، وقعت مجبرة في "الوهم" الحداثي الغربي، وانغمست فيه معتمدة إياه بدل الحقيقة التاريخية، وبغض النظر عن أي اعتبار للخصوصيات، او لاحتمال استمرار عمل لاليات تاريخية سابقة على حضور الغرب ومفاهيمه، وكمنطلق منهجي (هذا عدا عن الاصارار على اعدامها)، فان تلك القوى انطلقت أصلا من مقدمات غير سليمة، اذ لايجوز بداهة اعتماد أفكار مستقاة من ظروف واليات تطور، وواقع تاريخي بعينه، مع مناهجه واحكامه، واعتبارها هي الحقيقة المطلقة، وبلا أي تحفظ من أي نوع كان، بما يعني عمليا استبدال الواقع المعاش بواقع آخر مستعار.
ولم يكن هؤلاء يجهلون اختلافات الظروف والتجارب، واثرها على التطبيق الماركسي، فالماركسية ، تعددت اشكال وصيغ وضعها موضع العمل حسب الحالات، وهو مافعله لنين في روسيا، او ماوتسي تونغ في الصين، فأضاف هؤلاء انطلاقا من حالاتهم المخصوصة للماركسية الأصل، مايجعلها قابله للتطبيق في بلدانهم، والطريف ان يقال كما فعل زكي خيري احد كبار الماركسيين العراقيين الاسقاطيين، بان "فهد" قد نجح في تعريق الماركسية واقلمتها على واقع العراق، ولم يقدم خيري دليلا على مايذهب اليه تكرارا، غير واقعة وجود الحزب وحضوره الملفت، معتقدا ان نجاح تجربة ما، يعني بالحتم صوابيتها.
ولايلام أمثال " فهد" وزكي خيري وامثالهما، بقدر مايمكن ان يلام أولئك الجهلة المنتفعون المعتاشون على بقايا هيكل فارغ، مازالوا يصرون على تسميته ب "الحزب الشيوعي العراقي"، منكرين كل تعثراته، وفشله التاريخي، ومساهمته الفعلية، والاساسية في انهيار تجربة الحداثة العراقية، وصولا لتسليمها لقوى ماقبل الحداثة والدولة، لابل والتسليم لتك القوى ونظامها، والاسهام معها في تكريس وشرعنه حالة إحتلالية، لاحضور فيها للعراق، ولا لوزنه، ولا لابسط متطلبات استقلاله الوطني.
ويتخذ هؤلاء بسبب ضيق افقهم التفكري، وجهلهم المطبق بواقع العراق، وتعاملهم مع ما يسمونه "الحزب" كوسيلة وجودية وظيفية، و"اعتياشية" للمتاجرة، يتخذون من التلفيقية والتبرير أحيانا، والتزوير وقلب الحقائق دائما، منهجا يتطابق واغراضهم الشخصية النفعية، من قبيل التاكيد الببغائي على قوانين ومقولات "نظرية"، وحتميات، اثبت الواقع خطلها ولا صوابيتها، بينما يستمرون بممارسة الشعوذة، واستدرار خليط من الرغبة المحبطة، والحاجة الحياتية لدى البعض، املا بان يؤمنوا لانفسهم بعض مناصرة وانتماء مهتز، كاف لابقاء ثلة من المساكين، او الاغرار المنفصلين عن التاريخ، وعن تفاصيل السردية الوطنية كليا، الباحثين عن "امثولة" ضائعة، والمستغلين وسط عالم كارثي منهار، من قبل كهنة كذابين، يحولون التسبب في الكوارث الوطنية، وتضييع تضحيات الشعب الهائلة، وبيعها، الى هالة مقدسة، وشرف عظيم، يضعونه زورا فوق صدر من لايستحقونها، ومن ادمتنوا خذلانها وخيانتها.
ثمة شعار أساسي وجوهري، وفي غاية الالحاح والانطباق على الضرورة التاريخية ينبغي رفعه، من قبل الاف المنتمين السابقين للحزب، وجميع الوطنيين، هو :"لماذا ضيعتم تضحيات الشعب، واسناده لكم، واصراره على تاييدكم بغض النظر، وبالرغم من كل صنوف القمع والوان المجازر والحرمانات، والمخاطرعلى مدى العقود" ومثل هذا الشعار، وفي الحالة التي نحن بصددها هنا، يشترط قطعا وبلا ادنى نقاش، رفض منطق المزاوجة بين "الحزب" وقيادته، وماكان يمثل، وبين المجتمع والشعب العراقيين، وهي الفكرة الأساس التي ينصب علهيا موضوع بحثنا الحالي؟، فالمعضلة الأهم والاكبر في تاريخ الشيوعية العراقية، ومن ثم واساسا في دور من تصدوا لتاسيسهأ، وعلى راسهم "فهد"، تكمن في نزعة "المصادرة" غيرالمبررة واقعيا وتاريخيا في حالة العراق بالذات، فالشيوعيون يطابقون الى درجة الغاء الطرف الاصل بين "الشعب " و" الحزب"، وهم مازالوا الى اليوم، واكثر من أي وقت مضى، يتحدثون بالحاح سببه الفشل التاريخي الكارثي، عن "تضحيات الشيوعيين" الهائلة، ـ وهي كذلك فعلا ـ ويقصدون سجل شرف تاريخي، اسهموا هم ك" كحزب" في تبديده، والحؤول دون تمخضه عن ثمرة تتناسب، ولو بادنى الحدود، مع حجمها او نوعيتها.
وحقيقة الامر التي ماتزال تطمس جهلا وعمدا الى اليوم، وكانت في اصل خطل ممارسة "فهد" وقصورها، ان الشيوعية المستعارة نشات على قاعدة "الانفصال" الكلي، عن الحالة او القاعدة التي ادعت انها تمثلها، او تمت لها بصلة، وقد يكون من سوء حظ "فهد"، بقدر ماهو من حسن حظه، انه أسس حزبا" مشاعيا" مستعارا، في مجتمع "مشاعي تكويني وبنيوي"، بحيث ظهرت في العراق حالة ازدواج مشاعي، الأول الأصلي والتكويني غير مبلور نظريا وتنظيميا، والثاني مجرد نظرية، وحزب منظم منقول عن حالات عالمية انية ناشئة خارج قوانين التطور الوطني العراقي.
ومثل هذا الحكم، الذي لم يسبق ان عرض او نوقش من قبل( فالاعتراضات والانشقاقات داخل الحزب الشيوعي ظلت في السابق، تنطلق من نفس الترسانة وتنتهي اليها، متوخية نفس الأرضية الاستعارية، وذات مصادر التفكير) يمكن ان يكون مدار معالجات مسفيضة وانقلابية، هي اليوم من قبيل الضرورة الوطنية، ومن مقتضيات تجديد الوطنية العراقية المنتكسة الغارقة في الكارثة، مع كل مايترتب على الموضوعة أعلاه من تغيير جذري في السردية التاريخية الوطنية، وفي الدلالات والتسميات المتعارف عليها لمختلف الظواهر،ومنها مسالة التحديات الضخمة التي يريد البعض سرقتها من "حزب المشاعة العراقي البنيوي التكويني"، والذي هو خاصية تاريخية وتكوينية عراقية.
ولنعد الان الى "فهد" وفترته، وكيف عمل، وفي أية مناخات، وضمن اية ظروف، علما ان السردية الاستعارية تقول بان العراق نشات فيه "البروليتاريا"، بفعل التحاقه بالسوق الراسمالية العالمية، وهذه كذبة استعمارية، روجها الضابط الإنكليزي الملحق بالحملة البريطانية، "ويرلند"، ليس لها أي أساس في عراق الحيزين الاجتماعيين التاريخيين: "حيز اللادولة المشاعي الأسفل"، و" حيز الدولة القاهرة" المركب فوق المشاعات المنتجة المحاربة، وماقد عرفه العراق في العشرينات والثلاثينات، هو هجوم منظم من قبل الغرب الاحتلالي، على حيز اللادولة المشاعي، بعد سن قانون التسوية عام 1932 ،أي قانون تمليك الأرض المشاع في ارض السواد، وتحويل المشايخ المشاعيين الى "شبه اقطاعيين" منفصلين عن أبناء جلدتهم، ماعنى اخطر هجوم واجهه مجتمع المشاعة الأسفل في تاريخه، تجسد في العزم على قلب العلاقات الاجتماعية الراسخة وتخريبها، ماكان الاستعمار قد استعمله كسلاح مضاد، للثأر من ثورة العشرين المشاعية التكوينية، كأساس موضوعي، مضاف لاقامة ماسمي وقتها الدولة "الحديثة"، المركبة من اعلى، والمقامة عام 1921 وفق مبدأ "الحكم من وراء ستار"، وهو اول تطبيق مبكر ومبتكر لشكل "الاستعمار الجديد"، في العالم.
على هذا المنوال كان الحضور الاستعماري الغربي يساير الخاصيات التاريخية، ويرضخ مترسما شروطها بامل تحويرها، وقتل العناصر المضادة والرافضة كليا لحضوره، وبالاساس مجتمع "اللادولة المشاعي العراقي الأسفل"، ماعنى وقتها حالة حرب تتبع نفس الإيقاع التاريخي الصراعي بين الحيزين، بعد ان اضيف لقوة الحيز الأعلى، حضور الغرب الاستعماري بكل منظومة مفاهيمه، ونموذجه في الدولة، والتقدم الصناعي التقني، وهوماقد استثار حالة سخط مجتمعي عراقي هائلة تتناسب وتضاد اتجاها، خطر الاقتلاع والتخريب التاريخي الاستعماري للبنية الوطنية، الامر الذي حدد وسيحدد في الجوهر، كل مسار التاريخ العراقي الحديث، وظواهره، ومساراته، ومآلاته، ودرجة ومستوى حدة ودينامية سيرورته وتعرجاتها، وهبوطها وصعودها، والتفافاتهأ، واحباطاتها وكوارثها، الى اليوم.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموقراطية(1/2)