أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)















المزيد.....

الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوعي "النهضوي" الكاذب وإسلام الإنهيار(1/2)
عبدالأميرالركابي

خرج العالم العربي في الفترة المعروفة ب "الحديثة"، من الوعي المنهار، او عقيدة، او اسلام الانهيار، نحو الوعي الزائف، او الكاذب المستعار، فمفهوم الحداثة، او ماعرف ب"عصر النهضة"، جاء بمثابة محاولة انقاذ لعقيدة فقدت فعاليتها التاريخية، او هكذا اعتقد من تبنوه، وآمنوا به، في حين واصلت عقيدة الأنهار تجددها سلفيا، فتكرست ثورة الانهيار التاريخي وتجددت تحت وقع نفس مصدر الديناميات ( هي عقيدة ليست "محمدية" ولاتمت لسياقات "المحمدية" تاريخيا ومغزى في التاريخ بصلة) هيمنت منذ انهيار بغداد على يد المغول عام 1258، بخلاف الاسلام الأول، أي السابق، الممتد من ظهور الدعوة في جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي، حتى القرن الثالث عشر، عبر الفتح، وقيام الإمبراطورية، وصولا لسقوط بغداد.
كان الفاصل بين بداية الدعوة، حتى احتلال بغداد، اسلام "العقيدة المتحققة في مشروع حضاري" في حين حل على المنطقة مع ابن تيمية، المعتبر دلالة، وكمحطة انفصال وتفارق، بمثابة "الامام الخامس". أي الإسلام الثاني، اللاكوني، المحلي السعودي، المنزوعة منه تظافرات وتلازمات العقيدة مع المشروع الحضاري، والموكل الى مفاعيل هيمنة عقيدة التمني والقسر التوهمي بلا افق، ومن دون مشروع تاريخي، بما يعني المزيد من تكريس الإنهيارعلى الصعيدين "العقيدي"، وعلى مستوى "المشروع" معا.
ومع تبلور الفكر النهضوي، لعبت خاصية طغيان المنظورالعقيدي الأحادي على الوعي، دورا فاصلا في منح الأفكار المستعارة نفسها، التبريرالذي تحتاجه، فمزيد من التأكيد على كون العقيدة الإسلامية هي منتوج خالص التنزيل، مبرأ من حضور البنية الاجماعو /تاريخية، لاتحتكم لاسباب ومبررات "واقعية"، او كيانية، سهل التجاوز على "خصوصيتها الحضارية"، بما أدى لتسييد الغرب وثورته، ونموذجه، ليصبح الإسلام محالا مناظرا ومطوعا لمايتميز به الغرب الغالب راهنا و انيا، فالشورى" توازي "الديموقراطية"، وكل مافي الغرب من مظاهر ومقومات النهوض، وأسباب العلو، يقابلها نظيرعربي إسلامي وجد يوما ما، وبهذا يستقدم الغرب ونموذجه، ليصبح هو المصدرالذي يمنح الإسلام دينامية لم يعد يملكها، مع مزيد الغفلة عن كونها مستعارة من خارجه، ذلك لان تقاليد النظر التاريخي الاجتماعي، لم تتوفر على أي ربط سابق، للتجليات العقيدية المعروفة في المنطقة الابراهيمية، مع الكينونة البنيوية التاريخية، ما ساعد متصدين "مفكرين" ـ هم بالأصل نتاج عهد منهار اطلق عليهم خطئا اسم "النهضويين" ـ على اسقاط حتمية التحقق الذاتي المستقل ومحوها كليا، ناهيك عن تصور هؤلاء لاستحالة الإستعارة المفهومية، واقحامها على الخصوصيات الابراهيمة المجتمعية العقيدية، على الأخص وان قضية التجدد الابراهيمي، كانت ملغاة كليا، لابل وتكاد تكون محرمة عقيديا، بما كان يجعلها قضية تحد تاريخية كبرى، وحالة استثناء عبقري من حالات الثورة، لم يكن واردا، خاصة وانه كان سيتجاوز مفهوم الختام الطاغي عند نهاية قرون الانحطاط والتكلس المفهومي المجتمعي، مع انه ورغم تضليله، ماخوذ اجمالا من قبيل المطلق الذي يوازي وجود الله نفسه، حيث من المستحيل القول بان ثمة نبوة بعد نبوة "محمد" الخاتم.
وعلى هذا الأساس يلغى مفهوم "الدورات"، بماهو "ضرورة انبثاق متطلبات طبعة جديدة من الإسلام، لابصفته اسلاما" او مسيحية، او يهودية. فتلك تجليات رسالية ظرفية، عقيدية، ضمن مسار "الابراهيمة"، على اعتبار او بافتراض الأصل، فاصحاب العقائد، او القراءات النبوية الكبرى واتباعهم على الخصوص، يظنون ان مايقولونه ويتصورونه عن الله والتعاليم السماوية، هي مانطق به ومارسه الأنبياء الثلاثة، علما بان هؤلاء/ الأنبياء على عظمتهم/ ليسوا هم، ولم يكونوا، المؤسسن الأصل، بقدر ماانهم أصحاب اجتهادات كبرى ممكنة، ضمن تصور اعلى واشمل، فهم "ابراهيميون"، والإسلام هو "الابراهيمية" القابلة للتجلي بناء على الضرورة نفسها، التي جعلت العقائد الثلاث تتجلى وتظهر تباعا، تحت مقتضيات تحققها الزمانية المكانية، خارج ارضها الأساس، حيث وجدت اول مرة ولم تتحقق على يد ابراهيم، لمسببات كانت خافية عن العقل البشري، وعن قدراته، وعن اجمالي حركة التاريخ والحضارة وممكناتها في خينه.
لاتتوقف " الاستعارة" مع تغير تجلياتها وظروفها، وكيفيات وأسباب تحققها، على الأخذ من الغرب. فالموروث والتاريخ والمكان، لعبت كلها أيضان دورا هاما في تحقيق استعارة انهيارية، مصدرها الماضي العقيدي الإسلامي المتراجع، فجنح البعض لاعادة استظهار ماقد انتهى، ويستحيل تكراره، أي العودة على بدء الدعوة "المحمدية"، وصادف ان المكان نفسه، بما له من قوة الإيحاء في المخيال الإسلامي: (الجزيرة العربية )، هو من عرف تلك الاستعادة المستحيلة، "الكافرة حسب مقاييسها هي"، فالعودة لقراءات ماضية انتهى زمنها، هو نكوص نحو ماتم عبوره واجتيازه، كما ترى المسيحية بمقابل اليهودية، والإسلام بمقابل المسيحية، ومابين دعوة أولى، توفرت وقتها حسب سنن التاريخ، على مقومات النهضة الكونية ( كمشروع وكعقيدة)، وبين حركة محلية مخنوقه ضمن ارضها الصحراوية، لم تستقم اطلاقا، وماكانت لتستقيم وان محليا، الا بالريع النفطي، وقوة حماية الغرب ورعايته، قامت دولة "كفر" بكل المقاييس المقرة في الإسلام الأول، وتجربته، ومساراته التي اسقطت الامبراطوريات، وحررت المنطقة، من وطاتها، واحيت الذاتية الإبراهيمة.
والمهم ان منطقة الابراهيمية المعروفة بالعربية( المقصود موضع الفعالية والتشكل البنيوي فالابراهيمة كونية الحضور تتعدى المنطقة الى الشرق والغرب)، عاشت اليوم، ولأسباب هي في الجوهر"خصوصية"، محكومة لنمطين من الوعي، طفحا على السطح، وظلا متحكمين بالخيارات العامة، من دون سند واقعي، الا سند الانهيار التاريخي، و وقوة مفعول المشروع الغربي، وانعكاساته، وضغطه الاستعماري العسكري المباشر، وهو مااوجد الديناميات الرئيسية، وحدد اتجاهات التفكير والمشاريع الكبرى، بما في ذلك النهج السلفي الاستعادي للاستحالة "المحمدية" كما حدثت اول مرة في القرن السابع للميلاد، بغض النظر عن قوة ايحاء وقدسية "المسرح" الأول، وموضع ظهور الوهابية بدل "المحمدية"، او كاعادة تشغيل مستحيلة لشريطها من بدايته "تكرارا / داعش/ المازق الأكبر" وكأن الله عاجز عن إيجاد مالا يعلمون، او انه أصيب بالعقم التاريخي فتوقف عند تجربة ومكان لم يختره أصلا كمنطلق لتجليه.
وعيان زائفان كاذبان، الى اين يمكن ان ياخذا أمة تغرق تحت وطاتهما، فقدت توازنات وكيفيات تعبيرها عن ذاتها كحاضر حي وفاعل، وما هو تقدير الحاصل مؤخرا من اختلال شامل؟ او المتوقع، بناء على تقييم كاشف للزيف التفكري..ز اين نحن ياترى اليوم؟ ماهذا الإسلام الذي نواجهه ويواجهه العالم معنا؟ ومن اين يأتي؟، ماهذه العلمانية الاستعارية المتردية؟، ماهذا الاختلاط والفوضى القصوى والضياع الشامل؟، وهل من رؤية يمكن استخلاصها اليوم من قلب الوعي المهيمن، كما وصفناه، وبالضد منه، املا في الاطلال على المستقبل، ان افترضنا ان هنالك مستقبل؟.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟ (2/2)
- (حقيقة دور-فهد- التاريخي(!!!! لاحزب شيوعي..ولا إشتراكية ديمو ...
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)