أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - بعد تصاعد المد الارهابي هل نتخلى عن نضالنا المستميت من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لصالح ديكتاتور عاقل *عباس الشطري















المزيد.....

بعد تصاعد المد الارهابي هل نتخلى عن نضالنا المستميت من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لصالح ديكتاتور عاقل *عباس الشطري


عباس الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تصاعد المد الارهابي هل نتخلى عن نضالنا المستميت من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لصالح ديكتاتور عاقل


لم ينل العرب في تاريخهم الحديث والمعاصر اي هدف من اهدافهم الطبيعية في الحياة الحرة الكريمة ولم تتحقق احلامهم بدولة عربية جامعة يعز فيها الانسان العربي ويكرم برغم توافر المقومات المادية والاجتماعية والفرص العالمية بعد الحربين العالميتين بل اشغلتهم الويلات عن تحقيق اي رغبة انسانية يتساوون فيها مع اقرب الدول النامية صدقا , وياريت الامر يتوقف عن البحث عن تحقيق حلمهم ذاك بل وصل الامر بهم الى التراجع عن مسار الحضارة الانسانية التي ابدعت في مجالات الفكر والثقافة والعلوم المختلفة ووصل الامر بهم ان اصبحو (عالة على العالم ) كما وصفهم المفكر السعودي المرموق الدكتور ابراهيم البليهي في احدى لقاءاته التلفزيونية .
ولسنا هنا في معرض تحليل وتفسير ماحدث ويحدث من تراجع على مختلف الصعد فقد كتب الكثير والكثير عن ذلك ولم يجد اذانا صاغية لا من الحكام ولا من مستويات الشعب المختلفة ودون ادنى مراجعة وافية من لدن النخب المثقفة الا ماندر , واذا ماسلمنا بان طريق الاصلاح والتقدم في منظوره العام والذي سارت عليه اغلب دول العالم لاياتي الا عبر طريقين لاثالث لهما اما بطريق التدرج الطبيعي نحو الاصلاح والذي يتطلب مناخات صحية تتوسع كلما سار العرب بشكل انساني صحيح نحو الحرية والعدالة اسوة بتجارب الدول الغربية خلال المائتي سنة الماضية وهو طريق يتطلب نظام سياسي واجتماعي عاقل وعادل ربما (تجربة الهند الحالية) اقرب اليه او بطريقة الحكومات الديكتاتورية القاسية التي تحتكر وتصادر حقوق وحريات الافراد لصالح التقدم في مستويات الحياة الاخرى كالصناعة والزراعة والاكتفاء الذاتي لاعالة الملايين من البشر كما هو حاصل في الصين الان, وفشل العرب في خوض اي من المسارين بحرفية عالية حعلهم لايجدون موطيء قدم يضعون فيه خطواتهم نحو المستقبل بل بالعكس جعلهم يتراجعون بسرعة كبيرة ولايحافظون على ادنى مرحلة من الوجود وهي الدول القومية التي انشات وفق اتفاقية سايكس بيكو بل ان تراجعهم بشكل اكثر خطورة واقرب الى طريقة (الانسحاب المنظم للجيش العراقي من الكويت الذي ابتدعه صدام ) تحت وابل من نيران طائرات التحالف والنتيجة سحق مائتي الف جندي عراقي على الطريق الواصل بين الجهراء وسفوان الى البصرة!!
كتب الكاتب السوري الساخر زكريا تامر مقالة على صفحات مجلة التضامن التي كان يراسها الكاتب الصحفي فؤاد مطر في منتصف الثمانيات (لازلت اتذكر فحوى المقالة)حول حال العرب في المستقبل مصورا لنا بانهم سينقسمون اكثر ويصبحون اكثر تشرذما حتى انه وصف ذلك بان ابناء دولة(مدينة) طرابلس سيسافرون الى دولة بيروت بجوازات وكذا الحال لابناء دولة حلب الى دمشق وبغداد الى البصرة وبنغازي الى طرابلس الغرب وهلم جرا .لم يتناول زكريا في مقاله ذاك الامل بالتقدم الاجتماعي والسياسي لصالح الحريات وبناء الديمقراطية في الوطن العربي في الوقت الذي كان يمكن تحقيق الحد الادنى منها في منطقتنا العربية نظرا لاتجاه شعوب العالم نحو تطبيق هذه الحقوق في اميركا الجنوبية وهو ماحصل لاحقا بعد فوز كارلوس منعم برئاسة الارجنتين سنة 1989 وانتهاء نظام بينوشيه الديكتاتوري في شيلي والاستعداد لمرحلة مابعد الاتحاد السوفيتي في اوربا الشرقية وازعم ان زكريا كان يعرف جيدا اتجاه العالم نحو مزيد من الحريات فمالذي دعاه الى التفكير بتفتت العرب الى دويلات صغيرة بدلا من تركيزه على تعزيز الحريات بالتاكيد انه ككاتب مطلع يعرف اسرار العقلية العربية الحاكمة والمحكومة ايضا وانه وجد طبقا لهذه العقلية انه لافرصة لتحول العرب نحو الحد الادنى من التفاهم المبني على مصلحة الامة فقد كانت جبهة الصمود والتصدي تعزل العراق وهو احد مؤسسيها لانها كانت تميل نحو تاييد ايران في الحرب بينها وبين العراق (سوريا وليبيا) في حين وقفت الجزائر على الحياد وان مصر اختارت سلام العزلة ومعها السودان بمشاكله وحروبه الاهلية ودول الخليج اختارت الاتفاق على مشروع التعاون الخليجي كرد فعل على تهديدات ايران بتصدير الثورة لكن حتى فكرة او تخيل الكاتب بتفتيت امة العرب بمقاله ذاك لم يلحقها بمفهوم الضياع الحالي ولا اعرف هل كان ذلك غائبا عن وعيه ام اعتبره تحصيل حاصل من حال التفتت او خشي ان ينبانا الى خطر لايمكن تصوره .؟؟
ان فكرة الدولة الوطنية الديمقراطية والتي يتم فيها تبادل السلطة سلميا وتعزز روح المواطنة وتبني دولا حديثة كانت واحدة من اهم نضالات المناضلين والمفكرين العرب اثناء حقبة الاستعماروبعدها بل ازعم انها كانت تسير جنبا الى جنب مع احلام الثوار في ثورات الجزائر واليمن وانقلابات مصر والعراق لكنها سرعان ماتحولت الى اضغاث احلام بعد استقرار انظمة تلك الدول لان العقلية العربية التي تميل الى فكرة البطرياركية الابوية لم تتخل بعد عن تقاليد حكم القبيلة خاصة وان اغلب الدول العربية المستقلة تعتمد على الريع من بيع النفط ومعروف عن الدول الريعية غير الصناعية المنتجة يميل فيها احتكار السلطة والمال الى الدولة والاغداق على الاتباع بطريق شيخ القبيلة وقد وفر لها البترول ذلك على عكس الدول الصناعية التي تتنازل عن الكثير من احتكار السلطة لصالح الجمهور المساهم بدفع الضرائب والبناء بفاعلية واذا كانت التطلعات نحو حرية الفرد وديمقراطية الدولة في المنطقة العربية قد منحت فرصة ثمينة لتحقيقها اثناء وجود الدولة القوية وبحكم تاثيرات الحضارة الانسانية والتقدم في مجالات الحكم والسياسة في دول الغرب واميركا الجنوبية وشرق اسيا قبل الربيع العربي الحالي والتي كان بامكانها تحسين مستوى الحياة السياسية والاجتماعية تاثرا بتلك الحضارات لكنها لم تستفد من تلك الفرصة لزرعها في مجتمعاتنا ودولنا فقد انزوت الان تماما, خاصة بعد فقدان عنصرالقوة واهم عنصر في بناء المجتمعات واستقرارها وهو عنصر الامن فمعظم الدول العربية اصبحت تعاني صراعات عسكرية امنية تهدد وجودها ونسيجها الاجتماعي وبعضها اصبح ينظر الى الامن باعتباره عنصرا وجوديا يمس بقاء هذه الدولة ويخشى من تحولها الى دولة فاشلة تحكمها عصابات كماهو الحال في المنطقة الواقعة بين الرقة في سوريا والموصل في العراق والتي تسيطر عليها داعش او مايحصل في ليبيا واليمن بل حتى الغرب الصناعي الذي كان يتحجج بضغوطاته على الدول العربية بحجة نشر الحرية والديمقراطية وضرورة انتهاء الانظمة الديكتاتورية وشكلت ضغوطاته جزءا من الفرصة الضائعة تلك واستخدم هذه الحجج لاسقاط انظمة ومحاربة اخرى (صدام والقذافي وبشار الاسد ) اخذ يبتعد عن اثارة هذه القضية المهمة في ادارته للصراعات على الارض بل اخذ يميل الى التعاون مع الانظمة الجديدة في العراق وليبيا من اجل اعادة هيبة وقوة الدولة اكثر من رغبته في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية بعد ان وجد ان سياساته في فرض الديمقراطية بمفهومها الغربي على الدول العربية (اذا ما حسنت نية التفكير طبعا) تسببت في اثارة اهم مشكلة في القرن الجديد تمثلت بالارهاب المنفلت وفي اجتياح اللاجئين لاوربا مع الخوف من تسببهم في احداث امنية لم تكن اوربا تعرفها من قبل بل حتى الحزب الجمهوري في اميركا الميال دائما الى الحروب وتبديل الانظمة الحاكمة بالقوة نجده تخلى تماما عن هذه الفكرة بعد ان تلمس اثارها الكارثية على اميركا والغرب (التعاون الروسي الاميركي في الملف السوري وضرورة بقاء بشار الاسد وجيشه )ووصل الامر ان الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب امتدح سياسات صدام القمعية لانه بات يعتقد ومعهم الجمهوريون بان ليس من مهمة اميركا جلب الديمقراطية بقدر فرضها للامن ومكافحة الارهاب وهو مايعزز فكرة الحكام الديكتاتوريين التي ربما تعود الى المنطقة العربية مرة اخرى ويفشل الربيع العربي في اقتناص الفرصة الذهبية التي اتيحت له بعد ان يقتنع الجميع ان البقاء امنين في بيوتهم افضل الف مرة من فكرة الديمقراطية التي تحول الدول الى محميات لعصابات مارقة وتبقى فرصة ضئيلة لتحدي ذلك تمثل بانتصار الجيش السوري في حلب وامكانية عودة الدولة السورية القوية وان تتاخر قليلا لتكون اهم اختبار للعقلية العربية القبلية في ان تحول الانتصار السياسي والعسكري لصالح بناء دولة جديدة يعز فيها الانسان وتحترم كرامته والادراك وان كان متاخرا بان من الاسباب المهمة لاندلاع اعمال العنف هو عدم اذعان الانظمة الى مطاليب الشعوب بالحرية والكرامة وهي محط اختبار كما تشكل التجربة المصرية بالون اختبار اخر لحكم العسكر اما ان يسيربالشعب المصري نحو التقدم وتعزيز الديمقراطية والحريات بطريقة التدريج او الامعان في الحكم الديكتاتوري وهكذا تبقى سوريا ومصر كما كانتا جناح الامة محط اختبار لاعادة صيرورة الوطن على اساس اجتماعي ديمقراطي يمنحنا فرصة اخيرة اذا ما اعادا حساباتهما واستفادا من تجربة الضياع التي كادت ان تحصل لهما واذا لم يحصل ذلك وضاعت الفرصة سنتقبلهما باعتبارهما حكاما دكتاتوريين عاقلين يفرضون القانون بالقوة ومعه الامن طبعا وهو الاخطر ان يتستبدل المجتمع العربي حالة الصيرورة والمخاض الديمقراطي وما انتجته من فوضى بحالة التعايش مع حكوماته الديكتاتورية لان ذلك سيخمد جذوة النضال الوطني التي خاضتها الشعوب العربية وحركاتها السياسية الديمقراطية وضياع كل النضالات الاجتماعية التي خاضها العرب لاكثر من مائة عام لنعود الى حاكم ديكتاتوري يسمى عاقلا لانه يسلخ جلود المعارضين لحكمه فقط ويترك باقي الشعب لهمه من اجل رغيف الخبز ومعه المبيت امنا .



#عباس_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال الحمل الِغير شرعي في المناسبات الدينية في كربلاء في جري ...
- اسبوع عراقي خال من الدسم
- لسعودية وملفات المنطقة الساخنة واميركا .. هل بدا التراجع وما ...
- بعد سبعين عاما من قمة انشاص ماذا يتوقع العرب من قمة نواكشوط
- تركيا وهزة الانقلاب ومستقبل ينبيء بالاخطار
- العلاقات العراقية السعودية ابتداءا من حرب صدام وانتهاءا الحش ...
- الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟
- اقتحام مقر الحكومة العراقية يضع العبادي امام فرصة اخيرة
- بعد ازمة البرلمان في العراق.. هل ارجاع شرعية الجبوري المقرب ...
- تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي
- الرصاصة التي اخترقت قلب منتظر ناصر قبل ثمانية اشهر تتسبب في ...
- التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي
- نيروز وحلم الدولة الكوردية الذي يقترب كثيرا
- اوباما والانزعاج الخليجي
- استذكار للراحلين
- رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع ب ...
- ريتشارد كلارك على اميركا مراجعة خططها في العراق والبحث عن حل ...
- زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارت ...
- بيان بمناسبة الدكرى الحادية والستين لتاسيس اتحاد الشبيبة الد ...
- بيان ذكرى تاسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - بعد تصاعد المد الارهابي هل نتخلى عن نضالنا المستميت من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لصالح ديكتاتور عاقل *عباس الشطري