أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟















المزيد.....

الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟


عباس الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟
*عباس الشطري
انطلقت قبل ايام عمليات تحرير مدينة الفلوجة العراقية من احتلال داعشي استمر مايزيد على السنتين والنصف وبصرف النظر عن التحليلات الصحفية والسياسية عن سبب بدء عمليات تحريرها الان برغم توافر اسباب تحريرها قبل هذا الوقت وبعض هذه التحليلات ذهبت الى الفائدة التي سيجنيها رئيس الوزراء وتحالفه الحاكم من تحرير المدينة في هذا الوقت بالذات ومنها تهدئة الجو السياسي العام بين حلفاءه فضلا عن شركائه في الحكم وسحب البساط من احتمال حصول اقتتال بين اطراف تحالفه ممثلة بفصائل الحشد المنضوية تحت رايات سياسية معروفة وتسويف موضوعة التظاهرات تمهيدا للقضاء عليها بعد ان وصل المتظاهرون مرتين الى مقرات الحكومة واقتحموها بل وجلسوا في مقعد رئيس مجلس النواب ايضا وهو مافعلته الحكومة اليوم الجمعة (حين منعت قيام التظاهرات بحجة تشويشها على معركة الفلوجة وقطعت النت وموقع التواصل الاجتماعي الشهير الفيسبوك ) وهو امر مستبعد طالما توافرت اسباب التذمر الشعبي والازمة الاقتصادية التي بدات تؤلم شريحة واسعة من المواطنين ذوي الدخل المحدود فضلا عن المشاكل السياسية التي رافقت العملية السياسية التي نظمتها الولايات المتحدة كبديل عن نظام حكم الرئيس صدام الديكتاتوري.
اضافة الى اعادة تسويق التحالف الشيعي بين جماهيره استعدادا للانتخابات المحلية القادمة , برغم كل ذلك ومابعده يبقى انطلاق عمليات التحرير عملا كبيرا ويكون جبارا اذا ماحررت المدينة بالسرعة الممكنة لعدة اسباب منها اخلاقية تاريخية اذ انه من العيب التاريخي الذي سيسجل على العراق وقواته المسلحة ان تبقى مدنه محتلة من عصابات داعش المارقة وتقتل وتغتصب وتهين ابناء المدن دون اي رادع اخلاقي او ديني كل هذا الوقت, في حين تتوافر للبلد كل امكانات التحرير والقتال فهل يوجد في المنطقة العربية اكثر من خبرة الجيش العراقي الذي اكتسبها من تجربة القتال المرير طوال ثماني سنوات مع دولة جارة قوية هي الان دولة اقليمية عظمى؟؟!! فضلا عن خوض هذا الجيش حربين عامي 1991مع الدولة الاعظم في العالم وتحالفها الثلاثيني و2003 مع نفس الدولة وتحالف اكبر, عدا تجارب الحرب ضد القاعدة وفصائلها المتعددة وصولا الى وليدها الجديد داعش
واسباب انسانية, كون ابناء الفلوجة يرزحون مضطرين تحت احتلال قاسي يفرض رؤيته القاتمة السوداء للحياة ويطبقها بقوة عليهم.
وعسكرية امنية ,اذ انه من المهم جدا تامين الخاصرة الغربية لبغداد فقد اثبتت الوقائع واحصائيات الحكومة ووزاراتها الامنية ان نسبة عالية من السيارات المفخخة التي تفجرت وفجرت اجساد الابرياء في بغداد اعدت في الفلوجة ووصلت بغداد عبر طرق ترابية ملتوية ( نيسمية) خاصة ان الفلوجة لاتبعد عن بغداد اكثر من 60 كيلو متر على الاكثر فضلا عن اسباب اخرى وطنية, اذ ان زج اربعة الاف مقاتل من اهالي محافظة الانبار اغلبيتهم من عشائر الفلوجة في عمليات التحرير سيسهم ايضا في تطمين اهالي الفلوجة المحاصرين في المدينة ومن الممكن ان يحدث انقلابا في تأييد داعش والسكوت عن ممارساتها وهو الامرالذي اثبت نجاعته في معركة تحرير الرمادي واكتسبت فيه القيادة العراقية دروسا اثناء تحريرها.
من النقاط الايجابية التي تسجل للحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة انها اوكلت قيادة العمليات للفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير صلاح الدين السابق وهو رجل يتمتع بسمعة جيدة امتازت بالمهنية التامة والروح الوطنية اثناء قيادته لعمليات تحرير مدن شمال سامراء مثل ,الضلوعية والعلم وتكريت وبيجي بل ان حنكة قيادته جنبت هذه المدن التدمير الكامل بمساعدة الحشد الشعبي برغم ماقيل عن عمليات النهب والانتقام اذ بقيت البنية التحتية على حالها في هذه المدن عكس مدينة الرمادي التي دمرت بنسبة 90 بالمئة بعد ان قامت طائرات التحالف بدك المدينة بالصواريخ لاخراج داعش منها فبقاء البنية التحتية سليمة بحد ذاته سيسحب البساط من داعش وداعميها الرئيسين حين تقوم بتسويق خطابها التقليدي عن طائفية معارك التحرير الامر الذي تتلقفه دائما قنوات الاعلام العربي الطائفي لفت عضد القوات العراقية ,كما ان التخطيط الذكي بابقاء وجود الحشد الشعبي (الخزين الاستراتيجي ويمثل قوات الاحتياط ايضا في السياقات العسكرية التقليدية ) على مشارف المدينة وخلف القوات المقاتلة المتقدمة لتحرير المدينة وتقديمه الاسناد المعنوي لها فضلا عن اسنادها بالقوة النارية على الاطراف سيسهم بشكل جاد في تقليل المدة الزمنية لتحرير المدينة وبالتالي الانطلاق باتجاه الموصل اذ اكملت القوات العراقية تحرير المدن الواقعة غرب الرمادي ( هيت ,حديثة والرطبة ) ووصلت الى منفذ طريبيل الحدودي مع الاردن كما يتوقف على انتهاء ونجاح عمليات الفلوجة فرصة تقدم الجيش العراقي نحو الموصل اخرمعقل لتنظيم داعش الارهابي في العراق لكن السؤال المهم الذي يتوجب الاجابة عليه من الحكومة العراقية هو ماذا بعد تحرير الفلوجة وماهي الخطوات الحكيمة الملموسة والمطلوبة من الحكومة العراقية لاعادة تغيير مفهوم سكان هذه المناطق عن النظام الجديد لحكم البلاد واعادة زج مواطني الفلوجة وغيرها من المناطق الغربية في الحياة العامة , فبعد تجربتين فاشلتين قام بهما الاميركان والحكومة العراقية بعد معركة الفلوجة الاولى والثانية ضد احتلال تنظيم القاعدة للمدينة وتشكيل قوات الصحوات لحمايتها سرعان مااقتصرت على بعض المستقيدين من رجال العشائر مماعجل بانتهائها , يجب على الحكومة ان تعجل باجراء انتخابات محلية نزيهة في محافظة الانبار ومدنها توصل اشخاصا وطنيين الى سدة حكم الادارة الامركزية في المحافظة واعادة زج العديد من ضباط جهاز المخابرات والجيش السابق من ابناء المدينة في الاجهزة المدنية وطمانة البعثيين السابقين باجراءات صادقة تجعل من الصعب تمردهم مرة اخرى خاصة وان نظام الحكم الحالي الذي أنشاه الاميركان قائم على المحاصصة المكوناتية والحزبية وهو يسمح للمكونات العراقية بالتشارك التام في السلطة المركزية في بغداد كما على الحكومة تنظيم حوارات موسعة لاجراء مصالحة وطنية بين عشائر الانبار نفسها كون بعضها حسب على داعش وبعضها حسب على الدولة وهناك خشية من عمليات انتقام بينهما , واشعارالجميع بالاستفادة من اموال الاعمار المخصصة للمدن فقد بدات في الايام الماضية بوادر ازمة لهذه الاسباب بين محافظ الانبار صهيب الراوي ورئيس الوقف السني لطيف الهميم وتبادل انصارهما الاتهامات والتسقيط وهو مامتوقع ايضا بعد تحرير الفلوجة نظرا للخلافات السياسية الشديدة
ان من يتعايش مع العراقيين شرقيهم وغربيهم يعرف مدى التسامح في الشخصية العراقية ومحبتها للنخوة والشجاعة ونصرة المظلوم وخير العراق عميم وفير يسمح بعيش كريم للجميع اذا مااحسن استخدام امكانات البلد وهناك اواصر كثيرة تجمع العراقيين لم يغيرها اختلاف المناخ السياسي ولا خلافات السياسيين المصلحية وهو مايمكن ان يعيد اللحمة للشعب ويجعل الوطن معافى واذا تعافى العراق تعافت الامة .
*كاتب عراقي



#عباس_الشطري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتحام مقر الحكومة العراقية يضع العبادي امام فرصة اخيرة
- بعد ازمة البرلمان في العراق.. هل ارجاع شرعية الجبوري المقرب ...
- تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي
- الرصاصة التي اخترقت قلب منتظر ناصر قبل ثمانية اشهر تتسبب في ...
- التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي
- نيروز وحلم الدولة الكوردية الذي يقترب كثيرا
- اوباما والانزعاج الخليجي
- استذكار للراحلين
- رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع ب ...
- ريتشارد كلارك على اميركا مراجعة خططها في العراق والبحث عن حل ...
- زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارت ...
- بيان بمناسبة الدكرى الحادية والستين لتاسيس اتحاد الشبيبة الد ...
- بيان ذكرى تاسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
- اليوم الدولي للشباب
- البيان الختامي للمؤتمر العاشر لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العر ...
- تصريح حول تظاهرة الجمعة 10 حزيران
- نجحنا وفشل قاسم عطا
- يوم اخير للبؤس _يوم حياة جديدة
- شركاء ولكن اذكياء
- بيان بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون لتاسيس اتحاد الشبيبةالد ...


المزيد.....




- خامنئي يتعهد بعدم -استسلام إيران- لأمريكا تزامنًا مع جنازات ...
- داعيًا للتحرك.. بوريل: أوروبا تُهمَش لأنها لم تعد تجرؤ على ا ...
- تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان
- الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
- ماذا تعرف عن عُقدة النقص؟
- ردود فعل سلبية في بريطانيا بسبب حقن إنقاص الوزن
- ديرمر يزور واشنطن الاثنين وتفاؤل ترامب بإنهاء الحرب يفاجئ إس ...
- عصير الكرز الحامض وصفة سحرية للنوم العميق
- كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - الفلوجة تتحرر , ماذا بعد تحريرها ؟؟