أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي















المزيد.....

تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي


عباس الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي
عباس الشطري
بعد خسارة صدام حرب الكويت اندفعت قواته لقمع انتفاضة اذار 1991 التي جائت كرد فعل عفوي ليس اكثر على سياسة تجويع الشعب والاهانات المتكررة للقوات المسلحة في حربين عبثيتين لم يجني منهما العراقيين سوى الخراب وليس كما صورها صدام من انها مؤامرة ايرانية رغبة منه في عدم اضفاء صفة الشجاعة لشعب تحمل ماتحمل من اخطاء حكامه, فاندفع حرسه الجمهوري باتجاهين جنوب بغداد حيث الامتداد الطبيعي لسكان العراق الشيعة وشمال ديالى وغربها حيث الموطن التاريخي للسكان الكورد, وبعد اعادة سيطرة الحكومة على المناطق المنتفضة تمسك البارزاني ببعض الاراضي اثناء محادثاته مع صدام في بغداد مستغلا ضعف الاخير وانهيار جيشه (لم نمتلك في ذلك الوقت نحن الجنود سوى( بدلتين عسكريتين لارتدائهما طوال العام وطعامنا لايعدو شوربة العدس صباحا ومرقة البصل وصمون يابس ظهرا ) وبعض الروح الوطنية
كان لشعور الكورد بضعف الدولة ان امعن البارزاني في التمدد في مناطق شرق الموصل (بردرش وكاني لان )وهي مناطق تماس مهمة مادعا صدام الى اصدار امر للجنرال عزيز جعفر سلمان الحلي قائد الفرقة 38واخر الجنرالات الشيعة في الجيش العراقي بعد عام 1991 (اصدر صدام بعد 1991 بعدم تكليف الضباط الركن الشيعة بمنصب اكثرمن امر لواء وهو تصرف اهوج يمت عن غباء طائفي بامتياز وغمط حق اولئك الابطال الذين قاتلو ايران ثماني سنوات تحت علم العراق بالرغم من ايمانهم بعبثية الحرب ) باخراج بيشمركة البارزاني من تلك المناطق بالقوة وكنت واحدا من اولئك الجنود الذين اقتحموا القريتين المتجاورتين بعد ان تمت محاصرتهما من لوائين مشاة من الفرقة ذاتها واناطة مهمة تطهيرهما لفوجنا فوج المغاوير بالرغم من اني اعمل في ( قلم الفوج) واحمل سجل خاص لاحصاء الجنود الجرحى والقتلى لكن مرارة القتال وصعوبته عززت فكرتي عن قوات الاحتياط التي قدمها اللوائين .
بعد التدمير الممنهج للجيش العراقي العريق سواء بعد انتهاءالحرب مع ايران واستبداله بقوات الحرس الجمهوري التي ينحدر قادتها واغلب متطوعيها من المناطق الغربية اوبعد حله على يد الحاكم المدني الاميركي عام 2003 والقضاء على روحه العسكرية الوطنية تماما , انشا بريمر على انقاضه جيشا جديدا سماه الحرس الوطني ضم عددا من ميلشيات الاحزاب المعارضة ( قوات بدر الذي تتبع المجلس الاعلى والقوات الحرة التي تتبع الجلبي) وعدد من المتطوعين الذين دربتهم اميركا في الاردن واشترك هذا التشكيل مع الاميركان في معركة الفلوجة الاولى عام 2004 ثم ادمج لاحقا بالجيش العراقي الجديد وفق نظرية التطوع المهني وليس على سياسة التكليف والاحتياط المعروفة والتي كانت تؤلف 60 بالمائة من قوامه طوال سبعين عاما والتي اسهمت بتنامي روح الوطنية بين منتسبيه .
كم ان تاخر المتطوعين المنحدرين من ابناء المناطق الغربية في دخول الجيش الجديد بسبب فتاوي رجال الدين العرجاء ذات الاسباب الطائفية اضاع فرصة اعادة الروح الوطنية في المؤسسة العسكرية والتي كانت قائمة على سياسة عسكرية صارمة هي خدمة الجميع في مناطق العراق المختلفة فتجد ابن الانبار في البصرة وابن الناصرية في الموصل في حين عزز الشعور بالكره تجاه الضباط والجنود الشيعة في المناطق الغربية بسبب الحملات الشعواء لاظهارهم بصفة محتلين ولعبت المصالح الفئوية الضيقة دورها الواضح في تعميق النظرة السيئة عن الجيش والذي كان قبل سنة واحدة فقط جيش لكل العراقيين وهو مايمكن ملاحظته من تصرفات الاهالي بعد انسحاب الجيش من الموصل ( اغلب ضباط الجيش السابق من اهالي الموصل ) والفلوجة( اغلب قادة اجهزة الامن والمخابرات زمن صدام من اهالي الفلوجة )على عكس انسحابه من الرمادي فلم يقابل بمثل تلك التصرفات .
من جانب اخر برزت قوة جديدة لم تكن متوقعة ابدا وهي الحشد الشعبي والذي تاسس في البداية من المتطوعين الشيعة بعد فتوى السيد السيستاني بالتطوع ودعم القوات المسلحة التي كانت تعاني الامرين من ضربات داعش المدعومة خليجيا( على الاقل في وسائل الاعلام التي اعتبرتهم ثوارا وحولت تصرفاتهم المجرمة الى بطولة نادرة للدفاع عن السنة ) , فالحشد الشعبي الذي نظمه ضباط ركن شيعة متقاعدون انظم اليهم لاحقا مستشارون من ايران وحزب الله بعد تحوله الى فصائل متعددة تتبع فقهيا مراجع دينية متعددة في العراق وخارجه على الرغم تبعيته رسميا للقيادة العامة للقوات المسلحة وتنفيذه لاوامرها ثم انضم اليه لاحقا التركمان والشبك والمسيحين بعد تمدد داعش في مناطق التركمان جنوب غرب كركوك والمسيحين في سهل نينوى تمكن بسرعة كبيرة من اعادة الهيبة للدولة العراقية وقلب موازين المعركة بين داعش والقوات المسلحة وهو اشبه مايكون بمثابة قوات الاحتياط والتكليف وتمكنت ليس بصد داعش عن بغداد وكربلاء فقط وانما من اعادة تحرير مناطق جنوب غرب كركوك ومحافظتي صلاح الدين وديالى برغم كل التشويش الممنهج ضدها والمدعوم خليجيا ايضا لكنها عكست صورة جيدة في الابقاء على البنى التحتية على حالها مع تعرض جزء بسيط منها للضرر ماعكس درسا جديدا في حال اتاحة الفرصة للجيش العراقي مع الحشد الشعبي لتحرير الارض وفق معادلة عسكرية ناجحة قائمة على اساس مسك اطراف المدن من قبل الجيش واتاحة الفرصة لتطهير المدن من قبل فصائل الحشد الشعبي المدربة على حرب العصابات والمغاوير والتي حررت تكريت وبيجي في صلاح الدين وهو نفس الاسلوب الذي اعتمدناه في تحرير قريتي بردرش وكانيلان من قوات البيشمركة الكوردية في بداية المقال على عكس التدمير الهائل للبنى التحتية اذا مااستعين بالقوات الاميركية التي تستخدم المدفعية الثقيلة الهاوتزر و المصممة اساسا للقصف في الجبهات وليس داخل المدن والقوة الجوية ايضا وهو ماتسبب في تدمير 90 بالمائة من مدينة الرمادي.
الامر الاخر ان داعش لم تتمكن من احتلال الرمادي الا بعد عام كامل من سقوط الموصل وسنة ونصف بعد سقوط الفلوجة جارتها الشرقية فاذا كان اهالي الرمادي الذين قاومو داعش بكل بسالة وتعرضت مدينتهم الى هذا التدمير الهائل لتحريرها فكيف بالموصل والفلوجة اللتان رحبتا بداعش ورمى الاهالي فيهما الجيش العراقي بالحجارة والطماطم واظهرتا تعاطفا شديدا معها بالتاكيد ستشهدان مقاومة شديدة للجيش اذا ماتقدم لتحريرهما دون مشاركة الحشد الشعبي ,ان فكرة عدم تحرك القوات العراقية لتحرير الموصل والتشكيك بقدراتها في الايام الماضية وخصوصا معارك جنوب مخمور يعطي دلالة واضحة على ان قوات البيشمركة الكوردية لن تقاتل في الموصل بنفس الحماس في مخمور وشمالها القريبة من اربيل طبقا لنظريتهم بان تلك المناطق هي الامتداد التاريخي الحقيقي للكورد وهم مستعدون للموت من اجلها طبقا لعقيدتهم القومية بل حتى المناطق التي يدعون تاريخيا انها تتبع كوردستان وكانت سبب خلافهم الدائم مع حكومة البعث في السبعينات تركت دون مقاومة لانها في الحقيقة ليست كوردية خالصة فهي مختلطة من الكورد والعرب والشبك والمسيحيين والتركمان مثل سنجار وبعشيقة وبرطلة والحمدانية وان اقرب نقطة خالصة للكورد بشكل تام هي المنطقة التي قاتلت فيها قبل ربع قرن والتي ذكرتها في بداية المقال وتبعد اكثر من 30 كيومترا عن الموصل لذا ستكتفي قوات البيشمركة بتامين خط رجوع لها وللقوات العراقية فقط دون قتال مباشر في حين ستتمركز مدافع الهاوتزر التي نوه عنها الاميركان بالقرب من مخمور وستزحف القوات من محورين متوفرين هما جنوب شرق الموصل في القيارة وحمام العليل والشرقاط المدعوم من الحشد الشعبي المتمركز في شمال بيجي والمحور الاخر شمال شرق الموصل مثل بعشيقة وغيرها المدعومة من البيشمركة وسيكون المحور الغربي مفتوحا للطيران الدولي لقصف امداداتهم القادمة من الاراضي السورية كما ان البيشمركة والجيش العراقي المتمركز في مخمور سيواجه موانع طبيعية ومائية خاصة منطقة القيارة جنوب الموصل والساحل الايسر لنهر دجلة شمال المدينة علما ان الساحل الايمن هو الجزء الاكبر من المدينة فاي عقلية عسكرية ستغامر بجيش عراقي لازال يحبو وقوات بيشمركة قومية عنصرية حتما ستكتفي بتحرير ماتعتقده انها مناطقها التاريخية ان عدم زج الحشد الشعبي بالمعركة هي عقلية فارغة وهو غباء مابعده غباء ان ترفض جيشا يرغب بالموت من اجل استعادة مدينة سيغادرها سريعا لانه لايملك اي امتداد طبيعي طائفي فيها سوى جيوب معينة بل حتى هذه الجيوب تتبع القومية الكوردية واقصد بهم الكورد الشيعة (الشبك ) فضلا عن ان الحشد الوطني الذي يمثله محافظ الموصل السابق يتكون من الشرطة السابقة وبعض متطوعي الجيش من اهالي الموصل سيتاثر بالرغبات التركية كونها الداعم الرئيس له ثانيا ان الاميركان ليسو محقين دائما بخططهم العسكرية فماذا سيكون موقف الحكومة اذا ماتعرض جيشها لصعوبات حتما سيلجا الاميركان الى دعمه بزيادة القصف الشديد المدمر لمنع احراج الجيش ومن يضمن عدم رغبة الاميركان بالانتقام من هذه المناطق التي قاومت هيمنتهم وبالتالي لاتدمرالمدينة فقط بل سنشاهد الاف الجثث في الطرقات والمباني وهي جثث لعراقيين ليس فيهم اميركي او غربي او خليجي سوى الارهابيين طبعا اتمنى ان اعطت زيارة القنصل الاميركي لجرحى الحشد رسالة واضحة ان الحشد الشعبي سيكون موجودا لا لانه حشد طائفي بل قوات احتياط عسكرية شانه شان كل الجيوش في العالم كما ان معركة الموصل ستؤشر اذا ماكانت هناك رغبة ان نبقى في وطن واحد او مشتتين .
عباس الشطري
كاتب عراقي




#عباس_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة التي اخترقت قلب منتظر ناصر قبل ثمانية اشهر تتسبب في ...
- التيار المدني بين شعبية الصدر وزنقة العبادي
- نيروز وحلم الدولة الكوردية الذي يقترب كثيرا
- اوباما والانزعاج الخليجي
- استذكار للراحلين
- رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع ب ...
- ريتشارد كلارك على اميركا مراجعة خططها في العراق والبحث عن حل ...
- زيارة الرئيس بارزاني الى واشنطون : بين اولويات الكورد وخيارت ...
- بيان بمناسبة الدكرى الحادية والستين لتاسيس اتحاد الشبيبة الد ...
- بيان ذكرى تاسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
- اليوم الدولي للشباب
- البيان الختامي للمؤتمر العاشر لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العر ...
- تصريح حول تظاهرة الجمعة 10 حزيران
- نجحنا وفشل قاسم عطا
- يوم اخير للبؤس _يوم حياة جديدة
- شركاء ولكن اذكياء
- بيان بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون لتاسيس اتحاد الشبيبةالد ...
- بيان اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي بمناسبة الذكرى الثامنة ...
- اي دستور نريد
- مركز ابحاث الاهوارجهود حثيثة لاعادة الاهوار الى وضعها السابق


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الشطري - تحرير الموصل بين ثنائية الحشد الشعبي ,الجيش والتحالف الدولي