أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحمّار - تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار














المزيد.....

تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 01:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أعتقد أنّ المعلم والأستاذ هما الركيزة الأساسية في أية عملية إصلاح للتربية والتعليم، وما الوزارة والإدارة سوى هيكل تنظيمي ووظيفي مكلف بتطبيق تصورات المدرّس. أمّا التلاميذ وأولياء أمورهم فهُم طبعا مُهمّون لكن بقدر استبطان هذا المدرّس لحاجياتهم ورغباتهم وتطلعاتهم.
وبصفتي واحدا من المدرسين أرى أنّ من بين العوامل الأساسية لفتح المجال لإصلاح التعليم الشرط الجغراسياسي. فرغم اعتزازي بالثقافة الفرنسية بصفتها إرثا متفاعلا مع الثقافة العربية الإسلامية إلا أنني أعتقد أنه يتوجب الابتعاد عن استنساخ الأنماط التعليمية الفرنسية لا لشيء سوى لكونها تكاد تكون متدهورة (مرتبة فرنسا تأتي بعد الـ 20 من أصل 40 دولة عالميا).
عدَا هذا، هل يريد زملائي حقا للتعليم إصلاحا؟ إن كان الأمر كذلك فليعلنوا للتلامذة ما هو الغرض من تدريسهم اللغة و الدين و التاريخ والجغرافيا والرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من المواد بدلا من شحن عقولهم بموادَ قد تنقلب إلى مواد سامة في غياب التوظيف التربوي المعاصر. يتعلم النشء، مثلا، شعر أبي نواس بناءً على أنه تراث والحال أن هذه المادة مدرجة في البرامج الرسمية منذ نصف قرن من الزمن حتى صارت تُختزل في قارورة وكأس ونديم وجارية وغلام. كما أنّ النشء يتعلم اللغة الانكليزية بناءً على أنها اللغة الأولى في العالم ومع هذا لا يوضّح المدرّس ما الذي بإمكانهم الإنجاز بفضلها فينتهي الأمر بالكثير منهم إلى التزوّد بهذه اللغة لمغازلة الفتيات الأجنبيات (إن وُجدنَ الآن) في أسواق المدينة العتيقة أو على الشواطئ. وما الغاية من تدريس التاريخ والجغرافيا حين تكون المحصلة في ذهن المتعلم أنّ بلده يُعدّ من بين الأصغر عالميا (بينما تفوق مساحة البلاد التونسية مساحة بلدان كانت تقتسم العالم على غرار بلجيكا و هولندا والبرتغال وانكلترا)؟ وما هي مهمة هاتين المادتين إذا كان النشء سيتربّى على الاعتقاد أنّ الولايات المتحدة، بما أنها أقوى بلد في العالم، فإنّ مُرعبة إلى درجة أنّ بلدهم لا يساوي بعوضة أمامها وأنّهم إذا لم يطيعوا هذا العملاق فسوف يلقنهم صاروخ "الطوماهوك" درسًا لن ينسوه أبدا؟
من ناحية أخرى ألم يلاحظ زملائي عبر فعاليات المؤتمر العالمي للاستثمار 2020 الذي احتضنته تونس مؤخرا أن البلدان المانحة للقروض والهبات ووعود الاستثمار في بلدنا لم تفعل ذلك لسواد عيون التونسيين وإنما لأنها أجمعت على أن القارة الإفريقية هي حاضنة اقتصاد المستقبل وأن تونس المعروفة بأنها بوابتها هي المدخل المثمر لهم ولأعمالهم ولمشاريعهم وبالتالي هل سيترك زملائي هؤلاء المانحين العالميين يأكلون الدنيا ويتسحرون بالآخرة؟ هل فضلا عن اختيار العملاق الأوروبي لإفريقيا غاية ولبلدنا أداة سنتركهم يشرفون بأنفسهم على التخطيط للتعامل مع القارة السمراء مع ما سيكلف ذلك التونسيين من طاعة لأوامرهم ومن تقليص لأصل الربح المادي، أم أن التونسيين سيمارسون حقهم المشروع في الاضطلاع بدور المخطِّط والمنسِّق والمرشد لأنفسكم، وفي هذه الحالة سيجنِّدون المدرسة خير تجنيد لإعداد العُدّة لهذا المشروع العظيم؟
فما على المدرسة في هاته الحالة إلا أن تُطلع النشء التونسي على إفريقيا، شعوبا وقبائل ولغات؛ تُطلعهم على مُدنها وقُراها وأنهارها وجبالها وأنماط عيشها ونشاطاتها وثرواتها.
بقي أن نعرف ما إذا كان المعلم والأستاذ مستوعبَين لمثل هذه الحاجيات والضرورات والملابسات أم أنهما دَوما بانتظار القرار الفوقي؟!



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القرآن بحاجة إلى تفسير جديد؟
- مخالفة القانون: أين الداء وما الدواء؟
- حتى تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر...
- الضحكة التي تكاد تهزم التونسيين
- تونس: خسرنا الدنيا فهل ربحنا الدين؟
- كيف أكون عربيا إسلاميا مستقبلا؟
- لا نداءَ ولا نهضةَ بلا اجتهاد، لكن أيّ اجتهاد؟
- الكدح إلى الله والكدح التاريخي
- اللهجة العامية عربيةٌ فما الذي يزعج دعاة التعريب؟
- هل فهِمنا الإسلام وطوَّرنا اللغة العربية؟
- تونس، بلد عربي؟
- كفى استخفافا بالتونسيين
- لو أصبحت تونس بلدا ديمقراطيا، لَما انتحر أرسطو وقدم ساركوزي
- هل الإسلاميون وحدهم يلعبون لعبة الغرب؟
- جريمة سوسة: لماذا بريطانيا؟
- المسلمون والفهم الضبابي للواقع، داعش نموذجا
- تونس: كفانا مغالطة لأنفسنا !
- الشباب التونسي بين إخلالات الحاضر ورهانات المستقبل
- وكأنّ التوانسة سيموتون غدا...
- تونس: الإصلاح اللغوي والتربوي من أضغاث الأحلام إلى الحلم


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحمّار - تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار