أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحمّار - تونس: كفانا مغالطة لأنفسنا !














المزيد.....

تونس: كفانا مغالطة لأنفسنا !


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 01:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتضح يوما بعد يوم، وبالخصوص على إثر عملية سوسة الإرهابية الجبانة والتي راح ضحيتها 39 قتيلا (من السياح الأجانب، معظمهم من البريطانيين) مع عدد يضاهيهم من الجرحى، أنّ هنالك حرب حقيقية مفروضة على تونس وعلى التونسيين. فمهما يكن من أمر ولئن كان هؤلاء الهالكون كلهم من غير التونسيين فإنهم كانوا في ضيافتنا لمّا هوجموا وهلكوا. لذا حري بنا أن نحدد مَن حاربنا في عقر دارنا واستهدف ضيوفنا. وبالرغم من أنّ تنظيم داعش قد تبنى العملية إلا أنه يحق التساؤل عما إذا كان هذا التنظيم الإرهابي هو عدوّنا الحقيقي وعما إذا لم يكن غطاءً للعدو الأصلي.

هنالك حقيقة لم تعد تحتمل مزيدا من التأويل وهي - حسب جُل المصادر بما فيها الصحف والمواقع البريطانية والتي ذكّرت بها بُعيد هجوم سوسة- أنّ تنظيم داعش يسيّره عميلٌ مخابراتي صهيوني يُدعى صايمون آليوت Simon Eliotالمكنَّى بالبغدادي وأنّ هنالك موقع الكتروني مكلف بترويج أخبار العمليات الإرهابية باسم داعش وتنظيمات أخرى (اسم الموقع المروّج: SITE Intelligence Group حسب موقع Veterans Today ، على الرابط التالي: http://www.veteranstoday.com/2015/06/30/terror-in-tunisia).

في ضوء هذا وأمام الجمود السياسي والتواصلي والإعلامي الذي تشهده تونس سواء في الأيام العادية أو في "الأيام الإرهابية" وهو جمود يتسم بعدم تسمية الأشياء بأسمائها من جهة وبالإخفاق (الطبيعي) كلما بُنيت قرارات "الحرب على الإرهاب" على أوهام ومغالطات، أنرضَى لشعبنا أن يكون مطالَبا بأن يتشبث بإيمانٍ مفاده أنّ داعش مجموعة من المسلمين يُضمرون الشر للمسلمين بدلا من أن نصحّح له هذه العقيدة وذلك بأن تتجند النخب المثقفة والمربون ووسائل الإعلام والسياسيون فيؤسسوا خطابا مرتكزا على الحقيقة، حقيقة أن داعش صناعة إسرائيلية أمريكية تتولى غسل الأدمغة الضعيفة لتُوكل لها مهمة قتل إخوانهم في الدين؟! كلا، لن نرضى هذا لشعبنا. فبدون تغيير العقيدة على هذا النحو - تغيير ما بأنفسنا - لن نقدر على إصلاح أخطائنا وبالتالي لن نستطيع مقاومة الإرهاب فعليّا وبنجاعة.

حين يرسخ الإيمان لدى الخاص والعام بأنّ الإرهاب الداعشي هو الوجه المزوّر والمقنّع - على غرار القناع الذي يرتديه زعيمه ذو الأصل الإسرائيلي- للحرب الكونية على العرب والمسلمين الذين ننتمي إليهم، حين تدرك المجموعة الوطنية أنّ الكيان الصهيوني يحاربنا بواسطة أنفسنا، حينئذ سيتبين لنا أن غلق المساجد ليس هو الحل لمقاومة الآفة الإرهابية. فالمسؤولون عن التشدد الديني ليسوا فقط الأئمة المحرّضون على التعصب وإنما أيضا الأئمة المحسوبون على "الوسطية" بدليل أنّ خطاب هؤلاء قد اهترأ وذبل وتكلس بشكل أفرغ الدين من معانيه السمحاء حتى ولّد لدى المأمومين حرمانا هو بدوره موَلدٌ للتعصب والتشدد.

وإلا فما هي الرسالة المعاصرة والمستجيبة لمتطلبات العصر والمنبثقة عن الإسلام الأصلي التي نراهم يبشرون بها؟ أين تونس اليوم من تلك التي كانت – قبل قرن من الاحتلال الفرنسي لها- متفوقة في الصناعة والتصدير(المواد الفلاحية والبضائع الرفيعة) وفي التجارة البحرية على بلدان المغرب العربي وحتى على بعض البلدان المتوسطية على غرار اليونان وبعض مقاطعات ما يسمى بإيطاليا اليوم حتى أنها كانت تكنَّى بـ"شانغهاي البحر المتوسط" « Shangai de la Méditérranée » (أطلق عليها هذه الكنية المؤرخ تراسللي Trasselli)؟ أليس الإسلام محركا للعمل، والعمل مصدقا للإيمان؟

بالنهاية إنّ العمل المنشود للقضاء على الإرهاب، فضلا عن الحل السياسي والدبلوماسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، يتمثل في تأسيس خطاب مسجدي، توعوي وتربوي وإرشادي، يرمي إلى تحسيس التونسيين بضرورة التوظيف الإيجابي للدين مع التأكيد على أنّ إحدى الوظائف العاجلة والمعاصرة للإسلام هي إحباط المخططات - داعش نموذجا- وفضح مدبّري الخطط الرامية إلى استنزاف حياة معتنقيه والمنتمين إلى ثقافته ولو كان هؤلاء المنتمون إلى ثقافة الإسلام من اليهود أو من النصارى أو من الماأدريبن أو من الملحدين.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب التونسي بين إخلالات الحاضر ورهانات المستقبل
- وكأنّ التوانسة سيموتون غدا...
- تونس: الإصلاح اللغوي والتربوي من أضغاث الأحلام إلى الحلم
- تونس: وهل سيُنجز الإصلاح التربوي بعقل غير صالح؟
- تونس: التجديد الديني بين تطاول المفكرين وتبرير المشايخ
- آفة الدروس الخصوصية وعلاقتها بالعولمة
- الإرهاب الفكري المستدام
- تونس لن تستسلم للإرهاب
- مبادرة من أجل مدرسة المستقبل في تونس
- تونس: أزمة التعليم تتجاوز الوزارة والنقابات
- في مقاومة داعش وسلوكنا الفاحش
- هل الحكومة التونسية قادرة على الردّ الحضاري؟
- تونس: إصلاح الغصن أم الشجرة؟
- تونس: نصيب الجمعيات من حصة تخريب البلاد
- تونس: شهادة حول الخميس الأسود من سنة 1978
- تونس: ما معنى أن يشنّ أساتذة الثانوي إضرابهم لآن؟
- أية مقاربة لاقتصادٍ تونسي ديمقراطي؟
- متى يعيد التونسيون قراءة التاريخ؟
- السِّبْسُوقِيّة التونسية أم الطريق إلى الميتا- ديمقراطية؟
- الشباب التونسي والسبسية/المرزوقية والطريق الثالث


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحمّار - تونس: كفانا مغالطة لأنفسنا !