أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى محارب العجارمة - ليالي الانس بشرق حلب هواها من هوى جهنم















المزيد.....

ليالي الانس بشرق حلب هواها من هوى جهنم


عيسى محارب العجارمة

الحوار المتمدن-العدد: 5357 - 2016 / 11 / 30 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليالي الأنس بشرق حلب هواها من هوى جهنم

خاص – عيسى محارب العجارمة – ليالي الانس بفينا هواها من هوى الجنه ، مقطع من اغنية رائعة لأميرة الغناء العربي المؤودة ، بنت جبل العرب الفنانة العربية السورية الراحلة اسمهان، التي كانت تستعد للتربع على عرش الغناء العربي ، بدلا من كوكب الشرق ام كلثوم ، قبل رحيل الاميرة الدرزية اسمهان ، شقيقة الموسيقار فريد الاطرش ، ووفاتها المبكرة بظروف غامضة قد يميط اللثام عن بعض احداثها هذا المقال ، والتي يقال ان لمخابرات عبد الناصر ضلعا بها.

قبل اسبوعين شاهدت اعلانا على الفضائية الاخبارية السورية يطلب فيها من الشباب السوري الالتحاق بفرقة موسيقات الجيش العربي السوري بمهنة صف ضابط او ضابط صف حسب تعبيرنا نحن الاردنيين المضاد لتعبير اشقائنا الموسيقيين العسكريين السوريين .

من نوع صداح وضارب طبل وغيرها من مهن اوركسترا الجيش هناك ويبدو ان المعارك بشرق حلب تحتاج الى نوع خاص من الموسيقى الجنائزية المهيبة للاطفال الذين مزقتهم براميل الموت وطائرات الاحتلال الروسي وطائرات نظامهم الوطني .

ولا ادري كيف يقتل الاب ابنائه بهذا الاجرام بشرق حلب وغيرها من ديار العروبة المعذبة بدنس جرائم انظمتها الوحشية ، فجميعا نقتل بصورة من الصور يا اطفال حلب ، وليس لها من دون الله كاشفة .

فخلال رحلة الاياب والذهاب لمدرستي الداخلية بالنصف الثاني من السبعينات ، نهاية كل شهر كانت محطة مجمع رغدان القديم (درج فرعون) على رأي جدتي لابي – رحمهما الله - بجانب المدرج الروماني وفندق فيلادلفيا هي الاهم بالنسبة لي .

لم تكن الساحة الهاشمية بشكلها الحالي الجميل الرائع ، بل كانت ساحه اسفلتية معبده ، القسم الشمالي مخصص منها للسيارات العمومية ، وغالبها نوع مرسيدس 190و200 صنع عام 1966، عاملة على خط خارجي عمان الزرقاء محاطة باشجار باسقة نبتت على جزء غير مغطى من سيل عمان .
ا
و تلك التي تعمل على الخطوط الداخلية بعمان العاصمة ، بينما القسم الجنوبي فتتوقف به الحافلات الكبيرة ، من نوع مرسيدس ( أفطس )، تعود بالغالب لشركات ابو الراغب والشخشير وعفانه ، وهي مخصصة لنقل الركاب للمحافظات الشرقية من المملكة ، كالزرقاء والمفرق وربما للسفريات الخارجية صوب مكة والشام والعراق تحيطها من كل صوب وحدب المحلات التجارية الكبيرة كمطعم الافغاني او محلات عبده نقاوة قرب سرفيس الجوفة الحالي بشارع خلفي يمتد حتى مخابز رغدان وقطايفها الشهيرة التي لا زالت لليوم تصنع برمضان وغيره .

كانت مدرسة شنلر تقع على الطريق القديم بين عمان والزرقاء بجانب مخيم حطين ، قبل افتتاح الاوتستراد الحالي بين المحافظتين ، وكان وصولنا قافلين بعد نهاية ايام قلائل مع العائلة بنهاية الشهر للمجمع ايذانا ببداية الدوام ، فمبجرد رؤيتي لحافلة الشخشير الباص الافطس ، احس انني دخلت بوابة المدرسة الداخلية بشنلر لمدة شهر اخر بعيدا عن دفء الحياة العائلية بقريتي ام البساتين .

كان عمري 12عاما تقريبا حينما تسرب لوعيي من حكايات اترابي الغامضة ، ما مفاده ان سائق احد هذه الحافلات ويدعى ابا عبدالله ، وهو رجل حاد النظرات اسمر البشرة ، في نهاية العقدالخامس من عمره – اعتقد جازما انه في العالم الاخر الان - هو من كان يقود السيارة التي كانت تقل الفنانة اسمهان ، شقيقة الموسيقار فريد الاطرش ، وانه قام بقتلها بتحريض من ام كلثوم ، للتربع مكانها على عرش الغناء العربي ، وكان ذلك عبر نزوله من السيارة لتغرق بالترعه هي والاميرة اسمهان او انها دفعها من على ظهر الباخرة لنفس الغاية ايضا .

كانت تلك القصة رغم خياليتها تطرد النوم من عيوننا ، وخصوصا بليالي الشتاء القارسة ، فما بالك بمن يركب الباص مع ذاك القاتل المفترض لمخيال اقراني الاطفال ، وحصل ان نعود من بيوتنا لنتلاقى بشكل جماعي بالمجمع قبل التوجه للمدرسة عصر نهاية الاسبوع ، وجلنا يتمنى ان تكون الرحلة سواء ذهاب او اياب من والى المدرسه مع غير العم ابا عبدالله الاسمر - رحمه الله فالرحمة تجوز على الميت والحي - رحمنا الله جميعا.

وحينما يقودنا حظنا العاثر للركوب بالحافلة التي يقودها ، ترانا نسل لمقاعدنا وعلينا سكينة النساك فلا تعليق او شجار او ضحك وتطول او تقصر فترة ملازمة مقاعد الباص ، لمدة تصل لساعة حتى يمتلئ اخر مقعد بآخر راكب فضلا عن الحمولة الزائدة بين المقاعد ، ناهيك عن الرحلة التي تستغرق نصف ساعه ، من رغدان القديم لماركا ثم لشنلر صيفا ، ولربما داهمتنا الامطار الغزيرة الهاطلة على جسر النشا (النوًر) فتطول الرحلة لساعتين .

حيث تنزل الامطار من جبل التاج كالانهار ، لتغرق المحطة شارع الوكالات التجارية ومعارض السيارات الشهير بالسبعينات ، قبل ان تهجره لشارع مكة وغيره من عمان الغربية ، عاصمة الخلافة السياسية والاقتصادية حاليا .

كانت نظرات ابي عبدالله رحمه الله – لاني اظنه الان عند ام كلثوم واسمهان ان صحت الرواية – حادة حمراء جهنمية وهو ما يعطي للقصة شيئا من الصحة ، وكنت اخاله سيهوي بمنحدر المحطة خلال النزول لعمان ولكنه لم يفعل كسائقي الموت بحافلات الكوستر هذه الايام .

عذرا من العم ابي عبدالله فنحن جرمناك صغارا بجرم لم ترتكبه ، فلتعد اليوم بباصك الافطس الجميل ذي المقاعد الجلدية الوثيرة ، فرغم فزع الطفولة الا ان الركوب معك هو رحلة جميلة بالمعنى الحرفي للكلمة ، على عكس سائقي حافلات الكوستر النصف طائرة ، تحت لوثة تعاطي الكبت والجوكر ومعهم بالطبع سائقوا حافلاتنا القومية المدمنين على الولوغ بدماء اشلاء اطفال العروبة .

فلتقتلهم جميعا عمي ابا عبدالله الاسمر ولترميهم بالترعه فهم من يستحقوا الموت لا اسمهان الاميرة الخالدة ومغناتها الجميلة ليالي الانس بفينا هواها من هوى الجنة فقد قلبوا كلماتها ليالي الانس بشرق حلب والموصل هواها من هوى جهنم .

اصدقكم القول انهم جميعا اضرط من عنز ولكننا ادمنا الضراط خوفا منهم الا اطفال حلب فهم وحدهم اسود الغد والفجر القادم ايها الطواغيت الزائلون عما قريب ، لا ريب عندي بذلك قيد أنملة يا من انتم بنظري أخس من نملة لابل قملة تعتاش على اجساد الامة ، وحينها سنقول ليالي الانس بالقدس هواها من هوى الامة .

المطلوب منكم يا اطفال حلب الخوف على طريقة خوفنا ونحن اطفال من ابا عبدالله ، فلا تخافوهم يا صناع الفجر الجميل، فقدآن الاوان لتبادل الادوار بلعبة الخوف وحان دورهم على ما يبدو اني ارى بعيون زرقاء اليمامة رؤوسا قد اينعت وقد حان قطافها سواء من رؤوس الروس أو الفرس وعملائهم السفاحون .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايمانا بقضية الوحدة العربية
- وين الملايين
- شماغ فايز الطراونة يمثلني
- تبييض السجون
- السائق سريع الاشتعال
- تلة الايجاز التي ضمت رفات (الشيخ عودة عويد السرحان)
- ذئب اردني منفرد بأدغال افريقيا
- حتى أفنتهم الحروب
- الأزهر: لا تقارب مع «لاعنى الصحابة»
- كيف نهبت المافيا الاردنية التقاعد العسكري ؟
- بطل من وطني
- مرج دابق وزمار الحي الذي لا يطرب
- دقي دقي يا ربابة
- ارحموا البلد والناس
- دولة الخروف الاسود
- مقال بقلم خفير الصبة الخضراء
- القناة الاسرائيلية العاشرة تنتحب بذكرى حرب تموز206
- كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس ؟
- غزوة الملك الحسين العقيمة للعراق
- الشعراوي دوام الوفاق نفاق


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى محارب العجارمة - ليالي الانس بشرق حلب هواها من هوى جهنم