أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى محارب العجارمة - كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس ؟















المزيد.....

كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس ؟


عيسى محارب العجارمة

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
خاص - عيسى محارب العجارمة / كاتب اردني مستقل - قادتني قدماي لمطعم هاشم الشعبي الشهير بوسط البلد بالعاصمة الاردنية عمان عام 1985 وكنت حينها طالبا بالتوجيهي الثانوية العامة ، دلفت الى قاعة الطعام التي كانت تتسع لخمسة طاولات على كل منها اربعة كراسي بلاستيكية وتعج كلها بالزبائن من البسطاء والدهماء لطلاب الجامعات والموظفين وعلية القوم كما تدل عليهم ملابسهم ، وجميعهم يزدردوا اطباق الحمص والفول والمسبحة مع زيت الزيتون والشطة والبصل والنعناع الاخضر يزين الاطباق الشهية ، وانتظرت واقفا ان يفرغ احد الكراسي تمهيدا للوصول بمعدتي الخاوية لطبق الفول الشهي .



كانت القاعة تعج بعشرات المقالات والصور المعلقة على الحائط لفنانين عرب وسياسين اردنيين ومقالات لكتاب تحدثوا عن تجاربهم مع اطباق العم هاشم الشهية ، فأستوقفني مقال بعيد نسبيا عني بعنوان :-(كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس ؟) لم اتبين فحوى المقال لبعده عن ناظري وشعرت بالخجل من الاقتراب للطاولة المعلق فوقها حتى لا يشعر روادها بمزاحمتي لهم واستعجالي رحيلهم قبل الانتهاء من اطباقهم الرائعة .



وبالفعل فرغ كرسي قريب مني فجلست رغم ان دافع الفضول لمعرفة فحوى المقال بقي يستفزني حتى اني لم اشعر بعامل المطعم الا وهو يرفع صوته مستفسرا عن طلبي فقلت له : هات لي طبق المسبحة وعلية فول وكوب شاي وفلافل ومارست طقوسي الخاصة بالبسملة ثم تناول الطعام بشهية ونهم ونسيت قصة اسرائيل والسلاح الجديد للقضاء عليها .



كانت عقارب الساعة تشير للحادية عشر ليلا فركبت سرفيس جبل اللويبدة لاعود لمدرستي بالقسم الداخلي بكلية الشهيد فيصل الثاني وتلقيت توبيخا من المعلم المناوب لتأخري عن العودة بعد التاسعة ليلا واستلقيت على فرشتي لاعود بمخيلتي عن فحوى المقال الغريب بالمطعم هذه الامسية واستغرقت بنوم عميق تخلله بعض الكوابيس عن اسرائيل وحروبها ومجازرها التي لا تنتهي بحق الامة العربية ،قطعه صوت المعلم بالصحيان على طابور الرياضة الصباحية في اليوم التالي .


استيقظت صبيحة اليوم التالي بمدرستي بمنطقة العبدلي بالعاصمة الاردنية عمان وكنت ذكرت بالجزء الاول قصة تناولي عشائي بالمطعم الاردني الشهير (هاشم) للفول والحمص وكانت على جدرانه مقاله بعنوان (كيف نقضي على اسرائيل بالفول والحمص ؟) .

مارست حصة الرياضة الصباحية بساحة المدرسة وكنت ارى حركة السيارات وهي تنساب من العبدلي لوسط البلد وعلى الجهة المقابلة للمدرسة كانت بناية بنك الاسكان ومقابلها مسجد الملك عبدالله وهو المسجد الرئيس التي تقام به صلاة الجمعة المتلفزة ، وكان مدير المدرسة قد حضر بالصباح الباكر وطلب منا اداء حركة الضغط (بوش اب ) اضافة للهرولة ونحن بلباس الفوتيك العسكري مما اشعرنا بالجوع مجددا .



ثم الذهاب للثكنة المعدة كنادي للطعام والافطار على الزبدة والحلاوة وكوب الشاي وبرفقتنا طلبة القسم الداخلي بالمدرسة وغالبيتهم ابناء شهداء من المناطق الريفية القصية بالاردن ، كانت تحيط بالمدرسة مجموعة من البنايات كفلل وشقق طابقية لحي اللويبدة الراقي والتي كانت تفصله الكلية عن حي العبدلي .



وكان ابرز الجيران الاعلامي الاردني المرحوم رافع شاهين الذي كان ينهرنا للعودة للمدرسة لابل كانت خادمته الفلبينية (وجدان) تقوم بالامر نيابة عنه وتخبره باسمائنا فهي شديدة الذكاء وكانت تعرف اسمائنا جميعا ، وذلك اذا كنا متسربين بفترة ما بعد العصر باتجاه الحي الراقي املا بأمسية رومانسية بحديقة اللويبدة حيث يرتادها كثير من العائلات والغيد الحسان .



ظل هاجس المقال يتردد صداه في اعماقي وخصوصا ان تلك الفترة 1984 كانت على بعد سنتين من مجزرة صبرا وشاتيلا والخروج الفلسطيني الحزين من بيروت على ظهر باخرة أقلت المقاتلين الفدائيين برفقة الختيار ابو عمار لتونس برحلة الهجرة للنوارس ذات الحق الضائع وفردوسهم (فلسطين الحبيبة السليبة) الذي ابتلعته الة الحرب الصهيونية منذ مذبحة دير ياسين عام 1948 وحتى مجزرة صبرا وشاتيلا فهل للفول المدمس بعلاقة بهذا الامر ؟.



هرعنا قبل طابور المدرسة لجولة نظافة حول مباني المدرسة وبين اشجارها الحرجية وكانت فرصة لبعض الرفاق للذهاب خلف منطقة الحمامات (دورة المياه) للتدخين بمخالفة صريحة لتعليمات المنع الشديدة لهذه العادة الكريهة والتي امقتها للساعة مقتا شديدا واحاربها بشدة ،ثم الدخول لطابور (طبقي بعض الشيء) حيث يتقاطر طلبة القسم الخارجي بواسطة السيارات التي يقودها سواقين عسكريين كون كثير من الطلبة ابناء لباشاوات (كبار ضباط الجيش الاردني ) وبعض علية القوم في العاصمة عمان من البرجوازية ذات الاصول الفلسطينية والشامية من ابناء التجار الاثرياء وكبار موظفين الحكومة ، ممن وجدوا ضالتهم في هذه الكلية (المدرسة الثانوية ) رفيعة التقاليد الاكاديمية ، وتتبع لمديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية حيث المعلمون برتبة ضباط وغاية في اتقان مهنتهم التربوية التعليمية المقدسة .



كانت البداية مع ايات قصيرة من القران الكريم وسورة الفاتحة ثم السلام الملكي الاردني الذي ترفع على انغامة الراية عالية خفاقة بيد احد التلاميذ بواسطة حبل وبكرة على السارية العالية ، وهي علم المملكة الاردنية الهاشمية ثم كلمة قصيرة لمدير المدرسة الرائد ابو فواز ذي الاصول الدرزية بصوته القاصف كالرعد حيث لم يكن بحاجه لاستخدام ميكروفون الاذاعة المدرسية وتصل الاثارة ذوروتها حينما يخطبنا لمدة ربع ساعة عن مضار التدخين مثلا وهو يمسك بورقة بيدية ثم يقلبها امامنا لنكتشف انها ورقة بيضاء على الوجيهن خالية من اي كلمة تفوه بها .



ولعل من اجمل نصائحه لا تحصل على معدل ما بين 50-60 لانك لن تنال به الا وظيفة زبال بأمانة العاصمة بهذه الدرجة المتوسطة فالرسوب اشرف من عدم تحصيل مقعد جامعي ولكم مارس علينا اشد الضغوطات الابوية بمنتهى الحكمة لتحصيل العلامات التي تحقق لنا طموحاتنا بالدراسة الجامعية وهو الامر الذي لم افلح بالوصول له ، كوني حصلت معدل بدرجة متوسطة ولكني لم اعمل بنصيحته زبالا بالامانة بل كانت لي مع القدر جولات بوظائف اخرى لم تكن ضمن اجندة مديري العزيز واسرتي البعيدة في الريف الاردني أو انا شخصيا ولكنها المقاديرالغادرة بكثير من محطات قطار حياتي الذي طالما خرج عن سكته المعتادة .



كانت الحياة في المدرسة رتيبة مملة بالنسبة لي ولم يكن الفرع العلمي الذي اختارته لي العائلة قسرا وكرها يحقق لي ابراز مواهبي الادبية وحبي لحصة الانشاء والتاريخ والجغرافيا مما حداني لنبذ التحصيل والدرس والدراسة للعلوم والكيمياء والاحياء والفيزياء ، رغم انني كنت وللامانة حينما اعقل ما يقول احد مدرسي هذه المواد فلا انسى شرحه الماتع .



ولا زلت اذكر مدرس الكيمياء بالصف الثاني الثانوي العلمي عام 1984 وهو الاستاذ (الملازم ثقافة عسكرية ) محمد عبدالله كليب الشريده شارحا مصطلح طاقة التنشيط ومثاله الحي عنها هو تمرير عود الثقاب على طرف الكبريتة فيكون الاحتكاك السابق للاشتعال هو هذا المعنى راجيا ان ان تكون هذه الحلقة طاقة التنشيط لروايتي التي امل بقرائتها بيقظة وحذر واثرائها بالردود المناسبة من الاخوة والاخوات الاعضاء لاعطائها البناء الروائي والمعمار الهندسي لاسلوبها ولغتها المناسبة لها فردود افعالكم مرحب بها بشدة وهي المصباح المنير لدجى هذه الحلقات المتتالية بعون الله ولا بد من صنعاء وان طال السفر طاب مسائكم جميعا قرائي الاعزاء ولا تنسوا تناول الفول المدمس (ههههه) على العشاء عند مطعم العم هاشم ويا هلا بيكم بعمان العرب .



#عيسى_محارب_العجارمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة الملك الحسين العقيمة للعراق
- الشعراوي دوام الوفاق نفاق
- عملية سافوي الفدائية
- يا سيوف خذيني
- حرب تفتقر الى الحكمة
- قيصر الفاتيكان قارئا لأرض المعركة
- ملاس الكسنزان
- الاردن الهاشمي طفل العالم المدلل
- المنطقة الحرام
- عصابة داعش الارهابية ومنع مشاهدة التلفاز
- الدولة الكردية الكبرى قادمة لا محالة
- أما خادم الحرمين خليفة للمسلمين أو (ديلفري الموت) قاسم سليما ...
- بمناسبة عيد العمال افتحونا باب الهجرة للصومال
- خطاب النصر الهاشمي للعاهل الاردني ما الجديد؟
- شجرة الدر الامريكية وبيادر العجارمة بجرش
- بترول الاردن قريبا بيد راقصة شعبية هابطة(قصة حقيقة)
- داعية الشر الدكتور احمد نوفل وزم الشفاة علي الاردن الهاشمي
- وكتب الله النهاية السعيدة لمأساة السفير الأردني الأسير
- سرادق العزاء السوري لا زال منصوبا
- قائد قوات اليرموك الاردنية الشيخ عطا الشهوان


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى محارب العجارمة - كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس ؟