2 الكرسي الشاغر وعصر الممثل_ طقس التدخين أهم من الصلاة والصيام!؟

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 14:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لكل عادة طقس, والعكس ايضا غير صحيح للأسف.....(أتذكر مع شريط أحداث وذكريات بالألوان_ مجموعة رياض الصالح الحسين " اساطير يومية".....وحكاياتها).
لا يمثل كل فرد الانسان, بالفعل, عبر المستوى المعرفي _الأخلاقي الذي يحققه في عمره القصير.
تلك مأساة الانسانية_ وتتكرر بشكل دوري ومتناوب(مع تغيرات طفيفة) خلال خمسة آلاف عام
* * *
أيضا هذا النص يتزامن مع قرائتي المتكرة لكتاب ريتشارد سينيت " في مواجهة التعصب" والعنوان الفرعي : التعاون من أجل البقاء _ ترجمة حسن بحري
* * *
العالم الداخلي للانسان وجهان متقابلان, يتشابه مع ضفتي نهر, الطقوس والعادات من جانب _ والمشاعر والعواطف من جانب مقابل.
كلاهما ينتج الآخر بشكل دوري ومتبادل , وينتج عنه في دورة عكسية تتكرر بين الأجيال وعبرها. وتماثل علاقة الطاقة والحركة في حياة الكائن_ حيث مستوى الطاقة يحدد الحركة وينتجها ايضا, وبالمقابل الحركة تنتج الطاقة...كما تستهلكها وتبددها بشكل غامض وغير مفهوم...( ما تزال العلاقة بين الحركة والطاقة مجهولة, بمعظم مستوياتها_ حتى في مجال العلوم الدقيقة أو الفيزياء الرياضية بشكل تجريبي ومخبري...)!؟
أما بالنسبة للعلاقة بين الطقس والعادة, يشكلان غالبا طرفين لمتصل مزدوج_ حيث التجانس يتركز في المنتصف وتتناقض العلاقة مع التباعد, وتصل ذروتها عند النهايتين.
_ يشتركان بخاصية التكرار, ويختلفان بدرجة الوعي والشعور خلال ممارسة العادة أو الطقس...
_ الخلاف بينهما أكثر بروزا ووضحا عند الطرفين,مصدر الطقوس خارجي( ديني او اجتماعي) والدوافع والحوافز لممارسة الطقوس تبدأ من الخارج, ثم تنتقل وتتحول إلى عادة ربما...بفعل التكرار وتحت تأثير ضغط العقاب أو الثواب. أما العادة فهي غالبا مبادرة فردية تنتج عن وضع قلقل وغير مالوف ( سلوك صغير ومعزول وسري)...وتتحول إلى طقس اجتماعي ( وربما ديني) إن صدرت عن القادة والزعماء أو لقيت تشجيعهم فيما بعد_ وبمعزل عن جدارتها أو تفاهتها على حد سواء.
_ يصعب تخيل أن تتحول عادة مثل قضم الأظافر إلى طقس اجتماعي _ ديني!؟
_لكن كيف يمكن تفسير عبارة " ويل للمصلين... الشهيرة...." بشكل منطقي وعقلاني معا!؟
* * *
الصيام يعمق خبرة الايمان عبر التراكم والتعميم, ثم تتكون الثقة المتبادلة بالتدريج, من خلال الخبرة الاجتماعية والشخصية في طقس اجتماعي مهيب وشديد الارضاء....( نفس الخبرة والمشاعر تعاش وتدرك بشكل فردي في حالة التحرر من إدمان...تدخين, كحول,...), قوة التكرار تتضاعف مرة بعد أخرى...بصورة تستعصي على فهمي.
يتوافق طقس الصيام مع الشعور بحدود الأنا من الخارج, دائرة تحصر خارجها.
طقس الصلاة بالعكس, من الداخل إلى الخارج...غلى المطلق والمجهول وما يفوق الوصف.
الصلاة مغامرة العقل الأولى للخروج من الفقاعة النرجسية ومن حلقة التمركز الذاتي.
كانت_ وما تزال النرجسية مشكلة الانسان الموروثة, والمستمرة, والمتجددة (الغرور معادلها الشعوري).
النرجسية تجسيد لاغراء الهاوية والعجز عن الحب_ النرجسية نقيض الحب بالفعل.
* * *
المجامعة الطبيعية أو الممارسة الجنسية المباشرة عادة وطقس معا بالتزامن.
الممارسة الجنسية طقس بيولوجي وغريزي, يرقى إلى المستوى الاجتماعي عند بعض الرئيسيات العليا_ والانسان على وجه الخصوص, حيث يتمدد غلى عادات اجتماعية, ثم فردية_....تنحرف إلى حالات حدية ( وحاجات) شديدة الغربة والغرابة واللامعقولية.
الجنس يدمج العادة بالطقس والعكس ايضا, ما يجعله النشاط الانساني الجوهري والذي يدمج جانبي الانسان الفردي مع المشترك_ والمؤنث مع المذكر...عبر رقصة ثنائية تدوم لحظات, ومع ذلك, تدمج الزمان والمطلق في الوقت والعابر!
لا يشارك الجنس غير التدخين تلك الخاصية الفريدة: احتواء الطقس والعادة عبر سلوك مفرد_ او مشترك بالتزامن حسب الحاجة والرغبة...ويستطيع ممارستها اي إنسان وبسهولة ( امرأة أو رجل أو طفل_ التدخين, لكن الجنس بحالته الشاذة فقط أو الخاصة (الاستمناء).
سأعود إلى هذه المقاربة الشيقة, لاحتوائها المزدوج على الاثارة والأمان معا وبالتزامن, في نصوص جديدة

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل