أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - (3_س) السعادة والشعور (المركب) بدلالة اللذة او الألم















المزيد.....

(3_س) السعادة والشعور (المركب) بدلالة اللذة او الألم


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 23:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا البحث المتسلسل عن السعادة (مصادرها,ملامحها, مكوناتها, عوائقها....بالاضافة إلى موضوع السعادة وماهيتها) بمثابة إنعطافة (مؤقتة) في كتابتي وحياتي الشخصية معا_ يستمر طوال العام_ هو موقف من الجحيم السوري خصوصا.... وبدلا من شتائم الظلام والهمجية أحاول أن اشعل شمعة بحسب طاقتي, عساها تكون فعل حب ومعرفة وحرية أو محاولة....
* * *
المغالطة الشعورية _تلخيص وتذكير: لا يشغل الشعور والوعي ايضا سوى جزء صغير, أو حيز من الوضع الانساني المركب والمعقد بطبيعته, وجانب محدود منه.
يمثل الشعور السطح الظاهري للوضع الانساني, يتشابه دوره مع (اليوم) خلال عمر الفرد ووجوده في الزمن...عبر سلسلة اليوم, الغد, الأمس
_ الشعور بالألم, مع انه قد يصل إلى درجات طاغية من سيطرته على الادراك والعقل, لا يمثل حقيقة وضع الفرد إلا بشكل محدود ومشوه. بعد النجاح المتزايد في مجال التخدير ومضادات الألم (إلى درجة إلغاء الشعور بآلام كثيرة), صارت الفكرة _خبرة التمييز بين الشعور المباشر وبين الموقف العام الذي يتضمن الجوانب اللاشعورية ايضا_ سهلة وبمتناول فهم العقول البسيطة والفتية اكثر.
_ الشعور باللذة والمتعة, من جهة مقابلة, لا يمثل حقيقة الوضع الانساني العام, سوى بشكل جزئي وتقريبي.
كلنا نعرف خطورة المخدرات وعقاقير الهلوسة وغيرها_ بدون اختبارها_ والعقلاء بيننا يتجنبون الاستسلام للنزوات الانفعالية, خصوصا الغريبة منها والمتطرفة...., مع كل ما تحمله من إغراء وجاذبية لحظة الانفعال الانفجاري.
تفسير ذلك أن الانسان المتوسط بدرجة الحساسية والذكاء يميز بسهولة بين السعادة (الحقيقية) وبين الرغبات والمتع (الكاذبة) التي تصدرها وتحققها النزوات أو الحاجات اللاعقلانية (كشهوة السيطرة أو الخضوع مثلا) والتي تفسد الغد والمستقبل والحس السليم أولا.
_ تمييز ثالث وأكثر أهمية بين الشعور المباشر (الآني والمتذبذب دوما) وبين الاتجاه العاطفي العميق للشخصية, الثابت والمستقر بدرجة كبيرة لغالبية الناس, والاستثناء للحالات المرضية المتطرفة والتي تتطلب التدخل الطبي المتخصص والمباشر.
مصدر الاتجاه العاطفي الذي يحكم سلوك الفرد وتفكيره ومشاعره (اجتماعي _ثقافي) بالدرجة الأولى, وبالمستوى الثاني يأتي الدور الفردي والشخصي بحاجاته وعاداته المتنوعة العقلانية أو غير العقلانية أيضا.
(هذه الفكرة يعالجها إريك فروم بشكل موسع وجذاب في كتاب التحليل النفسي والدين خصوصا_ احد مراجع هذا الحبث)
* * *
دور العقل والوعي في سعادة الانسان دينامي وتفاعلي, بحسب الوضع الشخصي (العمر والجنس والثقافة ودرجة نضج الشخصية وغيرها) ويمكن تصنيفها ضمن اربعة مراحل وأطوار...., تتكامل عبر الانتقال المتدرج والسلس من الرضيع (الدودة) آخذ كل شيئ.....إلى العجوز (الحكيم) الذي يعطي كل شيئ_ مرورا بالمراهقةى والشباب _ عبر النضج والكهولة, حيث تتعادل وتتكافئ نسبة العوامل الفردية والاجتماعية في حياة الانسان الناضج والمتوازن مع المعايير الانسانية العالمية المشتركة.
(من الأخذ إلى العطاء)...عبر اربعة اطوار ومراحل يمكن ملاحظتها بسهولة من الخارج
1_ الطفولة, سعادة الانسان مصدرها خارجه, واهمية العقل والوعي تنمو تدريجيا, مع بقاء الترجيح للعوامل الموضوعية والخارجية
2_ الشباب والمراهقة, تتعادل أهمية العوامل الموضوعية مع الذاتية...دور العقل والوعي (49+فاصلة) والباقي للعوامل الموضوعية والخارجية ( 50 +فاصلة) بالمئة.
3_ النضج والكهولة, تتابدل العوامل الموضوعية والذاتية الدور والأهمية ( 50 +فاصلة للوعي والادراك) والمقابل (49 +فاصلة) للعوامل الموضوعية التي تبدأ اهميتها بالتناقص
4_ الشيخوخة, نقيض الطفولة, تنحدر أهمية العوامل الخارجية والموضوعية مع تقدم العمر, مقابل تزايد اهمية الوعي والادراك أو....الشقاء والخرف مع الموت القريب.
* * *
اللذة والسعادة أيضا الألم والشقاء غير متلازمات, وأحيانا تتناقضان (قد تسبب اللذة الشقاء أو يهيئ الألم للسعادة_ أمثلتها البارزة في العادات السلبية, والعكس خبرة تحمل الضغوط ورفع عتبة القلق والخوف)ز
اثر اللذة أو الألم_ ودورهما وتأثيرهما في حياة الانسان, يرتبطان بفهمه ودرجة نضجه وكيفية تفسيره لخبرات حياته المتنوعة والمركبة دوما.
اللذة و المتعة تضاعفان الشعور بالسعادة عادة, كما يضاعف الحزن واللم الشعور بالتعاسة_ بالتشابه والتشابك مع حوادث الفرح أو الألم, الدورية والمتكررة خلال تقلبات الحياة, بين التوتر والضغوط أو بين الملذات والأفراح بالمقابل.
في المستوى الطبيعي (البيولوجي والحيواني) هما واحد _حيث اللذة سعادة والألم شقاء.
ولكن في الوضع الانساني وخصوصا بعد البلوغ, يكون للعمليات العقلية كالتفكير والتذكر والتخيل والتوقع وغيرها الدور الحاسم والرئيسي.
على مستوى الشعو ر والادراك يعمل العقل كمرشح ومضخم مزدوج, قد يضاعف الأثر والتنبيه أو يخمده ( المثيرات والمنبهات ربما تكون خارجية أو داخلية مصدرها حاجات غريزية أو إنفعالية).
يمكن تشبيه ومقاربة حالة السعادة أو الشقاء للشخصية, وهي تنظيم للطاقة النفسية مرن ومتوازن ومستقر نسبيا, على شكل بناء طابقي متدرج...
المستوى الطبيعي والاعتيادي (اليبولوجي والفيزيولوجي) يوازي سطح الأرض أو الدرجة صفر.
تحت وإلى أسفل القبو والطوابق المنحدرة تحت الأرض, شقاء متدرج في الشدة, بداية مع الملل والضجر الاعتيادي بسبب التكرار والروتين اليومي....نزولا إلى الآلام والعذابات النفسية الشدية والمبرحة (لدرجة الوحشية , التي تدفع الشخصية الشقية غلى التمير القهري والقسري (قتل النفس أو الآخر).
والعكس تماما, تنمو الغبطة المتدرجة في الطوابق العليا إلى الشمس والضوء, من الفرح البسيط والمباشر الذي تمنحه المباهج والأحداث اليومية (رؤية زهرة أو عصفور أو سماع خبر جمالي...) حيث الغبطة تنمو وتتعمق مع تقدم العمر_ موقف الحب.
* * *
السعادة فعل متسلسل ومستمر, أيضا موقف واتجاه عاطفي شخصي_ خاص ونوعي ومتوازن, ينشأ وينمو بالتزامن مع الاهتمام العميق بالعالم والطبيعة, عبر التفاعل الايجابي المبدع والمستمر مع تغيرات الحياة, ويتلازم مع محبة النفس وحب الانسان الغريب ( والخصم ايضا).
وعبر المستويات العليا والمتقدمة في النمو والنضج تتحقق الحرية الداخلية خصوصا -حرية الارادة والوعي والتفكير....السعادة والحب والحرية والعمل والمعرفة والابداع متلازمة بصورة عامة ومتكاملة.
السعادة والتسامح وجهان لعملة واحدة.
لا يستطيع الانسان أن يغير سوى نفسه.
تتناسب درجة سعادة الانسان مع درجة تحمله لمسؤوليته الاجتماعية والانسانية (هذه الحقيقة البسيطة والمدهشة يمكنك ملاحظتها كيفما التفت....)
* * *
العائق الأساسي في بحث السعادة "الشعور" وتلك اللحظات المبعثرة وهي تتلاشى للتو...., يتعذر قبول انها الحقيقة الانسانية الجوهرية ويتعذر بنفس الدرجة قبول وجود حقيقة خارجها ومنفصلة عنها....
الدوامة الرهيبة التي حيرت كبار عقول البشرية على مر العصور....
( تم هذا الجزء بالاستفادة من كتاب الدكتور عادل العوا " مذاهب السعادة", دار الفاضل)



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة نقود في الهواء
- السعادة في التصور الديني والفلسفي- وعلم النفس تاليا
- السعادة_ وأقرب الأماكن إلى النفس
- سوء التفسير, سوء الفهم_ ومحاولة مسك العصا من المنتصف؟
- هل المريض (العقلي_ النفسي) إنسان أدنى أو أقل مرتبة من غيره؟
- وهذا حكم قيمة أيضا
- بجرة حرب واحدة_نسرين اكرم خوري وفن التفكير شعريا....
- القلق المالي, والسعادة, وفائدة التدخين...
- موقف الايمان_ وخبرة ما وراء الشعور المباشر
- أخلاق اللصوص.....؟
- ليت الشعور صفة فكرية
- معرفة المشاعر, وتحديدها, من خلال تصنيف متدرج للعلاقات الاجتم ...
- الوقت والزمان_ الفراغ الوجودي مشكلتنا
- اللوحة الزائفة....تلامس الذروة والقاع
- العلاقات بين العتبة والسقف_نسبة 3و7 من عشرة بالأدوار والأداء
- تغيير التفكير_ استبدال الفكرة الثابتة بالتفكير الحر؟
- انتكاسة الادمان_ أو رفع عتبة التوتر والقلق
- إطفاء الادمان_ تحويل عادة التدخين من عادة سيئة إلى عادة جديد ...
- (حب النفس وحب الآخر_ حالة تناقض أم تكامل؟
- (1_...) حب النفس وحب الانسان _حالة تناقض أم تكامل؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - (3_س) السعادة والشعور (المركب) بدلالة اللذة او الألم