حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 14:42
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أعالج عبر هذا النص, موضوعين مثيرين واشكاليين معا, الأول سؤال: هل تتلاعب الادارات الأمريكية المتعاقبة بالعالم من خلال هوليود وبواسطتها؟ والموضوع الثاني أتناول فيه الوجه (المشرق) لنظرية المؤامرة....
وكما يرشح من العنوانين تقصدت الاثارة بالفعل_ والمفارقة المزدوجة أنني تقصدت بالمقابل الأسلوب (الممل) بتفصيلاته إلى حده الأقصى, كتطبيق وتمرين معا من خلال الاختبار المتكرر لفكرة تؤرقني _ ومنذ عشرات السنين : ما الأكثر أهمية " ماذا تقول" أم "كيف تقول"؟!...
وقبل الدخول في تناقضات وتشعبات القضيتين_ ارجو من القارئ الكسول أو النرجسي أن يتوقف عن متابعة القراءة وينصرف لشؤونه الخاصة, فهو بالتأكيد لن يجد ما يريده أو يبحث عنه في كتابتي أبدا...هذا وعد ثابت.
* * *
قبل اقل من عشر سنوات _ كان موقف العالم بأكمله عكس موقفه اليوم ونقيضه بالكامل.
_الغرب بقيادة أمريكا, يطلبون أن تحدد_ي_ موقفك مع أو ضد (الحرب...), ابيض أو اسود....ومن ليس معنا ضدنا, وكانت الادارة الأمريكية تمثل التطرف العالمي والدولي معا بالفعل بعد القول.
_ الشرق بقيادة (ضمنية حينها) روسيا والصين, يطلبون التأني والفصل بين المقاومة المشروعة( والمرغوبة) وبين الارهاب, والاتفاق على الأسلوب الملائم لمحاربة ( الارهاب)...لست أنا من يضع الأقواس عادة, بقصد التعمية والتأجيل.
اليوم, وإلى وقت... غير معروف يجري العكس والنفيض الشامل!
هل توجد خطة واضحة ودقيقة, وتتضمن احتمالات 1, واحتمال 2, ثم احتمال3,...وهكذا في حال الفشل؟ لدى الدول والجماعات والأفراد؟!
(خطتي الشخصية يتضمنها هذا النص).
* * *
مروجو نظرية المؤامرة, يعتقدون, وبيقين, بوجود قيادة موحدة لهذا العالم وهي منتشرة في كل زمان ومكان_ ولها تسميات عديدة جدا كالماسونية والصهيونية والامبريالية....وغيرها كثير.
بالاضافة لتواجدها الفوري بأي زمان ومكان, لها خطة محددة وغاية واضحة " تخريب العالم, الذي تحكمه وتتحكم فيه" وبالطبع هي ليست قيادة علنية ومعروفة, بل عصابة غامضة لا أحد يعرف عنها شيئا سوى هذا (وهذه) العالم والعارف بكل شيئ_ الذي يتحدث باسم نظرية المؤامرة, وهي _هو, إذ تأنثت وبسرعة نظرية المؤامرة وهذه تحسب لها بالفعل,.....مستهلكات ومروجات نظرية المؤامرة ينافسن رفاقهن الذكور ويتفوقن عليهم بالمبالغة والغرابة....بشكل دوري ومتناوب واصيل!
* * *
هل أمريكا تتلاعب بالعلم وفق خطة محكمة ومفصلة زمنيا أيضا؟ أم أن الادارات الأمريكية المتعاقبة ترتجل قراراتها ومواقفها مع كل حدث جديد!؟ وتتخبط بين أفكار وتوجهات عامة وعائمة_ مثل بقية الدول والمؤسسات والأفراد في العالم المعاصر....!؟
_ لا احد يجادل بخسارة أمريكا لحرب فيتنام وكوبا.
_ لا احد يجادل بخسارة أمريكا في العراق أو (فشلها).
_ لا احد يجادل في انتصار أمريكا على نفسها (إلغاء العبودية), ثم انتصارها على النازية, وعلى الشيوعية واليسار خلال القرن العشرين.
_ لا احد يعرف ( سوى اصحاب نظرية المؤامرة) كيف ستنتهي حرب أمريكا ضد (الارهاب) التي اعلنتها سنة 2001 ( تحتاج _ين فقط) إلى ربع ساعة من البحث على غوغل" والحرب على الارهاب سنة 2001"...لتتكشف الصورة والمشهد عامة
* * *
الفارق النوعي والجذري ( والبسيط ايضا) بين الصحة العقلية والمرض العقلي:
أن سمة المرض العقلي وعرضه وماهيته التكرار الجامد والقهري ( فكرة ثابتة), مع تصلب وجداني (تعصب).
على العكس والنقيض الصحة العقلية, محورها حرية التفكير والارادة....وحرية الخيال والتذكر ايضا (إبداع).
المعنى؟
_ المعنى, ان اكتساب الحرية والمرونة العقلية والفكرية هي غاية العلاج النفسي بمختلف تياراته ومدارسه...كما هي غاية الأديان والفلسفة والفنون والآداب وبقية أنشطة الانسان المعرفية والابداعية.
بتعير معاكس,عملية تغيير الصورة الذهنية تمثل معجزة الانسان بالفعل, وعلى الصعيدين الفردي والاجتماعي بالتزامن وبنفس درجة الصعوبة والأهمية أيضا.
يموت الناس لأجل فكرة, يقتلون انفسهم ويقتلون غيرهم,....منذ بدء التاريخ....وربما إلى نهايته!
الانسان عبدا لفكرته, كان وما يزال. (ولا فرق بين فكرة سخيفة او فكرة عظيمة).
بماذا يختلف (الجهاديون) عن بعضهم؟؟؟؟؟
_ بصدق لا اعرف. مع انني كنت منهم ومعهم, تحت تأثير مباشر من ثقافة الموت (الثقافة المسمومة) والأخلاق الفاسدة ( اخلاق الغزاة وملتقطو الثمار)...
* * *
بماذا أختلف عنهم اليوم؟
_ هم يعرفون, وانا لا أعرف.
* * *
دونالاد ترامب في مواجهة هيلاري كلينتون؟
والعالم يتفرج وينتظر....كيف ومتى يشارك!!
الرئيس الأمريكي يتدرج بسرعة هائلة من حاكم إلى ممثل, ومن زعيم محلي إلى قائد العالم.
شاركت الفرح والحماس والمسؤولية خلال انتخاب باراك أو باما رئيسا لأمريكا وللعالم أكثر.
أهم حدث سياسي في التاريخ الحديث.
نعم, بالفعل بدأت (القيادة) على مختلف الصعد والمستويات تتطور وترتقي, وبسرعة من قالب الهرم ( العمودي_ الوراثي) والسلطوي المنغلق غلى صيغة الهرم ( الأفقي_ الجدارة) والديمقراطي المفتوح....من الولاء إلى الجدارة_ بالتزامن مع وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض.
اليوم_ العالم كله يرى,...ويستطيع ان يشارك؟ ربما!
_ من يؤمنون بالتطور والحقيقة والانسان, سوف يتعاملون مع الواقع دوما بشكل منفتح ومرن ومسؤول.
_ من لا يقبلون إلا ان يثبت الواقع صحة تنبؤاتهم, خلاصهم وخلاصنا, لن يكون إلا بخلاصهم من الحاجة القهرية إلى عدو...
* * *
هل توجد خطة أمريكية محكمة, هدفها وغايتها تحويل (العدو) لشعوب العالم الاسلامي (السني) من أمريكا واسرائل إلى روسيا وإيران؟!
يوجد احتمالان فقط 1_ توجد خطة 2_ لا توجد خطة
أسوأ خطة, هي أفضل او اقل سوءا من عدم وجود خطة.
كيف؟
هذا ما توصلت إليه عبر مئات الدراسات الفكرية, ساحاول عرضه بوضوح وغيجاز على قدر استطاعتي...
وجود خطة زمنية او برنامج تفصيلي, يذكر أو يحرض الانسان على الاقرار بواقع تعدد مستويات مصلحته ( المباشرة, والمتوسطة, والبعيدة), وذلك بالتزامن مع تفعيل الادراك الذاتي_ الأخلاقي وبمستوياته الثلاثة المقابلة (اخلاق ذاتية, اجتماعية, واخلاق إنسانية).
والأهم من ذلك_ في اعتقادي_ عدم وجود خطة يسهل انحدار الانسان إلى عواطف الانتقام والتدمير ( الجاهزة دوما للانفجار)....
وكما انه لا حدود لجمال عقل الانسان وإبداعه_ بالمقابل_ لا حدود لعنفه وتدميره
* * *
الايمان العقلاني؟
هل نحن في عصر الايمان العقلاني!
الايمان بالانسان والخير والتطور...., ذروته الايمان بالله_ الحقيقة المطلقة
هل ذلك يقبل العكس؟ القفز مباشرة _ عن طريق الغفلة أو الخداع ( لا استطيع فهم ذلك)....
وها انا اعود إلى الدوغمائية( حلقة الثنائية الخانقة _ مع أو ضد...
تجربتي وخبرتي _ وقد عرضتها باكثر من صيغة عبر الحوار المتمدن خصوصا...
توجد اربعة مراحل أو أطوار أو درجات لا يمكن دمجها أو القفز فوق أحدها, لتجربة الايمان...
1_ مرحلة الرغبة والتناقض العاطفي_ مستوى الايمان اللاعقلاني
2_مرحلة المقدرة والتعلم والتسامح_ تنمية الاهتمام بالعالم
3_مرحلة الثقة, وتتميز باحترام المجهول والغامض, وتقبله أيضا
4_مرحلة الايمان العقلاني_ السعادة
* * *
نظرية المؤامرة تفترض, ولو بشكل ضمني, أن الانسان كائن عقلاني....
وهذا موضوع شائك وإشكالي وغير متفق عليه ابدا,...الانسان كائن مركب وغامض في كل تاريخه ومستوياته وأشكال وجوده وتعبيراته أيضا...وهو مزدوج على الأقل بين الأنثى والذكر وبين الفردي والاجتماعي وبين العقل والانفعال الغريزي والبيولوجي...
كل يوم هو قديم وجديد بالتزامن
صحيح
لكن ما اعرفه بيقين_ يطابق معرفتي لنفس....في سوريا
نعم, الأسوأ قد مضى
لكن الأجمل مضى معه أيضا
* * *
هامش...
قبل اقل من عشر سنوات, كان العالم بأكمله على النقيض من موقفه اليوم....الدول والمؤسسات والمجموعات الثقافية المختلفة والغالبية المطلقة من الأفراد أيضا!
بكلمات اخرى, حدث تغيير نوعي (نادرا ما يحدث) إذ تبدلت المواقف السياسية والأخلاقية من النقيض غلى النقيض. وهذا بحد ذاته أمر جيد ودلالة على سلامة المنطق والانسجام الذاتي....لكن, الكل على ثقة بصحة وصوابية موقفه قبل عشر سنوات واليوم ايضا...الأمر ونقيضه!
هذه هي الدغمائية في حدودها القصوى_ اليقين القاتل
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟