أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - يخربون بيوتهم بايديهم














المزيد.....

يخربون بيوتهم بايديهم


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 يبدو ان احزاب المعارضة التي استلمت الحكم بعد احتلال العراق  عام 2003  لم يكن لديها سوى الرغبة في الحكم باي ثمن ،  مستندة في ذلك على الشعارات المحرضة للتحشيد الديني والاثني .  ولم تكن لديها اية نظرية او برنامج عمل لبناء دولة حديثة .  .  ولذلك جاءت الدولة العراقية على هذه الصورة المشوهة الفاقدة لكل مقومات الدولة العصرية ، حتى اصبحت من الدول الفاشلة في العالم .  يضاف الى ذلك ان هذه الاحزاب والشخصيات الوافدة لم تكن تتمتع باي شعبية وليس لديها اي رصيد جماهيري يؤهلها لادارة مرافق الدولة المتعددة والمتنوعة .  ولذلك نراها قد توجهت الى منح العطايا والمكافآت والمناصب الى الافراد كي ينتمون اليها او يصوتون الى مرشحيها في الانتخابات . ومن هنا جاءت الطامة الكبرى ،  فالاحزاب ليس لديها موارد ذاتية لتحقيق ذلك فاتجهت للاستحواذ على وزارات الدولة  وجعلها اقطاعيات خاصة لتمويلها والايفاء بالتزاماتها تجاه منتسبيها مع توفير الدعاية الانتخابية لها . فتم نهب وسلب الدوائر  والوزارات على نطاق واسع .  .   ولم يتم الاكتفاء بذلك فقط بل ان الكتل والاحزاب من الطائفة الثانية حاربت بشتى الوسائل لاخذ نصيبهامن الدولة ، ولنفس السبب وهو توزيع المنافع على اعضائها .  وتمويل نفقات الدعاية الانتخابية من ميزانية الدولة .  فساهمت هي الاخرى في نهب الدولة .  وكذلك فعلت بقية الاحزاب والكتل الاخرى المشاركة بالعملية السياسية 
      وبدلا من ان يتم بناء الدولة على وفق اسس علمية سليمة تستند على الكفاءات النزيهة لتوفير العدل والخدمات للمواطنين ، نرى ان هذه الاحزاب قد تكالبت على الدولة وجعلها بقرة حلوب للحصول من خلالها على اكبر عدد ممكن من الاصوات المؤيدة لها وبالتالي الحصول على مصادر اكثر للتمويل .  وكلما كثرت جماهير الحزب كثر الفساد والسلب لهذا الحزب الا ما ندر .  حتى اصبحت جماهير هذه الاحزاب مجرد عناصر مدفوعة الثمن او مرتزقة .  .   ومن هذا الواقع ايضا نرى ان نوابا ينتقلون من كتلة الى اخرى على حسب قدرة هذه الكتلة او تلك على دفع المزيد .  وكاننا في مزاد للنخاسة يهدف الى الحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات لضمان الحصول على عدد اكبر من الوزارات .  وهكذا دخلنا في حلقة مفرغة من السلب والنهب الذي شمل تقريبا كل المتصدين للعمل السياسي 
         وبدلا من السعي لبناء دولة عصرية نرى الاحزاب الحاكمة تقضم الدولة حتى استحوذوا على كل مواردها . . وهم بفعلهم هذا كمن يسرق نفسه .. حيث ان الدولة التي يريدون بناءها قد سلبوها وافرغوها من كل مقومات الحياة .    .   والاكثر من هذا فقد كان يفترض بالكتلة الاكبر ان تمنع الاخرين من نهب الدولة نراها تغض النظر عنه. .  فزاد الجميع فسادا ،  حتى اوصلوا الدولة الى حد الافلاس المادي .  ووصلوا هم الى حد الافلاس الاخلاقي 
         وبعد هذا كله تاتي ورقة السلم الاهلي الجديدة لتطرح مشاريع بالية  ومستهلكة لاعادة انتاج نفس التجربة .  لتبقى المحاصصة كما  هي ،  سبع وزارات لي وثلاث وزارات لك واربعة وزارات للاخر .   .   وستكون المصالحة الجديدة مجرد اعادة تقسيم الوزارات وليس القضاء على الفساد او المصالحة 
         ان اول ما يجب ان تتصدى له مشاريع السلم الاهلي او المصالحة هو النقد الذاتي والاعتراف بالخطا والفشل في ادارة الدولة والمساهمة في تشجيع الفساد .  ثم تأتي الخطوات اللاحقة في محاسبة الفاسدين الكبار .  ومن ثم الدعوة لمبدأ المواطنة ليكون بديلا عن الارتزاق والتنعم على حساب الفقراء والمهجرين  .
          ان هؤلاء المتربعين على عرش السلطة لا يمكن ان يتنازلوا عنها بطيب خاطر   .  فهم مترفون  .  لديهم الجاه والسلطة والمال . وتحرسهم مافيات مسلحة .  فمن اين تأتيهم صحوة الضمير او  الشعور بالمسؤولية .
         ان الشعب اذا لم يستطع الانتفاضة او الثورة لطردهم واقتلاعهم .  فأن التوازنات الدولية كفيلة بتنفيذ هذه المهمة  .  واذا كان الخطر الداعشي قد ساهم في حمايتهم الى يومنا هذا . لكونه العدو الاكبر للانسانية فان امرهم سينتهي بنهاية هذا العدو  .  .  وفي الاخير لا يصح الا الصحيح . 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز ترامب . . قراءة اولية للتداعيات المحتملة في منطقتنا
- العراق . . مابعد داعش
- رسالة الى رئيس الولايات المتحدة . . المقبل
- المعطيات الاساسية للتدخل التركي في العراق ومعركة الموصل
- مقتدى الصدر . . جعجعة بلا طحين
- المشهد العام للتدخلات الخارجية في سوريا والعراق . . والآفاق ...
- السيد عمار الحكيم . . ومأسسة التحالف الوطني
- استجوابات الفساد . . والشعب المخدر
- ماذا وراء زعيق الفاسدين
- واخيرا فازت ايران في ملعب الشعب العراقي
- برلمان اهل المحابس والمدس
- دار السيد مأمونة
- اكاذيب كيربي
- قراءة اولية للفضيحة البرلمانية
- من سلم المدن لداعش لا يحق له ادارتها ثانية
- في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام
- بوادر الانفراج . .والعد التنازلي
- لماذا يخبؤون اجهزة كشف المتفجرات ؟
- تداعيات اجتثاث البعث
- قرار المحكمة الاتحادية . . يكشف الكذب والنفاق


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - يخربون بيوتهم بايديهم