|
السيد عمار الحكيم . . ومأسسة التحالف الوطني
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 17:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد عمار الحكيم . . ومأسسة التحالف الوطني
بعد تسنمه رئاسة التحالف الوطني ، اعلن السيد عمار الحكيم انه سيجعل من هذا التحالف مؤسسة تقوم على الحوار والمصالحة مع الجميع . . ورغم اننا لا نختلف مع السيد الحكيم على هذا المبدأ ، الا انه يبدو نظريا اكثر مما هو عملي . فخلال تجربة الحكم لمدة تزيد على الثلاثة عشر عاما ثبت لنا ان مثل هذه النظريات لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع . بسبب التحزب والتكتل الطائفي والقومي ، الذي رافق العملية السياسية منذ انطلاقتها . . حيث تم ابتداءً تشكيل الائتلاف العراقي الموحد الذي ضم الاحزاب والكتل الشيعية . وفي المقابل تم تشكيل جبهة التوافق التي ضمت احزابا وكتلا سنية . وكذلك التحالف الكوردستاني المؤلف من الاحزاب الكوردية فقط . . وفي مرحلة لاحقة تم تأسيس التحالف الوطني بديلا عن الائتلاف الشيعي . واتحاد القوى بديلا عن جبهة التوافق السنية . وبقي التحالف الكوردستاني يضم الاحزاب الكوردية في اقليم كوردستان . ونتيجة للصراع على السلطة والثروة ، فقد دب الصدع بالتحالف الوطني . وبقي تحالفا بالشكل فقط . ولنفس السبب انفرط عقد اتحاد القوى السني . . ثم بلغ الصراع اشده بعد اقالة وزير الدفاع . فانقسم الى كتلتين احداها تؤيد رئيس المجلس النيابي ، والاخرى تؤيد وزير الدفاع . وكذلك التحالف الكوردستاني الذي ظهرت عليه الانشقاقات والخلافات الحزبية ، وخصوصا بين حزبي الاتحاد الوطني والديموقراطي الكوردستاني . ثم انشق الاتحاد الوطني الى كتلة التغيير ، وكتل اخرى داخل الحزب الواحد . وهكذا نجد ان كل التحالفات التي بنيت على اسس طائفية وقومية لم تصمد امام مغريات السلطة والثروة . . وقد انعكس هذا على وزارات ومؤسسات الدولة في الحكومة الاتحادية ، وانتقل الى اقليم كوردستان . ثم عم كل مجالس المحافظات الشيعية والسنية على حد سواء ، ووصل الخلاف الى ماصنع الحداد بينهم . . فوقع المواطن ضحية هذه الصراعات والخلافات المستمرة الى يومنا هذا . فهل بعد كل هذا يمكن اصلاح العملية السياسية العرجاء ، المبنية على تحالفات طائفية وقومية منقسمة على نفسها ، وقابلة للانشطار اكثر فاكثر . ان التحالف الوطني الذي يمثل الكتلة الاكبر في مجلس النواب ، والذي يقود العملية السياسية ، يجب ان يعيد النظر ليس في قيادته فقط ، بل في اسس تشكيله . حيث ان القائد مهما اوتي من حنكة وحكمة لا يستطيع ان يرمم بنيانا مهزوزا مليئا بالشروخ وآيل الى السقوط . ان مأسسة التحالف الوطني يجب ان تشمل اساس هذا التحالف ، لا ترميم تصدعاته . . ولكي نحقق هذا الهدف ، علينا اولا استبعاد التخندق الطائفي ، من خلال اشراك قطاعات من الائتلافات السنية والكوردية القريبة من منهج وفكر التحالف الوطني فيه . وعدم اقتصاره على احزاب وتكتلات شيعية غير متجانسة . . حيث اثبتت التجربة بما لا يقبل الشك والتأويل ان ذلك لم يعد مجديا . واننا اذا اردنا ان ندير الحكم بالاغلبية النيابية فاننا يجب ان نبتعد عن التخندقات الطائفية . حيث لا يمكن تحقيق الاغلبية الحاكمة من طائفة واحدة فقط . خصوصا اذا كانت هنالك خلافات عميقة داخل كتلة الطائفة الواحدة . وبذلك فاننا اذا اردنا للتحالف الوطني النجاح في مسيرته بادارة حكم الاغلبية فان علينا استبعاد الكتل غير المتجانسة من هذا التحالف ، وضم كتل سنية وكردية من داخل العملية السياسية او من خارجها ، لكي نستطيع ادارة الحكم بطريقة ديموقراطية وحضارية ووفق اسس سليمة بعيدة عن التشكيك في الاستئثار بالحكم او تهميش الاخر ، مبتعدين في ذلك عن التخندق الطائفي والاثني، مع اعتماد منهاج عمل للدولة في المرحلة القادمة . وفي المقابل بامكان الاحزاب والكتل الاخرى تشكيل تحالفاتها على وفق منهجها وفكرها في ادارة الحكم . وبذلك فقط يمكن ان نؤسس لتحالف وطني قادر على ادارة دولة عصرية تقوم على تحالفات حقيقية هذه هي الطريقة الوحيدة لمأسسة التحالف الوطني . وبعكسه فاننا نخدع انفسنا اذا تكلمنا مرة اخرى عن الحوار والمصالحة دون تحقيق ذلك على ارض الواقع . ان هذا السبيل يبدو ضربا من الخيال لاول وهلة ، الا انه في الحقيقة قابل للتحقيق ويحتاج فقط الى جرأة قائد يستطيع ان يحمل وطنه على كتفيه . ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استجوابات الفساد . . والشعب المخدر
-
ماذا وراء زعيق الفاسدين
-
واخيرا فازت ايران في ملعب الشعب العراقي
-
برلمان اهل المحابس والمدس
-
دار السيد مأمونة
-
اكاذيب كيربي
-
قراءة اولية للفضيحة البرلمانية
-
من سلم المدن لداعش لا يحق له ادارتها ثانية
-
في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام
-
بوادر الانفراج . .والعد التنازلي
-
لماذا يخبؤون اجهزة كشف المتفجرات ؟
-
تداعيات اجتثاث البعث
-
قرار المحكمة الاتحادية . . يكشف الكذب والنفاق
-
لا تسلني من اكون . . انا سني الابوين شيعي الفكر والهوى
-
العراق بين التقسيم وتقبل الآخر
-
هل سيكون العبادي غورباتشوف العراق
-
اعادة تنظيم الحشد الشعبي
-
من الاصلاح والفلوجة الى الموصل . . مهمات غير منجزة
-
تعذيب النازحين . . اعظم هدية لداعش ولدعاة التقسيم
-
هل فقدنا الهوية الوطنية
المزيد.....
-
قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في
...
-
جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف
...
-
غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق
...
-
الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر
...
-
الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار
...
-
روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط
...
-
لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح
...
-
ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا
...
-
هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
-
لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|