أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - المزاد المخزني














المزيد.....

المزاد المخزني


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1) هناك إجماع قلَّ نظيره على بؤس الممارسة السياسية وعلى انحدارها لأقصى درجات الانحطاط وعلى إنتاجها لزعامات كارطونية تعاني من الخواء الفكري والرصيد النضالي، بل نحتث هذه الزعامات مسارَها بالهراوات والكلاب بل وبالعمالة والوشاية والاستقواء بأجهزة السلطة للحسم في العديد من الخلافات الداخلية ،الأكثر من هذا لم يعد مِن معنى لمواصفات اليمين واليسار والوسط في المشهد السياسي المغربي مادامت كلها تسعى فقط لاقتسام الثروة والقرار السياسي عبرالمتاجرة في أصوات المواطنين وبؤسهم، كما لم يعد من معنى حتى للتوصيف السياسي لهذه الأحزاب والتي تحولت إلى أجهزة بدل أحزاب بلغة "مهدي عامل" مادامت كل الأحزاب-مع عدم التعميم التبسيطي - تناضل للتقرب من المؤسسة الملكية ،تتاجر بل وتتآمر أحيانا بهدف الاستفادة من هامش السلطة وجزء من الثروة الوطنية والحصانة من المتابعة والمساءلة. هل هي إذن بداية النهاية لنمط معين من الأحزاب السياسية أصبحت تشتغل بمنطق المقامرة والمناورة والابتزاز و"التنوعير" و"التبنديق"....بلغة الاقتصادي "ادريس بنعلي".

2) على خلاف الأحزاب في الدول المتقدمة التي ارتبطت نشأتها بالمشاريع الفكرية والسياسية وبالمواطنة وصندوق الاقتراع وبمفاهيم المشاركة والعقل والعلم والحق والواجب وبقيم الحرية والمساواة والاختلاف فإن الأحزاب المغربية ارتبطت بالزاوية التي تحيط فيها الزعيمَ بهالة من القدسية وارتبطت نشأتها ليس بالصندوق بل بالنضال ضد الاستعمار، كما ارتبطت بالعلاقة العمودية التي تربط الأسياد بالرعايا ،و الكبار بالصغار والجنرلات بالجنود ،لذلك تجد أكبر العاهات والأعطاب من صنف اللصوصية والارتزاق والترحال والطائفية والقبلية والنرجسية والخسّة والدسيسة والقذارة والكيد والانبطاح والإثراء والعجرفة والتسامي هي ما يميز زعماء هذه الأحزاب ،وأن حكاية التأطير والتمكين والتكوين اندثرت من برامج الممارسة الحزبية ،وأن شعارات النقاء والعفة ونظافة اليد والتضامن ومصلحة الوطن وخدمة الصالح العام هي مجرد وقود للاستهلاك وللحملات الانتخابية ولتجييش البسطاء كلما اقترب موسم غنيمة ما. واقع الحال الذي وصلته الأحزاب والأدق الأجهزة السياسية هو من ساهم إلى جانب النظام السياسي في إنتاج "شعب" لاهَوية ولابوصلة ولامِلّة ولاعقيدة له،"شعب" متلون حسب الحالة وحسب السياق،شعب يقضي يومه مع جهة معينة ويبيت مع الجهة الأخرى، هوقومي مع القوميين ويساري مع اليساريين وإسلامي مع الإسلامي حَسَبَ الحاجة... شعب مخزني بامتياز، طبعا ليس هناك شعب ولكن هناك شعوب ، الشعب الذي يمارس قضاء الشارع ويقبل أن يلعب دور البلطجة والشعب الذي يبيع ذمته في الانتخابات ب200 درهم ليس هو شعب حركة 20 فبراير،وليس هو الشعب الذي صرخ عاليا في الشوارع ضد طحن محسن فكري ،وفي العديد من المحطات ،وليس هو الشباب الذي رفض الاستبداد والظلم والحكرة باكرا وأدى التكلفة باهضة جدا.

3) كذِب "محمد اليازغي" الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حين صرّح بعد رحيل "الحسن الثاني" أن "المخزن مات" إن المخزن لم يمت بل زاد عنفوانا ورسوخا ،المخزن اكتسح حتى المساحات التي شكّلت قواعد خلفية للأحزاب التقدمية والراديكالية ،المخزن هو الذي يميت الأحزاب والأشخاص والنخب وهو الذي يقصيها و"يغضب" عليها ،هو الذي يحييها بعد مماتها، صدق إذن مَن اعتبر المخزن مثل العربة لا تغير مسارها ولا البضاعة التي تحملها ،لكن تغير الأحصنة فقط التي تجرُّها ،وصدق الصحافي "عبدالعزيزكوكاس" الذي شبّه المخزن ببراد الشاي من حيث الشكل فهناك الرأس، والبطن المنتفخة والعضو المنتصب والذي يمكن أن يتحول إلى أداة للكيّ أو مصبًّا للشاي،ومن حيث المضمون قدرتُه على تذويب وبسهولة السكر من صنف "سنيدة" ومن صنف الأقراط ،"سنيدة" والأقراط يعني بها الأحزاب الإدارية والوطنية والنخب الفكرية والثقافية أما سكر القالب الذي يعنى به الأحزاب الراديكالية فإن المخزن يكسر هذه القوالب إلى طوب فتسهل عملية التذويب.
الخطر الذي يجعل البلد في مهب الريح هو أن يتحول المخزن إلى مزاد يساوم فيه السياسي والمثقف والكاتب والنقابي ورجل الأعمال والصحافي والأستاذ والباحث والخبيروالفلاح والعاطل ... حاجياتهم ،الخطر أن يصبح هذا المزاد هو المسلك الوحيد والأوحد للحراك الاجتماعي وللترقي وللسلطة وللجاه ،الخطر أن تتسع الهوة عميقا بين طبقة الأسياد والسدنة والخدم وسماسرة الانتخابات وزعماء الأحزاب والنقابات ومقاولو الجمعيات وأباطرة المخدرات ومافيا العقار وغاسلي الأموال والموالين وحراس التقليد وحراس المعبد والطبالين والمزمرين ...من جهة وبين القاعدة العريضة من الفقراء والكادحين وصغار الموظفين والفلاحين والجنود والعسكريين والفراشة والعديد من الفئات المسحوقة التي تحصل على قوتها إما من عرقها أو من لحمها أو عن طريق التهريب والنشل وبيع اللذة ... من جهة أخرى.

4) ترشُّح هذه الطينة من الأحزاب والنقابات والجمعيات للانقراض أمرٌ لا مناص منه ،بقى أن يعلِّق الشعب المغربي الأملَ على روح حركة 20 فبراير وعلى مطالبها وتطلعاتها وعلى اليسار الجذري أو الراديكالي الذي لم يسبق له أن حكم ولا أن غرق في اللعبة المخزنية المغلَقة ،فهذا اليسار بصدقيته النضالية وقبضه على الجمر و تضحياته الجسيمة فهو بدوره يعاني من التشتت ومن الحلَقيةومن وهم امتلاك الحقيقة ومن النرجسية ومن أوهام الطهرانية ومن البرجعاجية ومن قلة التواضع ومن الكره الرفاقي ومن "الجذبة" النضالية ،أزمة اليسار على خلاف باقي المعمور لم يستطع بلورة حد أدنى سياسي تلتف حوله جميع القوى والفعاليات والتيارات والحساسيات وإلا سيظل ينهشه التآكل والعزلة ولم لا الانقراض؟



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك الفصيلة البشرية
- مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر
- على هامش التصويت والمقاطعة لانتخابات 7 أكتوبر
- على هامش قضية عمر وفاطمة القياديان بحركة التوحيد والإصلاح
- فصل المقال فيما بين النظام السياسي المغربي والأحزاب من اتصال
- الطرق الخمسة لولوج النخبة المخزنية
- في الحاجة الوجودية إلى الفلسفة
- صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا
- فقط في المغرب
- لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
- الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟
- داعش التي في فكرنا
- التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
- حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
- ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و ...
- هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
- الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
- على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - المزاد المخزني