أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر















المزيد.....

مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 04:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1) من المفارقات التي لن تجدها في أي مشهد سياسي آخر هو أن المشهد السياسي المغربي ،الجميعُ فيه حاكمون ومحكومون يلعبون دور المعارضة ،الجميع يجيد خطاب التشكي والمظلومية وينتقد الأوضاع المتردية، خُطب الملك تتساءل عن مآل الثروة وتنتقد بطء الإدارة وطغيان المصلحة الحزبية والشخصية لدى الأحزاب ، الأحزاب المشكِّلة للحكومة تشتكي من التحكم ومن العرقلة ومن حكومة الظل ومن الدولة الموازية ، الأحزاب التي تعارض الحكومة ،وليس الحكم، بدورها تشتكي من الهيمنة والأخونة ومن ضرب القدرة الشرائية ومن تفكيك نظام الحماية الاجتماعية ومن الاقتطاع ومن التطبيع الكامل للحكومة مع مافيا العقار ولصوص المال العام ورموز الفساد ومن قهر الفقراء والموظفين وذوي الدخل المحدود والمنعدم ،في حين أن كل معارضي اليوم هم الذين كانوا يحكمون بالأمس القريب ، كلهم طبقوا سياسات نيوليبرالية متوحشة وتناوبوا ليضعوا المغرب في مؤخرة الأمم.

2) المفارقة التي ينفرد بها المشهد السياسي المغربي خاصة مع انتخابات 7 أكتوبر أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة زادت عدد مقاعده في حين اندحرت الأحزاب التي شاركته تسييرَ الحكومة ،في حين أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي لعب ما يسمى بالمعارضة زادت عدد مقاعده واندحرت من شاركوه هذه المعارضة، الشيء الذي لا يستقيم لا سياسيا ولا منطقيا كيف تزيد عدد مقاعد مَن في الحكومة ومَن في المعارضة على السواء ؟.

3) المفارقة الغريبة هي أن حزبا طبَّق سياسة تفقيرية خطيرة اكتوت بنارها جميع الفئات البسيطة والمتوسطة ،سياسة من شأنها أنها رهنت الشعب المغربي عبر أجياله اللاحقة بقروض تكاد تفوق كل القروض التي اقترضتها الحكومات المغربية ، سياسة تجعل هذا الشعب سيؤدي تكلفة 50 سنة من النهب وتهريب الرساميل المالية والبشرية وتبييض أموال الغش والمخدرات ناهيك عن سرقات الصناديق والمؤسسات البنكية والضيعات ،المفارقة إذن عِوَض انحسار عدد مقاعد هذا الحزب نتيجة سياسته اللاشعبية، فإنه أضاف 20 مقعدا وهي العتبة لتشكيل فريق برلماني ،وهي النسبة التي اندحر إليها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .

4) إذا كان معظم الفاعلين السياسيين بدأ يدق ناقوس الخطر حول النسبة الهزيلة التي صوتت في انتخاب 7 أكتوبر والتي تقدر بحوالي 23 في المائة ،بماذا نفسر النسبة المتزايدة لحزب العدالة والتنمية ولحزب الأصالة والمعاصرة من هذه النسبة الهزيلة أصلا ؟،التفسير الأقرب إلى الواقع أن القاعدة الانتخابية القارة والمتعاطفة لحزب العدالة والتنمية صوتت من منطلق الرابطة الدينية أو ما يُعرف بالتصويت الديني، أي أن الفئات الصغيرة والوسطى التي صوتت للعدالة والتنمية هي فئات تضررت بدورها من السياسات التفقيرية من غلاء المعيشة ومن تجميد الأجور ومن خوصصة لقطاعي التعليم والصحة ومن تفكيك لنظام الحماية الاجتماعية في شخص "إصلاح" التقاعد ومع ذلك صوتت لهذا الحزب ، الشيء الذي يرجِّح كفَّة أن التصويت للعدالة والتنمية من طرف هذه الفئات المتضررة بدورها هو تصويت ديني ،ولا غرابة أن العديد من الفئات المتشبعة بنمط معين من التدين تعطي الأولوية للرابطة الدينية على حساب أية رابطة أخرى كالحاجيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،ولعل انتفاض هذه الفئات على جسد طافح لامرأة واختزال عفة المرأة في قطعة قماش على رأسها وانزعاجها من الاختلاط بين الجنسين وعلى السباحة في البحر وفي المقابل إدارة ظهرها لمعضلات البطالة والرشوة والفقر وانتهاك الكرامة البشرية ما يفسر أن أولوية الأولويات لهذه الفئات الناخبة للعدالة والتنمية هي الرابطة الدينية ، وما يعزِّز هذه المقاربة أننا نعيش عالميا ما يمكن تسميته بالزمن الأصولي على غرار الزمن القومي في الستينات والزمن الماركسي في السبعينات من القرن الماضي... أما حزب الأصالة والمعاصرة فهو بعيد أصلا عن مواصفات الحزب ،إذ لا يستطيع أن يكبر أو يتوسع خارج دعم السلطة، وأن المقاعد التي حصل عليها لا تعكس الإرادة الحرة والمستقلة للمصوتين ، إنه خليط من الأعيان والانتفاعيين وفلول اليسار رهانهم الوحيد والأوحد التقرب من مالكي مفاتيح القرار الاقتصادي والسياسي.

5) من المفارقات التي يمكن تسميتها بالهدر السياسي فالأحزاب التي تشارك اليوم في اللعبة الانتخابية تجدها قد قاطعتها خلال سنوات سابقة ، وأنه من أسباب انشقاقها عن الحزب الأم هو اتهامها بطغيان الخط الانتخابي ، مثال ذلك حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي انشق 8 ماي 1983 عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،هذا الأخير الذي كان قد اختار ما سماه استراتيجية النضال الديمقراطي 1975 في مؤتمر استثنائي متبنيا فيه مذهبَ الاشتراكية الديمقراطية بقيادة الشهيد عمر بن جلون الذي سقط صريعا على أيدي عناصر الشبيبة الإسلامية ،هذا الانشقاق لحزب الطليعة عن الحزب الأم والذي كلّف رموزَه سنوات من السجن كان سببه الاختلاف حول الخط الانتخابي ، الهدر أن يعود هذا الحزب المقاطع للانتخابات طيلة سنوات للمشاركة في انتخابات 2007 التي عرفت أضعف نسبة مشاركة ، كما شارك في انتخابات 2009 الجماعية التي سيحصل فيها حزب الأصالة والمعاصرة على أغلب المقاعد رغم أنه حديث الولادة ،أليس هدرا أن ننشق عن حزب لخطه الانتخابي ثم نعود للمشاركة في انتخابات التي ظلت تتسم بلوائح انتخابية مخدومة وبإشراف مطلق لوزارة الداخلية وغياب للضمانات التي طولب بتوفرها لضمانة نزاهة الانتخابات ؟ منطق الهدر السياسي ينسحب كذلك على منظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي قاطعت العديد من الانتخابات قبل أن تنضم إليها ثلاث تيارات سياسية : الديمقراطيون المستقلون ،الحركة من أجل الديمقراطية ،فعاليات مستقلة ،لتنصهر في حزب جديد سمي حزب اليسار الموحد الذي ستنضم إليها جمعية الوفاء للديمقراطية التي انشقت بدورها عن الاتحاد الاشتراكي برئاسة "محمد الساسي" الذي عارض مشاركة "عبدالرحمان اليوسفي" فيما سمي حكومة التناوب التوافقي والتي واجه فيها "اليوسفي" "الساسي" بقولته الشهيرة "أرض الله واسعة"، ويمكن تفسير غَلَبة الرهان الانتخابي على مجمل التيارات السياسية اليسارية التي طالما قاطعت اللعبة الانتخابية بِ : أن الأغلبية العظمى بهذه التيارات تميل للانتخابات ،إما تعبا من المعارضة التي لم تضمن أي توسع تنظيمي أو تجدر شعبي ،وإما طمعا في تموقعات سياسية قد تشكل واجهة للنضال المؤسساتي، وإما تحقيقا للمنافع الشخصية التي لا تخلو منها أية حركة سياسية.

6)ارتباطا بما سبق ومن المفارقات الصادمة أن يترشح مناضل قُدَّ من الصخر بشجاعته وتضحياته، إنه المناضل "عبدالرحمن بن عمرو" القامة السامقة في النضال وفي العطاء ، مناضل لم تخطئه المحاكمات الكبرى آزر ورافع ودافع عن السياسيين وعن الطلبة وعن العسكريين وعن الإسلاميين وعن العمال دون تمييز ، مناضل من مؤسسي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ورئيسها لدورتين ورئيسا لجمعية هيئة المحامين بالمغرب ،اعتقل لعدة مرات ،وتعرض لِ 4 محاولات اغتيال كما ورد في كتابه "من أجل ذاكرة عادلة" ،إيراد هذا النموذج الذي لا يمكن أن يختلف أحد على عطائه ونضاليته وصموده لم يستطع للمفارقة أن يحصل على مقعد في انتخابات 2007 التشريعية ، لا يستطيع أحد أن يقول أن "عبدالرحمان بن عمرو" شارك في الانتخابات عن طمع في المقعد أو الحقيبة أو المجد أو الاغتناء بل عن تقدير سياسي يحتفظ به لنفسه ،هذا المناضل حصل فقط على 600 صوت وأين ؟ بالمنطقة البورجوازية "السويسي" وبصِفر صوت في الأحياء الشعبية في "باب الحد" بالرباط ، يقول "بن عمرو" بمرارة في إحدى اللقاءات التواصلية : لم أكن أتوقع يوما أن يصوت علي البورجوازيون ولم يصوت علي فرد واحد من أبناء الشعب الكادح الذي كرست كل حياتي للدفاع عنهم وعن قضاياهم ، للعلم أن المنافس ل"عبدالرحمان بن عمر" في دائرته الانتخابية هو "عمر البحراوي" المنتمي للحركة الشعبية وأحد السماسرة الكبار في الانتخابات الذي استطاع أن يشتري الأحياء الشعبية عن بكرة أبيها. خلاصة القول أنه لوكان بالمغرب مجرد السميك الديمقراطي لكان "عبدالرحمان بن عمرو" من الفائزين في أية انتخابات أجريت ،إن نجاحه من عدمه يصلح أن يُتخذ مِحكّاً للمسألة الانتخابية وللديمقراطية المغربية .

7) المفارقة أو العبث الذي أصبح عليه المشهد السياسي هو مستجد الطابع العائلي للانتخابات ،الجميع تابع أن الرموز والنافذين في الأحزاب استجلبوا أبنائهم وزوجاتهم وأصهارهم لهذا البرلمان، فأصبح بالبرلمان أسرة "المحرشي" ،أسرة "شباط"، أسرة "عبد العالي حامي الدين"، أسرة "عبدالواحد الراضي"، أسرة "فوزي الشعبي"، أشرة "الشاوي بلعسال" ،أسرة "عادل السباعي" ،أسرة "قيوح"، أسرة "حمدي ولد الرشيد" ،أسرة "عبداللطيف وهبي"، أسرة "بوهدود" ...،وحتى اللائحة الوطنية المخصصة للشباب والنساء والتي قيل أن لها دورا بيداغوجيا في تحفيز وتمكين الشباب والمرأة من المشاركة في الشأن السياسي أي ممارسة التمييز الإيجابي بلغة الأمم المتحدة ،تحولت هذه المقاربة الأممية التي تعمل بها مجموعة من الدول ذات المنسوب الضعيف في الممارسة الديمقراطية، (تحولت) في المغرب إلى ريع سياسي ذا طابع عائلي بدوره ،فتجد في هذه اللائحة على سبيل الحصر نماذجَ لحزب العدالة والتنمية لأن لهم نصيب الأسد من اللائحة الوطنية :"ماجدة بلعربي" زوجة "محمد خوجة" الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة مكناس فاس، صهر "البوقرعي" الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية ،"ميمونة أفتاتي" الزوجة الثانية ل"لمجذوب" "عبدالعزيز أفتاتي"، "فاتحة الشوباني" شقيقة "لحبيب الشوباني" الوزير السابق والرئيس الحالي لجهة درعة تافيلالت ، "الفاطمي الرميد" و"رقيقة الرميد" وهما شقيقا "مصطفى الرميد" وزير العدل والحريات ..



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش التصويت والمقاطعة لانتخابات 7 أكتوبر
- على هامش قضية عمر وفاطمة القياديان بحركة التوحيد والإصلاح
- فصل المقال فيما بين النظام السياسي المغربي والأحزاب من اتصال
- الطرق الخمسة لولوج النخبة المخزنية
- في الحاجة الوجودية إلى الفلسفة
- صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا
- فقط في المغرب
- لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
- الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟
- داعش التي في فكرنا
- التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
- حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
- ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و ...
- هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
- الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
- على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر