أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الهيموت عبدالسلام - صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا















المزيد.....

صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 00:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما إن انتخبت لندن أكبر وأعرق العواصم الأوروبية ،حوالي 13 مليون نسمة ،صادق خان ابن سائق الحافلة المهاجر من باكستان عمدة لها، حتى انطلقت حملة مسمومة غير مسبوقة ليس من المحافظين الإنجليز ولا من اللوبيات الصهيونية بل من إخوانه الذين يشاركونه العروبة والإسلام، حملة تفتيش وتلصص وتنقيب عن الأصول الطائفية والمذهبية والعرقية لصادق خان ،هناك من نسبه للشيعة وهناك من وصفه بالمجوسي الرافضي ابن المتعة والبعض الآخر ربط ترشحه بولائه لليهود وهناك من اختصر المسافات بأن شكك وطعن في إسلامه .

العقل الجمعي المشبع طائفية ومذهبية وعنصرية لم يستوعب أن صادق خان أصبح عمدة بكفاءته وعصاميته واندماجه الإيجابي المكافح في بلد علماني وفر له جميع ما يحتاجه من تعليم وحرية وعلاج وكرامة ،لم يستوعب هذا العقل المهووس بقاموس الاتهام والتكفير أن سكان لندن اختاروه لبرنامجه الانتخابي الذي يدعو للتسامح ولمحاربة جميع أشكال التطرف والتعصب ولوعدهم بتوفير الحاجيات الحيوية لشباب العاصمة ولتحويل لندن منارة عالمية في التسامح الديني والعرقي والعيش المشترك للجميع دون اعتبار للمحددات الدينية والطائفية والمذهبية.

إن نجاح صادق خان المسلم الباكستاني البسيط أمام منافسه الإنجليزي الملياردير ذي الديانة اليهودية " غولد سميث "أخرس تجار الإسلاموفوبيا الذين طالما يلوحون بهذه الفزاعة لمزيد من تخدير وتمويه وتعتيم على شعوبهم مصورين لهم أن الصراع بين الغرب والدول العربية والإسلامية هو صراع ديني في حين أنه صراع اقتصادي وسياسي ،وكذا إلهائهم بمعزوفة العدو الخارجي الذي يحارب الإسلام والمسلمين، فزاعة الإسلاموفوبيا هذه لا تختلف عن نظرية المؤامرة التي عملت على تأبيد أنظمة الحكم الاستبداد التي طالما استخدمها المستبدون لنهب ثروات شعوبهم وإغراقهم في الجهل والفقر، إن الاستبداد الممتد من المحيط للخليج المنتج لكل أشكال الجهل والتخلف والفساد والرشوة هومن كرس مقولة الإسلاموفوبيا بمساعدة جوقة من الكتاب والمثقفين الطبالين والزمارين الذين يجيدون التطبيل والتزمير في خيانة مريعة لضمائرهم والمفترض فيهم تنوير شعوبهم والرقي بفكرهم وأذواقهم ....هؤلاء الطبالين والزمارين الذين يعملون في كل مناسبة على حشو أدمغة شعوبهم بأن الغرب يحارب الإسلام والمسلمين ،هدفهم الواضح من استثمار هذه الفزاعة أن يقبل الشعب الجاهل طواعية بحماية المستبدين للدين من كل هجوم محتمل .

إن الغرب الاستعماري لا تهمه لا الأعراق ولا الديانات ولا الإثنيات بل تهمه فقط المواد الأولية لهذه الدول واليد العاملة الرخيصة ويهمه الأسواق لتصريف فائض منتوجاته ونفاياته ويهمه الانخراط في أحلافه العسكرية والسياسية والاقتصادية وهذه الأحلاف بالمناسبة تنخرط فيها جل الدول العربية والإسلامية خدمة للمشروع الأمبريالي وللحركة الصهيونية بهدف التصدي لتطلعات الشعوب التي تروم تقرير مصيرها وبناء دولتها المستقلة ، يجب القول لمستخدمي فزاعة الإسلاموفوبيا بما تعنيه محاربة الغرب للإسلام والمسلمين هي كذبة كبرى أليس الغرب الأمبريالي هو من صنع الحركات الإسلامية بصيغها الإخوانية والسلفية و"الجهادية" ؟،أليس الغرب الإمبريالي هومن أنشأ ومول ورعى وحمى وما يزال لأكبر دولة إسلامية من حيث المقدسات الإسلامية وهي السعودية راعية الإرهاب العالمي؟، أليس الغرب الإمبريالي هو من احتضن جميع رموز التيارات الإسلامية المعارضة بكل أصنافها ؟ أو ليست كل الدول العربية والإسلامية تعيش تحت كنف وحماية أنظمة مخابرات الدول الغربية وقواعدها العسكرية في معادلة النفط والغاز وحماية المصالح الاقتصادية لهذا الغرب مقابل الأمن ؟ الأمن ممن ؟ الـأمن لأنظمة إذا ما تهيأت الشعوب للثورة عليها ، كيف استطاعوا أن يقنعونا بأن الغرب يحارب الإسلام والمسلمين ؟ واقع الحال يبين أن المسلمين أكثر حربا لدينهم ولتاريخهم وحضارتهم ،وأن الحقيقة الساطعة التي لا مهرب منها هي أن مستقبل الدين الإسلامي وجميع الديانات سيزدهر في أوربا والغرب عموما وليس في دول الاستبداد والديكتاتورية كما توصل لذلك العديد من الباحثين والمفكرين الإسلاميين.

لم يستطع العقل المعطوب في مقاربة عملية تبوء صادق خان عمدة لندن كذلك أن يميز بين السياسة الخارجية للدول الرأسمالية المتسمة بالتوسع والهيمنة والتفتيت وفرض نمطها الثقافي والسياسي والاقتصادي من جهة وبين السياسة الداخلية لهذه الدول التي يقرر فيها الشعب مصيره بكل حرية بما فيها اختيار من يحكمه بغض النظر عن خلفيته الدينية أو العرقية ،وأنه لا أحد يعلو داخل هذه المجتمعات فوق سيادة القانون أو أن يشكك في السيادة الشعبية وفي فصل السلط وسلطة القضاء وأن المحدد الوحيد والأوحد للانتماء بهذه الدول هو المواطنة والمواطن وليس الدين ولا العرق ،قد تستطيع الدول الأمبريالية أن تشعل الحروب وأن تساند نظاما ديكتاتوريا حماية لمصالحها، وتستطيع أن تخوض حروبا مباشرة أو بالوكالة ... ولكن لا تستطيع أن تفرض مرشحا مسيحيا على مرشح مسلم ،ولا تستطيع أن تصادر حق الشعب في أن يصوت على من يختاره ،ولا تستطيع أن تستغل الدين والإثنية والأعراق في السياسة.

عن عنصرية الغرب التي صدعنا بها الاستبداد وعرابوه ،نحن الذي نشتكي من عنصرية الغرب أكثر عنصرية وبغضا وكراهية لبعضنا البعض، نحن الذين ما نزال نتناول مفردات الشريف والجبلي والفاسي والعروبي والسوسي، ألسنا نحن الذين نتفاخر بأصلنا العريق وبالشرف والزاوية داخل المدينة أو القرية وحتى داخل نفس الحي؟ ألسنا نحن من نتحارب بيننا شيعة وسنة ودروز وأكراد وزيديين وعلويين مستقويين بهذا الغرب الإمبريالي وبالكيان الصهيوني ضد إخواننا العرب والمسلمين ؟،هل من عنصرية أكثر من يحرم الفلسطينيون الذي يعيشون في الدول العربية من رخص السياقة ومن الولوج السلس للخدمات الصحية والتعليمية وتجديد الإقامة وجواز السفر ورخصة التجارة وحرية التنقل ولائحة طويلة من المهن ممنوعة على الفلسطينيين العرب المسلمين ناهيك عن الإذلال الذي يعيشه الفلسطينيون في المخيمات .

اجتاحت العنصرية أوربا بعد ظهور القاعدة وداعش والنصرة وعشعشة الوهابية الحنبلية داخل الجاليات العربية والإسلامية، فالجيلان الأول والثاني اللذان على أكتافهم وظهورهم بنت أوربا البنية التحية كالقناطر والجسور وخطوط السكك الحديدة التي دمرتها الحرب العالمية الثانية واشتغل هذا الجيلان كذلك في قطاعات الصناعة والخدمات والفلاحة ،هذان الجيلان قد يشتكيان من ظروف العمل ومن الشعور بالغربة وصعوبة الاندماج لكن قلما اشتكوا من العنصرية بالوتيرة التي أصبحت عليه أوربا مع الجيلين الثالث والرابع ،جيلان بجسد علماني ورأس وهابي حنبلي ،جيلان يعيشان أزمة عميقة ،أزمة الهوية والانتماء ،هذان الجيلان ممزقان وموزعان بين ثقافة علمانية منفتحة تنتصر لمنطق العيش المشترك والاختلاف وتعدد الروافد الثقافية والدينية وبين ثقافة الاستبداد والرعية وتقديس الموت ومعاداة الحياة خاصة في جوانبها الإبداعية والرمزية والجمالية، الجيلان اللذان تغذيا من الفكر الوهابي المنتشر عالميا الممول من طرف المال السعودي هو من خلق فكرا تكفيريا انتحاريا ينشد الموت ولا شيء غير الموت ،وبعملية فلاش باك بسيطة نستعيد فيها مرحلة السبعينات والثمانينات لنرى كيف كان الفضاء العام والمدارس ودور السينما والجمعيات الثقافية والجامعات المغربية قبل أن يجتاحنا جميعا الفكر الوهابي الذي يعادي كل المظاهر البهية والمشرقة في الحياة .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط في المغرب
- لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
- الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟
- داعش التي في فكرنا
- التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
- حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
- ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و ...
- هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
- الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
- على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الهيموت عبدالسلام - صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا